2016-04-26, 20:37
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: لماذا الإنسان أولا؟ | يعتبر المفكر المغربي الكبير السيد عصيد أن للإنسان الأولوية باعتبار أنه قيمة عليا تتصدر كل قيم هذا الكون وهو وربي فكر مستورد يعرج بنا إلى تحليل مشوه مفاده أن الإنسان فوق كل القيم الكونية ما دام هو القيمة العليا . لذا نجد أن القيم الكونية صاغها الإنسان وفق مصالحه ورؤيته الضيقة في زمان معين وفق مصالح معينة ...وتحاول كل القوى العالمية اليوم أن تفرض هذه القيم على العالم بالحديد والنار على اعتبار أن الإنسان فوق القيم وهو من يصوغها ويحدد أهدافها وغاياتها...وفي ذلك ظلم للإنسان حيث قوانين الغابة تسود بدل العدل .
طبعا للسيد عصيد الحرية في التعبير عن رأيه وطرح قناعاته كما يريد سواء كانت مستوردة من القيم المادية الطاغية التي جعلت من الإنسان إلاها يحكم ويخطط ويفسد أو العكس...
ولكنني جد متأكدة أنه -السيد عصيد - يتخبط مع قناعاته بخصوص الهدف السامي للحياة الإنسانية ،والمتمثل في سر الوجود البشري،فإذا كانت جل الحضارات الإنسانية تؤمن بأن لهذا الكون خالق ،وقد خلق الإنسان لغاية وهدف ،فكيف يضع السيد عصيد الإنسان فوق الإله والدين والعقيدة التي جاء بها الأنبياء والرسل لإسعاد الكائن البشري ؟؟؟ وما دمنا في مناضرة حول إشكالية القيم وخصوصا مع جمعية أساتذة مادة التربية الإسلامية فالبحث يجب أن يذهب في اتجاه الرؤية الإسلامية لا الزاوية العقلية الفلسفية المحضة التي تكفر بما دون العقل وتلغي ما جاءت به الرسالات السماوية ويتم التشكيك فيها ،
لذلك أسائل الكاتب عصيد : هل يمكن للإنسان أن يدرك كمالاته ويصل لذروة سعادته الروحية والجسدية دون مصدر إلهي سماوي يرشده للخير؟ . ودعني أسأل: هل في واقع حياة الإنسان يمكن أن توجد طاقات يستعين بها لملأ نقائصه البشرية دون رعاية إلهية وسنن كونية ؟
فلو كان كذلك لما جعلت حكمة الله أن ينزل الوحي الإلهي من فوق سبع سماوات ليستعين به الإنسان ويكون قادرا على التحرك باتجاه مجموعة الكمالات الممكنة له.
من هنا تتجلى لنا الحكمة من بعث الأنبياء والرسل ألا وهو تكميل الإنسان وإيصاله إلى غاية خلقته بشكل عام، وهو أمر لا ينبغي البحث فيه لأن الكل مسلمٌ به.
أما عن الإعتبارات الثلاثة التي ذكرها عصيد فلا قيمة لها إذا عرف الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الإنسان، كيف يخلقه ويهيئ له الكون ببديع صنعه ويجعله متوازنا بين المادة والروح ....ثم يجعله ثانويا ووسيلة، يسترخص وجوده وروحه وحياته -على حد تعبير عصيد -؟؟؟
ماهذا الكلام الذي ليس فيه أدنى منطق ؟ | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |