2016-04-27, 11:07
|
رقم المشاركة : 15 |
إحصائية
العضو | | | رد: ثقب في الجدار |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya
ثقب في الجدار
طريقي الى الدراسة ،كان طويلا وشاقا ،كنت ضعيف البنية نحيل الجسم مهمل الثياب غير أنني كنت أحرص على النظافة حسب المستطاع .. كنت أمر على جنبات جدار مقبرة باب دكالة(المراكشي) ،تارة ألمسه بيدي وتارة أتكئ عليه لأستريح واضعا بطن رجلي اليسرى على خده ... وبما أن المارة يبتعدون قدر الإمكان عن المقبرة، كنت أنا أضع ما بجيبي في أحد ثقوب الجدار :تارة عشرون (فرنكا) الصفراء اللون وتارة أخري قطعة خبز أسمر الى حين عودتي ..... غالبا ما كنت أجد الثقب فارغا أو إستحود النمل الأحمر على الخبز فنخره وفثته،لم أضجر من ذلك كنت أبتسم فقط وأتابع السير ........ أربع سنوات وأنا على هذا الحال : نفس المسار... الى أن انتقلت الى ثانوية أخرى وبعد مرور أربعة عقود وست سنوات ،وجدت نفسي أمشي بجنبات جدار نفس المقبرة وألامسه بأصابعي كما كنت أفعل في السبعينيات من القرن الماضي وأنا في طريقي الى الثانوية دون أن أدري توقفت عن السير وعادت بي الذاكرة الي سنوات الدراسة: الثقب والخبز والفرنكات القليلة..ضحكت وضحك معي أفراد عائلتي ... قالوا: ما يضحكك ؟ سكتت قليلا ثم قلت: الخبز ! قالوا:هيّا لنتغدّى إذن! بقلم :أحمد خوية نص جميل للأديب أحمد خوية. لغة مكثفة تحمل الكثير في كلمات موجزة.
أعجبتني القصة كثيرا. | |
| |