أهداف أدب الأطفال : أدب الأطفال له آثاره الإيجابية في تكوين الأطفال ، وبناء شخصياتهم ، وإعدادهم ليكونوا رواد الحياة ، والطفل هو الإنسان في أولى وأدق مراحله ، وأخطر أدواره ، فالأدب الإبداعي الموجه للطفل له طبيعته المميزة عن أدب الكبار ، من حيث التعددية الواضحة لطبيعة هذا اللون من الأدب ، ومن حيث وظائف التربية الوجدانية ، والوظيفة الأخلاقية ، والنمو اللغوي والانفعالي ، والانفعال الإيجابي بالأدب عن طريق تنمية الحس الجمالي ، أو التذوق الفني عند الطفل ، واكتسابه للقيم والعادات والسلوكيات والمهارات اللغوية والتعبيرية، والميل إلى اللغة وآدابها ، ومن ثم التعبير السليم عن مطالبه وأفكاره ومشاعره ، ويجب توظيف كل تلك العناصر ، بحيث تناسب توجهاتها عقلية الطفل وإدراكه، كي يفهم الطفل النص ، ويحسه ، ويتذوقه ، ومن ثم يكشف بمخيلته غايته أو وظيفته . (إسماعيل عبد الفتاح ، 2000 : 30)
وخلاصة القول فإنه يمكننا تحديد أهداف أدب الأطفال من وجهة النظر التربوية فيما يلي : (أحمد نجيب ، 1982 : 37-42)
1. أهداف ثقافية :
à تقديم المعلومات العامة والحقائق المختلفة عن الناس والحياة والمجتمع في بيئة الطفل وفي البيئات الأخرى .
à تقديم المضمون العلمي والأفكار المقتبسة من العلوم المختلفة التي تربط الأطفال بالعصر الحاضر ، والتطورات العلمية الحديثة ، ومن ذلك : القصص العلمية ، وقصص المستقبل .
à تقديم المضمون التعليمي الذي يستمد مادته العلمية من المناهج الدراسية المقررة ، ومن ذلك : مسرحة المناهج ، وهي أسلوب شائق جذاب لتقديم المادة التعليمية عن طريق المسرح البشري أو مسرح العرائس .
à تحقيق النمو اللغوي عند الأطفال .
à التدريب على الإلقاء الجيد وطلاقة اللسان والشجاعة الأدبية ومواجهة الجماهير .
2. أهداف أخلاقية :
تبصير الأطفال بالقيم الخلقية الفاضلة ، وتنمية إعجابهم وتقديرهم وحبهم للصفات الطيبة والأبطال الأخيار ، ونفورهم من الصفات المذمومة ، وجوانب الانحراف الخلقي ، وذلك بطريقة غير مباشرة ، وبالأسلوب الصحيح لأدب الأطفال السليم .
3. أهداف روحية :
لتحقيق التوازن بين الاتجاهات المادية السائدة في العصر الحديث ، وبين القيم الدينية والروحية التي لا يستطيع الإنسان أن يحقق السعادة الحقيقية بدونها ، مع وضوح في الرؤية ، يؤكد أنه ليس هناك تعارض بين العلم والإيمان ، أو بين التفكير العلمي والمناهج الروحية :
- فالدين يحث على طلب العلم ، وعلى التفكير والتأمل والبحث والاكتشاف .
- والعلم يدعم الإيمان ، ويرسخ قواعده ، وإنما يخشى الله من عباده العلماء .
4. أهداف اجتماعية :
تعريف الطفل بمجتمعه ومقومات هذا المجتمع وأهدافه ومؤسساته ، وما يجب أن يسود فيه من قيم وصفات اجتماعية . وهذا يكشف للطفل عن جوانب الحياة الاجتماعية ، فيساعد على الاندماج في المجتمع ، والتجاوب مع أفراده .
5. أهداف قومية :
لكي يعرف الطفل أنه عربي في وطنه الصغير ، وأن وطنه جزء من الوطن العربي الكبير الذي تربط القومية العربية بين أجزائه ، وتدعم أواصر وحدته لغة واحدة ، ودين واحد ، وقيم روحية واحدة ، وتاريخ واحد ، وتراث مشترك ، وموقع جغرافي متصل يمتد من المحيط إلى الخليج في مكان حيوي من العالم ، وأن هذا الوطن الكبير يملك من إمكانات الحياة ومقوماتها وثرواتها الشيء الكبير ، وأنه كان منبع حضارة الجنس البشري منذ أقدم العصور ، وكيف أن حضارة العرب الزاهرة هي التي كانت نواة الحضارة الأوروبية بعد ذلك ، وكيف أن العرب يتطلعون بما لهم من آمال وإمكانات إلى اتخاذ مكانهم المرموق في عالم الغد .
6. أهداف عقلية :
لكي تتاح للطفل من خلال الإنتاج الأدبي المناسب والمتفق مع أسلوبه في التفكير فرصة طيبة لنشاط عقلي مثمر في مجالات التخيل والتذكر ، وتركيز الانتباه والربط بين الحوادث ،وفهم الأفكار ، والحكم على الأمور ، وحسن التعليل ، والاستنتاج ، وما إلى ذلك مما يساعد على نمو هذه العمليات العقلية وتطويرها . ومما يساعد على هذا أن يقدم الإنتاج الأدبي الجيد مواقف مناسبة تساعد الطفل على التفكير ، وأنماطاً للتصرف السليم ، ولأسلوب التفكير العلمي والعقلي المنظم ، وكيف يستطيع الإنسان أن يتصرف في مختلف المواقف والمشكلات .
7. أهداف جمالية :
à تقديم المعاني والأخيلة البديعة التي تستهوي الأطفال .
à تقديم الألوان الواقعية الجميلة من مختلف جوانب الحياة والوجود والطبيعة .
à تقديم الأساليب الأدبية الجميلة (جمال اللغة) .
à تقديم المعلومات الفنية التي تثري حصيلة الأطفال عن الفن وألوانه والفنانين وأعمالهم.
à تقديم القيم والاتجاهات التي ترد خلال الإنتاج الأدبي ، وتدعو إلى تقدير الجمال والذوق السليم .
à تقديم مختلف الألوان الجمالية المصاحبة للإنتاج الأدبي مثل :
أ. الصور والرسوم والألوان المصاحبة للإنتاج الأدبي المطبوع في كتب ومجلات .
ب. الموسيقى والمؤثرات الصوتية المصاحبة للإنتاج المسموع في الإذاعة والتليفزيون وغيرهما .
ج. المناظر الخلفية والديكور ، والملابس والموسيقى والمؤثرات الصوتية والضوئية ، وما إلى ذلك مما يصاحب الإنتاج المسرحي .
8. أهداف ترويحية :
حيث يمكن أن يكون أدب الأطفال وسيلة شائقة لشغل أوقات الفراغ ، وتسلية محببة تجلب المسرة والمتعة إلى نفوس الأطفال ، بشرط ألا يكون هذا على حساب القيم والمثل والاتجاهات الحميدة ، أو على حساب من يمثلون هذه القيم كالآباء والمعلمين ورجال الدين .
9. بناء شخصيات الأطفال :
يمكن تعريف الشخصية ببساطة بأنها مجموع الصفات الاجتماعية والخلقية والمزاجية والعقلية التي يتميز بها الشخص ، والتي تبدو بصورة واضحة متميزة في علاقته مع الناس . وبقدر توفر هذه الصفات وتعاونها واندماجها وتآلفها ، وقدرتها على التكيف في المواقف الاجتماعية ، يكون أثر الشخصية وتكاملها .
من المعروف أن المواعظ والنصائح المباشرة قلما تكون ذات أثر عميق باق في نفوس الأطفال ، ومن الأفضل لتحقيق الأهداف الفاضلة ، وفي النواحي الخلقية والاجتماعية وغيرها ، أن يكون هذا بطريق غير مباشر عن طريق القدوة الحسنة ، والنموذج الطيب ، والمحاكاة ، والمشاركة الوجدانية ، والتعاطف الدرامي ، والانطباعات السليمة ، والاستهواء المقبول . ومن هنا يبرز دور أدب الأطفال بما فيه من قصص ومسرحيات وأغان وما إلى ذلك .
فنون أدب الأطفال يتبع