مجال التعليم مجال رحب لابتكار كل ما هو جديد ومفيد للطلاب والطالبات، وليس المعلم والمعلمة في حاجة دائمة إلى الأجهزة والتقنية للعمل، فهناك ابتكارات تحتاج إلى فكرة بسيطة تبدأ ثم تتبلور لتصبح طريقة تفيد ملايين الطلاب والطالبات، وقد تمتد هذه الطريقة حسب نجاحها في الميدان التربوي ليتناقلها الكثير من العاملين في ميدان التعليم سواء في المملكة أو حتى دول مجاورة، وكلما كانت الفكرة قوية كان اتساعها أكبر.
نائف محمد القرافي معلم لغة عربية في مدرسة النفيع بن الحارث المرحلة الابتدائية في المدينة المنورة، ابتكر طريقة جديدة لتعليم "الحروف الهجائية" لطلاب المرحلة الابتدائية، وكيفية إتقانها وحفظها عن ظهر قلب لتستمر معه في الصفوف التي تليه.
- بداية حدثنا عن الفكرة، وعن ماهية هذه الطريقة المبتكرة لتعليم الحروف؟
بداية لابد لنا من الإلمام بقدرات الطلاب في هذه المرحلة، وحساسية تلقينهم الحروف في هذه السن المبكرة، ومن واقع تجربتي فإن ربط الحرف بالصورة بطريقة منفصلة لا يؤدي إلى الغرض المطلوب، فعندما ينسى الطالب الصورة لا يتذكر الحرف المرتبط بها، وفكرت في طريقة يتعلم فيها الطالب الحرف بحيث لا ينساه، ويأتي في الفصل الثاني وهو يتذكر الحروف ويستطيع أن يكتب الكلمات، فوجدت أن المسألة مكونة من جزءين (حرف وصورة)، فإذا نسي الطالب الصورة نسي الحرف، ففكرت في أن أدمج الحرف والصورة مع بعض وذلك عن طريق "تحويل شكل الحرف إلى صورة بحيث يبدأ اسمها بهذا الحرف" وهي طريقة ترسخ حفظ الحروف لدى الطلاب بشكل فعال.
- بما أنك ألّفت كتابين لطريقة تعليم الحروف، ما الفرق بينهما؟
في الحقيقة طريقة تعليم الحرف في الكتابين واحدة، ولكن أوجه الاختلاف بين الكتابين أنه في الكتاب الأول يكتب الطالب حرف الألف مثلاً فقط بشكل منفرد دون أن يربطه بكلمة، علماً أنني استخدمت نفس كلمات الوزارة، أما في الكتاب الثاني فإن الطالب يكتب الحرف ولكن يربطه بكلمة كاملة.
- نريد أن نعرف كم استغرق منك من الوقت لتأليف هذين الكتابين؟
في الواقع أن الفكرة بدأت في شهر رجب من عام 1427هـ وقمت ببدء التنفيذ في العمل في شهر شعبان من العام نفسه، وأكملت طباعة الكتابين ولله الحمد قبل أيام وهي في طريقها إلى النشر قريباً إن شاء الله.
- ما الصعوبات التي واجهتك في تنفيذ هذه الطريقة الجديدة؟
لم أواجه الكثير من الصعوبات عدا بعض الصعوبة في دمج الصور مع الحروف وهي في بعضها وليس كلها، لأن بعض الحروف تطابق مع الصور بشكل ممتاز، ولكن البعض الآخر استغرق مني بعض الوقت للقيام بعملية الدمج بين الحرف والصورة.
- الطريقة الجديدة في تعليم الحروف بماذا تختلف عن منهج الوزارة التقليدي؟
دعني أولاً أخبرك في ماذا يتفقان ثم نتحدث عن الاختلافات، بالنسبة لكتاب الوزارة فإن نفس ترتيب الحروف فيه هو نفس الترتيب لدي وهو نظام المجموعات، الشيء الثاني أنني استخدمت نفس كلمات الوزارة، أيضاً وضعت لهم نفس طريقة كتاب التدريب للوزارة بحيث يكتب الطفل الحرف بأشكاله المختلفة في أول الكلمة ووسطها وآخرها بنفس ترتيب الوزارة، أما الاختلاف فيكمن في الطريقة حيث إن الوزارة معتمدة على أسلوب الصورة فوق ويكون الحرف تحتها بشكل منفصل، أيضاً الوزارة وضعت كلمات لكل الحركات، أما بالنسبة لي فاعتمدت طريقتي كما ذكرت آنفاً على دمج الصورة مع الحرف والاعتماد على حركة واحدة فقط وهي الفتحة.

- ما هو الدافع الذي جعلك تقوم بطبع هذين الكتابين؟
الواقع أن ما شجعني وحفزني على طبع هذين الكتابين هو ردة فعل الطلاب وسرعة التأثر بهذه الطريقة الجديدة، حيث وجدت ومن خلال تطبيقي لها أن نسبة الفهم والحفظ للحروف أكثر من ممتازة، وللأمانة لقد فاجأني ما رأيت من استيعاب سريع وتفاعل من قبل الطلاب حيث أصبحوا يتسابقون لكتابة الحروف وبشكل صحيح وسليم، ما دعاني إلى لقيام بطبع الكتابين لتعم الفائدة جميع أبنائي الطلاب.
- كيف قمت بتطبيق هذه الطريقة على طلابك؟ وكم استغرق ذلك من الوقت؟
- طبقت هذه الطريقة كأنشطة مساعدة لكتاب الوزارة وطبقتها لمدة أسبوعين فقط، وقد كانت النتائج ولله الحمد أكثر من ممتازة، فقد وجدت تفاعل من الطلاب وفهم سريع للحروف، وذلك ساعدني كثيراً خصوصاً في الفصل الثاني في مادة الإملاء حيث استطاع الطلاب ربط الكلمات بسهولة
منقول بتصرف
اختكم ام نسيبة

مشكورة أختي الفاضلة على الموضوع

موضوع مفيد للغاية
شكرا لك.