منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قصائد وأشعار (https://www.profvb.com/vb/f216.html)
-   -   روائع:بدر شاكر السياب (https://www.profvb.com/vb/t165648.html)

صانعة النهضة 2016-02-09 11:17

روائع:بدر شاكر السياب
 
روائع:بدر شاكر السياب




أنشودة المطر





http://4.bp.blogspot.com/-8ll9sRN0XP...28_480x320.jpg



عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...


تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "




أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...


وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...


في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...


سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..


في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..





صانعة النهضة 2016-02-10 17:20

رد: روائع:بدر شاكر السياب
 
غريب على الخليج


http://www.profvb.com/vb/data:image/...44x3Lz+UjH/9k=
https://i.ytimg.com/vi/H93jZZM1FKk/hqdefault.jpg

الريح تلهث بالهجيرة، كالجثام، على الأصيل
و على القلوع تظل تطوى أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
.من كل حاف نصف عاري
و على الرمال ، على الخليج
جلس الغريب، يسرح البصر المحير في الخليج
: و يهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
أعلى من العباب يهدر رغوه و من الضجيج"
، صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى : عراق
.كالمد يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي : عراق
و الموج يعول بي : عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق


بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب وهي المفلية العجوز وما توشوش عن (حزام) 1
وكيف شق القبر عنه أمام عفراء الجميلة
فاحتازها .. إلا جديله
زهراء أنت .. أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين ؟
وحديث عمتي الخفيض عن الملوك الغابرين ؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أبد تطاع بما تشاء، لأنها أيدي الرجال
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال
أفتذكرين ؟ أتذكرين ؟
سعداء كنا قانعين
.بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء
حشد من الحيوات و الأزمان، كنا عنفوانه
كنا مداريه اللذين ينام بينهما كيانه
أفليس ذاك سوى هباء ؟
حلم ودورة أسطوانه ؟
ان كان هذا كل ما يبقى فأين هو العزاء ؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
و الليل أطبق ، فلتشعا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء
شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه ، متى أنام
فأحس أن على الوساده
ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق ؟
بين القرى المتهيبات خطاي و المدن الغريبة
غنيت تربتك الحبيبة
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه ،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار
فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار
ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه
متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيه) 2
(و الموت أهون من (خطيه
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء ..معدنيه
فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود


ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار
ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكن و استزيد ،
ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكن من مدد اغترابي
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي
في الضفة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود
متى أعود ، متى أعود ؟
أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟
سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب
و أزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين
عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشك في يقين
ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي-
ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟
اليوم _ و اندفق السرور علي يفجأني- أعود


واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق
وهل يعود
من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدخر النقود
و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود
به الكرام ، على الطعام ؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
.وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع


صانعة النهضة 2016-02-10 18:07

رد: روائع:بدر شاكر السياب
 
أقداح و أحلام
( بدر شاكر السياب )




http://www.feidh.com/uploads/news/559fab3f92b6e.jpg




أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب ما زلت اشربها واشربها حتى ترنح أفقك الرحب الشرق عفر بالضباب فما يبدو فأين سناك يا غرب؟ ما للنجوم غرقن ، من سأم في ضوئهن وكادت الشهب ؟ أنا ما أزال وفي يدي قدحي ياليل أين تفرق الشرب ؟ ****** الحان بالشهوات مصطخب حتى يكاد بهن ينهار وكأن مصاحبيه من ضرج كفان مدهما لي العار كفان ؟! بل ثغران قد صبغا بدم تدفق منه تيار كأسان ملؤهما طلى عصرت من مهجتين رماهما الحب أو مخلبان عليهما مزق حمراء تزعم أنها قلب ****** يا ليل ، أين تطوف بي قدمي ؟ في أي منعطف من الظلم تلك الطريق أكاد أعرفها بالأمس عتم طيفها حلمي هي غمد خنجرك الرهيب ، وقد جردته ومسحت عنه دمي تلك الطريق على جوانبها تتمزق الخطوات أو تكبو تتثاءب الأجساد جائعة فيها كما يتثاءب الذئب ****** حسناء يلهب عريها ظمأي فأكاد أشرب ذلك العريا وأكاد أحطمه ، فتحطمني عينان جائعتان كالدنيا غرست يد الحمى على فمها زهرا بلا شجر فلا سقيا إن فتحته بحرها شفة ظمأى يعربد فوقها ندب رقص اللهيب على كمائمه ومشى الطلاء يهزه الوثب ****** عين يرنح هدبها نفسي وفم يقطع همسه الداء ويد على كتفي مجلجلة واخجلتاه أتلك حواء لا كنت آدمها ولا لفحت فردوسي الخمري صحراء! صوت النعاس يرن في أفقي فتذوب ناعسة له السحب وانثال ، من سهري على سهري ينبوعه المتثائب الرطب ****** يا نوم بين جوانحي أمل لم أدر ، قبلك أنه أمل مثل الفراشة بات يحبسها دوح بذائب طله خضل لولا خفوق جناحها غفلت بيض الأزاهر عنه والمقل أنا من ظلالك بين أودية عذراء كل مهادها عشب هام الضباب على رفارفها طل الوشاح ... كنجمة تخبو ****** ماذا أراه ؟! أطيفها مسحت عنه التراب أنامل الغسق؟
هو يا فؤادي غيرها ، رفة
هو من دمائك أنت من حرقي
هو ما نحن إليه بادلني
حبي وفتح بالسنا أفقي
فإذا لثمت فغير خادعة
باتت لكل مخادع تصبو أفكان سورا قام بينهما بين الخيانه والهوى _ هدب ؟ ****** خفقت ذوائبها على شفتي وسنى فأسكر عطرها نفسي
نهر من الاطياب ارشفني
ريحا تريب مجابر الغلس
فكان ناديا ضمخته يدا
آذار غرد ليلة العرس
فغفا وما زالت ملاحنة
ملء الفضاء يعيدها الحب أو أن سوسنة يراقصها رجع الغناء بشعرها تربو ****** يا جسم طيفك ، انت يا شبحا من ذكرياتي يا هوى خدعا لعناتي الحنقيات ما برحت تعتاد خدرك والظلام معا
خفقت بأجنحة الغراب على
عينيك تنشر حولك الفزعا
الصبح ، صبحك ، ضحك شامته
والليل ليلتك مضجع ينبو وإذا هلكت غدا ، فلا تجدي قبرا ومزّق صدرك الذئب ؟ ****** والبوم يملأ عشه نتفا من شعرك المتعفر النّخر
ويعود ثغرك للذباب لقي
ويداك مثقلتان بالحجز
لا تدفعان أذاه عن شفة
بالأمس اخرس لغوها وترى وليسق من دمك الخبث غدا دوح تعشش فوقه الغرب
تأوي الصلال الى جوانبه
غرثي ويعوي تحته الكلب


فاطمة الزهراء 2016-02-29 18:40

رد: روائع:بدر شاكر السياب
 

بدرشاكر السياب هو أحد رواد الشعر الحر.في بداياته كان شعره يتسم بالرومانسية و كان محافظا على الشكل العمودي للقصيدة قبل أن يتأثر تدريجيا بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية حيث برز اهتمامه بالقضايا الانسانية..وقد ذهبت فئة من المهتمين بالشعر الحر إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي ومازال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة...يعتبرديوانه "أنشودة المطر" أول ديوان شعري يصدر بالشكل الجديد للشعر العربي وقد انتزع به بدر شاكر السياب انتزع الاعتراف نهائيا بالشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال المعاصرة ...وأخذ السياب موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك بفضل النفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ الأساطير...


اختيار ماتع أختي صانعة النهضة..

أسعدك الله منارة الأستاذ في الدارين

و أنزلك في عليين
طبت وطاب مسعاك

صانعة النهضة 2016-03-01 09:44

رد: روائع:بدر شاكر السياب
 
بوركت أختي فاطمة الزهراء على الحضور الراقي في منتدى لا ينتعش إلا بحروفكم النابضة وأقلامكم الراقصة ...

وبوركت جهودك المرسومة في بصمتك المتميزة وقد زادت الموضوع ألقا وقيمة
وبالمناسبة ،يسعدني أن أضع بين يديك ويدي الزوار الكرام قصيدة :
هل كان حبا
للشاعر العراقي بدر شاكر السياب




هل كان حبا





هل تسمين الذي ألقى هياماً؟
أم جنونا بالأماني؟ أم غراما ؟
ما يكون الحب؟ نوحاً و ابتساما؟
أم خفوق الأضلع الحرى إذا حان التلاقي
بين عينينا فأطرقت فراراً باشتياقي
عن سماء ليس تسقيني إذا ما؟
جئتها مستسقياً إلا أواما

**

العيون الحور لو أصبحن ظلاً في شرابي
جفت الأقداح في أيدي صحابي
دون أن يحظين حتى بالحباب
هيئي يا كأس من حافاتك السكرى مكانا
تتلاقى فيه يوما شفتانا
في خفوق و التهاب
و ابتعاد شاع في آفاقه ظل اقتراب

**

كم تمنى قلبي المكلوم لو لم تستجيبي
من بعيد للهوى أو من قريب
آه لو لم تعرفي قبل التلاقي من حبيب
أي ثغر مسّ هاتيك الشّفاها
ساكبا شكواه آها ثم آها ؟
غير أني جاهل معنى سؤالي عن هواها ؟
أهو شيء من هواها يا هواها ؟

**

أحسد الضوء الطروبا
موشكاً مما يلاقي ان يذوبا
في رباط أوسع الشّعر التثاما
السماء البكر من ألوانه آنا و آنا
لا ينيل الطرف إلا أرجوانا
ليت قلبي لمحة من ذلك الضوء السجين
أهو حبّ كل هذا ؟! خبريني




الساعة الآن 17:55

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd