منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   النثر والخاطرة (https://www.profvb.com/vb/f339.html)
-   -   من خواطري .. (https://www.profvb.com/vb/t165443.html)

المرتاح 2016-01-31 04:28

من خواطري ..
 
خواطر
_______

الاستبداد السياسي العِلة المُزمنة .
____________

لا مناصّ من الوقوف امام فكرة الاستبداد ، تفصيلاً وتمحيصاً ، والتفكّر في شأنها والتدبّر في ملامح محورها ، فالرجل / الانسان .. هو عِلّة مُزمنة للبشرية والحياة . فالنهضة البشرية لا تقوم على صواب التعايش إلا إذا أصبْنها مُحركها ( الرجل ) الانسان ، فاعلها ، فالرجل يُكثر براهينه ويُحاجج ويُجادل ، ليس لأنه يطلب الحقوق او يُنشد الحقّ لغيره ، ولكن ليكون مُستبداً من وراء هدفه ، فيكون جدله عقيماً ويحسبُهُ صحيحاً . وهذا هو الاستبداد المُزمن ومَكْمن العِلة التعايشيّة بين الناس) .
والاسباب كثيرة من حولنا .. منها هشاشة قِيم التعايش وضعْف الرغبة لبقاء الآخر ، بمختلف صُور التعايشات ، وعدم قُدرتنا على فهْم الآخر او حتى ترسيخ فِكْر جمْعي مدعوم بوعي التقارب ، بأسلوب ديموقراطي عالي ، نضمن وجود الآخر ولا نتخوّف منه .. ونُرسّخ التحوّلات الثقافية المُتسارعة لتطويعها بممارسة ديموقراطية حقيقية لا يُخشى منها او من جدليّتها وتحاوراتها . فالشعوب لا تنضج ثقافياً بسجالاتٍ من جدليةٍ او فهمٍ تحاوري أحادي النظرة ، فلا يجب أن نهابَ القُوة المُتصاعدة ، شريطة تحديد أُسّها وإخضاعها للمراجعات الاقليمية المُتقاربة ، مُبتعدين عن التحالفات البعيدة والتي يكون ضررها إنعكاساً بتأثير مباشرة على حياة شُعوب ذلك الاقليم . فهيمنة قوى أكبر على قوى اصغر بمنطق القوة ، للسيطرة على مُقدّراتها ، وتهييب شعوبها ، هو في حدّ ذاته استبدادي سياسي ، غلّب المصلحة الفردية الخاصة بقوته على حساب قوى أصغر حظاً في الاقليم ومنع التعايشات بينها لتكوين قوة أخرى .. تحمي مُقدّراتها .!! ولذا فكل الدول المُشرفة على إقليم مُعين تتشارك مع نفسها بمبدأ التعايش وتتقاسم الشراكة بينها من أجل تكوين قوة تحمي مُقدراتها جميعها ، لا تنأى واحدة عن الآخرى او تكون في معزلٍ او نُحاول في عُزلتها ، إلا وكانت لهذا لاتأثير شتاتٍ مُؤثّر وشرخٍ يترسّخ تاريخياً . ليبقى في جسد الاقليم ، كُلّما أردنا عودة التعايشات وتجديد للتوافق مع مرحلتها الراهنة ، كُلّما تفحصّنا ايدلوجيات التاريخ وأعدنا بَغْضائها وشحنّا الداخل بقيمٍ تُسهّل على القادم لابتلاع هذه المُقدّرات ، سواءً أكانت قوة بشرية او طاقةٍ مادية ..!
فالاستقلال البشري مطلب لكلّ أُنْفةٍ وكرامة .. ولكنّا نرى أنّ الانسان يُوصف أفعاله بأنها حقٌ في غالب التوجّهات ، سياسية او دينية او جغرافية ، فتلك اسباب تجرّهُ وتقوده إلى هلاكه إفساده ، ظاهرها سياسةٌ حصيفة ، لكنّا نراها أنها تجرّه إلى باطنٌ يستبدّ به غيره . ويقهر به مُستضعفٍ آخر .. وخُذ أمثلةٍ كثيرة من تلكم التعايشات من مراحل التاريخ قديمه وحديثه إلى حاضرهُ اليوم ، ذلك سواءً أكانَ على مُستوى فردي او مناطقي او إقليمي او عالمي . وما نراهُ الآن ظاهراً من الاستبدادات السياسية أكثرها إستبداداً من الرجل لاقوي الذي بيده مفاتيح إغلاق نفسه وإخماد بشريّته بيده ، فالذي يستعرض عضلاته بقوة ما لديه من طاقةٍ وفّرتها حالات راهنَ على نجاحها ثم ما يلبث أنْ يُدمّرها بيده ، فما ذلكَ غير إفساد لحياة البشرية لا إلى إصلاحها ، فالحرق والقتل والدّمار وإفساد الارض والبحر ، وإقصاء الآخر من لاحياة والعيش والنعيم والرفاهية ،كُلّ ذلك بعيداً عن التعايشات الصحيحة المُمكنة . فإنْ لم أقبلَ بغيري ليعيش في منظومتي .. فأنا إذاً مُستبد..!! وإن لم يقبلني غيري كما أنا فهو إذاً مُستبدّ ..!!
.. إلى اللقاء . ( حمد الناصري ) 21/1/2016

المرتاح 2016-02-01 05:45

رد: من خواطري ..
 
السلام عليكم
صباح الخير يا معشر الاساتذة .

a.khouya 2016-02-13 10:16

رد: من خواطري ..
 
فإنْ لم أقبلَ بغيري ليعيش في منظومتي .. فأنا إذاً مُستبد..!! وإن لم يقبلني غيري كما أنا فهو إذاً مُستبدّ ..!!
أحسنت القول
جزاك الله خير الجزاء


روبن هود 2016-02-15 16:31

رد: من خواطري ..
 
التعايش والتسامح والمواطنة هي مواقف جد إيجابية وجميلة لكن الإنسان لا يميل إليها، لأنها أقرب إلى المثالية والإنسان أبعد.
الإنسان له نزواته، ومن يعيشون في بحبوحة التعايش ليسوا ملائكة، لكنهم خضعوا للقانون.
القانون له سطوته، ولو غاب لأصبح أغلب المتسامحين والمتعايشين (لأصبحوا) أشد الناس كراهية وعدوانية.


صانعة النهضة 2016-02-15 22:44

رد: من خواطري ..
 
الإنسان جبل على الأنانية وحب الذات والمصلحة والسيطرة...ولا يردعه إلا أمران:

الأول : تربية روحه وجوارحه وإلجام نفسه الأمارة الطامعة بالإيمان بان القوة لله جميعا وأن يد الله فوق أيدي الكل فيعتدل عن جبروته ويحترم القيم الإيجابية من تشاور واخوة وتعاون ومساواة ...

الأمر الثاني :يؤخذ بالسلطان ما لا يؤخذ بالقرآن ،فالذي لم يستطع ترويض نفسه وكبح جماحها وينزل من برجه العالي خوفا من الله تعالى وخشية من الحساب يوم القيامة نهذا الشخص لم يبق معه إلا سلطة القانون .

بارك الله فيك أخي المرتاح على الطرح





الساعة الآن 19:06

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd