منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - مختصّان: لهذه الأسباب يعيش المغاربة أدفَأ شتاءً منذ عقود

مختصّان: لهذه الأسباب يعيش المغاربة أدفَأ شتاءً منذ عقود

http://t1.hespress.com/files/_____Pi..._676541404.jpg

هسبريس - ماجدة آيت لكتاوي

الخميس 14 يناير 2016 - 12:00

على الرغم من دخول "منزلة اللْيالي" بالمغرب، والتي تستمر لفترة تمتد على أربعين يوما، ثم أخرى لمدة سبعة أيام، وتتميز بموجات برد شديدة يحتاج معها الإنسان إلى ارتداء كل ما ثقُل وسخن اتقاء للبرد ونزلاته، فإن الأجواء تستمر دافئة هذه السنة على عكس ما سبق.

واستعاض غير قليل من المغاربة بألبسة قطنية أو حتى صوفية لا غير، عوض التدثر بالمعاطف والجلاليب التقليدية، قبل ترك البيوت في اتجاه مقرات العمل أو الدراسة أو قضاء حاجيات أخرىن، كما أصبح اللجوء إلى "زلايف البيصارة" ترفا اختياريا في الوقت الذي كانت تشكل فيه وجبة لا غنى عنها صدا لموجات البرد القارس.
الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مقارنة درجات الحرارة الدنيا والعليا خلال الفترة نفسها من السنة بسابقاتها تجعلها الأعلى منذ 30 سنة خَلت بالمغرب، مشيرا إلى أنها ارتفعت بدرجات تتراوح ما بين 3 إلى 5 فوق المعدل.

وعزا يوعابد هذا الارتفاع الذي يشهده المغرب وباقي دول جنوب أوروبا وغرب البحر الأبيض المتوسط، إلى تأثير تيار جنوبي غربي متكون نتيجة تأثير المرتفع الآصوري، بالإضافة إلى المنخفض الجوي فوق الشمال الأطلسي، ما يساعد على صعود كتل هوائية دافئة قادمة من المحيط الأطلسي الجنوبي والمناطق الجنوبية، فضلا عن نقص كميات السحب خلال النهار وزيادة كميات الإشعاع الشمسي متسببة في ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة.

وقال يوعابد إن مدينة وجدة، على سبيل المثال، شهدت خلال هذه الفترة من السنة الحالية درجات حرارة دنيا ما بين 8 إلى 10 درجات مقابل 4 درجات في السنوات المنصرمة، بالإضافة إلى 21 درجة كحرارة عليا مقابل 16 درجة سابقا، وهو الواقع ذاته الذي تعيشه العاصمة الرباط، والتي كانت تسجل درجة حرارة دنيا تبلغ 7.5 درجات، لتصل حاليا إلى ما بين 10 و13 درجة، فيما بلغت درجاتها العليا 21 درجة، في حين سجلت في وقت سابق 17 درجة لا غير.

من جهته قال محمد قروق، أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن مسيك بالبيضاء، إن المغاربة يعيشون حاليا على وقع مناخ حار صيفا وكذلك شتاء، وهو ما كان ينبه له الخبراء خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، وصار اليوم واقعا معاشا.

من بين الأسباب المفسرة لدفئ الجو خلال فصل الشتاء الحالي، التحول المناخي الذي شهد ارتفاعا لدرجات حرارة الأرض، يوضح قروق، لافتا إلى أن العالم يعيش على وقع "مناخ مُحْتَر"، وبالتالي فارتفاع درجات الحرارة أمر عادي في المناخ الجديد، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع سيكون صيفا كما شتاء.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن عاملا آخر ساهم في ارتفاع درجات الحرارة هذه السنة، متمثلا في ظاهرة جوية ضخمة تسمى اختصارا "إنْسُو"، تتجلى في عودة المياه الدافئة المتراكمة غرب المحيط الهادي صوب وسط وشرق المحيط، تجعل الوسط الجوي يتغذى من هذه الحرارة الكبيرة.

وأفاد الخبير في المناخ بأن الظاهرة الأخيرة تضيف إلى الحرارة المرتفعة أصلا حرارة أخرى، خاصة في منطقة شمال إفريقيا وأوروبا الغربية، في الوقت الذي من المفروض أن تشهد عدد من هذه المناطق تساقطا للثلوج.