2016-01-06, 15:15
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: النتائج الجزئية لليوم التاسع | نتائج اليوم التاسع جواب السؤال الثالث جواب تانميرت حصلت على نقطتين 2
كانت حِكمة الرسول صلى الله عليه وسلم في إحكام التخطيط لفتح مكة سببا من بين أسباب النصر، إذ تم فتح مكة بحرب عسكرية، وحرب سياسية، وحرب معنوية، وأتقن الرسول صلى الله عليه وسلم كل هذه الحروب بمنتهى الدقة:
أبرز مثالا تجلت فيه الحرب المعنوية النظيفة ؟مارس الحرب المعنوية بكل أشكالها ابتداءًً من إظهار عدد الجيش الإسلامي، وإشعال النيران، وجَعْل أبي سفيان يرى الجيوش الإسلامية الكثيرة، والقبائل المتعددة، وكسر الأصنام، وأذان بلال فوق الكعبة، وكل هذا تحطيم لمعنويات القرشيين لتخمد عندهم روح المقاومة الحقيقية، إنه إعداد باهر ومتقن وحكيم، يبرز لنا كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين القيادة وبين النبوة صلى الله عليه وسلم... جواب نزيه لحسن حصل على نقطتين 2 أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعداد سراً حتى لا تعلم قريش بذلك، فاجتمع إليه عشرة آلاف رجل، سار بهم صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة حتى (مَرُّ الظهران) قريبا من مكة الذي يسمى الآن بوادي فاطمة. خروج أبي سفيان وإسلامه :
خرج أبو سفيان (صخر بن حرب) من مكة يتحسَّس الأخبار فالتقاه العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وسار به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب له الأمان فأمنه صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الإِسلام فأسلم، ثم قال: العباس للنبي صلى الله عليه وسلم " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً" فقال صلى الله عليه وسلم "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " ولم يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بالعودة إلى مكة حتى يرى جيش المسلمين، ولما رجع أخبر قريشاً أن محمداً قد جاءهم بما لا قدرة لهم على مقاومته. دخول المسلمين مكة:
بعد ذلك قسّم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه أربع فرق وجعل على كل فرقة قائدا.
1- الفرقة الأولى بقيادة الزبير بن العوام تدخل مكة من أعلاها.
2- الفرقة الثانية بقيادة خالد بن الوليد تدخل مكة من أسفلها.
3- الفرقة الثالثة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تدخل مكة من الشرق.
4- الفرقة الرابعة بقيادة قيس بن سعد بن عبادة تدخل مكة من الجهة الأخرى.
فدخلوا جميعاً مكة دون مقاومة، وتم للمسلمين فتح مكة.
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، متواضعاً للّه، وهو يردد سورة الفتح حتى وصل إلى البيت، وطاف بالكعبة سبعة أشواط واستلم الركن بمِحْجَنِه كراهة أن يزاحم الطائفين وتعليماً لأمته. وأخذ يكسر الأصنام وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً وهو يتلو قوله تعالى: { وَقُلْ جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً} (1). ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى بها .
وبقي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً، بعث خلالها السرايا لتحطيم الأصنام ونشر الإسلام.
وكان لفتح مكة أثر كبير في نفوس العرب فقد شرح اللّه صدر كثير منهم للإِسلام وصاروا يدخلون في دين اللّه أفواجا. قال تعالى: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه والفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِين اللّه أَفْوَاجا. فَسَبحْ بِحَمْدِ رَبكَ واسْتَغْفرْه إِنَّهُ كَانَ تَواباً } .
والحرب المعنوية تجلت في أبرز مظاهرها حين الفتح حيث :
يقول الشيخ محمد الغزالي واصفاً دخول الرسولِ محمد مكةَ: وأصبحت أم القرى وقد قيّد الرعب حركاتها، واسترخت تجاه القدر المنساق إليها، فاختفى الرجال وراء الأبواب الموصدة، أو اجتمعوا في المسجد الحرام يرقبون مصيرهم وهم واجمون، على حين كان الجيش الزاحف يتقدّم ورسول الله على ناقته تتوّج هامتَه عمامةٌ دسماء، ورأسه خفيض من شدة التخشّع لله، لقد انحنى على رحله، وبدا عليه التواضع الجمّ، حتى كاد عثنونه يمسّ واسطة الرحل. إنّ الموكب الفخم المهيب الذي ينساب به حثيثاً إلى جوف الحرم، والفيلق الدارع الذي يحفّ به ينتظر إشارة منه، فلا يبقى بمكة شيء آمن، إنّ هذا الفتح المبين ليذكّره بماضٍ طويل الفصول: كيف خرج مطارداً؟ وكيف يعود اليوم منصوراً مؤيداً؟ وأيّ كرامة عظمى حفّه الله بها في هذا الصباح الميمون؟ وكلّما استشعر هذه النعماء ازداد لله على راحلته خشوعاً وانحناءً، ويبدو أنّ هناك عواطف أخرى كانت تجيش في بعض الصدور...... جواب الزرقاء حصلت على نقطتين2 عندما أصبح أبو سفيان رهينة بيد المسلمين، وأصبح رهن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم، وهمَّ به عمر، وأجاره العباس، ثم جاء في صبيحة اليوم الثاني ليمثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت المفاجأة الصاعقة له بدل التوبيخ والتهديد والإذلال أن يدعى إلى الإسلام، فتأثر بهذا الموقف واهتز كيانه؛ فلم يملك إلا أن يقول: بأبي أنت وأمي يا محمد، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! إنه يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه، ويثني عليه الخير كله: ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! وعندما قال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئًا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ففي تخصيص بيت أبي سفيان شيئًا يشبع ما تتطلع إليه نفس أبي سفيان، وفي هذا تثبيت له على الإسلام وتقوية لإيمانه وكان هذا الأسلوب النبوي الكريم عاملا على امتصاص الحقد من قلب أبي سفيان، وبرهن له بأن المكانة التي كانت له عند قريش، لن تنتقص شيئا في الإسلام، إن هو أخلص له وبذل في سبيله وهذا منهج نبوي كريم على العلماء والدعاة إلى الله أن يستوعبوه ويعملوا به في تعاملهم مع الناس. وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس عن أبي سفيان: «احبسه بمضيق الوادي، حتى تمر به جنود الله فيراها» ففعل العباس، وكان صلى الله عليه وسلم يريد أن يشن حربًا نفسية للتأثير على معنويات قريش حتى يتسنى له القضاء على روح المقاومة عند زعيم مكة، وحتى يرى أبو سفيان بعيني رأسه مدى قوة ما وصل إليه الجيش الإسلامي من تسليح وتنظيم وحسن طاعة وانضباط؛ وبذلك تتحطم أي فكرة في نفوس المكيين يمكن أن تحملهم على مقاومة هذا الجيش المبارك إذا دخل مكة لتحريرها من براثن الشرك والوثنية، وبالفعل تم ما رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدرك أبو سفيان قوة المسلمين، وأنه لا قبل لقريش بهم، حتى إذا مرت به كتيبة المهاجرين والأنصار قال أبو سفيان: سبحان الله! يا عباس، من هؤلاء؟ قال: قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال: ما لأحد بهؤلاء قِبَل ولا طاقة والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما، قال: قلت: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: نعم إذاً.... «إنها النبوة»؛ تلك هي الكلمة التي أدارتها الحكمة الإلهية على لسان العباس، حتى تصبح الرد الباقي إلى يوم القيامة على كل من يتوهم أو يوهم أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت ابتغاء ملك أو زعامة، أو إحياء قومية أو عصبية، وهي كلمة جاءت عنوانًا لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، فقد كانت ساعات عمره ومراحلها كلها دليلاً ناطقا على أنه بعث لتبليغ رسالة الله إلى الناس، لا لتشييد ملك لنفسه في الأرض لقد تعمد النبي صلى الله عليه وسلم شن الحرب النفسية على أعدائه أثناء سيره لفتح مكة، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيقاد النيران فأوقدوا عشرة آلاف نار في ليلة واحدة حتى ملأت الأفق، فكان لمعسكرهم منظر مهيب كادت تنخلع قلوب القريشيين من شدة هوله، وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك تحطيم نفسيات أعدائه والقضاء على معنوياتهم حتى لا يفكروا في أية مقاومة، وإجبارهم على الاستسلام لكي يتم له تحقيق هدفه دون إراقة دماء، وبتطبيق هذا الأسلوب تم له صلى الله عليه وسلم ما أراد، ولقد كان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بمعنويات المقاتل ونفسيته سبقًا عسكريًّا؛ بدليل أن المدارس العسكرية التي جاءت فيما بعد جعلت هذا الأمر موضع العناية والاهتمام من الناحية العسكرية
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |