|
المقامة التقاعدية حدثنا معلم، فقال: كنت في صغري تلميذا مجتهدا وفي شبابي طالبا مجدا، فرأيت أن أصير معلما بعد أن قضيت بداية عمري متعلما. وكنت في ذلك مقتديا بمن علموني، ومتبعا خطى من ربوني ووجهوني. وفكرت كثيرا في هذا الاختيار، ثم تشاورت فما ندم من استشار، واستخرت إذ ما خاب من استخار. ومضت شهور مديدة، وانصرمت سنين عديدة، فإذا بي بين الأطفال، أعلمهم الأسماء والأفعال، وأطلب منهم الإجابة إن طرحت السؤال. وكان حلمي حياة هنيئة، ولقمة مريئة، وبيت ذو أوتاد، وزوجة وأولاد، فتحقق لي المراد، لكن بعد أن وهن العظم، ولم يبق للحياة طعم. وما كان يسعدني، وعن الكمد يبعدني، هو تفكيري في التقاعد حتى أبالي بنفسي بعد أن هجرتها، وأنشغل بأسرتي بعد أن أهملتها، وكل ذلك في سبيل هذه المهنة، التي تحملت من أجلها المحنة. وكالذي ديدنه البؤس أينما حل وارتحل، وكالذي يطارده النحس ولو كان قادما من عطارد أو زحل، أتاني نبأ نغص علي سعادتي، وأجهض علي فرحتي، وبدل أملي يأسا وغما، وفرحي حزنا وهما. فقد قرروا أن يمددوا سن التقاعد إلى أزيد من الستين، فكان وقع القرار على فؤادي كوقع السكين. وسألت نفسي ألا نستحق بعد الشدة فرجا وبعد الضيق مخرجا، ثم فكرت فقلت: لعلهم يستخسرون فينا أياما نعيشها في هناء، ويتمنون لو نرحل إلى دار البقاء. وما ذلك إلا ليوفروا نقوذهم وهي مالنا، وتعويضاتهم وهي حقنا، وكأنهم لا يعرفون أنهم قد يرحلون قبلنا. فآجالنا بيد الخالق، ولا يطعمنا إلا الرازق. ثم تأسفت أشد ما يكون الأسف، وتحسرت على هذا الظلم والعسف. أهذه نهاية من قاسى من أجل أبنائكم المحن، وأفنى زهرة عمره من أجل الوطن؟ بقلم: روبن هود |
رد: المقامة التقاعدية لله درك ...لم تفكر في الشقاء ؟ ارفع رأسك وانظر للسماء ومهما السحب مكفهرة سوداء لابد أن تنجلي ويسود الصفاء ألا تدري أن من السحب من لونها بيضاء؟؟؟ فقط لا تقنط حين تسمع هذه الضوضاء كل حكومة تأتي بقوانين جوفاء فلا يغرنك هذا اللغط ...إنها كلمات خرساء قد يتلفها الزمن ...فالله يفعل ما يشاء أما أنا عن نفسي...فليحملوني لقسمي وأنا خرفاء هههههههه على الأقل أحكي لتلامذتي حكايا البخيل والشمطاء على الأقل أملأ فراغي... ولا أبقى وحدي في شيخوختي كالبلهاء ههههههه وأتمتع بالنظر في وجوه الصغار ذات البراءة والبهاء فلم لا تفعل مثلي ؟؟؟! ههههه |
رد: المقامة التقاعدية اقتباس:
لست يائسا، ولا أحيا حياتي بائسا. لكن لو سمعوا كلامك لزادوا إلى السبعين، وأنا لا أطيق حتى الستين. وما أراك إلا تصبين الزيت على النار المحمومة، وتحرضين علي الحكومة. فكيف أشتغل في مرحلة الشيخوخة والهرم، حين تعجز عن حملي القدم. وكيف أنطق الحروف إذا تساقطت الأسنان، وكيف أكتب الكلمات إذا ارتعشت اليدان، أتحبين أن تريني تائها بين الصبيان؟ أما عنك، فلا أتصورك يوما خرفاء، أو محمولة إلى القسم كالبلهاء، وهذا كلامك ولم أكتبه حكاية، وما جنيت عليك جناية. لكن أنا أتصورك دائما عاقلة، مفعمة بالأمل متفائلة، ولو درست وأنت في سن التسعين. هههه |
رد: المقامة التقاعدية تالله صرنا نحسب للتقاعد ألف حساب وكأننا ما كنا يوما من ذوي الألباب نشتهي التقاعد ...بل ويسيل عليه اللعاب فهل نرغب في الكسل والنوم ونغلق علينا الأبواب ؟ وننتظر من يغطي علينا التراب ؟! لا ...لا ...لا أريد هذا الجواب ولا تعتقد أنني ألهث وراء السراب ولكني حين أرى الشيخوخة تنسكب بالأكواب سأشتهي أكل الكباب رغم ألا أسنان عندي ولا أنياب ههههه ولن أنكمش ...بل سأمخر العباب ولن أطير في العلياء حتى لا أشغل بال الأغراب بل سأنتظر تقاعدي ولن أفكر في الإضراب وأترك القدر يصرفه رب الأرباب ههههههههههه هههه |
رد: المقامة التقاعدية اقتباس:
صدقيني فإني صادق، إن قلت أني على التمديد لا أوافق، وليس ذاك لأقضي وقتي في الكسل والنوم، فإني لست من أولئك القوم. والكسل ليس شيمتي، فهل تؤمنين بصدق طويتي؟ لكنني امرؤ ينظربعيدا، ويتمنى لو يعيش سعيدا. ولن يكون ذلك إلا إذا نلت حريتي، وسافرت وتنقلت متى تكون رغبتي، ولم أعد رهين محضر الخروج والدخول، ولا سجين العطل حسب الفصول. فكم أرقتني مواعيد الامتحانات، وأرهقتني أوقات الاجتماعات، وكم كرهت قولهم: سلموا لوائح النقط، والتزموا بالمواعيد دون شطط، فالإثنين أو الثلاثاء هو آخر أجل، ومن تأخر فهو غير مخلص في العمل. |
رد: المقامة التقاعدية -*************************- شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك بوركت و بوركت جهودك وفقك الله لما يحبه و يرضاه -**************************- |
| الساعة الآن 08:04 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd