منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل (https://www.profvb.com/vb/f143.html)
-   -   لا تنشغل بعيوب الناس! (https://www.profvb.com/vb/t164207.html)

صانعة النهضة 2015-12-14 09:47

لا تنشغل بعيوب الناس!
 

لا تنشغل بعيوب الناس!


http://elraaed.com/ara/thumbnail.php...=article_large


لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}... (المدثر:38).


وقال:

{مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}..
(الإسراء : 15).

وقال سبحانه :

{وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.. (الأنعام : 164).

قال الشاعر:
المرء إن كان عاقلا ورعا أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه


وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس، وكان محبوبا من الناس،وجزاه الله تعالى بجنس عمله، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه،

أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم
فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.

يقول الشاعر:
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا

فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا

ولا تعب أحداً منهم بما فيكا

وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها
بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته،

فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس،
فقال:
"قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛
لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها".

يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى:

والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً
تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين،
ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه
مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن ينفتح إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ولذا يكثر نقد الناس وذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة،
وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير،فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين.

يقول عون بن عبد الله رحمه الله:
لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه.

وعن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال:
كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس.

وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول:
كفى بالمرء إثماً ألا يكون صالحاً، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين.

وقال ابو عاصم النبيل:
لا يذكر الناس فيما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم

وقال بكر بن عبد الله:

" إذا رأيتم الرجل موكّلا بعيوب الناس، ناسيا لعيوبه
فاعلموا أنه قد مُكِرَ به".
والإنسان ـ لنقصه ـ يتوصل إلى عيب أخيه مع خفائه، وينسى عيب نفسه مع ظهوره ظهورا مستحكما لا خفاء به.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه".

قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى ولو كان ذا عقل
لما عاب غيره وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى

إن الانشغال بعيوب الناس يجر العبد إلى الغيبة ولابد، وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوىء يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل.

كما أن الانشغال بعيوب الناس
يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ، فحين يتكلم المرء في الناس فإنهم سيتكلمون فيه ، وربما تكلموا فيه بالباطل

إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا عليك،
وأبدوا منك ما كان يُسترُ

وإذا رجعت إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدت منهم في هذا الباب عجبا؛
إذ كانوا مشغولين بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم، بل كانوا يخافون إن تكلموا في الناس بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به الناس من هذه العيوب

كما قال الأعمش:
سمعت إبراهيم يقول: "إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".

وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:

"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".


وقد لقي زاهد زاهداً فقال له:
يا أخي! إني لأحبك في الله،
فقال الآخر:
لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله،
فقال له الأول:
لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي
شغل عن بغضك.

فيا أيها الحبيب
لك في نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛
ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ،
فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار الناس بالانشغال بعيوبهم ،
ولا تفتح على نفسك باب شر لا يسد بالكلام عن الناس فيتكلموا عنك:

متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم عيوبا ولكن الذي فيك أكثر
فسالمهم بالكف عنهم فإنهم بعيبك من عينيك أهدى وأبصر


صانعة النهضة 2015-12-14 09:54

رد: لا تنشغل بعيوب الناس!
 

صانعة النهضة 2015-12-14 09:57

رد: لا تنشغل بعيوب الناس!
 
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/241

خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]


الله أكبر الله أكبر المؤمن أعظم حرمه عند الله من البيت

وفي هذا الحديث تهديد ووعيد، لمن تتبع ونقصد أن يعلم تتبع الناس،فإياك أخي الحبيب أن تنشغل بهذا، اجعل الناس على العافية، واجعل الناس على ستر اللهلهم، واترك تتبع عوراتهم، فإن فعلت فإن الله سيعاملك جزاءاً وفاقاً لما قمت به، فإن الله قد تكفل بأن يظهر عوراتك، وكم من إنسان ذكي، وطالب علم بدت عليه في البدايات علامات وأمارات البلوغ لكنه انقطع في الطريق لما بدأ ينشغل بعورات العلماء وطلبةالعلم، ففضحه الله عز وجل وأصبح إن ذكر لا يذكر إلا بسوء وشر ! ولا حول ولا قوة الابالله


سمع إعرابي رجلا يقع في الناس فقال : قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكركلعيوب الناس !


قال بعض السلف: إذا نطقت فاذكر من يسمع ، وإذا نظرت فاذكر
من يرى ،وإذا عزمت فاذكر من يعلم . قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لوكان يجلس معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ يُغضبه ؟ قالوا: لا،قال: فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل

فاحذر أيها المسلم أن تنشغل بمعاصى غيرك وتنسى نفسك

وفى هذا المعنى قال الله تعالى " أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم "
وقد يخلط بعض الناس بين الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وبين تتبع عورات المسلمين

إذن لا يمنعك حذرك من تتبع عورات غيرك عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
فالفرق واضح فاذا أردت نصح انسان فليكن بينك و بينه وفى ذلك اخلاص نيه منك ان هذا العمل لوجه الله وحده.. لان النصيحه على الملأ فضيحه ..و تذكر أن الله ستير يحب الستر فلا تتحدث عنه وعن معصيته أمام الأخرين.

أما اذا أمرته بالمعروف ثم ذكرت معصيته أمام الناس انه
فعل كذا وكذا وتنتقض فعله فأنت تتبع عوراته وهذا ما حذرنا منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..

yassine 13 2015-12-14 16:07

رد: لا تنشغل بعيوب الناس!
 
من سلم من شر لسانه سلم من كثير من البلايا ، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسولنا الكريم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) .
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
الله يرضى عليك صانعة .

صانعة النهضة 2015-12-22 09:45

رد: لا تنشغل بعيوب الناس!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yassine 13 (المشاركة 821753)
من سلم من شر لسانه سلم من كثير من البلايا ، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسولنا الكريم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) .
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
الله يرضى عليك صانعة .


بارك الله فيك وفي بصمتك الراقية يا أم ياسين،ولا بأس أن نقرأ حكم الشعراء في الموضوع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


ولم أر في عيوب الناس عيبا................ كنقص القادرين على التمام

وإن كان على متتبع العيوب فلا نرد عليه إلا بقول الشاعر

فإذا أتتك مذمتي من ناقص ........... فهي الشهادة لي بأني كامل ....

وقول الشاعر


يخاطبني السفيه بكل قبح ....... فأكره أن أكون له مجيباً

يزيد سفاهة وأزيد حلماً ........... كعود زاده الإحراق طيباً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ومن يتتبع جاهداً كل عثــــــــرة : : : يجدّها ولا يسلم له الدهر صاحب


.................................................. .

وهناك من الشعراء من شبهه بهذا التشبه القبيح


شر الورى من بعيب الناس مشتغلًا ***مثل الذباب يراعى موضع العلل




الساعة الآن 22:01

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd