منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   محطات سياحية (https://www.profvb.com/vb/f278.html)
-   -   لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما ) (https://www.profvb.com/vb/t163363.html)

صانعة النهضة 2015-10-29 13:28

لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )


http://www.9daalr7eel.com/uploaded/5_01289284022.jpg




خلق الله تعالى الناس وجعل للنفوس البشرية إقبالها وإدبارها، ولها ضروراتها وحاجاتها، وقد راعى الإسلام ما في النفس البشرية من حب للشهوات؛ فأباح منها ما ينفعها وينشطها، وحرم عليها ما يضرها ويوبقها، وما من شهوة محرمة في دين الله تعالى إلا ويغني عنها ما هو خير وأنفع منها.

إن الإسلام وإن كان دين الجد والعمل، ويربي أتباعه على الاقتصاد في اللهو والعبث، ويوجههم إلى الآخرة عوضا عن الدنيا وملاذاتها؛ فإنه كذلك أباح لهم من لذائذ الدنيا ما يكون عونا على الطاعة، وسببا لاجتناب المحرم.






فأخذ النفس بالجد دائما قد يؤدي إلى الملل والسأم، ومن ثم ترك كل العمل، وقد نقل عن علي رضي الله عنه قوله: (أجـمُّوا هذه القلوب، والتمسوا لها طرائف الحكمة؛ فإنها تمل كما تمل الأبدان).

وكذلك الزيادة في اللهو والترويح، والانغماس في الملذات ولو كانت مباحة سبب لموت القلب، والإقبال على الدنيا، والإعراض عن الآخرة، والخيار في ذلك الموازنة بين حقوق الآخرة، وحظوظ النفس من الدنيا على اعتبار أن الإسلام دين وسط واعتدال وازن بين مطالب الروح ورغائب الجسد.

وللناس في الترويح والسعة مذاهب يتبعونها، وطرائق يسلكونها: فهناك من يتخذ المزارع والضيعات، وهناك من يفضل الخروج إلى المتنزهات والاستراحات،وهناك من يقضي عطلته السنوية في السفر واستكشاف أسرار بلده وجمال مناطقها أو مناطق في البلدان الأخرى ...


ولعل من أشهر أنواع الترويح والتنفيس عن النفس البشرية: السفر من بلده إلى بلاد أخرى، إما لأنها مسقط رأسه، وبلد آبائه وأجداده، وإما لميزات أخرى دعته إليها، وجعلته يقدمها على غيرها.

وغالب الناس يُقَدِّمون السفر كنوع من أنواع التنفيس على غيره من أنواع الترفيه والترويح، ويجعلونه تاجها ورأسها، ولا بدَّ منه في كل عام عند أكثر الناس ممن توفرت لهم الإمكانيات المادية خصوصا .

وقد صنف علماء الإسلام السفر إلى: سفر طاعة، وإما أن يكون سفر معصية، والمباح منه يؤول بالنية والعمل إلى أحدهما ولا بد.

ومن سفر الطاعة: السفر لل**** أو الرباط، أو طلب العلم، أو صلة الرحم، أو زيارة الإخوان في الله تعالى.

ومن سفر المعصية: السفر للسرقة، أو قطع الطريق، أو الزنا، أو القمار، أو الخمر، أو غير ذلك من أنواع المحرمات.

ومن هنا فالسفر للترويح والترفيه هو من المباحات التي تؤول إما إلى الطاعة أو إلى المعصية.

فإن سافر إلى بلد يقام فيها دين الله تعالى، ويحكم فيه بين أهلها بشريعته، وأحكام الإسلام فيها ظاهرة، والدين فيها عزيز، مع قيامه في نفسه وأهله ورفقته بما أمر الله تعالى من فعل المأمورات، واجتناب المحظورات، فهذا سفر مباح لا ضير على العبد فيه، ولا فيما أنفقه من نفقات عليه.

فإن اقترن بذلك نية صالحة من قصد إدخال السرور على أهله وولده، وجَعْلهم تحت علمه وبصره، وحفظهم من الفراغ ورفقة السوء في بلده، أو أراد بسفره نشاط نفسه وأهله على طاعة الله تعالى، والتفكر في عجائب خلقه وقدرته؛ كان سفره سفر طاعة، وله من الأجر فيه على حسب نيته، ونفقته فيه مخلوفة عليه إن شاء الله تعالى.

وأما إن كانت وجهة سفره إلى بلاد كافرة، الكفر فيها عزيز، والإسلام فيها ضعيف، وحرمات الله تعالى تنتهك فيها جهارا نهارا ولا نكير، فهذا سفر معصية لا خير فيه، وإثمه أكبر من نفعه. وهكذا إن سافر إلى بلاد تتسمى بالإسلام وليس الإسلام فيها ظاهرا، بل الظاهر فيها الكفر والفسوق والعصيان.ولم يرخص العلماء في السفر إليها إلا لضرورة لا بد منها، أو حاجة ملحة، بشرط أن يكون عند هذا المسافر ومن معه من رفقته علم يدفع به الشبهات، وأن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.

فإن خشي على نفسه من الزيغ والضلال، أو كان ضعيفا أمام الشهوات، فالسلامة لا يعدلها شيء، ولعل ضرورته أو حاجته تندفع بغير هذا السفر، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ومن ترك شيئا لله تعالى عوضه الله تعالى خيرا منه.

إن السفر إلى بلاد تعج بأنواع الكفر والفسوق لمما يضر المسلم في دينه، فكيف إذا اصطحب معه أهله وولده، وهم أمانة في عنقه، وأضرار ذلك كثيرة،؟؟؟ وآثامه عظيمة:

فمن اختار بلادا كافرة موطنا لسياحته، ومقرا لإجازته فقد أجاز لنفسه الإقامة بين ظهراني المشركين بلا ضرورة ولا حاجة، فيخشى عليه من براءة النبي صلى الله عليه وسلم منه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين).

فإن وقعت له مشكلة اضطرته إلى محاكمهم فقد تحاكم إلى الطاغوت بلا اختيار منه، وقد كان في عافية من ذلك.

ولو لم يكن في السفر من الحرج والإثم إلى بلاد يظهر فيها الكفر والفجور، ويعلن الناس به إلا أن هذا المسافر المسلم يرى المنكر فلا ينكره، فضلا عن أن يغيره ويزيله؛ لكان كافيا في صرفه عنه، والاستعاضة بما هو خير منه. وكم يمر به في يومه وليلته من منكرات يأثم بحضورها وعدم إنكارها؟ ولازمٌ على من حضر منكرا أن ينكره، فإن لم يستطع وجب عليه أن يفارق مكانه.


بل إن إدمانه على مشاهدة المنكرات يكون سببا في تغير قلبه، ورقة دينه؛ فإن سلم هو من أكثر ذلك لعزلته في مسكنه أو منتجعه؛ لم يسلم من معه من أهل وولد ورفقة، وآثامهم على رقبته.

ومن أعظم ما يكون سببا للإعجاب بالكفار ومذاهبهم وأخلاقهم وطرائق عيشهم مثل هذه الأسفار المشئومة؛ حتى صارت المجاهرة بمديحهم علانية في الصحف وغيرها مع نهاية كل صيف، فكل كاتب معجب بهم، أقام صيفه في أحضانهم، يعود إلى بلده لينفث جهالاته وضلالاته على الناس، مدحا للكفار، وإعجابا بهم، وشتما في بلده وأهله وبغضا لهم، وهو يأكل من خيرهم، ويتفيأ ظلالهم، فما أجحده وما أنكره ﴿ قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس:17].



http://women.bo7.net/14/06/images_f6cp.gif





حقا في هذا العصر حيث بلغت الرفاهية أوجها، وانتهت بالغالبية إلى كمالها، في مآكلهم ومشاربهم ومراكبهم، وفي مساكنهم وملابسهم ومراقدهم، وفي حلهم وترحالهم ، في هذه الظروف أضحت المتعة والرفاهية فنا من الفنون، وتجارة من التجارات؛ تدرس في المعاهد والجامعات، وتُخص بالتدريبات والدورات، ويتداعى لمشاريعها التجار والأغنياء، فنجد جامعات تمنح شهادات عليا في صنع الطعام، وأخرى في الإستقبالات ، وغيرها في السفر والسياحة حتى غدت هذه الوسائل والكمالات فنونا يُنفق عليها طائل الأموال، وتُفنى في تعلمها وصناعتها الأعمار؛ وذلك للترفيه عن لناس.


http://abahe.co.uk/imgs-pages/Specia...nistration.jpg




يتبع بمحور السفر في الإسلام


















صانعة النهضة 2015-10-29 13:36

لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر وآدابه )
 
حكم السياحة في الإسلام



http://www.fikhguide.com/sites/defau...greenmount.jpg


معنى السياحة:

السياحة مأخوذة من (ساح الماء سياحة) إذا جرى على وجه الأرض وذهب.
واستعملت في الإنسان بمعنى: ذهب في الأرض للعبادة أو الترهب, أو لغير غرض.
وقد صار مصطلح السياحة في هذا الزمان يعني: التنقل من بلد إِلَى بلد طلبًا للتنزه، أو الاستطلاع والكشف (المعجم الوسيط 1/467).



مصطلح السياحة في الأحاديث والآثار:

ورد مصطلح السياحة ولكن بمعنى آخر غير متداول اليوم.
في حديث مرسل رواه طاوس بن كيسان بلفظ: "لا خزام، ولا زمام، ولا سياحة ولا تبتل، ولا ترهب في الإسلام" (عبد الرزاق 15860).


ومعنى السياحة المنهي عنها هنا: ترك المباني والانتقال إلى البراري واعتزال الناس تفرغاً لعبادة الله.
قال ابن الأثير: "أراد مفارقة الأمصار وسكنى البراري وترك شهود الجمعة والجماعات. وقيل: أراد الذين يسيحون في الأرض بالشر والنميمة والإفساد بين الناس" (النهاية 2/432).


وقال ابن تيمية: "وأما السياحة التي هي الخروج في البرية لغير مقصد معين فليست من عمل هذه الأمة. ولهذا قال الإمام أحمد: (ليست السياحة من الإسلام في شيء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين) مع أن جماعة من إخواننا قد ساحوا السياحة المنهي عنها متأولين في ذلك، أو غير عالمين بالنهي عنه، وهي من الرهبانية المبتدعة التي قيل فيها: لا رهبانية في الإسلام" (اقتضاء الصرط المستقيم 1/327).


أما قــــول الله تعالى في مـــــدح المؤمنــين: }التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ{.


فأكثر المفسرين على أن المقصود بهم الصائمون (تفسير الطبري 14/502-506).
ويؤيده قول الله تعالى: }عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا {.


وسمي الصائم سائحًا، لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد الطعام، فكأنه أُخذ من ذلك (تفسير الطبري 23/490).


وذهب بعض المفسرين إلى أن السياحة في الآية تعني الهجرة المشروعة.


ومنه ما جاء في حديث الهجرة: قالت عائشة رضي الله عنها: "فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبوبكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يَخْرُجُ ولا يُخْرَج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار, ارجع واعبد ربك ببلدك" (البخاري 3692).

حكم السياحة بالمصطلح المعاصر:



الأصل في مطلق السفر الإباحة إلا إن عرض عارضٌ أخرجه عن الإباحة.
قال ابن حزم: "اتفقوا أن سفر الرجل مباح ما لم تزل الشمس من يوم الخميس" (مراتب الإجماع ص 151).


قال ابن عابدين: "الأصل في التلاوة العبادة إلا بعارض نحو رياء أو سمعة أو جنابة فتكون معصية, وفي السفر الإباحة إلا بعارض نحو حج أو **** فيكون طاعة، أو نحو قطع طريق فيكون معصية" (رد المحتار 2/121, وانظر: الفواكه الدواني 1/254).



السفر وسيلة تأخذ حكم الغاية منها:

فقد يكون السفر واجبًا، إذا كان لفعل واجب؛ كحج الفريضة.
وقد يكون مندوبًا؛ كالسفر لحج النافلة.
وقد يكون مكروهًا.
وقد يكون حرامًا؛ كالسفر لمعصية.
وقد يكون مباحًا؛ كالسفر للتجارة من أجل تكثير المال.


والمشهور عند العلماء أن السفر للتنزه والفرجة من قبيل السفر المباح (البيان 2/450, الإنصاف 3/237, شرح الزركشي 2/141-142).
والمشهور أيضًا جواز دخول دار الكفر بأمان لتجارة، وإن كان مع الكراهة عند بعض العلماء.(بدائع الصنائع 7/102, مواهب الجليل 2/518, روضة الطالبين 10/289, كشاف القناع 3/131-132).
وقد ورد ذلك من فعل الصحابة:


فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لقد خرج أبو بكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرًا إلى بصرى..." (الطبراني في المعجم الكبير 674, وانظر: مسند أحمد 26687, وحسنه الذهبي في السير 2/411، وقال الهيثمي في الزوائد 4/63: رواه الطبراني في الكبير، والأوسط بنحوه، ورجال الكبير ثقات).


وقال سعيد بن المسيب: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في بحر الروم, منهم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل" (إصلاح المال لابن أبي الدنيا 229, تاريخ دمشق 25/57).
وقد قال الله تعالى: }وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ{.

فالسياحة تأخذ الأحكام الخمسة:

1- سياحة مباحة: إن كانت لمجرد التنزه والفرجة والترويح عن النفس، وهي مباحة على الأصل إلا إن كانت في مكان يكثر فيه الفساد.


ويشترط في هذه السياحة أمران:


2- سياحة مكروهة: إذا لم تكن لمقصد شرعي وإنما لمجرد النزهة والفرجة، وكان السفر لبلاد يكثر فيها الفساد, فتكره بسبب انتشار الفساد في تلك البلاد وصعوبة السلامة منه.


3- وتكون السياحة محرمة إذا اعتراها مانع خارجي ولها صور:


إذا كانت بقصد المعصية وتقليب النظر فيما حرم الله، والوقوع في المعاصي والفواحش الظاهرة والباطنة.


إذا كان السفر لمشاركة الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية.


إذا كانت السياحة تزاحم حقوق الله؛ كمن يسافر للسياحة في زمن الحج، وقد وجب عليه الحج وهو قادر عليه.


إذا كانت السياحة تزاحم حقوق العباد؛ كحق الوالدين والزوجة،أو كانت تكاليف السياحة تؤخر سداد دين قد لزمه وفاؤه.


إذاكان ذلك السفر بعصيان أوامر الوالدين بعدم الذهاب.


4- وتكون مستحبة في أحوال, منها:


1. إذا كانت للدعوة إلى الله تعالى.

2. إذا كانت للاتعاظ بالتفكر في آيات الله الكونية، كما قال تعالى:

}قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{.


أو النظر في مصير الأمم السابقة وما حلَّ بهم بسبب ذنوبهم، فيشاهد السائح أثر قدرة الله على أناس أقوى منه فينتهي عن المعاصي, وقد ذكر الله ذلك في أكثر من آية, قال تعالى: }قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ{, وقال: }أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا{.


ولابد لهذه السياحة أن تكون بتدبر وتفكر في قصص الماضين حتى تحصل الثمرة منها, قال تعالى: }أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{.


يتبع


صانعة النهضة 2015-10-29 13:57

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر وآدابه )
 
مقاصد السياحة في الإسلام وغاياتها


http://anaman.net/sites/default/file...?itok=OFK9Otrt


جاء الإسلام ليرتقي بمفهوم السياحة ، ويربطه بالمقاصد العظيمة ، والغايات الشريفة ، ومن ذلك :


1. أنه ربط السياحة بالعبادة :


فأوجب السفر – أو : " السياحة " - لأداء ركن من أركان الدين وهو ( الحج ) في أشهر معلومة ، وشرع العمرة إلى بيت الله تعالى في العام كله ، ولما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في السياحة ( بالمفهوم القديم الذي يعني تقصد السفر للرهبنة أو تعذيب النفس فقط ) أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقصد الأسمى والأعلى من السياحة فقال له : ( إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) رواه أبو داود ( 2486 ) وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " وجوَّد إسناده العراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( 2641 ) ، فتأمل كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم السياحة المشروعة المندوبة بالهدف العظيم والغاية السامية .


2. كما اقترنت السياحة في المفهوم الإسلامي بالعلم والمعرفة ،

وقد سيرت أعظم وأقوى الرحلات السياحية في صدر الإسلام لغرض طلب العلم ونشره ، حتى ألف الخطيب البغدادي كتابه المشهور " الرحلة في طلب الحديث " ، وقد جمع فيه من رحل من أجل حديث واحد فقط ! ، ومن ذلك ما قاله بعض التابعين في قوله سبحانه وتعالى : ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) التوبة/112

قال عكرمة : ( السائحون ) : هم طلبة العلم .
رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 7 / 429 ) ، وانظر " فتح القدير " ( 2 / 408 ) .
وإن كان التفسير الصحيح الذي عليه جمهور السلف أن المقصود بـ ( السائحين ) هو : الصائمين .


3. ومن مقاصد السياحة في الإسلام الاعتبار والادِّكار ،

وقد جاء في القرآن الكريم الأمر بالسير في الأرض في عدة مواطن :

قال تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) الأنعام/11 .
وقال سبحانه : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) النمل/69 .
قال القاسمي – رحمه الله - :
هم السائرون الذاهبون في الديار لأجل الوقوف على الآثار ، توصلا للعظة بها والاعتبار ولغيرها من الفوائد .
" محاسن التأويل " ( 16 / 225 ) .



4. ولعل أعظم مقاصد السياحة في الإسلام تكون في الدعوة إلى الله تعالى ،

وتبليغ البشرية النور الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو وظيفة الرسل والأنبياء ، ومن بعدهم أصحابهم رضوان الله عليهم ، وقد انتشر صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الآفاق يعلمون الناس الخير ، ويدعونهم إلى كلمة الحق ، ونحن نرجو أن تحذو سياحة اليوم تلك السياحة العظيمة المقصد ، الشريفة الغاية والهدف .



5. وأخيراً فإن من مفهوم السياحة في الإسلام السفر لتأمل بديع خلق الله تعالى ، والتمتع بجمال هذا الكون العظيم ،
ليكون ذلك باعثا للنفس البشرية على قوة الإيمان بوحدانية الله ، وليكون عونا لها أيضا على أداء واجبات الحياة ، فإن ترويح النفس ضروري لأخذها بالجد بعد ذلك .

يقول سبحانه وتعالى : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) العنكبوت/20 .

يتبع

صانعة النهضة 2015-10-29 14:28

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
ضوابط السياحة المشروعة في الإسلام



http://oujdaportail.net/ma/wp-conten...t_etranger.jpg



لقد جاءت شريعتنا الحكيمة بكثير من الأحكام التي تنظم السياحة وتضبطها وتوجهها كي تحافظ على مقاصدها التي سبق ذكرها ، ولا يتجاوز بها إلى الانفلات أو التعدي ، فتعود السياحة مصدر شر وضرر على المجتمع ، ومن تلك الأحكام :


1. تحريم السفر بقصد تعظيم بقعة معينة إلا إلى ثلاثة مساجد :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) .
رواه البخاري ( 1132 ) ومسلم ( 1397 ) .
وفي الحديث دليل على حرمة الترويج للسياحة " الدينية " كما يسمونها لغير المساجد الثلاثة ، كمن يدعو إلى السياحة لزيارة القبور والمشاهد والأضرحة والمراقد ، وخاصة تلك الأضرحة التي يعظمها الناس ويرتكبون عندها أنواع الشرك والموبقات ، فليس في الشريعة تقديس لمكان تؤدى فيه عبادة ويكون فيه تعظيم سوى هذه الثلاثة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : ( خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَجَلَسْتُ مَعَهُ...فذكر حديثا طويلا ثم قال : فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ فَقُلْتُ مِنْ الطُّورِ . فَقَالَ : لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) .

رواه مالك في الموطأ ( 108 ) والنسائي ( 1430 ) وصححه الألباني في " صحيح النسائي " فلا يجوز إنشاء سفر لقصد مكان مقدس غير هذه الأماكن الثلاثة ، ولا يعني ذلك حرمة زيارة المساجد في بلاد المسلمين ، فإن زيارتها مشروعة ومستحبة ، وإنما الممنوع هو إنشاء السفر لهذا الغرض ، فإذا كان له قصد آخر من السفر ، وجاءت الزيارة تابعة فلا بأس ، بل قد تجب لأداء الجمعة والجماعة .
ومن باب أولى حرمة السفر لزيارة الأماكن المقدسة في الديانات الأخرى ، كمن يخرج لزيارة " الفاتيكان " أو الأصنام البوذية وغير ذلك مما يشبهه .


2. وقد جاءت الأدلة أيضا في تحريم سياحة المسلم في بلاد الكفار مطلقا
، لما فيها من مفاسد تعود على دين وخلق المسلم باختلاطه مع تلك الأمم التي لا تراعي دينا ولا خلقا ، خاصة مع عدم وجود الحاجة لهذا السفر من علاج أو تجارة ونحو ذلك ، إنما هو للمتعة والترفيه ، وقد أوسع الله تعالى بلاد المسلمين بحمد الله ، فجعل فيها من بديع خلقه ما يغني عن زيارة الكفار في بلادهم .

قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز ؛ لأن فيه مخاطر على العقيدة والأخلاق ومخالطة للكفار وإقامة بين أظهرهم ، لكن إذا دعت حاجة ضرورية وغرض صحيح للسفر لبلادهم كالسفر لعلاج مرض لا يتوفر إلا ببلادهم ، أو السفر لدراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين ، أو السفر لتجارة ، فهذه أغراض صحيحة يجوز السفر من أجلها لبلاد الكفار بشرط المحافظة على شعائر الإسلام ، والتمكن من إقامة الدين في بلادهم ، وأن يكون ذلك بقدر الحاجة فقط ثم يعود إلى بلاد المسلمين .

أما السفر للسياحة فإنه لا يجوز ؛ لأن المسلم ليس بحاجة إلى ذلك ، ولا يعود عليه منه مصلحة تعادل أو ترجح على ما فيه من مضرة وخطر على الدين والعقيدة .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 2 / سؤال رقم 221 ) .


3. ومما لا شك فيه أن الشريعة تنهى عن السياحة في أماكن الفساد ، حيث تُشرب الخمور وتَقَع الفاحشة ، وتُرتكب المعصية ، مثل شواطئ العري وحفلات المجون وأماكن الفسق ، أو السفر لإقامة الاحتفالات في الأعياد المبتدعة ، فإن المسلم مأمور بالبعد عن المعصية ، فلا يرتكبها ولا يجالس من يقوم بها .
قال علماء اللجنة الدائمة :
لا يجوز السفر إلى أماكن الفساد من أجل السياحة ؛ لما في ذلك من الخطر على الدين والأخلاق ؛ لأن الشريعة جاءت بسد الوسائل التي تفضي إلى الشر .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 26 / 332 ) .
فكيف بالسياحة التي تشجع المعصية والفاحشة ، وتنظم لدعمها وتشجيعها ؟! .
وقال علماء اللجنة الدائمة – أيضاً - :


4- ولا يجوز أيضا سفر المرأة بغير محرم ، وقد أفتى العلماء بحرمة سفرها بغير محرم للحج أو العمرة ، فكيف إذا كان السفر للسياحة التي يصاحبها كثير من التساهل والاختلاط المحرم ؟! .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 3098 ) و ( 69337 ) و ( 45917 ) و ( 4523 ) .



5. أما تنظيم رحلات سياحية للكفار في بلاد المسلمين : فالأصل فيه الجواز ، والسائح الكافر إذا أذنت له الدولة المسلمة بالدخول إليها أصبح مستأمنا حتى يغادرها ، ولكن وجوده في بلاد المسلمين يجب أن يتقيد فيه باحترام الدين الإسلامي وأخلاق المسلمين وثقافتهم ، فلا يدعو إلى دينه ، ولا يتهم الإسلام بالباطل ، ولا يخرج إلا محتشما بلباس يناسب بلاد المسلمين ، وليس كما اعتاد هو في بلاده على التعري والتفسخ ، وألا يكون عينا أو جاسوسا لبني قومه ، وأخيرا لا يمكَّن الكفار من زيارة الحرمين في مكة والمدينة المنورة .


يتبع


صانعة النهضة 2015-10-29 14:58

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
بعض السنن النبوية والآداب الإسلامية للسفر في الإسلام

http://www.fikhguide.com/sites/defau...jpg?1310646967



(1) إذا وجدت النية للسفر فتستحب الإستخارة له ولغيره، فعن جابر أنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسّره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضّني به } [البخاري].





كما ينبغي للمسلم عموماً وللمسافر خصوصاً أن يكتب ويدوّن وصية إذا كان له شيء يوصي به. وينبغي أيضاً أن يقضي ويسدد ديونه.



(2) كان http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يحب أن يخرج يوم الخميس، قال كعب بن مالك: لقلما كان رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يخرج إذا خرج من سفر إلا يوم الخميس. [البخاري].



(3) وكان إذا وضع قدمه في الركاب إستعداداً للركوب قال: { بسم الله }.



(4) فإذا استوى على ظهرها قال: { الحمد لله } ثلاثاً.



(5) و { الله أكبر } ثلاثاً.



(6) ثم يقول: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزخرف:14،13].



(7) ثم يقول مرة ثانية: { الحمد لله } ثلاثاً.



(8) ويقول مرة ثانية أيضاً: { والله أكبر } ثلاثاً.



(9) ثم يقول: { سبحان الله } ثلاثاً.



(10) ثم يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت } [النسائي].



(11) ثم يقول: { اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل } [مسلم].



(12) وإذا رجع من السفر قالهن وزاد فيهن: { آيبون، تائبون، عابدون، حامدون، لربنا ساجدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده } [البخاري].



(13) ورد عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه كان يقول: { أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر - وهي ما تحت يده من مال وعيال ومن تلزم نفقته - وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور - الحور: النقض، والكور: اللف والإبرام - ومن دعوة المظلوم، ومن سوء المنظر في الأهل والمال } [أحمد]. تعوّذ http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif من كثرة العيال في مظنة الحاجة وهو السفر، ومن فساد الأمور بعد استقامتها، أو من نقصانها بعد زيادتها.



(14) وكان إذا ودّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: { أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك } [أبو داود].



(15) يشرع للمسلم أن يطلب التوجيه من أهل الصلاح، فقد جاء إليه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif رجل، فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً، فزوّدني؟ فقال: { زوّدك الله التقوى } قال: زدني! قال: { وغفر لك ذنبك }. قال: زدني! قال: { ويسّر لك الخير حيثما كنت } [البيهقي].



(16) يشرع للمسافر أيضاً أن يخبر من يحب بعزمه على السفر فقد قال رجل للنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: إني أريد سفراً! فقال: { أوصيك بتقوى الله! والتكبير على كل شرف } (أي كل مكان مرتفع)، فلما ولّى قال: { اللهم ازو له الأرض، وهّون عليه السفر! } [ابن حبان].



(17) وكان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وأصحابه إذا علوا الثنايا كبّروا، وإذا هبطوا سبّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك ( أي في الوقوف التكبير، وفي الانخفاض التسبيح في الركوع والسجود) [أبو داود].



(18) وقال أنس: كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إذا علا شرفاً من الأرض أو نشزاً قال: { اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حمد } [أحمد].



(19) وكان http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إذا كان يسير في مجموعة سار سيراً هادئاً، ويسمى ( العنق) فإذا وجد فراغاً أسرع قليلاً، ويسمى ( النّص). [ابن خزيمة].




يتبع بسنن وآداب أخرى





صانعة النهضة 2015-10-29 15:24

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
تابع سنن وآداب السفر




(20) وكان http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: { لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس } [مسلم].



(21) ورد عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه دخل أهله (أي على أهله) قال: { توباً توباً، لربنا أوباً، لا يغادر علينا حوباً } [أحمد].



(22) وكان http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل، قال: { لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار أحد وحده بليل } [البخاري].



(23) وكان يكره السفر للواحد بلا رفقة، فقد ورد عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه قال: { الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب } [مالك وأحمد].



(24) وكان يقول: { إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه } [مسلم].



(25) ورد عنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه كان إذا غزا أو سافر، فأدركه الليل قال: { يا أرض ربي وربك الله! أعوذ بالله من شرّك وشرّ ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد } [ابن خزيمة].



(26) وكان يقول: { إذا عرّستم (نزلتم في السفر) فاجتنبوا الطريق، فإنها طريق الدواب، ومأوى الهوامّ بالليل } [مسلم].



(27) وكان إذا رأى قرية يريد دخولها، قال حين يراها: { اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها } [ابن خزيمة].



(28) وكان إذا ظهر الفجر وبدا في السفر قال: { سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا، عائذاً بالله من النار! } [مسلم].



(29) وكان ينهى أن تسافر المرأة بغير محرم ولو مسافة بريد (20 كلم تقريباً) [رواه ابن خزيمة]، وهو عند البخاري ومسلم بلفظ: { لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم }.



(30) وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته (غرضه) من سفره أن يعجّل الأوبة ( الرجعة) إلى أهله. وأخبر أن { السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه } [البخاري].



(31) وكان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً، إذا طالت غيبته عنهم، بل يدخل عليهم غدوة أو عشية [البخاري ومسلم].
وهذا من كمال الأدب وعظيم الاحترام بين رب الأسرة وزوجه وأفراد أسرته، وتقدير الخصوصيات بينهم، فمع أن البيت بيته، والملك ملكه، والأسرة أسرته، إلا أن الأدب النبوي اقتضى ألا يدخل الرجل بيته بعد السفر الطويل ( 3 أيام فأكثر) إلا في حال صحو ويقظة، وهذا إذا لم يتمكن من مهاتفتهم، وذلك حتى لا يشاهد الرجل في بيته ما يكره، ولكي لا ينزعج أفراد الأسرة أو بعضهم بدخول البيت وهم نائمون.



(32) وكان إذا قدم من سفر يلقّي (يستقبل) بالولدان من أهل بيته، قال عبد الله بن جعفر: قدم http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif مرة من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة: إما حسن وإما حسين، فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة. [مسلم].





(33) وكان يعتنق القادم من سفره ويقبّله، قالت عائشة: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في بيتي، فأتاه، فقرع الباب، فقام إليه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبله. [الترمذي]. وعن الشعبي أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه، وقبّل ما بين عينيه [أبو داود].





(34) وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه. [البخاري ومسلم].



(35) يستحب أن يقوم الأصحاب في السفر بتأمير واحد منهم يطيعونه، فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم } [أبو داود].



(36) خير أعداد الأصحاب أربعة، فعن ابن عباس أنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب إثنا عشر ألفاً من قلة } [أبو داود].

يتبع


صانعة النهضة 2015-10-29 15:27

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 

37) كان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إذا نزل (الاستراحة) في السفر. فإن كان بليل اضطجع، وإن كان قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه. [مسلم]، قال أهل العلم: إنما نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم، فتفوت صلاة الصبح..!





(38) السير بالليل مستحب إذا لم تكن هناك مخاطر واضحة، فعن أنس أنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { عليكم بالدّلجة، فإن الأرض تطوى بالليل } [ابن خزيمة]. أما إذا انطوى السير بالليل على خطورة بيّنة، من نعاس سائق أو ضعف أنوار السيارة، أو عدم وضوح الطريق، أو وجود ضباب ونحوه فلا يجوز السير بالليل..!





(39) لا ينبغي للأصحاب التفرق عند النزول في مكان أثناء السفر بل الأفضل الاجتماع والتقارب، فعن أبي ثعلبة قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرّقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن تفرّقكم في الشعاب والأودية، إنما ذلكم من الشيطان! } فلم ينزلوا بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض. [أبو داود]. فتفرق الجماعة له سلبيات قد تكون خطيرة، إضافة إلى سلبية مخالفة هذه السنة النبوية الشريفة.



(40) ينبغي مساعدة من يحتاج إلى ذلك من الأصحاب في السفر،، فعن جابر قال: كان رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يتخلف في المسير، فيزجي (يساعد) الضعيف، ويردف، ويدعو لهم. [أبو داود].



(41) يجب التزام أنظمة السير في السفر كما يجب التزامها داخل المدن، ولا يجوز الإخلال بها، لما في التزامها من طاعة من تلزم طاعتهم، قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء]، ولما في التزامها من تحقيق المصلحة ودفع المفسدة.





(42) ينبغي تفقد المركبة، والحرص على استيفائها شروط السلامة، ومتطلبات السفر، حتى لا يقع محذور أو مكروه، وربما يمكن أن تقاس على البهائم، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة.. } الحديث [أبو داود]. وقال أنس: كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبّح ( أي لا نصلي النافلة) حتى نحلّ الرحال. [أبو داود]. أي أننا مع حرصنا على الصلاة لا نقدّمها على حطّ الرحال وإراحة الدواب..





(43) دعاء السفر ترجى استجابته، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدة على ولده! } [أبو داود].



(44) إذا خيف من أناس أو غيرهم فيقال: ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ) [أبو داود].


يتبع



صانعة النهضة 2015-11-01 13:26

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
وصايا لمن لزمه السفر إلى بلاد يقل فيها الإلتزام بالإسلام أو ينعدم



قد يكون السفر إلى مثل تلك البلاد أمراً لا مناص منه لسبب من الأسباب المشروعة، وحينئذ لابد من تقديم بعض الوصايا، مثل:



(1) أن يعلم المسافر أن الله تعالى مالك الملك كله، وخالق السموات والأرض جميعاً، وهو تعالى مطّلع على الإنسان وغيره في أي زمان ومكان ولا تخفى عليه سبحانه خافية.
(2) أن يعلم المسافر أنه قد تنتهي حياته في أية لحظة. فلا بد من الحذر من سوء الخاتمة.



(3) أن يحذر المسافر من الازدواجية الرديئة في الشخصية. فلا يكون إنساناً صالحاً في زمان أو مكان، وإنساناً منحرفاً غافلاً في زمان أو مكان آخر.



(4) أنه بدلاً من أن يغفل المسافر تقليداً للغافلين.. بدلاً من ذلك يأخذ العبرة من حياة الغافلين ويشفق عليهم ويرحمهم.



(5) أن يضاعف المسافر الحرص على أداء حقوق الله تعالى عندما يجد نفسه في بيئة لا هية غافلة، لكي لا يتأثر بالغافلين.



(6) عدم الانخداع ببعض المظاهر البراقة في حياة الغافلين. فلو فتّش الإنسان عما وراءها لوجد المعاناة الكثيرة والمشكلات الخطيرة في حياتهم.



(7) أن يعلم المسافر أن الآخرين عندما يعلمون بأنه مسلم وعربي ومن جنسية معيّنة؛ فإنهم يعتبرونه ممثلاً وسفيراً للإسلام وللعرب وللجنسية التي يحملها، فهل يرضى الإنسان لنفسه أن يكون مفسداً لسمعة دينه وعروبته وجنسيته؟ إلى غير ذلك من الوصايا التي لا تخفى على اللبيب.





حمدان بن محمد الحمدان

صانعة النهضة 2015-11-01 14:13

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 

صانعة النهضة 2015-11-01 14:14

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 

ناصر الاسلام 2017-02-02 12:37

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الذي يحمل أحكاما شرعية متعددة أولى للمسلم أن يعرفها قبل العزم على السفر.

صانعة النهضة 2018-01-04 21:14

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 
السفر؛ آداب وفوائد





فسحة امل 2018-04-03 17:37

رد: لكل مسافر:المرجو الإطلاع قبل السفر(ملف عن أحكام السفر والسياحة وآدابهما )
 


السياحة.. للتعارف:

بنظرة سريعة إلى الدول التي تحتلُّ المقام الأوَّل في حركة السياحة، سنجد أنَّ هذه الدول هي نفسها الدول الأكثر تسويقًا لنفسها وقِيَمِها وحضارتها وخصوصيَّاتها، وسنرى في كثيرٍ من التجارِب نماذج إبداعيَّة في صُنْع معالم سياحية، ثُمَّ تسويقها وجذب الناس إليها.

وليس أدل على ذلك من النظر إلى ترتيب أشهر المعالم السياحيَّة في العالم، وسنرى أنَّها ليست آثارًا تاريخيَّة، بل معالم حديثة، أو مناطق طبيعيَّة تمَّت تهيئتها ثُمَّ تسويقها لتكون منطقة جذبٍ سياحيَّة، فطبقًا لإحصائيَّة عام 2007م تأتي ساحة التايمز في نيويورك في المركز الأوَّل، يتلوها المنتزه القومي في واشنطن، ثُمَّ منتجع والت ديزني في ولاية أورلاندو، وكلُّ هذه الأماكن تقع في أميركا، التي لا تحوي أيَّة آثار أو معالم تاريخيَّة، ثُمَّ تأتي ساحة ترافلجار في لندن، ثُمَّ ديزني لاند في كاليفورنيا بأميركا، ثُمَّ شلالات نيكاراجوا في كندا، ثُمَّ جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو بأميركا، ثُمَّ ديزني لاند طوكيو في اليابان، ثُمَّ كاتدرائية نوتردام ويورو ديزني وكلاهما في باريس بفرنسا[1].

فقط مكانٌ واحدٌ من التاريخ يأتي في العشرة أماكن السياحية الأولى في العالم، يأتي في المركز التاسع، وهو كاتدرائيَّة نوتردام في باريس، وهذا ما يُؤَكِّد أنَّ الدول التي اهتمَّت لتسويق حضارتها وقيمها وإثراء اقتصادها قد تجاوزت التحدِّي التاريخي، الذي حرمها من تاريخ ومن معالم أثريَّة ومزارات دينيَّة، فصنعت بنفسها ما يكون بديلًا عن كلِّ هذا، ونجحت بالفعل.

غير أنَّ المعالم التاريخيَّة والمزارات الدينيَّة ما زالت تضع البلاد التي تحتويها في مصافِّ الدول السياحيَّة الأكثر زيارة على مستوى العالم، وفي إحصائيَّة منظمة السياحة العالميَّة الصادرة في 2008م تأتي فرنسا في المركز الأوَّل تليها إسبانيا، ثُمَّ أميركا، ثُمَّ الصين، ثُمَّ إيطاليا، ثُمَّ بريطانيا، ثُمَّ ألمانيا، ثُمَّ أوكرانيا، ثُمَّ تركيا، ثُمَّ المكسيك[2].

وفي هذا التصنيف السابق نرى أميركا كشذوذ بين الدول الأكثر زيارة؛ حيث إنَّها الوحيدة التي لا تحتوي آثارًا تاريخيَّة قديمة، أو مزارات دينيَّة، فيما تأتي بقيَّة الدول لتُعيد عرض تاريخها ومعالمها الحضاريَّة القديمة، ففرنسا أهمُّ البلاد الكاثوليكيَّة في أوربا، وإسبانيا جمعت بين الحضارتين الرومانيَّة ثُمَّ الإسلاميَّة، وتزخر أرضها بالقصور والحصون الحافلة بفنِّ العمارة القوطي والإسلامي، والصين هي قلب الحضارة الصينيَّة العريقة، وإيطاليا هي المتحف الروماني الكبير المفتوح في الميادين والشوارع، وهي التي بدأ منها فجر النهضة الأوربيَّة الحديثة، وأخرجت أهم النحاتين والرسامين في هذا العصر.

السياحة في العالم العربي والإسلامي:


ومن كلِّ ما سبق نستطيع أن نُضيف إلى أسباب الجهل العالمي بالعالم العربي والإسلامي، تقصير هذه البلاد في استثمار مناطقها السياحيَّة، حتى فيما يخصُّ السياحة الداخليَّة أحيانًا، فكثيرٌ من المعالم الإسلاميَّة تُعاني من الإهمال، بل كثيرٌ منها مهدَّدٌ بالسقوط والانهيار؛ وعلى سبيل المثال فإنَّ مسجد أولو ديفري الذي بناه السلاجقة في تركيا على الرغم من أنَّه مسجَّلٌ في قائمة الآثار العالميَّة في منظمة اليونسكو فإنَّه يُعاني من التشقُّقَات والإهمال، هذا مع أنَّه يتميَّز ببعض سماتٍ فريدة؛ إذ بُنِي الباب الغربي فيه بطريقةٍ تجعل الظلَّ المتشكِّل من سقوط أشعة الشمس عليه تكون على هيئة رجلٍ يقرأ القرآن، يتشكَّل هذا الظلُّ قبل صلاة العصر من كلِّ يوم، ولمدَّة ربع ساعة طوال فصل الصيف، والمسجد هو في الأساس مسجد ومستشفى للأمراض العقليَّة، ومن العجيب أنَّ زخارفه الكثيرة جدًّا صُمِّمَتْ بطريقةٍ تُداعب الخيال البصري، فمن بَعِيدٍ تشعر أنَّ الزخارف متناظرة، حتى إذا دقَّقتَ فيها وجدتَ أنَّه لا تُوجد زخرفةٌ تُشبه الأخرى في كلِّ المسجد[3].

وأسوأ من هذا حالًا ما يكون من تجاهل الأثر؛ فالمدرسة العامريَّة في اليمن التي بناها السلطان عامر الطاهري عام 910هـ تُمَثِّل مَعْلَمًا مهمًّا جمع في فنونه المعماريَّة بين الطراز العثماني والمغربي والفارسي، وكانت المدرسة معلمًا حضاريًّا ومركز إشعاعٍ دينيٍّ وثقافي، وكانت مقرَّ حكم السلطان عامر، وعلى الرغم من هذا التاريخ والتأثير ظلَّ هذا الأثر قرونًا يُعاني من التجاهل، حتى اكتُشف في عام 1983م، فبدأت أعمال ترميم استغرقت 22 عامًا، وانتهت في 2005م، ثُمَّ فازت بجائزة مؤسَّسة الأغاخان العالميَّة في العمارة الإسلاميَّة[4].

مثل هذه المعالم الفريدة والمجهولة للعالم؛ بل لكثيرٍ من المسلمين أنفسهم، تُسهم إذا أُحسن استغلالها في حركة النشاط السياحي التي تُمَثِّل بدورها أسلوبًا ممتازًا للتعارف بين البشر متعدِّدِي الثقافات والحضارات والأذواق، فيُشاهدوا نمطًا آخر من السياقات والخصوصيَّات الحضاريَّة والتاريخيَّة، وقد تكون زيارات لها ما بعدها؛ فتحكي ليلى قنديل -النقيبة السابقة للمرشدين السياحيِّين بمصر- عن أستاذٍ جامعيٍّ بلجيكي أسلم بعد زيارةٍ قام بها إلى مساجد القاهرة، وحصوله على نسخةٍ مترجمةٍ لمعاني القرآن الكريم[5]، وأسلمت سائحة كنديَّة بعد مشاهدتها لعمَّال مسلمين في الفندق السعودي يُصَلُّون، ثُمَّ أثار هذا المشهد فضولها المعرفي فقرأت حتى أسلمت[6].

وأهمُّ الكتب المنصفة التي كتبها غير المسلمين كانت بعد سياحةٍ ومشاهداتٍ في العالم الإسلامي، ومعايشةٍ لهذه الشعوب المسلمة، ومن أشهر هؤلاء محمَّد أسد (ليوبولد فايس سابقًا) بعد حياةٍ في جزيرة العرب ثُمَّ في المغرب العربي، فأسلم ثُمَّ كتب (الطريق إلى مكَّة) و(الإسلام على مفترق الطرق)، وكذلك مراد هوفمان السفير الألماني في المغرب وغيره من البلاد الإسلاميَّة أسلم -أيضًا- وكتب: (الإسلام كبديل) و(الرحلة إلى مكَّة) وغيرها، ومنهم مَنْ لَمْ يُسلم، لكنَّه لَمَّا تعارف وتعايش في البيئة الإسلاميَّة اكتسب نظرةً جديدة؛ منهم -مثلًا- رونالد فيكتور بودلي الذي تأثَّر بحياة البدويِّين وكتب (الرسول، حياة محمَّد)، وكذلك الكاتبة البريطانيَّة الشهيرة كارين أرمسترونج التي بعدما زارت سمرقند وشاهدت روحانيَّات المباني الإسلاميَّة في آسيا الوسطى، تغيَّرت نظرتها إلى المسلمين، ثُمَّ كتبت (سيرة النبي محمَّد)، والنماذج كثيرة جدًّا لا يستوعبها المقام، ولكن الشاهد المقصود هو أنَّ السياحة كانت البداية للتعارف على الإسلام وحضارته وأبنائه.

ولكن على الرغم من أنَّ العالم العربي -وخاصَّة قلبه الشرقي- كان أرض النبوَّات والأديان، كما كان أرض التاريخ العريق وأرض الحضارات الأولى في التاريخ البشري المعروف، وهو ما يعني امتلاءها بالمشاهد والمزارات والمعالم التي تستهوي الناس من مختلف مناطق العالم، إلَّا أنَّ الواقع لا يُؤَيِّد هذا الافتراض.

فحصَّة السياحة لهذه المنطقة بلغت في عام 2001م حوالي 22 مليون سائح فقط، بما يُمَثِّل 3% من حركة السياحة العالميَّة، وعند الحديث عن المدخولات السياحيَّة، نجد أنَّ -ومن أصل الرقم البالغ 462 مليار دولار، الذي يُمثل مجموع مدخولات السياحة في 2001م- مدخولات المنطقة بلغت 11 مليارًا فقط؛ أي: أقل من 2,5%، وذلك في الوقت الذي تتوقَّع فيه منظمة السياحة العالميَّة وجميع خبراء السياحة في العالم أن تكون منطقة الشرق العربي هي المنطقة الأكثر جذبًا للسياحة في العالم على الإطلاق، ويُمكن لنا بعد ذلك أن نُدرك حجم التقصير الذي نحن بصدده[7].

هذا التقصير يكشفه تقرير منظمة السياحة العالميَّة؛ ففي قائمة الدول الأكثر زيارة على مستوى العالم نجد اختفاء الدول التي تمثِّل قلب الحضارات من هذه القائمة، وتأتي السعوديَّة في المركز الأوَّل عربيًّا والحادي والعشرين عالميًّا؛ إذ يُقَدَّرُ عدد زائريها بأحد عشر مليونًا ونصف سنويًّا[8]، وهو عددٌ في غاية الضآلة، إذا ما وضعنا في الاعتبار أنَّها تحتوي على الأماكن المقدَّسة، التي يحجُّ إليها المسلمون ويعتمرون؛ أي: إنَّها لا تبذل مجهودًا في جذبهم أو الدعاية لها.

ثُمَّ تأتي مصر في المركز الثاني عربيًّا والثالث والعشرين عالميًّا، فزوَّارها 10,6 مليون سنويًّا[9]، وهو -أيضًا- عددٌ قليلٌ إذا وضعنا في الاعتبار أنَّها البلد الوحيد الذي يحتوي آثار حضارة الفراعنة القدماء، وهي من أعظم الحضارات في كلِّ العصور القديمة، ثُمَّ تحتوي بعضًا من حضارة اليونان والبطالمة، لا سيَّما في العاصمة القديمة الإسكندريَّة، ثُمَّ أكثر من ألف عام من الحضارة الإسلاميَّة التي كانت فيها القاهرة واحدة من أهم المدن الإسلامية كبغداد وقرطبة.

ثُمَّ تختفي الدول العربيَّة حينًا لتظهر المغرب في المركز 31، والإمارات في المركز 32، ثُمَّ تونس في المركز 34، وهكذا لا نجد سوى خمس دولٍ عربيَّةٍ فقط بين الدول الخمسين الأولى سياحيًّا، وبهذا فلا عجب أن ينتشر الجهل بالعالم العربي وحضارته وثقافته عالميًّا؛ ومن ثَمَّ فلا بُدَّ لنا أن نُفَكِّر في تنمية هذا المشترك الداعم؛ إذا أردنا أن ننشر قيمنا وحضارتنا وثقافتنا في أنحاء العالم فنُقَدِّم الصورة الصحيحة في مقابل الصورة المشوَّهة المترسِّخة.


المصدر:
كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.

[1] الموسوعة الحرة العالمية "ويكيبيديا".
[2] تقرير منظمة السياحة العالمية الصادر في يونيو 2008م، ص10.
[3] تقرير الجزيرة نت بتاريخ 7/9/2009م.
[4] جريدة المؤتمر اليمنية 20/6/2005م.
[5] تحقيق صحفي بعنوان: "في مصر.. المساجد الأثرية مراكز لدعوة السائحين"، منشور في موقع إسلام ويب بتاريخ 10/6/2002م.
[6] جريدة الرياض السعودية 5/12/2008م.
[7] طالب الرفاعي: البعد الاقتصادي والثقافي للسياحة في الأردن، منشور بكتاب: قواعد وآفاق التحديث في الأردن، مراجعة: منذر واصف المصري، ص175.
[8] تقرير منظمة السياحة العالمية الصادر في يونيو 2008م، ص10.
[9] المرجع السابق، الصفحة نفسها.


الساعة الآن 16:40

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd