2010-01-27, 18:41
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | عندما تكتب إيفون ريدلي عن حجاب المرأه | يحلو لبعض الساسة والصحفيين الكتابةُ عن اضطهاد المرأة فيالإسلام، دون أن يتسنَّى لهم الحديثُ- ولو مرةً واحدة- إلى النساء اللاتي يرتدينالحجاب.. إنهم ببساطة ليس لديهم أدنى فكرة عن الاحترام والحماية التي تنعم بهاالمرأة في التشريع الإسلامي الذي نشأ منذ أكثر من 1400 عام، كما أنهم يتناولونالقضايا ذات البعد المتصل بثقافة المجتمع- مثل الزواج المبكّر، وختان الإناث،والقتل من أجل الشرف، والزواج بالإكراه- ويتحدّثون عنها بأسلوبٍ سلطوي متعجرف،زاعمين أنهم يكتبون عن معرفة، وأن الإسلام مسئول عنها، رغم أن هذه القضايا ليس لهاأدنى صلة مباشرة بالإسلام، وأقول لهم: من فضلكم، توقّفوا عن الخلط بين العاداتالثقافية والتوجيهات الإسلامية!. لقد طُلب مني أن أكتب عن: كيف يسمح الإسلام للرجال بضربزوجاتهم؟ وهذا غير صحيح.. وأعلم أن منتقدي الإسلام يستشهدون بآياتٍ من القرآن أوبأحاديث، لكن هذا كله غالبًا ما يكون مقتطعًا من سياقه، فإذا رفع رجل يده في وجهامرأته، فإن الإسلام لا يسمح له بأن يترك أثرًا على جسدها، أي أن الإسلام يقولللمسلم بطريقةٍ غير مباشرة: "لا تضرب زوجتك". ودعونا نستعرض بعض الإحصاءات،وفقًا لخط الطوارئ القومي بالولايات المتحدة الأمريكية الخاص بالعنف العائلي (الخطالساخن): - أربعة ملايين امرأة أمريكية تعرَّضن لاعتداءاتٍ عنيفة منقِبَل أزاوجهنَّ أثناء فترة 12 شهرًا فقط. - أكثر من ثلاث نساء يتعرضن للقتل يوميًّا بأيدي أزواجهنورفقائهن (Boyfriends). - حوالي 5500 امرأة ضُرِبن حتى الموت خلال الفترة بين 11سبتمبر 2001م، و31 أكتوبر 2006م، أي خلال خمسة أعوام. ربما يقول البعض: إن هذه اتهامات قاسية تُوجَّه إلى مجتمعمتحضِّر كالمجتمع الأمريكي، ولكني أقول: إن العنف الموجه ضد النساء ظاهرة عالمية،فممارسو العنف من الرجال لا يقتصر وجودهم على طائفة دينية أو ثقافية معينة،فالحقيقة أن امرأةً واحدةً من كل ثلاث نساء حول العالم تتعرَّض للضرب، أو للاغتصاب،أو تقع لها إساءة ما خلال حياتها، فالعنف الموجَّه ضد النساء أمر يتخطى اعتباراتالدين أو الثروة أو الطبقة أو لون الجلد والثقافة. وقد كانت النساء قبل ظهور الإسلام يُعاملن ككائنات وضيعة،ولا تزال النساء في الغرب يواجهن مشكلة؛ حيث يعتقد الرجال أنهم أرقى مقامًا منالنساء، وينعكس هذا الاعتقاد على نظام الترقيات وقيمة الأجور في كل المجالات بدءًامن عاملات النظافة وانتهاءً بالموظفات اللاتي يشققن طريقهن إلى المناصبالعليا. ولا تزال النساء الغربيات يُعامَلن معاملة السلع؛ حيثتتصاعد وتيرة "الرق الأبيض" (Sexual slavery)، متخفيًا تحت قناع من عبارات التسويقالبراقة؛ حيث تتم المتاجرة بأجساد النساء في عالم الإعلانات، في مجتمعات يُعدالاغتصاب والاعتداءات الجنسية والعنف ضد النساء شيئًا اعتياديًّا مألوفًا فيه،وتُعد مساواة المرأة بالرجل فيها ضربًا من ضروب الأوهام. لقد كنتُ في الماضي أنظر إلى النساء اللائي يرتدين الحجابعلى أنهن مخلوقات وديعة مضطهَدة، أما الآن فإنني أنظر إليهن على أنهن نساء متعدّداتالمهارات والمواهب، تتضاءل الروابط النسوية الغربية إلى درجة الشحوب أمام عظمةرباطهنَّ الأخوي. وقد تغيَّرت وجهات نظري بعد تجربة مرعبة حقيقية كنت فيهاأسيرة عند حركة "طالبان" بتهمة التسلل إلى أفغانستان في سبتمبر 2001م مرتديةالبرقع.. وأثناء فترة أسْري التي استمرت عشرة أيام تعهّدت بأنهم إذا أطلقوا سراحيفإنني سأقرأ القرآن وأدرس الإسلام، وقد أوفيتُ بوعدي، ولكني كصحفيةٍ تُغطي أخبارالشرق الأوسط (المشرق الإسلامي) أدركت أنني بحاجةٍ إلى توسيع معارفي عن دين، هو بلاشك أسلوب حياة. والآن أقول: لا.. لم أكن ضحية لـ"متلازمة ستوكهولم"(1).. فلكي تصبح ضحية لهذا المرض، يجب أن تكون متعاطفًا مع خاطفيك، وقد تشاجرتُ معخاطفيَّ ووجهتُ إليهم السباب واللعنات، وأسأتُ إلى السجّانين، ودخلت في إضراب عنالطعام، حتى إنني كنت غير متأكدة تمامًا من كان الأسعد منَّا بإطلاق سراحي.. أنا أمهم؟!. لقد كنتُ أظن أن قراءة القرآن ستتحول إلى مجرد ممارسةأكاديمية، ثم اكتشفتُ أن القرآن يُصرِّح بوضوح بأن النساء متساويات تمامًا معالرجال في الأمور الروحية وفي التعليم وفي الأجر والثواب، وأن ما وهبه الله للمرأةمن نعمة إنجاب الأطفال وتربيتهم أمر ينظر إليه المسلمون بشكلٍ كبيرٍ كمنزلةٍ رفيعةٍوصفة مميزة، فالمرأة المسلمة تفخر بأنها ربة المنزل وراعية البيت.. وقد سأل أحدالمسلمين النبيَّ محمدًا قائلاً: يا رسولَ اللهِ مَنْ أحقُّ الناسِ بحُسْنِ صحابتي؟قال: "أُمُّك"، قال ثم من؟ قال: "أُمُّك"، قال: ثم مَن؟قال: "أُمُّك"، قال: ثم مَن؟ قال:"ثم أبوك". والحقيقة، أن كل ما كانت الجمعيات النسائية تناضل للحصولعليه في السبعينيات من القرن الماضي كان متاحًا بالفعل للمرأة المسلمة منذ ما يزيدعلى 14 قرنًا.. فالمرأة المسلمة باستطاعتها اختيار ما إذا كانت تريد أن تعمل أم لا؟كما أن ما تحصل عليه هو ملكٌ لها، ولها الحق في إنفاقه كما تريد، في حين أنه يجبعلى الزوج دفع كل فواتير المنزل ونفقات الأسرة. وهناك تركيز شديد يصل إلى حدِّالإزعاج على موضوع "زيّ المرأة المسلمة"، خاصةً من قِبَل الرجال المسلمين وغيرالمسلمين على حدٍّ سواء.. نعم، من الواجب أن تلبس المرأة المسلمة زيًّا بسيطًا،ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك مواضيع أخرى كثيرة ذات أهمية تخص المرأة المسلمةاليوم. ورغم ذلك، فإن أشخاصًا كثيرين تنتابهم الهواجس حيالالحجاب.. وأقول لهم: انتبهوا! إن الحجاب جزء من زيِّ العمل الخاص بي، فهو يخبركمبأنني مسلمة، ولذلك أتوقع منكم أن تتعاملوا معي باحترام. هل يمكنك أن تتخيل أن يطلب شخص ما من موظف كبير في بورصة "وول ستريت" أو مصرفي في بنك "واشنطن" أن يذهب إلى عمله مرتديًا "تي شيرت" (قميصًا) و"جينز" (بنطلوناً)؟ إذا حدث هذا فسيقول له بلا تردد: إن زيّ عمله يدل على شخصيتهأثناء ساعات عمله، ويفرض على الجميع معاملته بشكلٍ جاد. ورغم ذلك، فإن وزير الخارجية البريطاني "جاك سترو" (وزيرالعدل حاليًّا) يصف النقاب بأنه "عائق غير مرغوب به".. فمتى- ويا للأسى على متىهذه- متى سيتعلم الرجال أن يخرسوا عندما يتعلق الأمر بدولاب ملابسالمرأة؟!. ولدينا أيضًا وزراء في الحكومة- مثل وزير الخزانة (المالية) "جوردن براون" (رئيس الوزراء حاليًّا)، ووزير الداخلية "جون ريد"- يتفوّهونبملاحظات تنتقص من شأن النقاب، رغم أن كليهما ينحدران من "إسكتلندا"؛ حيث التنّورة (الجيبة) هي الزيّ القومي للرجال!! (2). وبعد ذلك دخل الحلبةَ سلسلةٌ من أعضاء البرلمان، ليصفواالنقاب بأنه "عائق للاتصال".. ويا له من هراء! فلو كان هذا صحيحًا، فهل هناك شخصيتطوّع ليشرح لي لماذا نستخدم التليفونات المحمولة، والهواتف المنزلية، ورسائلالبريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وأجهزة الفاكس بشكل يومي؟ ولماذا نستمع إلىالإذاعة؟ فلم نسمع عن شخص أغلق جهاز الراديو لأنه لا يستطيع رؤية وجه مقدّمالبرامج!!. إن أغلبية مَنْ أعرفهن مِنَ الأخوات اللاتي اخترن ارتداءالنقاب يشكون من الرجال الذين ينظرون إليهن شذرًا، ويقومون بتصرفات غير ملائمةحيالهنَّ.. وهناك أختان لندنيتان أعرفهما قالتا لي: إنهما تلبسان النقاب أثناءالمسيرات المناهضة للحروب؛ لأنهما لا تطيقان شم رائحة سجائر "الماريجوانا"!. لقد سافرتُ إلى أفغانستان مراتٍ عدة، وأستطيع القول: إنركام "كابول" لم يحدث أن خرج منه نساء عاملات.. فأخواتي في أفغانستان يقلن: إنهنَّيتمنين أن ينسى الغرب الاضطهاد الخاص بالبرقع، وقالت إحداهنَّ: "لا تحاولوا أنتجعلوا مني امرأة عاملة، بل أوجدوا لزوجي عملاً، ودلّوني على طريقة لإرسال أطفاليإلى المدرسة بدون أن أخشى عليهم من الاختطاف.. فقط أعطوني الأمانوالخبز"!. إن الناشطات النسويات المسلمات الشابات ينظرن إلى الحجابوالنقاب كرمزيْن سياسييْن إلى جانب كونهما فرضيْن دينيينْ، والبعض يقلن: إن الحجابوالنقاب هما وسيلتان يخبرن العالم من خلالهما بأنهن يرفضن الترف الذي يتميز بهأسلوب الحياة الغربي؛ مثل الإسراف في شرب الخمر، والعلاقات الجنسية العابرة، وتعاطيالمخدرات...إلخ. إن الأفضلية في الإسلام تكون على أساس التقوى، وليس الجمالأو الثروة أو القوة أو المركز الاجتماعي أو الجنس.. فالإسلام يقول لي: إنني أملكالحق في التعليم، وإن واجبي أن أخرج طلبًا للعلم، سواء أكنتُ متزوجة أم عزباء.. ولاتفرض الشريعة الإسلامية على النساء أن يقمن بأعمال النظافة أو غسل الملابس أو الطبخللرجال. لكن الرجال المسلمين ليسوا هم الوحيدين الذين يحتاجون إلىتقدير المرأة في بيوتهم.. ولْنراجع هذا الجزء من الخطاب الذي ألقاه "بات روبرتسون" عام 1992م، وهو الخطاب الذي يكشف آراءه حول المرأة، لنعرف مَنِ المتحضر ومَنِالهمجي (3). يقول روبرتسون: "إن جماعات التحرّر النسوية تحرّض النساءعلى هجر أزواجهن، وقتل أطفالهن، وتشجّعهن على ممارسة السحر، وأن يصبحنسحاقيات"!!. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=67647 |
| |