الباكلوريا المهنية : الواقع والآفاق الباكلوريا المهنية : الواقع والآفاق في تصريح رسمي لوزير التربية الوطنية والتكوين قال: *الإعلان عن إطلاق البكالوريا المهنية، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، بمؤسسات التربية الوطنية، وإنشاء مراكز التميز في مجالات التكوين المهني بهدف تزويد الشباب بتكوين عالي الجودة* يبدو أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من خلال هذا التصريح، قد حسمت في السيناريو المستقبلي لتدبير الاندماج بين قطاع التربية الوطنية وقطاع التكوين المهني، وذلك عبر تبني التجربة الفرنسية من خلال اعتماد البكالوريا المهنية… ولقد كان أمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ثلاث سيناريوهات لتدبير الاندماج: السيناريو الأول: المحافظة على الوضع القائم مع خلق الجسور والممرات بين التعليم والتكوين المهني. السيناريو الثاني: تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين عبر إرساء شبكات التربية والتكوين. السيناريو الثالث: إحداث تجربة الثانوية التأهيلية المهنية. بالطبع لكل سيناريو تكلفة وفرص في النجاح وإكراهات وتهديدات ومقاومات ومساطر وإجراءات…، فإذا كان السيناريو الأول تبقى تكلفته محدودة، ويقتضي مراجعة مسطرة التوجيه ضمانا للتجسير، ويتطلب الاشتغال وفق آلية المصادقة على المعارف الأساس وآلية حصيلة الكفايات المهنية والإطار الوطني للإشهاد؛ فإن السيناريو الثاني، يقتضي إرساء آليات التدبير المندمج وإدماج الخريطة المهنية ضمن الخريطة التربوية بمفهومها العام؛ في حين يتطلب السيناريو الثالث، مراجعة المسطرة المعتمدة في التوجيه عبر تفعيل الروائز البسيكوتقنية وتسهيل انتقال التلاميذ بين التعليم العام والتعليم التقني والتعليم المهني في كل المحطات والمستويات… إن اختيار السيناريو الناجع يقتضي الانطلاق من تشخيص دقيق للإشكالات والاختلالات التي تواجه التعليم العام والتكوين المهني والتعليم التقني وقضايا التشغيل. ونعتقد أن السيناريو الذي يطرحه الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بالرغم من طموحه، هو الأقرب لتدبير الإشكالات المعقدة بين “التربية والتكوين والشغل”، وهو الذي بإمكانه أن يرسم ويحدد الإطار العام للاشتغال بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي ووزارة التشغيل. وهنا لا بد من التذكير أن التعاطي مع ملف من هذا القبيل يجب أن يتم بشكل نسقي ومستعرض، وبمنظور استراتيجي، وبمقاربة تشاركية تتفاعل إيجابا مع أراء المهنيين والمتخصصين بعيدا عن السياسات القطاعية الضيقة أو المنظورات التجزيئية والاختزالية. إن التفاعل مع التجربة الفرنسية في الإصلاح، والاستئناس ببعض عناصرها شيء إيجابي، لكن لا يجوز أن ينسينا ذلك السياق الذي نريد أن نستنبت فيه تجربة الإصلاح هذه. إن الإبداع والابتكار من داخل العقلية المغربية هو الكفيل برفع التحديات وربح رهانات المستقبل، وما عدا ذلك فهو تكريس للتخبط والارتجال والحلول الجاهزة …. استطلعنا بعض آراء المهتمين بالموضوع لإثراء الملف من وجهات نظر مختلفة:
وحول اهتمام التلاميذ بالباكالوريا المهنية أوضحت السيدة مليكة أن هناك تعاطيا إيجابيا من لدن التلاميذ.. لكن في غياب إجراءات واضحة فإننا نشتغل وفق ما توفر لدينا من معطيات. وبخصوص الهدف من الباكالوريا المهنية. هل هو إدماج لقطاعي التربية والتكوين والتكوين المهني، أوضحت المفتشة بأنها لا تنطبق كما هو معمول بها في فرنسا مثلا التي تتوخى استقطاب التلاميذ الذين لا يستطيعون مواصلة الدراسة في المعاهد العليا وفق معدلهم الوطني.. فيلجؤون للباكالوريا المهنية بحثا عن تحقيق طموح مهني.. في حين أنه في المغرب نجد أن النجباء هم أول من يستفسر عن الباكالوريا المهنية.
جريدة المحيط التربوي الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015 13:10 |
الساعة الآن 15:45 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd