منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ > (https://www.profvb.com/vb/t161457.html)

المرتاح 2015-07-12 08:11

المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ >
 
ج1*

قصة
قال الأستاذ ..!
قال استاذ لفتاة متزوجة..
ما هو اكثر شيء يخافه زوجك فيك؟

قالت:
يخاف صراخي ،فانا لدي سلاح يخافه بشدة، اتعمّد الصراخ ف وجهه، ف اي مكان ، السوق الشارع وف اي وقت ،ليل ونهار، ذاهب للعمل، داخل البيت ،خارج منه، إنها الوسيلة الوحيدة لأجعله يلتزم ويرضخ لمطالبي، بل كل ما اطلبه. وبهذه الحالة اكون انا أخذ اكثر مما اعطي وهو يُعطي اكثر مما يأخذ.. هذه المعادلة هي الاصح عندي.!!
لماذا؟ قال الاستاذ
..
ردت:
ـ أحسبها معادلة صحيحة، لا يقوى ع ردّها، خاصة وانه يمرّ بظروف،وأنا استفزّه بها، ف كل مرّة اذكّره بها، لا اهتم حتى لو هو نفرَ مني، فالسلاح الاخر بيدي.. لديه من ولد وبنت ، هما الورقتين اللتانِ اجعل منه راكعاً ومُنفّذا،كذلك انا استغل الفجوة الكبيرة بينه وبين عائلته..هذه العوامل جميعها تساعدني لإذْلاله وتلبية طلباتي ، فلا يحتاج مني إلحاح او توسّل، فقط اذكر واحدة منهن اواكثر، وافتح فمي، ويعلو صراخي.. فيستجيب.
قال الاستاذ بهدوء:

إذاً انتُما في دائرة توازن المنافع القهرية والرعب العامل الاساسي فيها..؟
ردت باستغراب..:
كيف؟ لم افهم؟

فاردف:
توازن الرعب بينكما مُتبادل، فالخوف يجري بينكما مجرى الدم ف الشريان..فانتِ تستخدمين سلاحاً تشهرينه ضدّه ألاَ وهو الصّراخ،خوفاً أنْ لا يستجيب ،أليس كذلك ؟ فبالصراخ تجعلينه يرضخ لمطالبك.. وبالصّراخ زوجك يُلبّي مطالبك، وأمّا علاقتكما ففي توتّر دائم، لا أحدٌ منكما يحسّ بمسؤوليته اتجاه الآخر ، فأنتِ تَصْدعين بصراخك، وهو يُلبي طلباتك خوفا على سُمعة البيت ، فتُغادرين بيتكِ فرحة مَسرورة بلا رقيب عليك ، وهو يلوذ الى الخروج فراراً من صراخك، ففي خروجهِ شيء من جميل يعتادهُ حِفاظاً على بقاء العلاقة مع أولاده دونَ انشقاق ولكيْ لا تتسرّب الشقّة بينكما إلى اهله وأهلكِ والفجوة بينكما تزداد وأنتِ تسعين الى تعميقها بيدك
.
قالت بابتسامة
.
نعم يا استاذ، لكن حياتنا تمرّ طبيعية، إلى درجة أني لا اشعر بأي مُشكلة بيننا ، لكأننا مُتفاهمين ، ولكني بدوتُ ألحظ عليه بوادر تغيّرات يا استاذ؟
ـ كيف .؟
ـ لقد لمستُ تغيّرا في زوجي.
قال الاستاذ
:
اتعتقدين جازمة ام هو ظنًا منك، أم سعْياً لزيادة فجوة تعميق علاقة مصالحكما
.
قالن مُندهشة
;
لا اعرف..
سكتتْ خفيفاً .. وأردفتْ:
ـ هل لك ان تُساعدني..؟
ـ نعم ... ولم ينبس بحرف غير هزّة رأسه .
ـ لم افهمك يا استاذ..؟
هرش رأسه وقال
:
ـ ما اعنيه ...!
فجأة نهض الاستاذ مُسرعا، وانصرف دون ان يترك فرصة لمعرفة الحل الذي يُمكّنني من توطين علاقتي الزوجية.
ف اليوم التالي ، بدا الاستاذ أكثر سُروراً فقلتُ له ببخبث ماكر :
ـ يا استاذ ،حدّثني اكثر، انت تقنعني اكثر.
ـ ما اقوله لكِ، أنّ زوجك لا يفعل ذلكَ إلاّ عناداً لصراخك
.؟ أقصد ،هل يُخيفك هذا التغيّر..؟
وضعتُ كفّي ع وجهي وبكيت..
-
نعم يا استاذ ، يهمّني،انا اصغر منه سِنا، ولكني أجدني أسير الى سِنين عمُري، اي أنّ عُمري يَكْبر ولا يَصْغر،وحياتي تَنْقص ولا تَزيد، واخشى أن اتحوّل إلى قائمة المُطلّقات. وسؤالي كيف تجدهُ من وجهة نظرتكَ الاستاذيّة ،
هل هو مُحبٌ للحياة .؟!
-
نعم.. حدّ الجنون، فأسفاره تعني تواصله مع الحياة.
-
وهل كلّمته مرة وحكى لكَ قصص سفره.؟

-
باستمرار،ولكني لا اكثر من التواصل معه، ومثل هذه الحكاوي تحتاج إلى دردشات خاصة ليس فيها مُختصر أو مُقتضب .
-
ما أعرفهُ أنه لم يزل يُحبك، وفي دائرة اهتمامه. وبُعْدك عنه هو الذي يُحوّله لأنْ يكون فظاً معك .فأنتِلا تعترفي بوجوده إلا نهاية كل شهر.
-
ماذا افعل..؟ كيف اتصرف، هذه حالتي ربما هي حالة الكثيرات من بنات جنسي المهووسات بالفلوس .

-
اعلمي جيداً ، الرجل الشرقي لا يُحب صراخ الزوجة، لا يُحب القسوة من ربّة بيته،اتدري ماذا يفعل هو .؟
ـ ماذا يفعل ؟
ـ يقهر خوفه بالابتعاد عنك ، انتبهي.
وقف الاستاذ، واطال نظره فيّ، ثم انصرف
.
ف اليوم الثالث قلت للأستاذ :
ـ أستاذي أتراهُ ينوي إنتقاماً مني ؟
-
لا اعتقد ، لكن الفجوة بينكما تتمدّد وتمدداتها عبئاً على علاقتكما ، ولا تُتيح فرصة المعادلة وأخشى ان تنقلب يوماً .؟ فللضرورة قسوة والظروف القاسية صَانعة .
-
وماذا عليّ فِعله ، ارجوك استاذ ساعدني
..!
لوح الاستاذ رأسه وانا اتقرّب منه :
-
اقتربي منه ، عزّزي ثقتك به ، اسعي لحياة أفضل ، افتحي صفحة بيضاء،لا تنتظري المُقابل، لا تجعلي الراتب كل اهتمامك، حافظي ع كل شيء بقدر ما تستطيعين وزيادة. مارسي الحُب بينكما، إنه الشي المُفتقد الاكثر قيمة لدى الرجل هو الحُب ،فاذا توفّر الحُب تكون حياتكِ أجمل
.
نهض الاستاذ وقال
:
-
لاشي اخر
..
ـ سأعود ذات مرة فأقصّ عليك حكاية تكون عليكِ وهجاً جديداً
.
ابتسمتُ.. غادر الاستاذ ، وأنا أتذكّر كلمات الاستاذ وتوجيهاته محل الاهتمام ، كأنما إلى التطبيق أقرب .


يتبع 2*
الكاتب : حمد الناصري سلطنة عُمان
1/4/2014





































































بومهدي 2015-07-13 08:17

رد: المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ >
 
ما هذا يا أخيييييييييييييييي

المرتاح 2015-07-13 09:18

رد: المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ >
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بومهدي (المشاركة 813593)
ما هذا يا أخيييييييييييييييي

ماذا في الامر .. أخي تفضل .!
هل تقصد انها غير مناسبة بـ رمضان .. أم انها غير مناسبة أخلاقياً .. ام أنّ هذه القضايا غير موجودة لدينا .
تحياتي

رشيد زايزون 2015-07-14 14:43

رد: المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ >
 
كأنني قرأت واقعا تعيشه الكثير من الأسر ...القصة أسرتني بتسلسل أحداثها وواقعيتها ...لكن هل فعلا كانت المسكينة تجهل نتائج سلوكاتها ؟ أو ربما تعيش تحت سقف القاعدة المأثورة التي مفادها أن المرأة لكي تجعل اخلاص زوجها مضمونا عليها اخلاء جيوبه أولا ..بفنية أدبية أنيقة سردت سيدي المرتاح للقارئ صورة حقيقية لرجل التعليم الذي يعرفه مديري دوما ب " الخزان " .. سيدي المرتاح ، صدقني سجلت جميل اعجابي بهذا النص الماتع الذي وافقت فيه بين جودة مستوى الدلالات والتراكيب .. قصة هادفة وأنيقة في المعنى والمبنى و مفتوحة على قراءات متعددة.... سأكون سعيدا بتصفحي قريبا للجزء الثاني من القصة راجبا أن لا تتأخر في إدراجها ...دمت متألقا

المرتاح 2015-07-15 05:35

رد: المرتاح قصة قصيرة : قال الاستاذ >
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد زايزون (المشاركة 813657)
كأنني قرأت واقعا تعيشه الكثير من الأسر ...القصة أسرتني بتسلسل أحداثها وواقعيتها ...لكن هل فعلا كانت المسكينة تجهل نتائج سلوكاتها ؟ أو ربما تعيش تحت سقف القاعدة المأثورة التي مفادها أن المرأة لكي تجعل اخلاص زوجها مضمونا عليها اخلاء جيوبه أولا ..بفنية أدبية أنيقة سردت سيدي المرتاح للقارئ صورة حقيقية لرجل التعليم الذي يعرفه مديري دوما ب " الخزان " .. سيدي المرتاح ، صدقني سجلت جميل اعجابي بهذا النص الماتع الذي وافقت فيه بين جودة مستوى الدلالات والتراكيب .. قصة هادفة وأنيقة في المعنى والمبنى و مفتوحة على قراءات متعددة.... سأكون سعيدا بتصفحي قريبا للجزء الثاني من القصة راجبا أن لا تتأخر في إدراجها ...دمت متألقا

مرحباً بك اخي الكريم رشيد زايزون .. نورتني بهذا التآخي والتعاضد .
لا شكّ أن جميل إعجابك بنص قصة الاستاذ لهو تعبير عن وقفتكَ تجاه الكاتب وأناقتكَ في دفع صياغة الكلمات إلى مُستوى أحسن وأجلّ ، كما أن رشاقة قلمكَ تضمينٌ لدفعي لاجمل الحديث .. ولا ريْب فإن هذه القصة وغيرها من القصص والمقالات الثقافية والفلسفية ، كُلّ أؤلئك لا أعيد قرائتها إلا حين أقوم باختيارها لكم ( منتدى الاستاذ المغربي ) وذلكَ رغبة مني في زيادة التعلّم والاستفادة من الغير .
أما بالنسبة للجزء التالي ( 2 ) سأقوم بعد ان دفعتني احتراماً وتقديراً لشخصك أن أدرجه بإذن الله ، واعلم اني هاوٍ للقراءة والكتابة والتجريب ولستُ كاتباً مُحترفاً بصورته ومعناه . وأضيف كما أشرتَ وتفضّلت قبل قليل عساى ذلك أن يكون في مستوى الدّلالات والتراكيب الساعية والهادفة إلى مزيد من الوصول إلى القاري .
والحقيقة انا اتقبل النقد او اية قراءة أستفيد منها ، لكن ليس كما بدا للاخ بو مهدي . وبحق فهذا شيء أرفضه لأنه لا يرتقي بي بل يزيدني إحباطاً ، وعليه أي الاخ بومهدي أن يقرأ النص ، وان يقول فيه ما يشاء مع التوجيه وذلك لأجل ان اكون اوّل المُستفيدين .
واخيراً اكون شاكراً لك لاستمراك ومُتابعتك لي مع وضع بصمتك القرائية لكل أعمالي التي أدرجتها هنا في ( منتدى الاستاذ ) .

وتقبل تحياتي واحترامي الاخوي من حمد الناصري .. سلطنة عمان مسقط .


الساعة الآن 11:49

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd