منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قصص وروايات (https://www.profvb.com/vb/f218.html)
-   -   قصص واقعية في اللُّؤم المغربي (https://www.profvb.com/vb/t161452.html)

express-1 2015-07-11 23:50

قصص واقعية في اللُّؤم المغربي
 
http://www.okhbir.com/wp-content/upl...5976851851.jpg
قصص واقعية في اللُّؤم المغربي – مرزوق الورياشي*

okhbircom— 11 يوليو, 2015 تعرفون ماذا يفعل صديق عندما يكون في أمس الحاجة إلى كتاب؟ يقصدك طبعا ويتوسل إليك لإعارته ذلك الكتاب. وأنت، بحكم الصداقة وبحكم مقاسمة منافع المعرفة، تعيره الكتاب بكل فرح. تعرفون الآن ماذا سيفعل صديقكم؟ إنه لن يعيد إليكم الكتاب أبدا. وربما لكي يعيده، ستضطرون، إن كنتم صارمين، إلى الاستعانة بالدرك أو المخازنية!
قصص إعارة الكتب شبيهة بقصص أخرى كثيرة تلتقي في ميزة واحدة: عندما يرغب المغربي في قضاء مصلحة شخصية، يعمل المستحيل (أي يجتهد) للوصول إلى ما يرغب فيه. لكنه عندما يتعلق الأمر بإرجاع دين ما (كتاب او تقرقيبة)، فإنه يتماطل في ذلك ويتهرب.
ذات مرة كنت أقصد فندقا وسط مدينة فاس للمبيت فيه، وأمام الفندق ساحة لركن السيارات. بالليل، يتكلف موظف ذاتي (أي شخص وظف ذاته بذاته) بحراسة السيارات التي تبيت في الساحة مقابل 10 دراهم لليلة. لاحظت أنني كلما خرجت من الفندق باكرا وتوجهت إلى السيارة يأتيني حارس السيارة مسرعا ويحييني: صباح الخير سيدي، كي داير سيدي، لا باس سيدي. كل يوم كان الحارس يكرر نفس التحية بدون ملل. بعد التحية أمد له العشرة دراهم وأنصرف. لكن ذات يوم ماذا وقع؟
ربحا للوقت أعطيت الحارس العشرة دراهم في الليل، وعندما استيقظت اليوم الموالي وذهبت في اتجاه السيارة لتشغيلها، كان الحارس بعيدا جالسا على كرسي لم يحرك ساكنا. ناديت عليه بالمجيء، ولما أتى قلت له: ماذا وقع لك، كل يوم كنت تقول لي: صباح الخير سيدي، كي داير سيدي، لا باس سيدي؟ واليوم لم تتحرك من مقعدك إطلاقا. ابتسم الحارس ولم يجبني لكني وفرت عليه عناء الجواب وقلت له: أنت لم تكن تحييني أنا، كنت تحيي العشرة دراهم وقد أعطيتها لك بالامس. أنت معذور!
مرة اخرى أتاني صديق وطلب مني أن أقرضه مبلغا لا بأس به من المال لأنه عرف للتو أنني قبضت حينها حوالي 6 ملايين دفعة واحدة بعد عام من العمل. أقرضته مليون سنتيما لكي يدفعها كتسبيق لشراء سيارة جديدة. بعد مدة طويلة بدأ يعيد لي ما أقرضته إياه بالتقسيط. مرت سنين كثيرة وقعت فيها في أزمة خبزية، بمعنى أنني لم أكن أجد ما آكل أنا وأسرتي (طبعا وأنا أشتغل كأستاذ جامعي)، تلك الأزمة كانت نتيجة عمل انتقامي حرمني من الحصول على أجرتي لمدة سنتين.
وفي شدة الأزمة، توجهت إلى صديقي القديم (الذي أقرضته مبلغ المليون) وطلبت منه أن يقرضني مبلغ 2000 درهم “لأدوز” بها الشهر. تعرفون بماذا أجابني صديقي؟ قال لي: “آسيدي، إلى بغيتي تحل المشكل ديالك طلع للرباط، أنا ماعنديش لفلوس اللي نعطي لك”!
القصة الثالثة هي لبرلماني مر بكثير من الأحزاب السياسية، يمينيها ويساريها. ذات مرة اصطحبنا إلى المنطقة التي يمثلها لنتعرف على أحوالها في إطار بحث فاعل. مررنا بطريق صعبة ملتوية جدا وغير معبدة. أتعرفون ماذا قال لنا السيد البرلماني “المحترم” (بالمناسبة فعبارة المحترم هي لقب مغربي تكاد توازي ألقاب الدوق أو اللورد)؟ قال: هذه الطريق تمثل معركة حقيقية أخوضها منذ سنوات مع وزير التجهيز. لقد وعدني مؤخرا بتخصيص 200 مليون لهذه الطريق، ولكن ما أخاف منه هو أن لا يأتي هذا التمويل إلا بعد الانتخابات. وأردف: “إلى جات بعد الانتخابات ما عندي ما ندير بها” هكذا بكل بساطة!
القصة الأخيرة غطت صفحات الكثير من الجرائد الوطنية. مسؤولان كبيران يتبادلان المصالح بكل برودة دم على حساب المال العام. وزير يؤشر ل 100 ألف درهم شهريا لصالح مدير عام، والمدير العام يؤشر بنفس المبلغ للسيد الوزير، ليس كأجر، وإنما كعلاوات شهرية جزافية. وعندما “سخن الطرح” لدى الرأي العام، تعرفون ماذا قال السبد الوزير؟ بكل بساطة قال: إن العلاوات التي يتقاضاها قانونية. لكن ما لم يقله هو أن ذلك القانون هو الذي وضعه، وأنه “يدير” السياسة لكي يصنع القانون الذي يسمح له بأخذ ما يعادل أجر 50 عاملا محظوظا كعلاوات إضافية جزافية!
مثل هذه السلوكات تذكرني بكثير من الأزواج الذين ما أن تأتيهم الرعشة في الفراش، يديرون بظهورهم لرفيقاتهم دون أن يكترثوا بحالة الرفيقة. أليس هذا سلوك أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه غريزي (أي حيواني)، فنفسي ومن بعدي الطوفان!
لا، الإنسانية تطورت كثيرا وابتكرت سلوكات أكثر إنسانية وأكثر حضارية من هذه.
* سوسيولوجي مغربي.



خادم المنتدى 2018-01-26 19:07

رد: قصص واقعية في اللُّؤم المغربي
 
-**************************-
شكرا جزيلا لك على ما تفضلت بانتقائه و تقديمه لنا

تحياتيــ العطرة

-*****************-


الساعة الآن 17:40

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd