منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - إلى الأساتذة المتدربين اسنة 2014-2015 بكليميم ومن خلالهم كل متدربي هذه السنة

هذه السنة فوجئت بتخصيص التربية الفنية أربعة حصص في السنة بكاملها بمعدل ساعتين لكل منهن... وإن دل على شيء فإنه يدل على أن المركزية بالرباط تحتاج إلى محاكمة... وسيكون لهم أكثر من ذلك في يوم وطني أخطر بكثير.
فالحصة الأولى كانت للتعارف وفتح نقاش والحصص الأخرى كل منها خصصناها لمكون من المادة الفنية. ومنه لم أتمكن من إيفائكم حق التكوين بما يفرضه الواجب الدستوري والحقوقي لأبناء الأمة.
كان لزاما علي أن أنطلق بكم من حيث توحد الوعي المغربي التربوي والعلمي حول مفهوم التربية الفنية كي اقترب منكم وطبعا كان المبتغى هو إحداث ثورة على ذلك كما في شريط "حلقة الشعراء المفقودين"
Le cercle des poètes disparus...

هكذا كنت أوظف البيداغوجيا التوليدية كما مع من سبقوكم, وكنت أجد معارضة قوية من طرف الأفواج الأولى قبل دخول المعلوميات للمركز ...وليس وحسب من طرفهم بل حتى من طرف المكونين الذين نمطوا على مفاهيم علمية لازالوا يعانون منها كما العديد من المدرسين بالمملكة المغربية, وهم لا يعلمون حتى أني درست المواد العلمية والرياضياتية وأني أتحدث عن الفنون من منطلق أكبر من معارفهم التي قد يحاسبون عليها ضميريا ذلك أنهم أضاعوا كم أفواجا من نقل الرسالة الفنية بشكل سليم لأجيال كانت ستساهم في تقوية في تشهيداتهم, ولعل هذه الأخيرة هي جوهر هذه الحصة.

وبالمناسبة إن التربية التشكيلية تدرس في الجامعات العلمية والتقنية والاقتصادية المصنفة مع العشر الأوائل دوليا وذلك لتقوية التنافسية. وفي هذا الصدد كانت محاولة من إحدى الجامعات بالبيضاء تحقيق هذه لكنها فشلت بحكم المفهوم السائد وهو مفهوم خاطئ يعود إلى إيديولوجيا الإبداع في الستينات والتي لم تعد على الأقل منذ فيكوتسكي. ولعل هذه الأخيرة لحجة مفارقات وتناقضات أساتذة علوم التربية الذين يتحدثون عن السوسيو بنائية ثم يفهمون التربية الفنية بغباء الموهبة و...
وكإشارة لا يمكن إطلاقا من منطلق الواقع التعليمي المغربي أن يتخرج من مدارسنا مهندسون ومعلوماتيون بالمستوى الدولي طالما التربية الفنية مفعلة كما هي في المدارس التي كنتم بها وكما تتحدث عنها العلوم الإنسانية المتقادمة بالمملكة.
هذه الحقيقة واجهت بها خبراء أجانب تافهين في الأكاديمية جاؤوا يكونونا ولما غادرت المكان قالوا غيابيا أنه لا يمكن أن يكرر التلميذ القسم بسبب الرسم بما شاركهم أساتذة المركز سخريتهم.
طبعا لو كنت حاضرا لكنت قلت لهم ومن أسرهم خبثهم ببساطة: لو كنتم علميين أو مهندسين او تقنيين صناعيين أو حرفيين أو مصممين... بالمعنى الحقيقي لكنتم أدركتم أنكم أغبى خلق الله ...ولكنت طالبتهم بالتوقيع على كلامهم لأرفع دعوى قضائية ضدهم مباشرة بالمحكمة.

وبالمناسبة كانت جامعة الأخوين وعددا من كبريات المدارس الحرة المغربية والدولية عبرت عن استعدادها للاستجابة إلى دعوتي في شأن أيام دراسية تعنى بالتشكيل والاقتصاد والمنافسة, حينها كان السيد محمد لعوينة مديرا على الأكاديمية بتواضعه وعدم تصنعه العلمي بعيدا عن المرض العنصري.

ولعل الغريب هو أن أساتذة وإدارة المركز وجدوا أنفسهم أضحوكة في رفضهم الانخراط معي في هذا العمل الذي كان سيأخذ بعدا وطنيا. ويكفي هذا دليلا على أن من بين أهم مفردات إشكالية الإصلاح التربوي بالمملكة هي أولا في المراكز الجهوية.

فربما علينا أن نطالب بالتكوين المستمر في هذه المادة شريطة تمزيق كراساتها بالتعليم الابتدائي و طرد المسئولين عنها في الوزارة الذين دخلوها عبر النوافذ... أو ننعش الأمل في ربيع تربوي يتحدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين لعل تزهر براري مدرسة مغربية ما يشرفها بين الشعوب...أو ينخرط كل منا من موقعه في هذه المادة بكامل الثقة في ما توصلت له العلوم الحديثة وبكامل الثقة في ما أكدته الجامعات المشار إليها أعلاه ...
أو ربما علينا أن نقدم استقالتنا من المسؤولية التربوية وأن نكتفي بالأجرة الشهرية ارتزاقا وجوديا؟