"الأستاذ بليمَت" قصة قصيرة من الأدب الكرديّ الأستاذ بليمَت قصة قصيرة من الأدب الكرديّ أشرقت الشمس لتنسج بخيوطها سمفونية ربيعية ساحرة، وجلس الأستاذ (بليمت) إلى طاولة أمام باب المقهى القريب من داره يتناول قهوة الصباح ويستطلع العدد الجديد من الجريدة قبل أن يحين موعد محاضرته في الجامعة. وبينما هو منغمس في لذة استكشاف ما استجدّ من الأخبار، أحسّ بيد تربت على كتفه، فالتفتَ إليها ليجد زميله الأستاذ (كاميران) وافقاً بجانبه، فطوى الأستاذ (بليمت) جريدته ودعاه على تناول القهوة معه، فجلس إلى طاولته واسترسل كعادته في حديث صباحي مشوق يفتح الأذواق على رأس ذلك اليوم الجميل. http://3.bp.blogspot.com/-D5hz75viN5..._319579450.jpg وبينما هما يقهقهان على أنغام حديثهما غير الجدي، توقف الأستاذ (كاميران) من قهقهته فجأةً وسادت على إثر ذلك فترة من الصمت استغلها ليحدق من خلالها بنظراته في الخاتم الكبير الذي يحمله زميله في إحدى أصابع يده اليمنى، وتساءل مبتسماً: (هل لي أن أعرف سرّ هذا الخاتم الكبير الذي تحمله في إصبعك يا أستاذ؟ لطالما راودني الفضول في التعرف على قصته)، فردّ الأستاذ (بليمت) مبتسماً: (إنه هدية من كبير عائلتنا .. إنه يجلب الحظ على حدّ اعتقاده!)، فتعجب الأستاذ (كاميران) من نبرة زميله في الحديث، وقال : (وهل تؤمن بهذه الخزعبلات يا أستاذ؟ فما عرفناك إلاّ داعياً للتجديد والإصلاح وثائراً على الأسطورة والكذب في هذا البلد، فمنذ أن تمكنَت أناملك مِن التلاعب باليراع وأنت تحارب الرجعية والتخلف في هذا المجتمع، ومقالاتك ومؤلفاتك التي تسد عين الشمس خير دليل على ذلك، فأنت تتبنى في كتاباتك ثورة جريئة على الأعراف والتقاليد، فبربّك كيف تدع هذا الخاتم الرجعي يدنّس أناملك التي لطالما احتضنت اليراع المتجدد، فإنني على يقين أنك لا تؤمن بالحظ الذي يجلبه هذا المعدن الأصمّ). http://1.bp.blogspot.com/-F6zgWWsnNB...e-rossidis.jpg فردّ الأستاذ (بليمت) في هدوء: (صحيح أنني لا أؤمن بذلك لكنني أيضاً لا أستطيع أن أخلعه، لا أريد أن أتمرد على عرف العائلة وقوانينها بهذه البساطة !)، فقال الأستاذ (كاميران) : (لكنك تنشد التغيير والإصلاح في كتاباتك ليل نهار، وينبغي عليك أن تضحي قبل الجميع وأن تبدأ بنفسك قبل غيرك. يجب أن تثور على العرف والتقليد الأعمى ليكون فعلك بقدر قولك!)، فابتسم الأستاذ (بليمت) ابتسامة عريضة، ثم قال: (يا صاح .. لي فلسفة في تغيير الناس قلّ أن تجدها عند غيري من دعاة التغيير، فأنا أحياناً كثيرة أرغم نفسي على القبول بأشياءٍ تافهة يؤمن بها الناس مِن حولي وأنا لا أؤمن بها، ليُرغموا – هم أيضاً – أنفسهم على القبول بأشياء عظيمة أؤمن بها أنا وهم لا يؤمنون بها، فهكذا أضغط على زرّ التغيير في المجتمع!!)، قالها ونظر إلى ساعته وهو يضع جريدته على الطاولة، ثم انتفض قائلاً وهو يبتسم: (لقد أخذنا الحديث، فلنسرع قبل أن أتأخر عن تلامذتي). اقتباس:
|
رد: "الأستاذ بليمَت" قصة قصيرة من الأدب الكرديّ شكرا جزيلا على التقاسم و بارك الله فيك و لك |
رد: "الأستاذ بليمَت" قصة قصيرة من الأدب الكرديّ قصة رائعة كاملة الأركان استمتعت بقراءتها انتقاء جميل ورائع بارك الله فيك أختنا فاطمة الزهراء الف تحية |
رد: "الأستاذ بليمَت" قصة قصيرة من الأدب الكرديّ بعض القصص تستحق التأمل والتقدير مصدرها واقع معاش وجوهرها خلاصة تجارب مر بها البعض وقوفنا عندها متعة و عون الفاضلين الشريف السلاوي وأحمد خوية أزهر متصفحي و أورق بمروركما ها هنا .. دمتما بخير |
رد: "الأستاذ بليمَت" قصة قصيرة من الأدب الكرديّ -**********************************- شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك -**********************************- |
الساعة الآن 22:03 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd