الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الإبداعات الأدبية الحصرية > القصة


شجرة الشكر1الشكر
  • 1 Post By محمد محضار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-03-23, 19:22 رقم المشاركة : 1
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي صالح ................محمد محضار



( صالح )


قصة : محمد محضار



دوار السبت كان يبدو هادئا, وغبش الصباح ينقشع عن سمائه رويدا. عبر الحقول الجرداء الممتدة ملء الأفق , لاحت بعض الأشجار العارية ومناطق من نبات الصبار .
عند ربوة لالا تُيوشَانِينْ 1وهو إسم يطلقه أهل المنطقة على شجرة تعلو الربوة , بدت مدرسة الدوار بثوبها الأبيض , يحوطها سور من الطوب والحجارة أقامه الأهالي, وعلى بعد أمتار منها , قام بئر عام حفرته السلطات الفرنسية إبان استعمارها للمغرب , قديما كانت مروحته الهوائية تدور فتنقل الماء الى المجاري الإسمنتية , لكنها مع مرور الزمن تقادمت ولم تعد تعمل, فأصبح الأهالي يستعملون الدلاء للحصول على الماء , وهناك عند حافة الطريق المزفت المؤدي الى المدينة وقف محمد أحمق الدوار , وهو طفل لايتعدى عمره العشر سنوات يقدف الكلاب بالحجارة تارة , أو يمارس طقوسه الغريبة تارة اخرى . أطفال الدوار كانو ا ينحدرون نحو المدرسة متأبطين محافظهم القديمة وأثر عمش النوم مايزال على عيونهم, كان صالح بينهم يمشي وحده الهوينا , محفظته الصغيرة تتدلى خلف ظهره , يحك يديه المتسختين الى بعضهما حتى يتدفأ , وهو يتجشأ رائحة الزيت البلدي (زيت الزيتون)الذي اِعتاد على تناوله عند الإفطار.
وداخل ساحة المدرسة بدا المعلمون بميداعاتهم البيضاء يذرعون ساحتها جيئة ودهابا في ِنتظار موعد الدراسة. أما المدير فكان في مكتبه الصغير , منكبا على إعداد بعض الوثائق التربوية والإدارية كعادته.
إتكأ صالح على السور الطوبي مبتعداعن التلاميذ , الذين إنصرف بعضهم الى الحديث في زمر, وانبرى بعضهم الأخر في اللعب. عيناه كانتا تلاحقان جحشا صغيرا يلهو ويتمرغ في التراب قرب أمه المنصرفة الى أكل بعض الحشائش القصيرة. هاهما الآن تنتقلان الى ملاحقة دجاجة منفوشة الريش يتبعها كتاكيتها .ان مثل هذه المشاهد تأسر فكر صالح , وتثير في داخله نشوة غريبة , فقد كان يجد متعته مع الحيوانات أكثر مما يجدها صحبة الأطفال من سنه, فهو مثلا يحب مداعبة حمار جده . جده هذا الذي يرتدي ثلاث جلابيب وبرنوسا خلال ايام الله كلها دون أن يميز بين صيف أوشتاء, هذا الأخير كان يعنفه كثيرا ويطارده متى رآ ه يداعب حماره..
حل موعد الدراسة , بدأ التلاميذ يدخلون مصطفين الى ساحة المدرسة .إنضم صالح الى زملائه الذين وقفوا أمام باب القسم.
داخل حجرة الدرس كان ساهما كعادته لا يعرف ماذا يدور حوله أويجري, كان التلاميذ يرفعون أصابعهم باستمرار , وأصواتهم ترتفع وهو لا يفعل شيئا. إنه عامه الأول بالمدرسة وهو يعيش حالة ارتباك وتشتت , كثرة التلاميذ كانت تمنع المعلم من الإهتمام بأمره.
كان وجهه الصغير واجما , وعيناه القسطليتان زائغتان تبحثان عن موقع دون جدوى , وأنفه الدقيق يفرز مادة المخاط المنساحة على شاربيه, ترى ماذا يدور بخلده...؟؟؟
اليوم قبل ان يغادر البيت في الصباح , عاش من جديد فصول الخصومة المعتادة بين والديه , وتكررت نفس المشاهد التي ألفها , فأمه تبكي وجلا, وأبوه يصب عليها جام غضبه , ويطوح بعصاه الغليظة في وجهها ,رافعا عقيرته بالصراخ العاصف, لم تكن هناك قوة تستطيعأن تحوشه عنها فهو مالكها وصاحب الحق فيها , ناهيك على أن افراد أسرتها فوضوا أمرها كليا له , حتى يقوم نشوزها, وهي لا تملك سوى السمع والطاعة , لم يكن صالح يفلت من وحشية أبيه فكثيرا ما بصق في وجهه , او ركله بقدمه وهو يردد لازمته المعتادة..ابتعد يا اِبن العاهرة...وقد كان كل يوم يمر يزرع فؤاد الصغير حقدا وضغينة على والده , بل انه تمنى له أكثر من مرة الموت حتى يرتاح , وترتاح معه أمه المغلوب على أمرها.
إنتهت الحصة الدراسية الصباحية , واندفع التلاميذ كالعادة نحو باب القسم يستحثون الخطى الى دورهم , فعصافير بطونهم تزقزق وعليهم ان يسكتوها بالخبز والشاي..
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية
اجتاز صالح بوابة المدرسة وسط نفر من أصحابه وهو صامت ,كان يسير مطأطأ الرأس, لكنه سرعان ما رفعه عندما مرق بالقرب منه بعض التلاميذ راكضين نحو البئر , كان هناك جمع غفير من النساء والرجال يكونون دائرة وأعناقهم مشرئبة نحو شيء ما, وعلى مقربة منهم بدت سيارة الدرك جاثمة, اندفع صالح بوازع غريزة حب الإستطلاع نحو الجمع ومالبث ان إنسل من بين الاقدام , ووقعت عينه على الشيء الذي إلتم حوله الناس, كان جسد أمه وقد تبلل كليا بالماء, واكتست بعض مناطقه ببقع من الوحل.إندهش أول الأمر ولم يصدق عينيه وتردد برهة قبل أن يندفع نحو الجسد المسجى , فيحركه بقوة صارخا ملء صوته: (أمي أمي فيقي أنا صالح )
دون ان يتلقى جوابا ..حاول أحد الدركيين أن يبعده عن الجسد بلطف زائد , لكنه تشبث به, ودفن وجهه في الصدر الحبيب الذي طالما ضمه , وانسلت الدموع حارة من عينيه . كيف يحدث هذا ؟؟ من سيدفع عنه الآن شر والده ؟؟ من سيوقف وحشيته؟؟..لقد قُضّ مضجعه, وقُصّت أجنحته وليس له بعد اليوم الا السّماء ....



1 هذه الشجرة توجد بدوار السبيت بالعشاشكة منطقة السماعلة دائرة وادي زم.المغرب
محمد محضار وادي زم يناير 1986
نشرت هذه القصة بجريدة العلم يوم الاربعاء 12فبراير 1986







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=801416
التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

    رد مع اقتباس
قديم 2015-03-24, 10:52 رقم المشاركة : 2
a.khouya
مراقب عام
 
الصورة الرمزية a.khouya

 

إحصائية العضو








a.khouya غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك مميز

مشارك(ة)

وسام العضو المميز

مشارك(ة)

وسام المرتبة الأولى من مسابقة السيرة النبوية العطر

افتراضي رد: صالح ................محمد محضار



قصة محكمة البناء محبوكة مع براعة في سرد الأحداث.
شكراجزيلا أستاذ محضار
تقديري الكبير





التوقيع

يبقى الصمت أفضل
حين يغيب الرد

    رد مع اقتباس
قديم 2015-04-06, 14:56 رقم المشاركة : 3
محمد محضار
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية محمد محضار

 

إحصائية العضو







محمد محضار غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صالح ................محمد محضار


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya مشاهدة المشاركة

قصة محكمة البناء محبوكة مع براعة في سرد الأحداث.
شكراجزيلا أستاذ محضار
تقديري الكبير

دام لك بهاء الحرف وجماله سعيد جدا ببصمتك الراقية





التوقيع




رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

    رد مع اقتباس
قديم 2015-04-17, 05:25 رقم المشاركة : 4
أحمد البوكيلي
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







أحمد البوكيلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صالح ................محمد محضار


قصة رائعة ياأستاذ محضار..مررت في سجاياها
لتذكرني بأيام خلت بين جبال الأطلس
في أيام زاهية بالعطاء المثمر
تحياتي واحترامي لك أخي العزيز محمد





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:00 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd