منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   وجهة نظر: المعلم هل تغيرت النظرة إليه!؟ (https://www.profvb.com/vb/t157825.html)

express-1 2015-03-21 18:50

وجهة نظر: المعلم هل تغيرت النظرة إليه!؟
 
http://www.okhbir.com/wp-content/upl...oalim-deux.jpg
وجهة نظر: المعلم هل تغيرت النظرة إليه!؟

— 21 مارس, 2015 مصطفى قطبي
مر علينا عيد المعلم.. مر خجولا وعابراً كلمح البصر، رغم أنه كان ينبغي الاحتفاء به بما يليق برسالة المعلم. وكلما جاء عيد المعلم نتذكر مقولة الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

ولكن ألا زال هذا البيت الشعري يحتفظ بمعناه اليوم؟

هل ضَعُفَ دور المعلم اليوم، في ظل مصادر المعلومات المختلفة والمتعددة التي بات من السهل على التلميذ الوصول إليها؟


هل الجدار بينهما آل إلى السقوط؟

هل أثر انتشار الدروس الخصوصية في التقليل من قيم جميلة كان المعلم يتميز بها مقابل لقمة العيش؟ http://www.okhbir.com/wp-content/upl...bi-120x120.jpgمصطفى قطبي


هل كان معلم الأمس أكثر جدية و يتمتع بصلاحيات أوسع و هذا ما جعله أكثر وقاراً و احتراماً، بينما تتدخل إدارة المدرسة اليوم في شيء منها؟ هل هناك وسائط تعليمية كافية لخلق التفاعل بينهما في المدارس؟
ماذا عن علاقة المعلم بأولياء أمور التلاميذ… وهي بالتأكيد الحلقة الأهم… والتي تخلق جواً من الود والعلاقة التكاملية السليمة وتمد جسوراً من الثقة.


تساؤلات كثيرة أحببت أن اطرحها، علّي أصل وإياكم إلى تحليل أسباب الخلل الذي نعيشه اليوم و الذي يتجلى في الكثير من مظاهر الشغب والفوضى داخل أبنية بعض مدارسنا. ما عمدت إلى كتابة هذا المقال بصيغته الحالية مرة مداً وأخرى جزراً إلا لأرصد وإياكم مواطن الخلل. ونشخص حالة مرضية تربوية أصبحت هماً على الجميع.

نعتب على المعلم ونطلب منه كل شي، لأنه ـ مربي الأجيال ـ ونتركه في ميدانه التربوي وحيداً يصارع الواقع والسلوكيات التي قد توصف بالغريبة والعجيبة لبعض التلاميذ والتي أحياناً تدفعه إلى التخلي عن أخلاقيات مهنته، وتذرعنا المستمر هو: التلميذ دائماً على حق…!

أم على المعلم هنا أن يعيد بناء جسور الثقة بينه وبين تلاميذه، وذلك بإشعارهم بالأمان والعطف والمحبة وأن يحاورهم ويرشدهم بالطرق التربوية ليتفاعل التلاميذ مع عطائه، و أن يكسب قلب التلميذ ليكسب عقله، وحسب علمنا وتقديرنا وخبرتنا فإن المعلم المتميز هو المعلم الذي يستطيع أن يدفع التلميذ للتعلم وبذل المزيد من الجهد وأن يحببه في العلم والمعرفة والبحث!


بين المعلم والتلميذ علاقة لابد أن تكون شديدة الخصوصية يحكمها الوعي، وتؤسسها معاني المسؤولية وتغلفها القيم العليا ويقودها الضمير الحي. وإن حدث أي خلل اختلت العملية التربوية برمتها، فالمعلم هو أحد المكونات الرئيسية في العملية التربوية لأنه هو الذي يمهد السبيل أمام التلاميذ للانتفاع بما يتلقونه على يديه من حقائق ومعارف ومفاهيم، هو صانع القرار في إعادة صياغة المادة الدراسية وتشكيلها بشكل يسهل على التلميذ استيعابها.


تُرى من هو المدرس الناجح بنظر التلاميذ؟

المدرس الناجح هو الذي يعرف كيف يضبط الصف جيداً دون الحاجة إلى الصراخ وذلك عن طريق الاحترام المتبادل والود والمحبة لكسر حاجز الخوف الذي يتكون عند التلميذ في بداية العام… وأن يكون قادراً على إيصال المعلومة له بشكل مبسط وسلس. فالتلميذ الذي لا يحب معلمه لن يستطيع أن يفهم أي شيء من المادة، والمعلم الجيد هو مثل أعلى للتلاميذ، ويبقى أثره حتى بعد أن يترك التلميذ المدرسة.


فلنعد قليلاً إلى الوراء، فقد تميزت العلاقة التبادلية بين التلميذ والمعلم على مدى التاريخ بالتذبذب واختلفت مكانة المعلم وأهميته من بلد لآخر، وبالرغم من أن التلميذ (المتعلم) يعتبر هو محور العملية التربوية، إلا أنه يظل المادة الخام التي يضعها أولو الأمر بين يدي المعلم لكي يشكل منها ما يشاء من شخصية قد تكون ـ بإرادة المعلم الذكي ذو الهدف الواضح ـ مثالا يحتذى به وعلماً من الأعلام. أما نوعية العلاقة التبادلية التي تربط التلميذ بمعلمه فقد وضع لها المهتمون صيغ وسلوكيات على التلميذ إتباعها إن أراد الحصول على ما لدى معلمه من علم لينتفع به.


وأهم هذه السلوكيات هي الاحترام والتواضع للمعلم كما نرى في وصية سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه:

ـ (تواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من يتعلم منكم… ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم). فالمتعلم لا يتكبر على العلم ولا يتأمر على معلم… بل يلقي إليه زمام أمره بالكلية في كل تفصيل ويذعن لنصيحته إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق الحاذق. ومع هذا نرى أن اللوم يطال المتعلمين إن هم قصروا في أداء ما عليهم… بغض النظر عن دور المعلم في هذا التقصير.

أما المعلم الذي حظي بكل التقدير والاحترام منذ زمن ليس ببعيد… نجده اليوم يعاني من الجفاء والإهمال وقلة الاحترام من قبل تلاميذه هذه الأيام… وعند التقصي عن حقيقة هذا الجفاء نجد أن للمعلم نفسه الحصة الأكبر في ما يعانيه… فمعلم الأمس كان همّه إيصال ما لديه من معلومات إلى مريديه حتى لو كان ذلك بلا مقابل… بل تجد بعض المعلمين يبذل الغالي من أجل تلميذ رأى عليه إمارات النبوغ فيتعهده بالرعاية والاهتمام ولأن الله ـ عز وجل ـ لا يضيع عمل عامل منكم… تجد المتعلمين سواء النابغين منهم أو ذوي الحظ البسيط من الفطنة يجلّون أستاذهم ويتخذون من عبارة (من علمني حرفا ملكني عبداً)… سلوكاً مؤدباً مع من علّمهم.


أما معلم اليوم… وهنا لا يجوز التعميم طبعاً… يجد في تقربه للمتعلم وتملّقه على حساب سير العملية التعليمية والتربوية من أجل أن يحصل على مردود مادّي جيد… (بخاصة معلمي الدروس الخصوصية) الطريقة المثلى للتعامل… وبِوِزْرِ هذه النماذج ساءت سمعة المعلم وقلَّ احترامه لدى مريديه لأنهم اعتقدوا أن المعلم راغب في ما لديهم من أموال فظنوا أنهم هم المتفضلين عليه لا العكس.

ومن هذا المنطلق نجد أن العلاقة التبادلية بين التلميذ ومعلمه ساءت كثيراً وأصبحت مادية ممقوتة،
ورغم أننا لا نريد أن نضع اللوم كله على طرف واحد، إلا أن الحقيقة تشير أن المُوجِّه لحركة العلم والصاقل لمواهب التلاميذ، إن لم تكن نيته خالصة لوجه الله أولاً ثم إن لم يجددّ ما لديه من علوم ثانيًا وإن لم يجعل من القناعة والترفع عما في أيادي مريديه ثالثا فإنه يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور من سوء.






الساعة الآن 08:01

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd