منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   وجهة نظر: سؤال المدرسة المغربية (https://www.profvb.com/vb/t157182.html)

express-1 2015-03-01 23:50

وجهة نظر: سؤال المدرسة المغربية
 
http://www.okhbir.com/wp-content/upl...8925075571.jpg
وجهة نظر: سؤال المدرسة المغربية

— 1 مارس, 2015 لحسن عبود
يقتضي الحديث عن وضعية المدرسة المغربية اليوم، الوقوف عند بعض التحديات التي تواجه الفاعلين فيها، وهي تحديات مستخلصة من الواقع المُعاش. ولا يتسع المقام لذكرها كاملة. أولها من الناحية التواصلية؛ أن المدرسة بوصفها المكان الطبيعي للتواصل، أصبحت عالما كئيبا، يصعب العمل فيه بأريحية، عالم يدب اليأس في نفسية العامل فيه الذي أصبح يتحمل بعسر تراجع دوره كفاعل، إلى مساير لمذكرات مُعاقة، بتنزيل يعكس ذاتية مغلقة، تُذكر بحجم إعاقة تعليم يعرف أكبر أزماته التاريخية. ليس على المستوى المعرفي فقط، حسب تصنيف دولي واعتراف وطني رسمي. بل أيضا، على المستوى الأخلاقي، الذي مصدره الطابع الهجين الذي تتسم به القيم السائدة التي يتلقاها التلميذ عبر مقررات دراسية، بمضمون معرفي وقيّمي مستورد، سواء تعلق الأمر بقيم اجتماعية أحدثت اختلالا في علاقة التلميذ بوسطه المدرسي والاجتماعي على حد سواء، أو بقيم حقوقية أفرغت مفهوم الاحـترام من مضمونه الفعلي، مما جعله ينظر إلى نفسه صاحب قائمة من الحقوق، يوظفها سلبا ضد قيم المدرسة المعروفة ورسالتها النبيلة، ويغذي هذا، إعلام رديء يحط من قيمة المدرسة العمومية، عوض الرفع منها.
لقد تنبه علماء الاجتماع مبكرا إلى أهمية التربية الأخلاقية، واعتبروا أن التربية على القيم، العنصر المُمسك لوحدة المدرسة وانسجامها، والمدخل لكل نهضة محتملة، ونشأت سوسيولوجية المدرسة لهذا الغرض، ضد كل أشكال العنف ومظاهره، وبغرض تحقيق انسجام أخلاقي داخل المدرسة باعتبارها أهم قاطرة للتنمية. انطلاقا من فرضية أن التلميذ؛ لا يمتلك الوعي الحقيقي بالصورة الموضوعية للفعل الأخلاقي، لذلك وجب أن يظل تحت سلطة المدرس الرمزية، غير أن واقعنا التربوي، يشهد أن هذه الرمزية أصبحت من بين الحلقات التي افتقدها المدرس، وبشكل قانوني، يمنح للتلميذ حصانة تعلي من مكانته والتغاضي عن سلوكياته. مما أدخل المدرسة في حالة من العنف والترهيب من قبل التلاميذ ضد مدرسيهم. حيث أصبح أغلب هؤلاء، يصف المدارس الثانوية بالجحيم.
ويغذي هذا الوضع، عدم جدية المسئولين في انفتاح حقيقي على الواقع التعليمي، فالمجلس الأعلى للتعليم الذي يتم فرض مكوناته للسهر على هذا القطاع الحساس، أصبح في في حد ذاته مثارا للجدل، نظرا للسخاء المادي الذي يتلقاه، مقابل تشخيصه السطحي للأزمة، وغير الواقعي في أغلب الأحيان، فضلا عن كونه يراقب وضعية التعليم عن بعد، ولا يأخذ الشروط الموضوعية للفاعلين في الميدان، يعكس هذا، الإصلاحات المتكررة التي تأتي دائما دون تحقيق الأهداف التي يسطرها، إن لم تكن سبب الأزمة بترويج بيداغوجية بعد أن يثبت فشلها في بلدان المنشأ. نتذكر هنا ما استنزفته بيداغوجيا الإدماج من مال عام، وبدون محاسبة وكأن شيئا لم يقع.
فأزيد من أربعين مليار درهم، كما علق أحدهم حينها ساخرا؛ كانت كافية لتعبيد الطريق نحو الشمس، فضلا عن سد حاجيات القرى المغربية التي لا زالت محرومة من المدارس. لكن وزراؤنا كأنهم لا يعرفون هذا؟ فيبرعون في تصريحات لا واقعية، فالوزير السابق صرح ذات مرة بأن مدارس المغرب لا توجد حتى في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان محقا لو قلبنا المعنى، فرداءتها فعلا، لا توجد في أي مكان.
أما الوزير الحالي، الذي أتى ليبشرنا بالبكالوريا الدولية، وكأنها هي التي تنقصنا؟ قد انسجم قوله أخيرا مع مسعاه السابق، فكيف وهو لا يعرف اللغة العربية!؟ كما قال معجبا بنفسه لصحفية فرنسية. ومع ذلك، فهو لا يقبل الجدال في أنه يريد مدرسة مبدعة. وسيحصل هذا شرط ألا يزعج المدرسون وزارته، فضلا عن حكومته الموقرة بالكلام، بإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية.
فسياسة الوزارة لا تناقش، وعلى المدرسين أن يقللوا من غيرتهم عن التربية والتعليم، وعن الحديث عن صون مكانتهم المادية، والرمزية. وأن يكفوا عن نقد المقررات، التي يصفونها بالمثقلة بكم هائل من الدروس، تكاد لا تنتهي في غياب شروط كيفية، وكمّ هائل من المواد يكاد التلميذ ينسى أسماءها. بتعبير آخر؛ يريدون من المدرس أن يعمل ولا يسأل. ويترك فهمه الخاص، ليفكروا مكانه. دون الانتباه، أن الإصلاح الحقيقي هذه المرة، أصبح ملحا قبل كل شيء، لنمط التفكير! بدءا بإصلاح تفكير كل مسئول عن هذا القطاع، حتى نتخلص من سيكولوجية المرض التي تطارد المدرسة المغربية. والتخلص من النظرة إلى أن التعليم قطاع غير منتج. فهذا أكبر احتقار من الجهات الرسمية للتعليم ذاته، وكـأن جيش هذا البلد وأمنه وكل موظفوه.. قدِموا من كوكب آخر، وليس أبناء المدرسة المغربية!؟



صانعة النهضة 2015-03-06 07:35

رد: وجهة نظر: سؤال المدرسة المغربية
 
بالفعل تحليل عميق عمق الأزمة التي تعرفها المنظومة التربوية في بلدنا .
الإختلالات كثيرة لا تعد ولا تحصى ولعل أهم خلل فيها كما أسجل في كل حديث عن هذه الأزمات هو غياب منظور تربوي ورؤية واضحة لطبيعة التربية التي تتوخاها المنظومة .
ولعل سبب ذلك راجع لازدواجية نظرة المنظومة ،حيث أنها أمام نموذجين مختلفين بل ومتعارضين في أحيان كثيرة .

1- نموذج التربية الإسلامية التي تولي الإهتمام للقيم الروحية والوجدانية والأخلاقية بالدرجة الأولى هدفها صنع ناشئة متوازنة بين المادة والروح تعيش حياة متوازنة بين مطالب الدنيا والآخرة تراعي حق الله وحق الوطن وحق النفس وحق الآخرين ...

2- نموذج الغرب القائم على النظرة المادية والتحليل المصلحي الذي يربي الناشئة على الأنا والإستغلال والوصولية والإنتهازية من خلال مناهج تسير في هذا الإتجاه...

ويبقى التلميذ رهين هذين النموذجين يسير بين مد وجزر ...حتى أنه في آخر المطاف يفقد النموذجين معا ويصير يهيم بلا هدف بلا مبادئ ولا قيم ويعبر عن هذه الفوضى التربوية بجنوحه نحو العنف وعدم الرضى عن المدرسة العمومية شكلا ومضمونا .

كل التحايا أخي إكسبريبس على النتقاءاتك القيمة وتحليلات أصحابها الوازنة


الساعة الآن 17:07

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd