منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)
-   -   لماذا كثرة انتشار حفظة القرآن علامة على تغير الزمان ؟ (https://www.profvb.com/vb/t157084.html)

أم يوسف 2 2015-02-25 23:13

لماذا كثرة انتشار حفظة القرآن علامة على تغير الزمان ؟
 
إذا نظرنا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ومن بعدهم من القرون المفضلة سنجد أن حلقات تحفيظ القرآن أو فتح مدراس تحفيظ ، لم تكن في عهدهم ، رغم سهولة فتح مثل تلك الحلقات ، بل كان الباب متروكا للاجتهاد الذاتي .

وفي هذا العصر انتشرت حلقات التحفيظ في كثير من الأماكن كالمساجد والمعاهد والانترنت وغيرها ، وكثر معه القراء – أي حفظة القرآن - .

وكثرة انتشار القراء علامة على تغيير الزمان ، وفي الحديث أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ :
لِإِنْسَانٍ:
(( إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ، تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ، وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ. قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ. كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي. يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلَاةَ، وَيَقْصُرُونَ الْخُطْبَةَ يُبَدُّونَ. أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ، يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ. كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ، قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي، يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ، وَيَقْصُرُونَ الصَّلَاةَ. يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ))

فال الإمام ابن عبد البر في (( الاستذكار 2/363))

فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ رُوِيَ عن بن مَسْعُودٍ مِنْ وُجُوهٍ مُتَّصِلَةٍ حِسَانٍ مُتَوَاتِرَةٍ
وَفِيهِ مِنَ الْفِقْهِ مَدْحُ زَمَانِهِ لِكَثْرَةِ الْفُقَهَاءِ فِيهِ وَقِلَّةِ الْقُرَّاءِ وَزَمَانُهُ هَذَا هُوَ الْقَرْنُ الْمَمْدُوحُ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كَثْرَةَ الْقُرَّاءِ لِلْقُرْآنِ دَلِيلٌ عَلَى تَغَيُّرِ الزَّمَانِ وَذَمِّهِ لِذَلِكَ
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِ ))
انتهى كلام الإمام ابن عبد البر .
وحديث:
(( أكثرُ منافِقي أمَّتي قرَّاؤُها )) .
صحيح بشواهده وقد أخرجه أحمد وابن المبارك في الزهد وغيرهما .


صانعة النهضة 2015-02-26 10:35

رد: لماذا كثرة انتشار حفظة القرآن علامة على تغير الزمان ؟
 
الغالية أم يوسف ...
يسعدني أن أقرأ لك أول موضوع وجدته مبصوم باسمك وقد أفرحني هذا جدا.

بالنسبة لكثرة قراء القرآن الكريم أجدها إشكالية كبيرة ليس بسبب عدد قراء كتاب الله تعالى ولكن الإشكالية تطرح عندما نجد الغاية من هذه القراءة والحفظ لا تتحقق بتاتا.

فالغاية من الإقبال على كتاب الله تعالى هو فهم آياته وسبر أغوارها ثم العمل بها والإلتزام بتعاليمها بعد الفهم والتفسير ...بمعنى أن الغاية من قراءة القرآن وحفظه أن يكون دستورا للمسلم الذي يستمد منه منهج حياته.

لذلك كان في العهد الأول من الإسلام رعيل لا يكثرون القراءة لكتاب الله من أجل القراءة وإنما كان الهدف هو التفقه في شؤون الدين ومعرفة العقيدة الصحيحة ثم التعرف على الشريعة السمحة من خلال آيات الله الجليلة في الحلال والحرام وأصول الفقه وكذا فقه المعاملات في الإسلام ...

كان الأوائل يقرؤون القرآن للتدبر والتفقه من أجل التطبيق والإلتزام.

أما اليوم فلم يعد هم أكثر الناس سوى تطبيق الدين في شكله وليس جوهره،إذ تجد الكثير يهتم بمظهره المعبر عن تدينه بينما في معاملاته تلمس البعد عن الله ...
وكأن زمننا هذا زمن القشور والمظهر بدل الإهتمام بالمخبر

الغالية أم يوسف ...وجود كثير من الناس يقرؤون القرآن سواء في بيوتهم أو في مدارس قرآنية أو في جمعيات متخصصة ...كلها مظاهر لا يمكننا القول عنها أنها مظاهر سلبية لأن الهدف الذي تنطلق منه جميعها هو الحفاظ على كتاب الله تعالى وإعادة مكانته في قلوب المسلمين .ولكن الخلل يكمن في مسألة أخرى لها ارتباط بمناهج تدريس وتحفيظ كتاب الله.

نعم، هناك خلل بخصوص منهجيات وبيداغوجيات هذه المدارس والمؤسسات والجمعيات القرآنية ما دامت تهتم بالكم بدل الكيف ،أي ما دامت تهتم بالتحفيظ دون التركيز على التطبيق والإلتزام وخصوصا بالتركيز على العقيدة .

هذا الخلل أو العيب لا نجده في مثل هذه المؤسسات القرآنية فقط بل نلمسه بقوة في مناهج مادة التربية الإسلامية في مدارسنا المغربية (هذه الملاحظة أستنتجها شخصيا بصفتي أستاذة المادة وأتعاطاها منذ سنين) ،مناهج تعتمد على كم المعارف والمعلومات على حساب القيم ووجدان المتعلمين واحتياجاتهم الروحية وخصوصا العقدية .

وهكذا يبقى كثير من حفظة القرآن وقرائه هم أبعد الناس عن الإلتزام بمبادئ الإسلام وخصوصا في مجاله السلوكي الأخلاقي وقد أخبرنا الحبيب المصطفى عليه السلام أن الدين المعاملة ،فأية فائدة من حفظ ستين حزبا دون علم وفهم وتدبر وتطبيق؟؟؟

كل التحايا أختي الفاضلة على جميل الطرح


الساعة الآن 11:28

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd