منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قسم خاص بالدروس و العقيدة و الفقه (https://www.profvb.com/vb/f250.html)
-   -   متن ابن عاشر (https://www.profvb.com/vb/t156786.html)

بائعة الورد 2015-02-16 17:45

متن ابن عاشر
 
المرشد المعين على الضروري من علوم الدين
المشهور بـ متن ابن عاشر
على مذهب إمام دار الهجرة الإمام مالك رضي الله عنه
للعلامة
أبي
محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاريرحمه الله تعالى
يَقولُ عَبدُ الوَاحِدِ بْنُ عَاشِرِ
مُبتدِئًا بِاسمِ الإلهِ القَادِرِ
الحَمـدُ للهِ الـذِي عَلَّمَنَـا
مِنَ العُلومِ مَا بِهِ كَلَّفَنَـا
صَلَّى وَسَـلَّـمَ عَلى مُحَمَّدِ
وَءالِهِ وَصَحبِهِ وَالمُقتَدِي
(وبَعدُ) فَالعَونُ مِنَ اللهِ المَجيدْ
فِي نَظْمِ أبْيَاتٍ لِلأُمِّيِّ تُفِيدْ
فِي عَقْدِ الأشْعَرِي وفِقهِ مَالِكْ
وَفِي طَريقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِكْ
مُقدِّمةٌ لِكِتابِ الإعتقاد مُعينةٌ لِقارئِها عَلى المُراد
وَحُكْمُنا العَقْلِي قَضيَّةٌ بِـلا
وَقْفٍ عَلى عَادَةٍ أَوْ وَضْعٍ جَـلاَ
أَقسَامُ مُقْتضَاهُ بالحَصْرِ تُمَازْ
وَهْيَ الوُجوبُ الاسْتِحالَةُ الجَوازْ
فواجِبٌ لا يَقْبَلُ النَّفْيَ بِحالْ
وَمَا أبىَ الثُّبوتَ عَقْلاَ المُحَـالْ
وجَائِزًا مَا قَبِلَ الأَمْرَيْنِ سِمْ
للضَّرُوري والنَّظري كُلُّ قُسِـم
أوّلُ واجِبِ على مَنْ كُلِّفـا
مُمكَّنـاِ منْ نَظَـرٍ أنْ يَعْرِفَـا
اللّهَ والرُّسُـلَ بالصِّفـاتِ
ممَِّـا عَليـه نَصَبَ الآيـاتِ
وكُلُّ تّكْليفِ بِشَرطِ العقلِ
مَعَ البُلوغِ بِدَمِ أو حَمْلِ
أو بمَنِيِّ أوْ بإِنْباتِ الشَّعْرِ
أوْ بِثَمان عّشْرَةِ حَوْلاَ ظَهَرْ
كِتَابُ أُمُّ القواعِدِ وما انطوت عليه من العَقائِدِ
يَجِبُ للهِ الوُجودُ والقِدَمْ
كَذَا البَقاءُ والغِنى المُطْلَقُ عَمّْ
وَخُلْفُهُ لِخَلْقِهِ بِلاَ مِثالْ
وَوَحْدَةُ الذّاتِ وَوَصْفِ والفِعاَلْ
وَقُدْرَةُ إرادَةُ عِلْمُ حَيَاةْ
سَمْعُ كَلامُ بَصَرُ ذي وَاجِباتْ
ويستحيلُ ضدُّ هذه الصفاتْ
العدمُ الحدوثُ ذا للحَادثاتْ
كذا الفنَا والافتِقارُ عُدَّه
وأن يُماثَلَ ونَفْيُ الوَحْدَهْ
عَجزٌ كراهةٌ وجَهلٌ ومَماتْ
وصَمَمٌ وَبَكَمٌ عَمًى صُمَاتْ
يجوزُ في حقِّهِ فِعْلُ المُمْكِناتْ
بأسْرِها وتَرْكُهَا في العَدمانْ
وُجودهُ لَهُ دَليلُ قاطِعْ
حاجةُ كُلِّ مُحْدَثِ لِلصَّانِعْ
لو حَدَثَتْ بِنَفْسِهَا الأكْوانُ
لَاْجْتَمَعَ التَّساوِي والرُّجْحَانُ
وذا مُحَلُ وَحُدوثُ العالَمِ
مِنْ حَدَثِ الأعْراضِ مع تَلازُمِ
لَوْ لَمْ يَكُ القِدَمُ وَصْفَهُ لَزِمْ
حُدُوثُهُ دَوْرٌ تَسَلْسُلٌ حُتِمْ
لَوْ أمكَنَ الفَناءُ لا نْتَفَى القِدَمْ
لَوْ مَاثَلَ الخَلْقَ حُدُوثُهُ انْحَتَمْ
لَوْ لَمْ يَجِبْ وَصْفُ الغِنى لَهُ افْتَقَرْ
لَوْ لَمْ يَكُنْ بِواحِدٍ لَما قَدَرْ
لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيّاَ مُريدًا عَالِما
وَقَادِرًا لَمَا رَأءيْتَ عَالَما
والتَّالي في السِّتِّ الٌقَضايا باطِلُ
قَطْعًا مُقَدَّمٌ إذًَا مُمَاثِلُ
والسَّمْعُ والبصرُ والكلامُ
بالنقل مَعَ كمالِهِ تُرامُ
لَوْ اسْتَحَالَ مُمْكِنٌ أو وَجَبَا
قَلْبَ الحَقَائِقِ لُزُومًا أوْجَبَا
يَجِبُ لِلرُّسْلِ الكِرامِ الصِّدْقُ
أمانَةٌ تَبْليغُهُمْ يَحِقُّ
مُحَالٌ الكَذِبُ والمَنْهِيُّ
كَعَدَمِ التَّبْليغ يا ذَكِيُّ
يَجوزُ في حَقِّهِمُ كُلُّ عَرَضْ
لَيْسَ مُؤدِّيًا لِنَقْصِ كَالمَرَضْ
لَوْ لَمْ يَكُنوا صَادِقينَ لَلَزِمْ
أَنْ يَكْذِبَ الإِلَهُ في تَصْديقهم
إذْ مُعْجِزَاتُهُمْ كَقَوْلِهِ وَبَرْ
صَدَقَ هَذا العَبْدُ في كُلِّ خَبَرْ
لَوْ انْتَفَى التَّبْليغُ أوْ خَانوا حُتِمْ
أن يُقْلَبَ المَنْهِيُّ طَاعَةَ لَهُمْ
جَوازُ الأعْراضِ عَلَيْهِمْ حُجَّتُهْ
وُقُعَهَا بِهِمْ تَسَلِّ حِكْمَتُهْ
وَقَوْلُ لا إلهَ إلاّ اللهُ
مُحَمَّد أرْسَلَهُ الإلهُ
يَجْمَعُ كُلَّ هذِهِ المعاني
كانت لِذا عَلاَمَةَ الإيمانِ
وَهِيَ أَفْضَلُ وُجُوهِ الذِّكْرِ
فاشْغَلْ بِهَا العُمْرَ تَفُزْ بالذُّخْرِ
فَصلُ في قواعِد الإسلام


(فصل) وَطاعَةُ الجَوارِحِ الجَميعْ
قَوْلاََ وفِعْلاَ هو الإسلامُ الرَّفيعْ
قَواعِدُ الإسلامِ خَمْسٌ وَاجِباتْ
وَهْيَ الشَّهادَتانِ شَرْطُ الباقِياتْ
ثُمَّ الصَّلاةُ والزَّكاةُ في القِطاعْ
وَالصَّوْمُ والحَجُّ على مَنِ اسْتَطاعْ
الإيمانُ جَزْمٌ بالإلهِ والكتب
والرّسْلِ والأمْلاكِ مع بَعثٍ قَرُبْ
وَقَدَرٍ كَذا صِراطٌ ميزانْ
حَوْضُ النَّبِيِّ جَنَّةٌ ونيرانْ
وأمّا الإِحْسانُ فَقَالَ مَنْ دَرَاه
أن تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراه
إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ إِنَّهُ يَرَاك
والدّينُ ذي الثَّلاثُ خُذْ أَقْوى عُرَاكْ
مُقدِمةُ مِنَ الأُصُولِ مُعِينَةُ في فُروعِهَا عَلَى الوُصُولِ
الْحُكْمُ في الشَّرْعِ خِطابُ رَبِّنَا
الْمُقْتضِي فِعْلَ الْمُكَلَّفِ افْطُنَا
بِطِلَبٍ أوْ إِذْنٍ أوْ بِوَضْعِ
لِسَبَبٍ أَوْ شَرْطٍ اوْ ذِي مَنْعِ
أَقْسامُ حُكْمِ الشَّرْعِ خَمْسّةٌ تُرامْ
فَرْضٌ ونَدْبٌ وكَراهَةٌ حَرامْ
ثُمَّ إِبَاحَةٌ فَمَأْمُورٌ جُزِمْ
فَرْضٌ ودونَ الْجَزْمِ مَنْدوبٌ وُسِم
ذو النَّهيِ مَكْروهٌ ومَعَ حَتْمٍِ حَرامْ
مَأذُونُ وَجْهَيْهِ مُبَاحٌ ذا تَمامْ
وَالْفّرْضُ قِسْمانِ كِفايَةٌ وَعَيْن
وَيشْمَلُ الْمَنْدوبُ سُنَّةً بِذَيْنْ
كِتاب الطَّهارةِ


(فَصْلٌُ ) وتَحْصُلُ الطَّهارَةُ بِما
مِنَ التَّغَيُّرِ بِشَيْء سَلِمَا
إِذا تَغَيَّرَ بِنَجْسٍ طُرِحَا
أَوْ طَاهِرٍ لِعَادَةٍ قَدْ صَلُحَا
إِلاّ إذا لاَزَمَهُ في الْغَالِبِ
كَمُغْرَةِ فَمُطْلَقُ كَالذَائِبِ
فصل في فرائضِ الوُضوءِ


فَرائِضُ الوُضوءِ سبْعَةُ وَهِي
دَلْكٌ وَفَوْرٌ نِيَّةٌ في بَدْئِهِ
وَلْيَنْوِ رَفْعَ حَدَثٍ أوْ مُفْتَرَضْ
أوِ اسْتِباحَةً لِمَمْنوعٍ عَرَضْ
وَغَسْلُ وَجْهٍ غَسْلُهُ الْيَدَيْنِ
وَمَسْحُ رَأْسٍ غَسْلُهُ الرِّجْلَيْنِ
والْفَرْضُ عَمَّ مَجْمَعَ الأُذُنَيْنِ
وَالِمرْفَقَيْنِ عَمَّ والْكَعْبَيْنِ
خَلِّلْ أَصابِعَ الْيَدَيْنِ وَشَعَرْ
وَجْهٍ إذاَ مِنْ تَحْتِهِ الْجٍلْدُ ظَهَرْ
سُنَنُ الوضوءِ


سُنَنُهُ السَّبْعُ ابْتِدَا غَسْلِ الْيَدَيْنْ
وَرَدُّ مَسْحِ الرَّأْسِ مَسْحُ الأذُنَيْنْ
مَضْمَضَةُ اسْتِنْشاَقُ اسْتِنْثاَرُ
تَرْتيبُ فرْضِهِ وذاَ الْمُخْتارُ
وَأحَدَ عَشَرَ الْفَضائِلُ أَتَتْ
تَسْمِيَةٌ وَبُقْعَةٌ قّدْ طَهُرَتْ
تَقْليلُ ماءِ وتَياَمُنُ الإِنَا
والشّفْعُ والتَّثْليثُ في مَغْسولِناَ
بَدْءُ الْمَيامِنِ سِواكٌ وَنُدِبْ
تَرْتيبُ مَسْنُونِهِ أوْ مَعَ ما يَجِبْ
وَبَدْءُ مَسْحِ الرَّأْسِ مِنْ مُقَدَّمِهِ
تَخْليلُهُ أَصابِعًا بِقَدَمِهْ
وَكُرِهَ الزَّيْدُ عَلىَ الْفَرْضِ لَدىَ
مَسْحٍ وفي الْغَسْلِ على ماَ حُدِّدَا
وَعاجِزُ الفَوْرِ بِنى ما لمْ يَطُلْ
بِيُبْسِ الأعْضا في زمانٍ مُعْتَدِلْ
ذَاكِرُ فَرْضِهِ بطُولٍ يَفْعَلُه
فَقَطْ وَفي الْقُرْبِ الْمُوالِي يُكْمِلُهْ
إنْ كانَ صَلَّى بَطَلَتْ وَمَنْ ذَكَرْ
سُنَّتَهُ يَفْعَلُهَا لِما حَضَرْ
نواقِضُ الوُضوءِ


فَصْلُ نَواقِضُ الْوُضوءِ سِتَّةَ عَشَرْ
بَوْلٌ وَريحٌ سَلَسٌ إذا نَدَرْ
وَغَائِط نَوْمٌ ثَقيلٌ مَذْيُ
سُكْرٌ وَإِغْمَاءٌ جُنونٌ وَدْيُ
لَمْسٌ وَقُبْلَةٌ وَذَا إنْ وُجِدَتْ
لَذَّةُ عَادَةٍ كَذَا إنْ قُصِدَتْ
إِلْطَافُ مَرْأَةٍ كذا مَسُّ الذّكَرْ
وَالشَّكُّ في الْحَدَثِ كُفْرُ مَنْ كَفَرْ
وَيَجِبُ اسْتِبْراءُ الأخْبَثَيْنِ مَع
سَلْتٍ وَنَتْرِ ذَكَرِ والشَّدَّ دَعْ
وَجَازَ الاسْتِجْمَارُ مِنْ بَوْلِ ذَكَرْ
كَغَائِطٍ لاَ مَا كثيرًا انْتَشَرْ
فَرائضُ الغُسْلِ


فُروضُ الغُسلِ قَصْدٌ يُحْتَضَرْ
فَوْرٌ عُمومُ الدَّلْكِ تَخْليلُ الشَّعَرْ
فَتَابِعِ الْخَفِيَّ مِثْلُ الرُّكْبَتَيْنْ
وَالإِبْطِ وَالرُّفْغِ وَبَيْنَ الألْيَتَيْنْ
وَصِلْ لِما عَسُرَ بالْمِنْديلِ
وَنَحْوِهِ كَالْحَبْلِ والتَّوْكِيلِ
سُنَنُ الغُسْلِ


سُنَنُهُ مَضْمَضَةٌ غَسْلُ الْيَدَيْنْ
بَدْءًا والاسْتِنْشَاقُ ثُقْب الأذُنَيْنْ
مَنْدوبُهُ الْبَدْءُ بِغَسلِهِ الأذى
تَسْمِيَةٌ تَثْليثُ رَأْسِهِ كَذَا
تَقْديمُ أعْضاءِ الْوُضو قِلَّةُ مَا
بّدءٌ بِأَعْلَى وَيَمِينِ خُذْهُمَا
تَبْدَأُ في الْغُسْلِ بِفَرْجٍ ثُمَّ كُفْ
عَنْ مَسِّهِ بِبَطْنِ أَوْ جَنْبِ الأَكُفّ
أَوْ إِصْبَعٍ ثُمَّ إذَا مَسَسْتَهْ
أَعِدْ مِنَ الْوُضوءِ مَا فَعَلْتَهْ
مُوجِبُ الغُسْلِ


مُوجِبُهُ حَيْضٌ انْفاسٌ انْزالْ
مَغيبُ كَمْرَةٍ بِفَرْجٍ اسْجَالْ
وَالأوَّلاَنِ مَنَعَا الْوَطْءَ إلَى
غُسْلٍ والآخرَان قُرْءاناَ خَلاَ
وَالْكُلُّ مَسْجِدًا وَسَهْوا الاغْتِسالْ
مِثْلُ وُضوئِكَ وَلَمْ تُعِدْ مُوَالْ
فصلُ في التَّيَمُّم


فصلٌ لخَوْفِ ضُرٍّ أو عَدَمِ ما
عَوِّضْ مِنَ الطَّهارَةِ التَّيَمُّمَا
وَصَلِّ فَرْضًا وَاحِدًا وَإن تَصِلْ
جَنَازَةً وسُنَّةًَ بِهِ تَحِل
وَجَازَ للنّفْلِ ابْتداَ وَيَسْتَبِيحْ
الْفَرْضَ لا الْجُمُعَةَ حَاضِرٌ صَحيحْ
فُروضُ التَّيَمُّمِ


فُرُوضُهُ مَسْحُكَ وَجْهًا وَاليَدَيْنْ
لِلْكُوعِ والنِّيَّةُ أُولَى الضّرْبَتَيْنْ
ثُمَّ المُوَالاةُ صَعيِدٌ طَهُرَا
وَوَصْلُهَا بِهِ وَوقْتٌ حَضَرَا
ءاخِرُهُ ءايِسٌ فَقَطْ
أوَّلُهُ والْمُتَرَدِّدُ الْوَسَطْ
سُنَنُ التَّيَمُّمِ


سُنَنُهُ مَسْحُهُمَا لِلْمِرْفَقِ
وَضَرْبَةُ الْيَدَيْن تَرْتيبٌ بَقِي
مَنْدوبُهُ تَسْميَةٌ وَصْفٌ حَميدْ
ناقِضُهُ مِثْلُ الْوُضوُءِ وَيَزيدْ
وُجوُدُ مَاءٍ قَبْلَ أن صَلَّى وَإِنْ
بَعْدُ يجِدْ يُعِدْ بِوقْتٍ إِنْ يَكُنْ
كَخَائِفِ اللِّصِّ وَرَاجٍ قَدَّمَا
وَزمنٍ مُنَاوِلاً قَدْ عَدِمَا
كِتابُ الصَّلاة


فَرائِضُ الصَّلاةِ سِتَّ عَشَرَهْ
شُرُوطُهَا أَرْبَعَةٌ مُفْتَقِرَهْ
تَكْبيرَةُ الإحْرَامِ وَالقِيامُ
لَهاَ وَنِيَّةٌ بِهَا تُراَمُ
فاتِحَةٌ مَع الْقِيَامِ وَالرُّكُوعْ
وَالرَّفْعُ مِنْهُ والسُّجودُ بالخُضوُعْ
وَالرَّفْعُ مِنْهُ والسَّلامُ والْجُلوسْ
لَهُ وَتَرْتِيبُ أدَاءٍ في الأُسُوسْ
وَالاعْتِدَالُ مُطْمَئِنًا بالْتِزَامْ
تَابَعَ مَأمُومٌ بِإحْرَامٍ سَلاَمْ
نِيَّتُهُ اقْتِدَا كَذَا الإِمَامُ في
خَوْفٍ وَجَمْعِ جُمْعَةٍ مُسْتَخْلِفْ
شَرْطُهَا الاسْتِقْبَالُ طُهْرُ الْخَبَثِ
وَسَتْرُ عَوْرَةٍ وَطُهْرُ الْحَدَثِ
بالذِّكْرِ والْقُدْرَةِ في غَيْرِ الأخيرْ
تَقْريعُ نَاسيِهَا وَعَاجِزٌ كَثيرْ
نَدْبًا يُعيِدَانِ بوَقْتٍ كَالْخَطَا
في قبْلةٍ لاَ عَجْزِهَا أو الْغِطَا
وَمَا عَدَا وَجْهَ وَكَفَّ الْحُرَّةِ
يَجِبُ سَتْرُهُ كَمَا في الْعَوْرَةِ
لكِنْ لَدَى كَشْفٍ لِصَدْرٍ أوْ شعَرْ
أوْ طَرَفٍ تُعِيدُ في الْوَقْتِ الْمُقَرّ
شَرْطُ وُجُوبِهَا النَّقَا مِنَ الدَّمِ
بِقَصَّةٍ أو الْجُفُوفِ فَاعْلَمِ
فَلاَ قَضَى أيَّامَهُ ثُمَّ دُخُولْ
وَقْتٍ فأدِّهَا بِهِ حتْمًا أقُولْ
سُنن الصلاة


سُننها السُّورَةُ بَعْدَ الْواقِيَهْ
مَعَ الْقِيامِ أوَّلاً والثَّانِيَهْ
جَهْرٌ وَسِرٌّ بمَحَلٍّ لَهُمَا
تَكْبيرُهُ إلاَّ الَّذي تّقّدَّمَا
كُلُّ تَشَهُّدٍ جُلُوسٌ أوَّلُ
والثَّاني لا مَا للسَّلاَمِ يَحْصُلُ
وسَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ
في الرَّفْعِ مِنْ رُكُوعِهِ أورَدَهُ
الْفَذُّ وَالإمامُ هذا أُكِّدَا
وَالباقي كَالمَنْدوبِ في الحُكْمِ بَدَا
إقَامةٌ سُجودُهُ على الْيَدَيْنْ
وَطَرَفِ الرِّجْلَيْنِ مِثْلُ الرُّكْبَتَيْن
إنْصَاتُ مُقْتَدٍ بجَهْرِ ثُمَّ رَدّ
على الإمامِ والْيَسَارِ وَأحَدْ
بِهِ وَزائِدُ سُكُونٍ لِلْحُضُورْ
سُتْرَةُ غَيْرِ مُقْتَدٍ خَافَ الْمُرورْ
جَهْرُ السَّلامِ كَلِمُ التَّشَهُّدِ
وَأنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدِ
سُنَّ الأذانُ لجَمَاعَةٍ أَتَتْ
فَرْضًا بِوَقْتِهِ وَغَيْرًا طَلَبَتْ
وَقَصْرُ مَنْ سَافَرَ أربعَ بُرُدْ
ظُهْرًا عِشًا عَصْرًا إلى حينَ يَعُدْ
مِمَّا وَرَا السُّكْنَى إِلَيْهِ إن قَدِمْ
مُقِيمُ أرْبَعَةِ أيَّامٍ يُتِمّ
مندوبات الصلاة


مَنْدُوبُهَا تَيَامُنٌ معَ السَّلامْ
تَأْميِنُ مَنْ صَلَّى عَدَا جَهْرَ الإمامْ
وَقَولُ رَبَّنا لَكَ الحَمْدُ عَدَا
مَنْ أَمَّ وَالقُنوتُ في الصُّبْحِ بَدَا
رِداَ وتَسْبيِحُ السُّجودِ والرُّكُوعْ
سَدْلُ يَدٍ تَكْبيرُهُ مَعَ الشُّروعْ
وَبَعْدَ أنْ يَقومَ مِنْ وُسْطَاهُ
وَعَقْدُهُ الثَّلاَثَّ منْ يُمْناهُ
لَدى التَّشَهُّدِ وَبَسْطُ مَا خَلاَهْ
تَحْريكُ سَبَّابَتِهَا حينَ تَلاَهْ
والبَطنُ مِنْ فَخْذٍ رِجَالٌ يُبْعِدونْ
ومِرْفَقًا مِنْ رُكْبَةٍ إذْ يَسْجُدونْ
وَصِفَةُ الجُلوسِ تِمْكينُ اليَدِ
منْ رُكْبَتَيْهِ في الرُّكوعِ وَزِدِ
نَصْبَهُمَا قِراءَةُ المأْمومِ في
سِرِّيَّةٍ وَضْعُ اليَدَيْنِ فاقْتَفي
لَدى السُّجودِ حَذْوَ أُذْنٍ وَكَذَا
رَفْعَ اليَدَيْنِ عندَ الإحرامِ خُذَا
تَطْويلُهُ صُبْحًا وظُهْرًا سُورَتَيْن
تَوَسُّطُ العِشَا وَقَصْرُ البَاقِيَيْن
كَالسُّورَةِ الأخرى كَذَا الوُسْطَى اسْتُحِبّ
سَبْقُ يَدٍ وَضْعًا وَفي الرَّفْعِ الرُّكَب
وَكَرِهُوا بَسْمَلَةً تَعَوُّذَا
في الفَرْضِ والسُّجودَ في الثَّوبِ كَذَا
كَوْرُ عِمَامَةٍ وبَعْضُ كُمِّهِ
وَحَمْلُ شىءٍ فيه أوْ في فَمِهِ
قِرَاءَةٌ لَدَى السُّجودِ والرُّكوعْ
تَفَكُّرُ القَلْبِ بما نَافَى الخُشوعْ
وَعَبَثٌ والالتِفَاتُ وَالدُّعَا
أثْنَا قِرَاءَةٍ كَذَا إنْ رَكَعَا
تَشْبيكُ أوْ فَرْقَعَةُ الأصابِعْ
تَخَصُّرٌ تَغْميِضُ عَيْنٍ تَابِعْ
فرضُ العَين وفرضُ الكفاية


فصلٌ وخَمْسُ صلواتٍ فَرْضُ عَيْن
وَهْيَ كِفايَةٌ لِمَيْتٍ دونَ مَيْنْ
فُروضُها التَّكْبيرُ أَرْبَعًا دُعَا
وَنِيَّةٌ سَلامُ سِرٍّ تَبِعَا
وكَالصّلاةِ الغُسْلُ دَفْنٌ وَكَفَنْ
وِتْرٌ كُسوفٌ عيِدٌ اسْتِسْقَا سُنَنْ
فَجْرٌ رَغيِبَةٌ وَتُقْضى لِلزَّوَالْ
وَالْفَرْضُ يُقْضىَ أَبَدًا وَبالتَّوَالْ
نُدِبَ نَفْلٌ مُطْلَقًا وَأُكِّدَتْ
تَحِيَّةٌ ضُحًى تَرَاويحٌ تَلَتْ
وَقَبْلَ وَتْرٍ مِثْلَ ظُهْرٍ عَصْرِ
وَبَعْدَ مَغْرِبٍ وَبَعْدَ ظُهْرِ
سجودُ السَّهْوِ


فَصلٌ لِنَقْصِ سُنَّةٍ سَهْوًا يُسَنّ
قبلَ السّلامِ سَجْدَتانِ أو سُنَنْ
إنْ أُكِّدَتْ وَمَنْ يَزِدْ سَهْوًا سَجَدْ
بَعْدَ كَذا والنَّقْصَ غَلِّبْ إن وَرَدْ
وَاسْتَدْرِكِ الْقَبْلِيَّ مع قُرْبِ السَّلامْ
وَاستَدْرِكِ الْبَعْدِي ولو مِن بعدِ عَام
عَن مُقْتَدٍ يَحْمِلُ هَذَيْنِِ الإمامْ
وَبَطَلَتْ بعَمْدِ نَفْخٍ أوْ كلامْ
لغَيْرِ إصلاحٍ وبالمُشْغِلِ عَنْ
فَرْضٍ وَفي الوَقْتِ أَعِدْ إذا يُسَنّ
وَحَدَثٍ وَسَهْوٍ زَيْدِ الْمِثْلِ
قَهْقَهَةٍ وَعَمْدِ شُرْبٍ أكْلِ
وَسَجْدَةٍ قَيْءٍ وَذَكْرِ فَرْضِ
أقَلَّ مِنْ سِتٍّ كَذِكْرِ البَعْضِ
وَفَوْتِ قَبْليٍّ ثَلاثَ سُنَن
بِفَصْلٍ مَسْجِدٍ كَطولِ الزَّمَنِ
وَاسْتَدْرِكِ الرُّكْنَ فإنْ حَالَ رُكوعْ
فَألْغِ ذَاتَ السَّهْوِ وَالبِنَا يَطُوعْ
كَفِعْلِ منْ سَلَّمَ لَكِنْ يُحْرِمُ
لِلْبَاقي والطُّولُ الفَسادَ مُلْزِمُ
مَنْ شَكَّ في رُكْنٍ بَنَى على الْيَقين
وَلْيَسْجُدِ الْبَعْدِيَّ لَكِنْ قَدْ يَبيِن
لأنْ بَنَوْا في فِعْلِهِمْ وَالْقَوْلِ
نَقْصٌ بِفَوْتِ سُورَةٍ فَالْقَبْلي
كَذاكِرِ الوُسْطى والأَيْدي قَدْ رَفَع
وَرُكَبًا لا قَبْلَ ذا لَكِنْ رَجَع
صلاة الجُمُعة


فَصْلٌ بِمَوْطِنِ الْقُرَى قَدْ فُرِضَتْ
صَلاَةُ جُمْعَةٍ لخُطْبَةٍ تَلَتْ
بِجَامِعٍ على مُقيِمٍ ما انعَذَرْ
حُرٍّ قَريبٍ بِكَفَرْسَخٍ ذَكَرْ
وَأجْزَأتْ غَيْرًا نَعَمْ قَدْ تُنْدَبُ
عِنْدَ النِّدَا السَّعْيُ إلَيْهَا يَجِبُ
وَسُنَّ غُسْلٌ بالرَّوَاحِ اتَّصَلا
نُدِبَ تَهْجيرٌ وَحَالٌ جَمُلاَ
بِجُمْعَةٍ جَمَاعَةٌ قَدْ وَجَبَتْ
سُنَّتْ بِفَرْضٍ وَبِرَكْعَةٍ رَسَتْ
وَنُدِبَتْ إعَادَةُ الْفَذِّ بِهَا
لا مَغْرِبًا كَذا عِشًا مُوتِرُهَا
شُروطُ الإمام


شَرْطُ الإمامِ ذَكَرٌ مُكَلَّفُ
آتٍ بالأرْكانِ وَحُكْمًا يَعْرِفُ
وَغَيْرُ ذِي فِسْقٍ وَلَحْنٍ وَاقْتِدَا
في جُمْعَةٍ حُرٌّ مُقيِمٌ عَدَدَا
وَيُكْرَهُ السَّلَسُ وَالقُروحُ مَعْ
بادٍ لِغَيْرِهِمْ وَمَنْ يُكْرَهُ دَعْ
وَكَالأشَلِّ وَإمامَةٌ بِلاَ
رِدًا بِمَسْجِدٍ صَلاَةٌ تُجْتَلَى
بَيْنَ الأسَاطينِ وَقُدَّامَ الإمَامْ
جَمَاعَةٌ بَعْدَ صَلاَةٍ ذِي الْتِزَامْ
وَرَاتِبٌ مَجْهُولٌ أوْ مَنْ أُبِنَا
وأغْلَفٌ عَبْدٌ خَصِيُّ ابْنُ زِنَا
وَجَازَ عِنِّينٌ وأَعْمى ألْكَنُ
مُجَذَّمٌ خَفَّ وّهَذَا الْمُمْكِنُ
والمُقْتَدِي الإمامَ يَتْبَعُ خَلاَ
زِيَادَةٍ قَدْ حُقِّقَتْ عَنْهَا اعْدِلاَ
وَأَحْرَمَ المَسْبوقُ فَوْرًا وَدَخَلْ
مَعَ الإمَامِ كَيْفَمَا كَانَ العَمَل
مُكَبِّرًا إنْ سَاجِدًا أو رَاكِعًا
ألفَاهُ لا في جَلْسَةٍ وَتَابَعَا
إِنْ سَلَّمَ الإمَامُ قَامَ قَاضِيَا
أقْوَالَهُ وَفِي الفِعَالِ بَانيَا
كَبَّرَ إِنْ حَصَّلَ شَفْعًا أو أقَلّ
مِنْ رَكْعَةٍ وَالسَّهْوَ إذْ ذاكَ احْتَمَلْ
وَيَسْجُدُ المَسْبوقُ قَبْلِيَّ الإمام
مَعْهُ وَبَعْدِيًّا قَضى بَعْدَ السَّلام
أدْرَكَ ذاكَ السَّهْوَ أولا قَيَّدُوا
مَنْ لَمْ يُحَصِّلْ رَكْعَةً لا يَسْجُدُ
وَبَطَلَتْ لِمُقْتَدٍ بِمُبْطِلِ
عَلَى الإمامِ غَيْرَ فَرْعٍ مُنْجَلِي
مَنْ ذَكَرَ الحَدَثَ أوْ بِهِ غُلِبْ
إنْ بَادَرَ الخُرُوجَ مِنْهَا وَنُدبْ
تَقْديمُ مُؤْتَمٍّ يُتِمُّ بِهِمُو
فإنْ أبَاهُ انْفَرَدُوا أو قَدَّمُوا
كتاب الزّكاة


فُرضَتِ الزَّكاةُ فيمَا يُرْتَسَمْ
عَيْنٍ وَحَبٍّ وَثِمارٍ وَنَعَمْ
في العَينِ والأنْعامِ حَقَّتْ كُلَّ عَام
يَكمُلُ والحَبُّ بِالإفْراكِ يُرام
والتمرُ والزّبيبُ بالطِّيبِ وفِي
ذِي الزَّيتِ مِنْ زَيْتِهِ والحَبُّ يَفي
وَهيَ في الثِّمارِ والحَبِّ العُشُر
أو نِصْفُهُ إن ءالةَ السَّقْيِ يَجُرّ
خَمسةُ أوْسُقٍ نِصابٌ فيهِما
فِي فِضَّةٍ قُلْ مِائَتَانِ دِرْهَما
عِشرونَ دينَارًا نِصابٌ في الذَّهَب
ورُبُعُ العُشْرِ فِيهِما وَجَب
والعَرْضُ ذو التَّجْرِ وَدَيْنُ منْ أدَار
قيمَتُها كالعَيْنِ ثُمَّ ذوا احْتِكار
زَكَّى لِقبْضِ ثَمَنٍِ أو ديْنِ
عَينًا بِشَرْطِ الحَوْلِ للأصْلَيْنِ
فِي كُلِّ خَمْسَةِ جِمالٍ جَذَعَة
مِن غَنَمٍ بِنْتُ المَخَاضِ مُقْنِعَه
في الخَمْسِ وَالعِشرينَ وَابْنَةُ اللَّبُون
فِي سِتَّةٍ مَعَ الثَّلاثينَ تَكون
سِتًّا وَأرْبعينَ حِقَّةٌ كَفَت
جَذَعَةٌ إحدى وستِّينَ وَفَت
بِنْتَا لَبونٍ سِتّةً وَسَبْعين
وَحِقَّتَانِ واحِدًا وتِسْعٍين
وَمَعْ ثَلاثِينَ ثَلاثٌ أيْ بَنَات
لَبونٍ أو خُذْ حِقَّتينِ بِافْتِيَات
إذا الثّلاثينَ تَلَتْها المِائَةُ
فِي كُلِّ خَمْسينَ كَمَالاً حِقَّةُ
وَكُلِّ أرْبَعينَ بِنتٌ لِلَّبون
وَهَكذا مَا زَادَ أَمْرُهُ يَهون
عِجْلٌ تَبيعٌ فِي ثَلاثينَ بَقَر
مُسِنَّةٌ فِي أرْبَعينَ تُسْتَطَر
وَهَكذا مَا ارْتَفَعَتْ ثُمَّ الغَنَم
شَاةٌ لأرْبَعينَ مَعْ أخْرى تُضَمّ
فِي وَاحِدٍ عِشْرينَ يَتْلو وَمِئَةْ
وَمَعْ ثَمانينَ ثَلاثٌ مُجْزِئَةْ
وَأرْبَعًا خَذْ مِنْ مِئِينَ أرْبَعِ
شَاةٌ لِكُلِّ مِائَةٍ إنْ تُرْفَعِ
وَحَوْلُ الأرْبَاحِ وَنَسْلٍ كَالأُصول
وَالطَّارِ لا عَمَّا يُزَكَّى أنْ يَحُول
وَلا يُزكَّى وَقَصٌّ مِنَ النَّعَم
كَذاكَ مَا دُونَ النِّصابِ وَلْيَعُم
وَعَسَلٌ فَاكِهَةٌ مَعَ الخُضَر
إذْ هِيَ فِي المُقْتَاتِ مِمَّا يُدَّخَر
وَيَحْصُلُ النِّصابُ مُنْ صِنْفَينِ
كَذَهَبٍ وَفِضَّةٍ مِنْ عَينِ
والضَّأْنُ لِلمَعْزِ وبُخْتٌ لِلْعِرابْ
وَبَقَرٌ إلى الجَواميسِ اصْطِحَاب
القَمْحُ للشَّعيرِ لِلسُّلتِ يُصَار
كَذا القَطَانِي وَالزَّبيبُ وَالثِّمارْ
مَصْرِفُهَا الفَقيرُ وَالمِسْكينُ
غَازٍ وَعِتْقٌ عَامِلٌ مَدِينُ
مُؤَلَّفُ القَلْبِ وَمُحْتاجٌ غَرِيب
أَحَرارُ إسْلامٍ وَلَمْ يُقبلْ مُرِيب
فصل في زكاة الفِطْر


فصلٌ زَكاةُ الفِطْرِ صَاعٌ وتَجِبْ
عَنْ مُسْلِمٍ ومَنْ بِرِزْقِهِ طُلِبْ
مِنْ مُسْلِمٍ بِجُلِّ عَيْشِ القَوْمِ
لِتُغْنِ حُرًا مُسلٍمًا فِي اليَومِ





بائعة الورد 2015-02-16 17:48

رد: متن ابن عاشر
 
كتابُ الصِّيامِ


صِيَامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَجَبَا
في رَجَبٍ شَعْبانَ صَوْمٌ نُدِبَا
كَتِسْعِ حَجَّةٍ وَأحْرَى الآخِرُ
كَذا المُحَرَّمُ وأحْرَى العَاشِرُ
وَيثبُتُ الشَّهرُ برُؤْيةِ الهِلالْ
أو بِثَلاثِينَ قُبَيْلاً فِي كَمَال
فرضُ الصّيامِ نِيَّةٌ بِلَيْلِهِ
وَتَرْكُ وَطْءٍ شُرْبِهِ وأكلِهِ
وَالقَيْءِ مَعْ إيصَالِ شَىءٍ للمَعِدْ
مِنْ أذُنٍ أوْ عَيْنٍ أو أنْفٍ وَرَدْ
وَقْتَ طُلوعِ فَجْرِهِ إلى الغُرُوبْ
وَالعَقْلُ في أوَّلِهِ شَرْطُ الوُجُوبْ
وَلْيَقْضِ فَاقِدُهُ والحَيْضُ مَنَع
صوماَ وتَقضي الفَرْضَ إنْ بِهِ ارتَفَعْ
وَيُكْرَهُ اللَّمسُ وَفِكْرٌ سَلِمَا
دَأْباََ منْ المَذْيِ وَإلاَّ حَرُما
وكَرِهوا ذَوقَ كقِدْرِ وَهَذَرْ
غَالِبُ قَيْءٍ وَذُبَابٍ مُغْتَفَرْ
غُبَارُ صَانِعٍ وَطُرْقٍ وسِواكْ
يابِسٍ اصْبَاحُ جَنابةٍ كَذاك
ونِيَّةٌ تَكْفِي لِمَا تَتَابُعُه
يَجبُ إلاّ إنْ نَفَاهُ مُانِعُه
نُدِبَ تعجيلٌ لِفِطرٍ رَفَعَه
كذاكَ تَأخيرُ سُحورٍ تَبِعَه
مَنْ أفْطَرَ الفرْضَ قَضاهُ وَلْيَزِدْ
كَفَّارَةً فِي رَمَضَانَ إنْ عَمَدْ
لأكْلٍِ أو شُرْبِ فَمٍ أو للمَنِي
وَلَوْ بِفِكْرٍ أو لِرَفْضِ ما بُنِي
بِلا تَأوُّلٍ قَريبٍ وَيُبَاح
للضُّرِّ أو سَفَرِ قَصْرٍ أَيْ مُبَاح
وَعَمْدُهُ في النَّفْلِ دونَ ضُرِّ
مُحَرَّمٌ وَلْيَقْضِ لا في الغَيْرِ
وَكَفِّرَنْ بِصَوْمِ شَهْرَيْنِ وِلا
أوْ عِتْقِ مَمْلوكٍ بالإسْلامِ حَلاَ
وَفَضَّلُوا إطْعامَ ستِّينَ فَقير
مُدًّا لِمِسْكينٍ مِنَ العَيْشِ الكَثير
كتابُ الحَج


الحَجُّ فَرْضٌ مَرَّةً فِي العُمْرِ
أركانُهُ إنْ تُركَتْ لَم تُجْبَرِ
الإحْرامُ وَالسَّعْيُ وُقوفُ عَرَفَه
لَيلةَ الأضْحَى والطَّوافُ رَدِفَه
والواجِباتُ غيرُ الأرْكانِ بِدَم
قدْ جُبِرَتْ مِنها طَوافُ مَنْ قَدِم
وَوَصْلُهُ بالسَّعْي مَشيٌ فيهِمَا
وَرَكْعتَا الطَّوافِ إنْ تَحَتَّما
نُزولُ مُزْدَلِفٍ في رُجوعِنا
مَبيتُ لَيْلاتٍ ثَلاثٍ بِمِنى
إحْرامُ مِيقَاتٍ فَذوُ الحُلَيْفَه
لِطَيْبَ للشّامِ ومِصرَ الجُحْفَة
قَرْنٌ لنجدٍ ذاتُ عِرْقٍ للعِراق
يَلَمْلَمُ اليَمَنِ ءاتِيها وِفَاق
تجرُّدٌ مِنَ المَخيطِ تَلْبِيَة
والحَلقُ مَعْ رَمْي الجِمَارِ تَوْفِيَه
وَإنْ تُرِدْ تَرتيبَ حَجِّكَ اسمَعَا
بَيانَهُ والذِّهْنَ مِنْكَ اسْتَجْمِعَا
إنْ جِئْتَ رَابِغًا تَنَظَّفْ وَاغْتَسِل
كَواجِبٍ وَبالشروعِ يَتَصِل
وَالبَسْ رِدًا وَأُزْرَةً نَعْلَينِ
وَاسْتَصْحِبِ الهَدْيَ وَرَكْعَتَينِ
بِالكَافِرونَ ثُمَّ الإخْلاصِ هُمَا
فَإنْ رَكِبْتَ أوْ مَشَيْتَ أحْرِمَا
بِنِيَّةٍ تَصْحَبُ قَولاً أَوْ عَمَلْ
كَمَشْيٍ أوْ تَلبِيَةٍ مِمَّا اتَّصَلْ
وَجَدِّدَنْها كُلَّما تَجَدَّدَتْ
حَالٌ وإنْ صَلّيتَ ثُمَّ إنْ دَنَتْ
مَكَّةُ فَاغْتَسِلْ بِذي طُوًى بِلا
دَلكٍ وَمِنْ كَدَا الثَّنِيَّةِ ادْخُلا
إذا وَصَلْتَ للبُيوتِ فَاتْرُكا
تَلْبِيَةً وكُلَّ شُغْلٍ وَاسْلُكَا
للبَيتِ مِنْ بابِ السَّلامِ وَاسْتَلِم
الحَجَرَ الأسْودَ كَبِّرْ وَأتِمّ
سَبْعَةَ أشْواطٍ بِهِ وَقَدْ يَسَر
وَكَبِّرَنْ مُقَبِّلاً ذَاكَ الحَجَرْ
مَتى تُحاذيهِ كذا اليَمَانِي
لَكنَّ ذَا باليَدِ خُذْ بَيَانِي
إنْ لمْ تَصِلْ للحَجَرِ الْمَسْ بِاليَدِ
وَضَعْ عَلى الفَمِ وَكَبِّرْ تَقْتَدِ
وَارْمُلْ ثَلاثاً وَامْشِ بَعدُ أرْبَعاً
خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَينِ أَوْقِعَا
وَادْعُ بِمَا شِئْتَ لَدَى الْمُلْتَزَمِ
وَالْحَجَرَ الأسْوَدَ بَعْدُ اسْتَلِمِ
وَاخْرُجْ إلى الصَّفَا فَقِفْ مُسْتَقْبِلاَ
عَليهِ ثُمَّ كَبِّرَنْ وَهَلِّلا
وَاسْعَ لِمَرْوَةٍ فَقِفْ مِثْلَ الصَّفَا
وَخُبَّ فِي بَطْنِ المَسيلِ ذَا اقْتِفَا
أرْبَعَ وَقْفَاتٍ بِكُلٍّ مِنْهُمَا
تَقِفُ وَالأشْواطَ سَبْعاَ تَمِّمَا
وَادْعُ بِمَا شِئْتَ بِسَعْيٍ وَطَواف
وَبِالصَّفَا وَمَرْوَةٍ مَعَ اعْتِرَاف
وَيَجِبُ الطُّهْرانِ والسَّتْرُ عَلى
مَنْ طَافَ نَدْبُها بِسَعْيٍ يُجْتَلى
وَعُدْ فَلَبِّ لِمُصَلَّى عَرَفَه
وَخُطْبَةُ السَّابِعِ تَأتِي للصَّفَه
وثَامِنَ الشَّهْرِ اخْرُجَنَّ لِمِنى
بِعَرَفَاتٍ تَاسِعاً نُزُولُنَا
وَاغْتَسِلَنْ قُرْبَ الزَّوالِ وَاحْضُرَا
الخُطْبَتَينِ وَاجْمَعَنَّ وَاقْصُرَا
ظُهْرَيْكَ ثُمَّ الجَبَلَ اصْعَدْ رَاكِبا
عَلى وُضُوءٍ ثُمَّ كُنْ مُواظِبَا
عَلى الدُّعا مُهَلِّلاً مُبْتَهِلا
مُصَلِّيًا عَلى النَّبِي مُسْتَقْبِلا
هُنَيْهَةً بَعْدَ غُرُوبِهَا تَقِفْ
وَانْفِرْ لِمُزْدَلِفَةٍ وَتَنْصَرِفْ
فِي المَأزَمَينِ العَلَمَينِ نَكِّبِ
واقْصُرْ بِهَا وَاجْمَعْ عِشًا لِمَغْرِبِ
وَاحْطُطْ وَبِتْ بِهَا وَأحْي لَيْلَتَك
وَصَلِّ صُبْحَكَ وَغَلِّسْ رِحْلَتَك
قِفْ وَادْعُ بِالمَشْعَرِ لِلإسْفَارِ
وَأسْرِعَنْ فِي بَطْنِ وَادِي النَّارِ
وَسِرْ كَمَا تَكونُ لِلْعَقَبَةِ
فَارْمِ لَدَيهَا بِحِجَارٍ سَبْعَةِ
مِنْ أسْفَلٍ تُسَاقُ مِنْ مُزْدَلِفَةْ
كَالفُولِ وَانْحَرْ هَدْيًا إنْ بِعَرَفَةْ
أوْقَفْتَهُ وَاحْلِقْ وَسِرْ لِلبَيتِ
فَطُفْ وَصَلِّ مِثْلَ ذَاكَ النَّعْتِ
وَارْجِعْ فَصَلِّ الظُّهْرَ فِي مِنىً وَبِتْ
إثْرَ زَوالِ غَدِهِ ارْمِ لا تُفِتْ
ثَلاثَ جَمْرَاتٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتْ
لِكُلِّ جَمْرَةٍ وَقِفْ لِلدَّعَوَات
طَوِيلاً اثْرَ الأوَّلَيْنِ أَخِّرا
عَقَبَةً وَكُلَّ رَمْيٍ كَبِّرَا
وَافْعَلْ كَذاكَ ثَالِثَ النَّحْرِ وَزِدْ
إنْ شِئْتَ رَابِعًا وَتَمَّ مَا قُصِدْ
وَمَنَعَ الإحْرَامُ صَيدَ البَرِّ
فِي قَتْلِهِ الجَزَاءُ لا كَالفَأْرِ
وَعَقْرَبٍ مَعَ الحِدَا كَلبٍ عَقُورْ
وَحَيَّةٍ مَعَ الغُرَابِ إذْ يَجُورْ
وَمَنَعَ المُحِيطَ بِالعُضْوِ وَلَوْ
بِنَسْجٍ أوْ عَقْدٍ كَخَاتَمٍ حَكَوْا
والسَّترَ لِلوَجْهِ أوْ الرَّأْسِ بِمَا
يُعَدُّ سَاتِرًا وَلَكِنْ إنَّمَا
تَمْنَعُ الأُنْثَى لُبْسَ قُفَّازٍ كَذَا
سَتْرٌ لِوَجْهٍ لا لِسَتْرٍ أُخِذَا
وَمَنَعَ الطِّيْبَ وَدُهْنًا وَضَرَرْ
قَمْلٍ وَإلقَا وَسَخٍ ظُفْرٍ شَعَرْ
وَيَفْتَدِي لِفِعْلِ بَعْضِ مَا ذُكِر
مِنْ المُحِيطِ لِهُنَا وَإنْ عُذِرْ
وَمَنَعَ النِّسَا وَأفْسَدَ الجِمَاعْ
إلى الإفَاضَةِ يُبَقَّى الإمْتِنَاع
كَالصَّيْدِ ثُمَّ بَاقِي مَا قَدْ مُنِعَا
بِالجَمْرَةِ الأُولَى يَحِلُ فَاسْمَعَا
وَجَازَ الاسْتِظْلالُ بِالمُرْتَفِعِ
لا فِي المَحَامِلِ وَشُقْدُفٍ فَعِ
وَسُنَّةَ العُمْرَةِ فَافْعَلْهَا كمَا
حَجٍّ وَفِي التَّنْعِيمِ نَدْبًا أحْرِمَا
وَإثْرَ سَعْيِكَ احْلِقَنْ وَقَصِّرَا
تَحِلَّ مِنْهَا وَالطَّوافَ كَثِّرَا
مَا دُمْتَ فِي مَكَّةَ وَارْعَ الحُرْمَةْ
لِجَانِبِ البَيْتِ وَزِدْ فِي الخِدْمَةْ
وَلازِمِ الصَّفَّ فَإنْ عَزَمْتَ
عَلى الخُرُوجِ طُفْ كَمَا عَلِمتَ
وَسِرْ لِقَبْرِ المُصْطَفَى بِأَدَبِ
وَنِيَّةٍ تُجَبْ لِكُلِّ مَطْلَبِ
سَلِّمْ عَلَيهِ ثُمَّ زِدْ للصِّدِّيق
ثُمَّ إلى عُمَرَ نِلْتَ التَّوفِيق
وَاعْلَمْ بِأنَّ ذَا المَقَامَ يُسْتَجَابْ
فِيهِ الدُّعَا فَلا تَمَلَّ مِنْ طِلاَبْ
وَسَلْ شَفَاعَةً وَخَتْمًا حَسَنا
وَعَجِّلِ الأَوْبَةَ إذْ نِلْتَ المُنَى
وَادْخُلْ ضُحًى وَاصْحَبْ هَدِيَّةَ السُّرورْ
إلى الأَقَارِبِ وَمَنْ بِكَ يَدُورْ
كِتَابُ مُبَادِىءِ التَّصَوُّفْ وَهَوَادِي التَّعَرُّفْ


وتَوْبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يُجْتَرَمْ
تَجِبُ فَوْرًا مُطلقًا وَهْيَ النَّدَمْ
بِشَرْطِ الإقلاعِ وَنَفْيِ الإصْرَارْ
وَلْيَتَلاَفَ مُمْكِناً ذاَ اسْتِغْفَارْ
وَحاصِلُ التَّقْوى اجتنابٌ وامْتِثالْ
في ظاهِرٍ وباطنٍ بِذَا تُنالْ
فجاْءتِ الأقْسامُ حقًا أرْبَعَهْ
وهيَ للسّالِكِ سُبْلُ الْمَنْفَعَهْ
يغُضُّ عَيْنَيْهِ عَنِ الْمَحارِمِ
يَكُفُّ سَمْعَهُ عَن الْمآثِمِ
كَغيبَةٍ نَميمَةٍ زورٍ كَذِبْ
لسانُهُ أحْرىَ بِتَرْكِ ما جُلِبْ
يحْفَظُ بَطْنَهُ مِنَ الحرامِ
يَترُكُ ما شُبِّهَ باهْتِمَامِ
يَحْفَظُ فَرْجَهُ وَيَتَّقي الشَّهيدْ
فِي الْبَطْشِ والسَّعْيِ لِمَمْنوعٍ يُريدْ
وَيُوقِفُ الأمورَ حتَّى يَعْلَمَا
ما اللهُ فيهِنَّ بِهِ قَدْ حَكَمَا
يُطهِّرُ الْقَلْبَ منَ الرِّيَاءِ
وَحَسَدٍ عُجْبٍ وَكُلِّ دَاءِ
وَاعْلَمْ بِأنَّ أصْلَ ذي الآفاتِ
حُبُّ الرِّياسةِ وَطرْحُ الآتِي
رَأْسُ الخَطَايا هُوَ حُبُّ الْعاجِلَهْ
لَيْسَ الدَّوَا إلاَّ في الاضْطِرارِ لَهْ
يَصْحَبُ شَيْخًا عَارِفَ الْمَسالِكْ
يَقيهْ في طريقِهِ الْمَهَالِكْ
يُذْكِـرُهُ اللَّهَ إذَا رَآهُ
وَيُوصِلُ الْعَبْدَ إلى مَوْلاهُ
يُحَاسِبُ النَّفْسَ عَلَى الأنْفاسِ
وَيَزِنُ الْخاطِرَ بالقِسْطاسِ
وَيَحْفَظُ الْمَفْروضَ رَأسَ الْمالِ
والنَّفْلُ رِبْحُهُ بِهِ يُوَالِي
وَيُكْثِرُ الذِّكْرَ بِصَفْوِ لُبِّهِ
وَالْعَوْنُ في جَميعِ ذَا بِرَبِّهِ
يُجاهِدُ النَّفْسَ لِرَبِّ الْعالَمينْ
وَيَتَحَلَّى بِمَقَاماتِ الْيَقينْ
خَوْفٌ رَجَا شُكْرٌ وَصَبْرٌ تَوْبَهْ
زُهْدٌ تَوَكُّلٌ رضَا مَحَبَّهْ
يَصْدُقُ شَاهِدَهُ في الْمُعامَلَهْ
يَرْضَى بِما قَدَّرَهُ الإلَهُ لَهْ
يَصيرُ عِنْدَ ذَاكَ عَارِفَا بِهِ
حُرًا وَغَيْرُهُ خَلاَ مِنْ قَلْبِهِ
فَحَبَّهُ الإلهُ وَاصْطَفَاهُ
لِحَضْرَةِ الْقُدُّوسِ1 وَاجْتَبَاهُ
ذَا القَدْرُ نَظْمًا لا يَفِى بِالْغَايَهْ
وَفِى الَّذِى ذَكَرْتُهُ كِفَايَهْ
أَبْيَاتُهُ أَرْبَعَةَ عَشْرَةَ تَصِلْ
مَعَ ثَلاَثِمائَةٍ عَدَّ الرُّسُلْ
سَمَّيْتُهُ : ( بالْمُرْشِدِ الْمُعِينِ
عَلَى الضَّرورِى منْ عُلُومِ الدِّينِ )
فَأَسْأَلُ النَّفْعَ بِهِ عَلَى الدَّوامْ
مِنْ رَبِّنَا بجَاهِ سَيِّد الأَنَامْ
قَد انْتَهى وَالْحَمْدُ لِلهِ الْعَظِيمْ
صَلَى وَسَلَّمَ عَلَى الْهَادِى الكَرِيمْ
تم بحمد الله تعالى وعونه

بائعة الورد 2015-02-16 17:50

رد: متن ابن عاشر
 

بائعة الورد 2015-02-16 18:11

رد: متن ابن عاشر
 
الفقيه الصوفي عبد الواحد ابن عاشر (990-1040هـ)
خالد قاسمي
التعريف بابن عاشر:
هو ابن عاشر، عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر الأنصاري نسبا، الأندلسي أصلا، ولد بفاس سنة 990هـ/م1582، ذكر الفضيلي أنه من حفدة الشيخ الشهير أبي العباس سيدي أحمد بن محمد بن عمر ابن عاشر السلاوي المتوفى سنة ـ765ه. وكان يسكن بدار أسلافه الكبرى بحومة درب الطويل من فاس القرويين.[1]
شيوخه:
حفظ القرآن على يد الشيخ المذرر أحمد بن عثمان اللمطي، وأخذ القراءات السبع على يد أبي العباس الكفيف ومحمد التلمساني.
وأخذ الفقه عن جماعة من شيوخ العصر كأبي العباس بن القاضي وابن عمه أبي القاسم وابن النعيم الغساني وقاضي الجماعة بفاس علي بن عمران وأبي عبد الله محمد الهواري، والشيخ القصار القيسي.
وقرأ الحديث عن سيدي محمد الجنان، وأبي علي الحسن البطيوي. وقد تردد على الزاوية البكرية وأخذ عن علمائها المبرزين، فكان يحضر مجالس محمد بن أبي بكر الدلائي في التفسير والحديث، ولما اشتغل أحمد بن القاضي المتوفى عام 1025ه في آخر عمره بتدريس صحيح البخاري في جامع الأبارين بفاس كان الذي يسرد الحديث بين يديه هو الشيخ عبد الواحد ابن عاشر.
رحل إلى المشرق وأخذ عن سالم السنهوري وعن الإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن يحيى العزي الشافعي، والشيخ بركات الحطاب، وغيرهم، وحج سنة 1008ه، والتقى بالشيخ عبد الله الدنوشري، وأخذ طريق التصوف عن العالم العارف الشيخ سيدي محمد بن أحمد التَجيبي الشهير بابن عزيز دفين الدرب الطويل في فاس –المتوفى عام 1022ه- وعلى يده فُتح عليه بسعة العلم والعمل.[2]
تلامذته:
ومن تلامذة ابن عاشر نذكر محمد الزوين صاحب شرح منظومة تحفة الأبصار في أعمار العقار لأبي الفضل العجلاني...، والشيخ عبد القادر الفاسي المتوفى عام 1091هـ، والإمام المعمر محمد بن سعيد المرغيثي، والقاضي محمد بن محمد ابن سودة ابن أخت ابن عاشر، المتوفى عام 1076ه وغيرهم.[3]
علمه ومؤلفاته:
قال عنه الصغير الإفراني: كان ذا سمت حسن، مثابرا في تعليم الناس زاهدا في الدنيا، يأكل من كد يمينه، يضرب في الأرض على طلب الحلال، متواضعا حسن الأخلاق، كثير الإنصاف في المباحثة، يأخد العلم ممن هو دونه، يتولى جميع أموره بيده ويباشر شراء حوائجه من السوق بيده.[4]
وقال عنه صاحب سلوة الأنفاس: كان -رحمه الله- ممن له التبحر في العلوم، والمشاركة في الفنون، عالما عاملا، عابدا ورعا زاهدا...، وله اليد الطولى في علم القراءة، يبحث مع الجعبري، وله حاشية عليه، وانفرد في عصره بعلم الرسم، وله شرح عجيب على "مورد الضمآن"، سماه "فتح المنان"، وأدرج فيه تأليفا آخر سماه: "الإعلان بتكميل مورد الضمآن" في كيفية رسم قراءة غير نافع من بقية السبعة في نحو خمسين بيتا وشرحه، وله أيضا الباع الطويل في النحو والصرف والتفسير، والفقه والتصوف والأصلين، والمنطق والبيان والعروض، والطب والتوقيت والتعديل، والحساب والفرائض...وغير ذلك.
وألف - رحمه الله – تآليف عديدة في غاية التحرير والإتقان، منها: نظمه المشهور في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف، وهو المسمى "بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين"، ابتدأ نظمه حين أحرم بالحج، فنظم أفعال الحج مرتبة من قوله: وإن تُرد ترتيب حجك...إلى آخره. ثم لما انفصل عن حجه، كمل ما يتعلق بالقواعد الخمس.[5]
وإلى جانب تأليفه للمرشد المعين، ألف الشيخ ابن عاشر مجموعة من الكتب نذكر منها:
• تقييد على العقيدة الكبرى للإمام السنوسي.
• شرح على مختصر خليل من النكاح إلى العلم.
• شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح.
• مقطعات في جمع نظائر مهمة من الفقه والنحو.[6]
وفاته:
توفي الشيخ ابن عاشر -رحمه الله- بعد مرض مفاجئ قيل بالداء المسمى على لسان العامة بالنقطة، وقيل مات مسموما بسبب سم وضع له في نوار الياسمين عند اصفرار يوم الخميس 3 ذي الحجة عام 1040ه/3 يوليوز 1631م، وهو ابن خمسين سنة، ودفن من الغد في مطرح الجنة المعروف أيضا بمطرح الجلة قرب مصلى باب فتوح بفاس، وبني عليه قوس معروف غرب روضة سيدي يوسف الفاسي بجوار السادات المنجريين، وهو مزار متبرك به.[7]

الهوامش:

[1]. معلمة المغرب، مجلد 17، ص5837.
[2]. نفسه.
[3]. نفسه.
[4]. صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، للصغير الإفراني، ص124، مركز التراث الثقافي المغربي، الطبعة الأولى سنة 2004م.
[5]. سلوة الأنفاس، 2/311، دار الثقافة، سنة 2004.
[6]. معلمة المغرب، مجلد 17، ص5838.
[7]. نفسه.


الشريف السلاوي 2015-02-16 18:19

رد: متن ابن عاشر
 
شكرا جزيلا على التقاسم المفيد
بارك الله فيك


الساعة الآن 09:42

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd