منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - صورة مخلة بالحياء داخل قسم تربوي تشعل فتيل التعليقات

صورة تلميذين يتناولان ممنوعات داخل قسمٍ تثير جدلا

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._733183951.jpg

هسبريس ـ ماجدة آيت الكتاوي

الأربعاء 11 فبراير 2015 - 14:05
كانت صورة تلميذيْن يتَعاطَيان ممنوعات داخل أحد الأقسام الدراسية، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، كافية لتثير غير قليل من الغضب والاستهجان من طرف ناشطين ومهتمين مغاربة، انتقدوا ما باتت تعيشه المدرسة المغربية من " تَسيَّب" بعض التلاميذ.
وتُظهر الصورة تلميذين بصدد تناول مشروبات كحولية، وتدخين لفافة حشيش "جْوان"، حيث كانا يجلسان في المقعد الأخير، ويضعان أمامهما دفترا بطريقة عمودية، حتى يداريا أفعالهما "غير المقبولة" داخل مؤسسة، من المفترض أن تعلمهم التربية قبل التعليم.
الوزارة: صورة مفبركة!
"نَشتغل على الموضوع"، تؤكد مسؤولة قسم التواصل بوزارة التربية الوطنية، في تصريحات لهسبريس، متابعة بالقول "لا زلنا نبحث عن القسم أو المدرسة التي تم أخذ الصورة فيها، إذ تريد الوزارة التأكد من صحة الصورة"، ومشككة في كونها "مُفبْركة".
وأعربت فاطمة وهمي عن استيائها البالغ من نشر مثل هذه الصور المُخلَّة، والتي من شأنها "الإساءة للمدرسة المغربية وتشويه سمعة المغرب عموما"، وأضافت أن البعض يقوم باستغلال صور لأقسام مهجورة أو متهدمة، على سبيل المثال، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنهال التعليقات المهينة للمدرسة في الوقت الذي تعود فيه الصور لأقسام لا يدرس فيها أصلا".
"إننا لا نقول إن كل الأمور تسير بالشكل المطلوب في 11 ألف مؤسسة تعليمية و13 ألف فرعية عبر المغرب، إلا أنَّها تبقى تجاوزات محدودة بالمُقارنة مع حملات التشهير والانتقادات التي تطال المدرسة"، مؤكدة أن "مجهودات جبارة يقوم بها التربويون لتحسين المؤسسات وبناء أخرى جديدة".
وذهبت المسؤولة ذاتها إلى أن "المواطن الذي في حَوزته صورة أو فيديو من هذا القبيل، من الأفضل توجيهه للوزارة، ولفت انتباهها حتى تتخذ الإجراءات اللازمة؛ عوض نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية" وفق تعبيرها.
أزمة القيَم بالمدرسة
ومن وجهة نظر سوسيولوجية، أكد الباحث المغربي، رشيد الجرموني، أن هذه الصورة تعكس جزء من أزمة المدرسة العمومية، التي فتحت أبوابها أمام تمظهرات بدأت بطريقة اللباس، والحلاقة، ومساحيق التجميل، ثم التدخين، وشرب الخمر داخل الأقسام".
وأفاد الجرموني بأن الجديد الذي حملته الصورة يتمثل في تعبير هذا الجيل عبر التكنولوجيا لأشياء ظلت مخبأة ومسكوتا عنها لفترة"، مبرزا أن "المدرسة المغربية لم تعد تقوم بأدوارها في التنشئة، وتلقين القيم المغربية، وإعادة إنتاجها، ولا حتى أدوارها المعرفية".
وعزا الباحث في التربية، في تصريحات لهسبريس، السبب إلى تعامل الدولة مع المدرسة، ومع مجتمع العلم والمعرفة، خلال ثمانينات القرن المنصرم، لتتحول بعدها إلى عالة على المجتمع، وفي أحسن الأحوال تمنح شهادة للترقية".
وقال الجرموني إن فَجَوات قيمية كبيرة بدَأت تقع بين جيل الشباب والمدرسين، حيث وقعت خلخلة في القيم، وتصاعد الجدل بين حرية التلميذ والقيم الممارسة داخل المدرسة، وفي ظل النقاش الدائر حول الحرية وتَقنينها بدأت مَظاهر عُنف التلاميذ فيما بينهم وبين التلاميذ والأساتذة.
وخص الباحث بالذكر العنف الموجه من طرف التلميذ نحو أساتذته، منتقلا إلى الخمر والسجائر، حيث أكد الجرموني أنه يُشرب بالفعل في بعض المدارس العمومية، بل ذهب الباحث إلى القول إن بعض التلاميذ يتعلمون تناول الممنوعات داخل المدرسة" وفق تعبيره.