منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى علوم التربية وعلم النفس التربوي (https://www.profvb.com/vb/f208.html)
-   -   التلعثم عند الأطفال (https://www.profvb.com/vb/t156474.html)

صانعة النهضة 2015-02-04 15:25

التلعثم عند الأطفال
 
التلعثم عند الأطفال

د. رضا عبد الحكيم رضوان



http://www.kuwaitmag.com/Resize?img=....jpg&width=218



يعتبر البيان من نعم الله على العبد، لكن قد تحدث بعض الاضطرابات التي تؤثر على الكلام. ومن أهمها التلعثم الذي يصيب عددا كبيرا من أفراد المجتمع.
نسبة حدوثه (1%)
وبوجه عام: التلعثم هو عدم انسياب الكلام أي أن السياق الطبيعي للكلام يكون مختلا بحدوث تكرار لأصوات أو مقاطع من الكلمة وفي بعض الأحيان يحدث تكرار للكلمة كلها كما تحدث إطالات لبعض الأصوات داخل الكلمة أو وقفات مع وجود انشطار داخل الصوت الواحد.
وقد يحدث التلعثم في سن مبكرة عند بدء تكوين الأطفال لجمل كلامية.
أما أقصى سن لحدوث التلعثم فهو يتراوح بين 7 إلى 13 سنة.
وعادة يحدث التلعثم في سن ما قبل المدرسة.
هذا وتزيد نسبة التلعثم فى الذكور عن الإناث (3 أو 4للذكور إلى 1 للإناث).
ومن الظواهر الملحوظة فى التلعثم زيادة فرصة حدوثه بين أفراد العائلة التي يوجد بها تاريخ لإصابة أحد أفرادها بالتلعثم بين أفرادها.

وقد وجد أن نسبة حدوث التلعثم فى العائلات التى لم يوجد فيها تاريخ لحدوث التلعثم فكانت النسبة حوالي 0.5% مما يعضد وجود عامل وراثي فى حدوث التلعثم.

يعد التلعثم من أكثر الاضطرابات الخاصة بعملية الكلام تكراراً وملاحظة حيث يؤثر تأثيراً مباشراً في مفهوم المتلعثم عن ذاته خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة التي تعد أنسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي حيث تنمو الذات الاجتماعية عن طريق الامتصاص الاجتماعي، وحيث يزداد شعور الطفل بقيمته ويزداد الشعور بالحب والعطف والحنان ويسعى الطفل لتعزيز صورته في عين الآخرين، وتزداد مقدرته على التعبير عن الذات في النشاط العقلي والاجتماعي، وينمو مفهوم الذات المثالي خلال عملية التوحد ويتسع الإطار الاجتماعي الذي يتحدد في ضوئه مفهوم الذات الموجب وتقبل الذات أو العكس.

وعندما يعاني الطفل من التلعثم يكون في حاجة لمزيد من الرعاية والاهتمام نتيجة لما يترتب على ذلك من نقص في إشباع الحاجات النفسية أو الاجتماعية التي ترتبط بهذه الإعاقة والتي تؤثر في شعوره بقيمته وتقبله لذاته وتقديره لها كذلك تؤثر على مدى شعوره بالعزلة الاجتماعية وعدم التقبل الاجتماعي.

مفهوم التلعثم

التلعثم stuttering ، يعد أحد صور الصعوبات اللغوية، وهو يأخذ شكل الاضطراب العصبي الفيزيولوجي وذلك من خلال أعراضه المميزة له ويشيع في التراث العربي مرادفات أخرى للتلعثم أكثرها شيوعاً:
اللجلجة، والتهتهة، والثأثأة، بينما يشير مفهوم stammering suttering لنفس المفهوم لدى الباحثين الغربيين.
لغة: «لعثم في الأمر: أي مكث فيه، وتوقف، وتلعثم: أي لعثم»،

أما فيما يتعلق بالمفهوم العلمي للتلعثم فإن المعنى العام للتلعثم لا يخرج عن كونه: «المسمى الشائع للكلام غير الطليق «عقلة اللسان» الذي يتسم بتكرار الأصوات أو المقاطع ناهيك عن الكلمات «وتتفق التعريفات على أن التلعثم هو: «خلل في إيقاع الكلام الطبيعي سواء في تكراره أو في اختلاله بشكل يجذب الانتباه، مؤثراً على التواصل، مسبباً صعوبة للمتلعثم أو للمستمع إليه»،
أو أنه «إعاقة في الكلام، حيث يعاق تدفق الكلام بالتردد، وبتكرار سريع لعناصر الكلام، مصحوبة بتشنجات في عضلات التنفس أو النطق».

نعلم أن الإنسان يولد وليس لديه مفهوم عن ذاته ويبدأ في تكوين مفهوم محدد لذاته منذ اللحظة الأولى من حياته حيث يبدأ في تجميع معلومات عن نفسه وعن الآخرين المحيطين به، وعن البيئة التي يعيش فيها وينتمي إليها ليكوّن الخبرات التي تؤهله لتفاعله واحتكاكه وتعامله مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.

وقد دلت البحوث العلمية التي تناولت مفهوم الذات لدى الأطفال المتلعثمين على ما يلي:
ـ إن القلق والخوف من التلعثم يؤدي إلى عدم تقبل الذات.

ـ كما أن الإناث المتلعثمات أكثر إيجابية في إدراكهن لذواتهن وأكثر تقبلاً لها عن الذكور المتلعثمين.

ـ توجد علاقة بين التأخر في النطق، وإدراك الذات السلبي.

ـ كلما كان الطفل أكثر إصراراً على التخلص من تلعثمه، كلما كان أكثر تقبلاً لذاته.

ـ توجد علاقة ارتباطية سالبة بين مفهوم الذات والاضطرابات السلوكية لدى الأطفال المتلعثمين.

ـ لوحظ ارتفاع مستوى مفهوم الذات للأطفال المتلعثمين عن البالغين المتلعثمين ويرجع ذلك إلى قسوة المرض وتأثيره السلبي على البالغين.

ـ كلما تحققت الثقة بالنفس للمتلعثم أدى ذلك إلى تحسن مفهوم الذات وطلاقة اللسان، وبالتالي توافقه النفسي والاجتماعي.

ـالأطفال المتلعثمون أكثر انطوائية من الأطفال غير المتلعثمين.

ـ هناك علاقة بين زيادة حدة التلعثم وسخرية المحيطين بالطفل المتلعثم.

يتبع


صانعة النهضة 2015-02-04 15:27

رد: التلعثم عند الأطفال
 
لاحظ أخصائيو التخاطب على الأطفال المتلعثمين من تأثر مفهوم الذات سلباً بإعاقتهم الكلامية حيث يعد مفهوم الذات بعداً مهماً من أبعاد الشخصية ويعده العلماء أكثر هذه الأبعاد أهمية وتأثيراً في السلوك الإنساني، وكذلك فإن التلعثم مشكلة نفسية اجتماعية تؤثر على المتلعثم من حيث التوقف عن تفهمه لإمكاناته ومفهوم ذاته بشكل صحيح. فالذات يتمثل في الفكرة التي يكونها الفرد عن نفسه جسمياً وعقلياً واجتماعياً ولغوياً في ضوء العلاقة بالآخرين وهو قابل للتعديل تحت شروط معينة، وهذا المفهوم هو النواة التي تقوم عليها الشخصية. تطرقت دراسة حديثة إلى مفهوم الذات من خلال خمسة أبعاد هي:

1ـ البعد الجسمي:
يقصد به مفهوم الذات الجسمية لدى الطفل المتلعثم من حيث الرضا بمظهره الجسمي، هيئته العامة، واقتناعه بما هو عليه من خصائص جسمية.

2ـ البعد اللغوي:
يقصد به مفهوم الذات اللغوية ومستوى الطلاقة اللفظية لدى الطفل المتلعثم.

3ـ البعد الاجتماعي:
ويقصد به تنمية الشعور بالراحة والسعادة عند الوجود مع الناس والميل الجماعي، والاشتراك في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وتكوين علاقات طيبة مع الغير.

4ـ البعد الأكاديمي:
ويقصد به مفهوم الذات الأكاديمي من حيث مدى تفهم الطفل لإمكاناته العقلية وقدرته على استذكار دروسه وشرح الدروس أمام فصله، وقدرته على الاستيعاب وشعوره بأهميته كعضو في الفصل الدراسي. 5ـ الثقة بالنفس: يقصد بها قدرة الطفل المتلعثم على اتخاذ القرارات الخاصة به والتصرف بكفاءة في المواقف الطارئة والبدء بالمناقشة، وتقبل نقد الآخرين دون حرج. أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً في مستوى مفهوم الذات بين الذكور والإناث المتلعثمين وربما يعزى ذلك إلى أثر التلعثم السلبي على مفهوم الذات لدى المتلعثمين وأكدت عديد من الدراسات أن استمرار التلعثم وزيادة شدته يجعلان الطفل منطويا اجتماعياً خجولاً قلقاً، لديه شعور بالرفض تجاه الآخرين، والانطواء والانسحاب من المواقف الاجتماعية، والشعور بالفشل والنقص والعدوانية نحو الذات والآخرين، وكلها ردود أفعال للاضطراب أكثر من كونها عوامل مسببة له، إلا أن ردود الفعل هذه تجعل مشكلة التلعثم أكثر سوءاً. وتكون النتيجة تأثر مفهوم الذات سلباً». فالطفل المتلعثم يرى من خلال تلعثمه في الكلام إعاقة جسمية تظهر في صورة تلعثم، ويرى أنه أقل حجماً من الآخرين.


كما توصلت الدراسة إلى أن الأطفال المتعلثمين لديهم إحساس بالدونية والضآلة والسلبية والانسحاب، فضلاً عن ظهور الأنا بوجهة مزدوجة ضد حفزاتها المستهجنة وضد أناها العليا التي بدت شديدة السادية والتدمير للموضوعات الأولية المحبوبة والمكروهة معا ويتوقف نمو الذات على مدى استفادة الفرد من الخبرات ومن اتجاه آخر لمعرفة ذاته بما فيها والتنبؤ بسلوك الآخرين بينما الشخص الذي لا يتفاعل اجتماعياً بشكل كاف مع المحيطين بسبب إعاقة كلامية لا يستطيع معرفة ذاته وبالتالي لا يحققها ولا يعرف ما بها من مزايا وعيوب ويؤدي ذلك إلى تكوين صورة سلبية عن ذاته تعوق تفاعله مع الآخرين؛ ومن الأسباب التي تؤدي إلى تكوين مفهوم ذات سلبي الحماية الزائدة من الوالدين أو القائمين على تربية الطفل، والسيطرة التامة على الطفل وتضارب معاملة الوالدين والاهمال وعدم الاهتمام الذي يترك مشاعر سلبية داخل الطفل تؤدي إلى تكوين مفهوم ذات سلبي. وإن إشباع الحاجة إلى مفهوم ذات ايجابي يؤدي إلى ثقة الطفل وشعوره بقيمته وتوازنه الشخصي على العكس من ذلك فإن عجزه عن إشباع تلك الحاجة قد يؤدي إلى الإحساس بالدونية والضعف مما ينعكس بدوره في شعوره بالإحباط. وتلعب التنشئة الاجتماعية دوراً مهماً في تنمية مفهوم ذات إيجابية من خلال التفاعل السوي مع الطفل وتمكينه من التعبير الصريح عن الرأي وبمساعدته في اتخاذ القرارات اللازمة وتدريبه وتوجيهه في ذلك وإشعاره باستمرار الحب والعطف والاحترام والثقة المتبادلة وفهم تصرفاته، وإشعاره بأهميته داخل محيطه الاجتماعي الأمر الذي يؤدي إلى تكوين مفهوم ذات إيجابي لدى الطفل.



عيون المها 2015-02-04 22:38

رد: التلعثم عند الأطفال
 
ما شاء الله موضوع مفيد عزيزتي . الا انه يلاحظ احيانا استمرار

التلعثم عند المراهق و الكبير و هنا يشكل خطرا و يطرح تحديات

جمة

خادم المنتدى 2017-09-04 22:40

رد: التلعثم عند الأطفال
 
-**************************************-
شكرا جزيلا..بارك الله فيك
على ما تفضلت بانتقائه و تقديمه لنا


تحياتيـ العطرة
-**********************-


الساعة الآن 20:51

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd