منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل (https://www.profvb.com/vb/f143.html)
-   -   مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك (https://www.profvb.com/vb/t156222.html)

صانعة النهضة 2015-01-25 22:37

مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك
 
مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك

عبدالوهاب عمارة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

ما اهتماماتنا ؟ قيل أن التتار لما أرادوا غزو المسلمين أرسلوا وافدهم إلي العراق يختبر أحوال الناس فوجد صبيا يبكي فسأله عن سبب البكاء فقال أردت أن أصطاد عصفورين بحجر فلم أستطع إلا اصطياد أحدهما فقط فقرروا أن يغزوهم فكريا أولا بنشر المجون والرذيلة والافتتان بالأموال والنساء ثم أرسلوا وافدهم لينظر هل آتى الغزو الفكري ثماره ليردفوه بالغزو العسكري فوجد شابا عند بئر يبكي فسأله عن سبب بكائه فقال خاتم محبوبتي سقط في هذا البئر ؛ فقالوا الآن حان الغزو .

أيُّها الإخوة المؤمنون، إنَّ ارتفاع الأممِ وهبوطها، وبقاءَها واندثارها يرتبط ارتباطًا كبيرًا بعملِ أبنائها وتطلُّعاتهم واهتماماتهم، فلن ترتقيَ أمةٌ يميلُ أبناؤها إلى الدَّعة والراحة والسكون، ويؤثرون على العمل الجاد - الذي يسهم في بناءِ الأمة - كلَّ عملٍ يُحَقِّق نصيبًا أكبر من الكسل والخمول، مع السعي في تحصيل عائد مالي جيدٍ يوفِّرُ متطلبات الرفاهية والتَّرف .

منزلة العمل في الإسلام :

يحظى العمل في الإسلام بمنزلة خاصة واحترام عظيم ، ويكفي في إظهار قيمته ما قاله النبيصلى الله عليه وسلم عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ » رواه أحمد وصححه الألباني , والفسيل صغير النخل, وهو دليل علىأن العمل مطلوب لذاته ، والمسلم عليه أن يظل عاملا منتجا ، حتى تنفد آخر نقطة زيتفي سراج الحياة .

وهذه قِمَّة الإيجابية والاشتغال بالعمل مهما كانتِ الظروف المحيطة والأخطار المُحدِقة؛ لأنَّ العمل الصالح في حدِّ ذاته عبادةٌ، سواء قطَف فاعلُه الثمرةَ بنفسه، أم فعَل الله بها ما يشاء.
وأمر القرءان بالعمل وطلب إلينا السعي علي المعاش فقال تعالي {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } (الملك:15)
وأخبرنا أنه جعل لنا النهار من أجل الرزق والسعي عليه فقال ربنا تبارك وتعالي {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} (الفرقان:47)
وقال أيضا{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } (النبأ:10-11)
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة:105) وفي كلٍّ لم يحدد نوع العمل .

العمل والسعي علي المعاش في منزلة ال**** في سبيل الله :
قال تعالي {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20)
قال القرطبي في تفسير هذه الآية: بين سبحانه علة تخفيف قيام الليل، فإن الخلق منهم المريض، ويشق عليهم قيام الليل، ويشق عليهم أن تفوتهم الصلاة، والمسافر في التجارات قد لا يطيق قيام الليل، والمجاهد كذلك، فخفف الله عن الكل لأجل هؤلاء.
و (أَن) في (أَن سَيَكُونُ) مخففة من الثقيلة، أي علم أنه سيكون .
و سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين وبين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله، والإحسان والإفضال، فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة ال****، لأنه جمعه مع ال**** في سبيل الله.
وروى إبراهيم عن علقمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهداء) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله " وقال ابن مسعود: أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا، فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء. وقرأ "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ " الآية.
وقال ابن عمر: ما خلق الله موتة أموتها بعد الموت في سبيل الله أحب إلي من الموت بين شعبتي رحلي، ابتغى من فضل الله ضاربا في الأرض.
وقال طاووس: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

وعن بعض السلف أنه كان بواسط ، فجهز سفينة حنطة إلى البصرة، وكتب إلى وكيله: بع الطعام يوم تدخل البصرة، ولا تؤخره إلى غد، فوافق سعة في السعر، فقال التجار للوكيل: إن أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه، فأخره جمعة فربح فيه أمثاله، فكتب إلى صاحبه بذلك، فكتب إليه صاحب الطعام: يا هذا ! إنا كنا قنعنا بربح يسير مع سلامة ديننا، وقد جنيت علينا جناية، فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال وتصدق به على فقراء البصرة، وليتني أنجو من الاحتكار كفافا لا علي ولا لي.

أين المحتكرون وسارقوا أقوات الناس بل ناهبوا دواء المرضي والمتاجرون بآلام الفقراء وعوزهم أين هم من هذه الأخلاق وأين هم من حديث رسول الله فيما يروي ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « مَنِ احْتَكَرَ طَعَاماً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى » رواه أحمد والحاكم بسند جيد .

يا حسرة علي العباد ؛ أطفال المسلمين يموتون من شدة البرد ومن الجوع ومن قلة الدواء وأمراء وحكام المسلمين ورجال الأعمال يموتون من التخمة وفضلات طعامهم وشرابهم تكفي وتؤوي ملايين الأطفال . ومنهم من يسافر إلي باريس بالطائرة الخاصة ليقضي ليلة حمراء وينفقون الملايين علي عطورهم وأناقتهم ومليارات تنفق في بلاد المسلمين علي المفرقعات للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادي المسيحي .

ويروى أن غلاما من أهل مكة كان ملازما للمسجد، فافتقده ابن عمر، فمشى إلى بيته، فقالت أمه: هو على طعام له يبيعه، فلقيه فقال له: يا بني ! ما لك وللطعام ؟ فهلا إبلا، فهلا بقرا، فهلا غنما ! إن صاحب الطعام يحب المحل، وصاحب الماشية يحب الغيث. (تفسير القرطبي بتصرف يسير)

ويقول صاحب الظلال في قوله تعالى «عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى » يصعب عليهم هذا القيام «وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ» في طلب الرزق والكد فيه ، وهو ضرورة من ضرورات الحياة . والله لا يريد أن تَدَعُوا أمور حياتكم وتنقطعوا لعبادة الشعائر انقطاعَ الرهبان! ا.هـ

وقوله تعالي(وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ) فيه بيان أن السعي و الرزق من فضل الله وفيه إشارة علي رضا الله عز وجل عنه لأنه من فضله.

وكذلك نفهم أنه لا يستطيع الإنسان أن يؤدي كثيرا من فرائض الدين بل أركانه من زكاة وحج وصحة بدن لِيَسْتطِيع الصلاة وال**** وسائر الطاعات إلا بالمال والمال من السعي والعمل ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

وقد ختم الله الآية بقوله {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } ولا يكون ذلك إلا بامتلاك المال والكسب والسعي علي المعاش

عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ".رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وصححه الألباني

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « السَّاعِى عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ » . البخاري ومسلم

الأنبياء والعمل :


وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعمل بنفسه، ويقوم على خدمة أهله عَنْ عُرْوَةَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِى بَيْتِهِ شَيْئاً قَالَتْ نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ فِى بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِى بَيْتِهِ . أخرجه أحمد

عَنِ الْمِقْدَامِ رضى الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ » . البخاري
وروي أن عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمه. تفسير القرطبي
وجاء ذكر نبي الله داود في قوله تعالي{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} (الأنبياء:79-80)
يعني اتخاذ الدروع بإلانة الحديد له، وأراد الله تعالى هنا الدرع، وهو بمعنى الملبوس نحو الركوب والحلوب.
قال قتادة: أول من صنع الدروع داود.وإنما كانت صفائح، فهو أول من سردها وحلقها.

وهذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء، فالسبب سنة الله في خلقه فمن طعن في ذلك فقد طعن في الكتاب والسنة، ونسب من ذكرنا (داود) إلى الضعف وعدم المنة.وقد أخبر الله تعالى عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع، وكان أيضا يصنع الخوص، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حرَّاثا، ونوح نجَّّارا ولقمان خيَّاطا، وطالوت دبَّاغا.وقيل: سقَّاء، فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس.

وفي الحديث" إن الله يحب المؤمن المحترف الضعيف المتعفف ويبغض السائل الملحف " أخرجه الطبراني وابن عدي وضعفه من حديث ابن عمر وضعفه الألباني .. (تفسير القرطبي بتصرف يسير)

{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سبأ :10 -11) (وألنا له الحديد) قال ابن عباس: صار عنده كالشمع.
وقال الحسن: كالعجين، فكان يعمله من غير نار.
وقال السدي: كان الحديد في يده كالطين المبلول والعجين والشمع، يصرفه كيف شاء، من غير إدخال نار ولا ضرب بمطرقة.
وقاله مقاتل:وكان يفرغ من الدرع في بعض اليوم أو بعض الليل، ثمنها ألف درهم.
وقيل: أعطي قوة يثنى بها الحديد، وسبب ذلك أن داود عليه السلام، لما ملك بني إسرائيل لقي مَلَكا وداود يظنه إنسانا، وداود متنكر خرج يسأل عن نفسه وسيرته في بني إسرائيل في خفاء، فقال داود لذلك الشخص الذي تمثل له: (ما قولك في هذا الملك داود) ؟ فقال له الملك (نعم العبد لولا خلة فيه) قال داود: (وما هي) ؟ قال: (يرتزق من بيت المال ولو أكل من عمل يده لتمت فضائله).

فرجع فدعا الله في أن يعلمه صنعة ويسهلها عليه، فعلمه صنعة لبوس كما قال عز وجل في سورة الأنبياء ، فألان له الحديد فصنع الدروع، فكان يصنع الدرع فيما بين يومه وليلته يساوي ألف درهم، حتى ادخر منها كثيرا وتوسعت عيشة منزله، ويتصدق على الفقراء والمساكين، وكان ينفق ثلث المال في مصالح المسلمين، وهو أول من اتخذ الدروع وصنعها وكانت قبل ذلك صفائح.

في هذه الآية دليل على تعلم أهل الفضل الصنائع، وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم، إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان. ( تفسير القرطبي )
وقد يسأل سائل لماذا داود بالذات؟ والإجابة : أن داود كان غنيا ملكا نبيا وعلمه الله الصنعة فكان محترفا مع أنه ملك لا حاجة له في الحرفة والعمل ولو كانت الحرفة والمهنة عيبا ما علمه الله إياها ولمَاَ ذكره في القرءان فالأولى بذلك المحتاج حتي لا يكون عالة علي غيره



بتبع


صانعة النهضة 2015-01-25 22:40

رد: مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك
 
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ » . فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ « نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ » البخاري
وقد عمل نبي الله موسي عليه السلام عند العبد الصالح نماني سنين أو عشرا ليعف نفسه بالزواج ويأكل من عمل يده.

{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (القصص:27)
فالأنبياء أشرف الخلق وأعظمهم كانوا صناعا وتجارا ورعاة للغنم .

ولقد كرم الإسلام العاملينولم يعِب أي نوع من العمل الشريف، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عمل في الرعي والتجارة، كما أن من الصحابة
الكرام من امتهن التجارة ؛كأبي بكر الصديق، والحدادة كخباب بن الإرت والرعي كعبدالله بن مسعود،وغيرهم .


اليد العليا خير من اليد السفلي :

ربي النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه علي الكسب والسعي في حلال وأن اليد العليا خير من اليد السفلي

عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم ح . وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ وَالْمَسْأَلَةَ « الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ، فَالْيَدُ الْعُلْيَا هِىَ الْمُنْفِقَةُ ، وَالسُّفْلَى هِىَ السَّائِلَةُ » . البخاري ومسلم

عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِى ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِى ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِى ثُمَّ قَالَ « يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى » . قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَرْزَأُ أَحَداً بَعْدَكَ شَيْئاً حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - يَدْعُو حَكِيماً إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ - رضى الله عنه - دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئاً . فَقَالَ عُمَرُ إِنِّى أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ ، أَنِّى أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَىْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ . فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَداً مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّىَ . البخاري

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ بِهِ وَيَسْتَغْنِىَ بِهِ مِنَ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ » . مسلم

عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَآخَى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِىِّ وَعِنْدَ الأَنْصَارِىِّ امْرَأَتَانِ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِى أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِى عَلَى السُّوقِ ، فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئاً مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئاً مِنْ سَمْنٍ فَرَآهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ « مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ » . فَقَالَ تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً . قَالَ « فَمَا سُقْتَ » . قَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ « أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ » البخاري

وفي رواية أحمد فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ أَىْ أَخِى أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالاً فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِى فَخُذْهُ وَتَحْتِى امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِى أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِى عَلَى السُّوقِ . فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ فَذَهَبَ فَاشْتَرَى وَبَاعَ فَرَبِحَ فَجَاءَ بِشَىْءٍ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعُ زَعْفَرَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَهْيَمْ » . فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً . فَقَالَ « مَا أَصْدَقْتَهَا » . قَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ . قَالَ « أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ » . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِى وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَراً لَرَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً . مسند الإمام أحمد

ولقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذا ؛ حتى أنه كان يشجع صبيان المسلمين على العمل ، وقد ترجم في الإصابة لعبد الله بن جعفر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يبيع مع الصبيان فقال: " اللهم بارك له في بيعه أو صفقته" الإصابة في معرفة الصحابة

وقد حكوا عن شقيق البلخي -وهو من أهل العبادة والزهد- أنه ودَّع صديقه إبراهيم بن أدهم، لسفره في تجارة عزم عليها. ولم يلبث إلامدة يسيرة، ثم عاد، ولقيه إبراهيم، فعجب لسرعة إيابه من رحلته، فسأله عما رجع بهقبل أن يتم غرضه، فقصَّ عليه قصة شهدها، جعلته يغير وجهته ويلغي رحلته، ويعود قافلاً.

ذلك أنه نزل للراحة في الطريق، فدخل خربة يقضي فيها حاجته، فوجد فيها طائراً أعمى كسيحاً لا يقدر على حركة، فرَقَّ لحاله، وقال: من أين يأكل هذا الطائر الأعمى الكسيح في هذه الخربة؟ ولم يلبث أن جاء طائر آخر يحمل إليه الطعام ويمده به،حتى يأكل ويشبع، وظل يراقبه عدة أيام وهو يفعل ذلك، فقال شقيق: إن الذي رزق هذا الطائر الأعمى الكسيح في هذه الخربة لقادر على أن يرزقني! وقرر العودة.
وهنا قالله ابن أدهم: سبحان الله يا شقيق! ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى العاجز الذي ينتظر عون غيره، ولا تكون أنت الطائر الآخر الذي يسعى ويكدح ويعود بثمرة ذلكعلى من حوله من العمي والمقعدين؟! أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خير من اليد السفلى)؟. فقام إليه شقيق وقبَّل يده وقال: أنت أستاذنا ياأبا إسحاق!
وحكي أن كسرى خرج يوماً يتصيد فوجد شيخاً كبيراً يغرس شجر الزيتون فوقف عليه وقال له : يا هذا أنت شيخ هرم والزيتون لا يثمر إلا بعد ثلاثين سنة فلِمَ تغرسه فقال : أيها الملك زرع لنا من قبلنا فأكلنا فنحن نزرع لمن بعدنا فيأكل فقال له كسرى : زه وكانت عادة ملوك الفرس إذا قال الملك منهمهذه اللفظة أعطى ألف دينار فأعطاها الرجل فقال له : أيها الملك شجر الزيتون لا يثمرإلا في نحو ثلاثين سنة وهذه الزيتونة قد أثمرت في وقت غراسها فقال كسرى : زه فأعطىألف دينار فقال له أيها الملك شجر الزيتون لا يثمر إلا في العام مرة وهذه قد أثمرتفي وقت واحد مرتين فقال له زه فأعطى ألف دينار أخرى وساق جواده مسرعاً وقال : إن أطلنا الوقوف عنده نفد ما في خزائننا .

وبلغ من حرص الصحابة رضوان الله عليهم أن صنع القفاف ونحوها من الخوص وهو ورق النخيل كانت حرفة سلمان الفارسي رضي الله عنه حتى وهو أمير في المدائن فيعيش بها وكان يقول أحب أن أعيش من عمل يدي

ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه:
بقدر الكد تكتســب المعاليو من طلب العـلا سهر الليالي
ت
ــروم العــز ثم تنام ليلا يخوض البحر من طـلب اللآلي
لن
ـقل الصخر من قلل الجبال أحـب إلى مـن منن الـرجال
و ق
ـالوا للفتى في الكسب عارفقلت العــارفـي ذل السؤال
إذا ع
ـاش الفتى ستين عـاماًفنصف العـمـر تمحقه اللـيالي
و ربع العمر يمضى ليس يدري
أيقـضـى في يمـين أو شمـال
و ربع العمر أم
ـراض وشيب و شـغـل بالتفـكر والعـيال
فحب المرء طول العم
ـر قبح و قسمـته عـلى هـذا المثـال



ومن أهمية العمل أنه كان أحد معايير التقييم عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان إذا رأى غلاما فأعجبه سأل هل له حرفة؟ فإن قيل: لا , قال : سقط من عيني

وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.
وقيل لمحمد بن مهران: إن هاهنا أقواماً يقولون نجلس في بيوتنا وتأتينا أرزاقنا، فقال: هؤلاء قوم حمقى إن كان لهم مثل يقين إبراهيم خليل الرحمن فليفعلوا .


و
قال بعضهم في السعي:


خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة إن الجلوس مع العيال قبيح

وقال آخر:

لا تحسبن الموت موت البلى ... وإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما مــــــــــــوت ولكن ذا ... أشد من ذاك لــــذل السؤال


قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني، استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال : رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الثلاث :استخفاف الناس به.
فاعمل وكل، فإن الله يحب من يعمل ويأكل ولا يحب من يأكلا ولا يعمل.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا حِفْظُ أَمَانَةٍ وَصَدْقُ حَدِيثٍ وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ وَعِفَّةٌ فِى طُعْمَةٍ » . أحمد والطبراني بإسناد جيد وصححه الألباني


يتبع


صانعة النهضة 2015-01-25 22:46

رد: مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك
 
مهنتك تجعلك في أعلى عليين :

التجارة :
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ » .رواه الترمذي وقال حديث حسن والدارمي والدارقطني وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ الزُّبَيْدِىِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا كَسَبَ الرَّجُلُ كَسْباً أَطْيَبَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَخَادِمِهِ فَهُوَ صَدَقَةٌ » رواه ابن ماجة وصححه الألباني

الصناعة :

أشار القرآن إلى صناعة اللباس في قوله {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} (النحل :80)
وإلي صناعة السفن في قوله (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} (المؤمنون : 27)
كما أشار إلى الزراعة فقال تعالي (أَفَرَأَيْتُممَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الواقعة: 63-64)
سورة الحديد: التي تُنبِّهنا إلى الصناعاتِ الحربية والمدنية{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25]

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَمُنْبِلَهُ وَارْمُوا وَارْكَبُوا وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا لَيْسَ مِنْ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا أَوْ قَالَ كَفَرَهَا " رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد وغيرهم وحسنه ابن حجر في المقدمة وضعفه بعض أهل العلم

الزراعة :

عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً ، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ » متفق عليه
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةً وَلاَ يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ » مسلم
روى البخاري ومسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ » . قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ » . قَالَ قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَالَ « يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ » . قَالَ قِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَالَ « يَأْمُرُ بَالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ » . قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ « يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ » .


عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِىِّ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِى فِى بُكُورِهَا » . وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشاً بَعَثَهُمْ فِى أَوَّلِ النَّهَارِ . وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِراً وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهُوَ صَخْرُ بْنُ وَدَاعَةَ .قال الألباني: حديث صحيح، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، وقوّاه ابن عبد البر والمنذري والحافظ ابن حجر والسخاوي) .


صانعة النهضة 2015-01-26 20:43

رد: مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك
 
مواقف تؤكد قيمة العمل في الإسلام
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"الساعي على عياله كالمجاهد في سبيل اللَّه

"ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده"

ويروى أن النبي (ص) صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه فمر بهم رجل قوي البنية فتمنوه مجاهداً في سبيل اللَّه فقال لهم:
"ان كان خرج يسعى على أبوين شيخين فهو في سبيل اللَّه وإن كان خرج على صبية صغار فهو في سبيل اللَّه وإن كان خرج على زوجة يعفها عن الحرام فهو في سبيل اللَّه
وإن كان خرج على نفسه يعفُّها عن السؤال فهو في سبيل اللَّه .

‏‏ وورد في الخبر أن صحابيين وفدا على الرسول (ص)رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعهما أخ لهما يحملانه على أيديهما فلما سألهما النبي (ص)رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاله قالا: "إنه لا ينتهي من صلاة إلا إلى صلاة ولا من صيام إلا إلى صيام حتى أدرك من الجهد ما ترى، فقال لهما: فمن يرعى له إبله ويسعى على ولده، فقالا: نحن يا رسول اللَّه، فقال لهما: أنتما أعبد منه وأتقى".

إذا كانت هذه قيمة العمل في الإسلام ويجب أن نلاحظ أن الإسلام لم يحدد نوعية أو طبيعة العمل بمعني أن المقصود هو العمل في لفظه المطلق‏‏ ويستوي في هذا العمل الذهني أو المهني والحرفي لان مما شاع في مجتمعاتنا ويعتبر آفة ما زلنا نعاني منها إلى اليوم هو تدني النظرة إلى قيمة العمل اليدوي أو المهني.






الساعة الآن 15:41

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd