منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   اللغة العربية (https://www.profvb.com/vb/f330.html)
-   -   اليوم العالمى لـ " لغة الضاد " (https://www.profvb.com/vb/t155018.html)

صانعة النهضة 2014-12-18 14:05

اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "
 
اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "








تعتبر اللغة العربية أو "الضاد" كما يطلق عليها، إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، فيتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها مابين الوطن العربي، والعديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي إحدى اللغات السبع الأكثر استخدامًا على شبكة الإنترنت، إضافة إلى تفوقها على الفرنسية والروسية، و 18 ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، حيث أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، عقب اقتراح قدمته المملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.




وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثرها متحدثينَ، وسميت بـ "لغة الضاد"، لاعتباره حرف الفصاحة، لصعوبة نطقه لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية، وخلو اللغات غير العربية منه تمامًا، بالإضافة إلى عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم.


وتحتل اللغة العربية أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن، ولا يمكن تأدية فريضة الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها، بالإضافة إلى كونها لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي.


كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، كمؤلفات "دوناش بن لبرط، وابن حيّوج في النحو، وسعيد الفيومي، وموسى بن ميمون في الفلسفة، ويهوذا اللاوي في الشعر، وإسحاق الفاسي في تفسير التوراة"، مما كان له أثر كبير في اللغة والدين والأدب اليهودي.
وتتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة لما فيها من خصائص كـ"الترادف، والتضاد، والمشتركات اللفظية، والمجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه"، كما تتميز بفنون اللفظ كالبلاغة الفصاحة وما تحويه من محسنات.


وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار رقم 878 في 4 ديسمبر 1945، يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، على أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، بشرط أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية.
وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرارًا يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، ومنها إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة.


وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجيًا لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارًا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973


أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب من حكومات الجزائر، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.


وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية، واحتلفت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم، وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.




صانعة النهضة 2014-12-18 15:03

رد: اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "
 

الناطقون بلغة الضاد يحتفلون بيومها
اللغة العربية تعرف تراجعا وتعاني من تحديات كبيرة





يحتفل الناطقون باللغة العربية باليوم العالمي للغة الضاد، الذي يصادف 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو التاريخ الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغة العمل في الأمم المتحدة.


بغداد:

تعاني اللغة العربية حاليا من حالات كثيرة من التراجع والاضطهاد من قبل الناطقين بها ، وقد راحت اللهجات العامية تجتاحها فيما الاغلاط الكتابية في الاملاء والنحو تتسع بشكل لافت ، وصارت الكلمات تكتب على ما يشتهي اصحابها غير آبهين بالتلفظ والقواعد والنحو وهو ما يؤكد ان اللغة العربية تواجه الكثير من التحديات لاسيما ان الجامعات ما عادت تتحدث باللغة العربية الفصيحة الا قليلا فيما القنوات الفضائية اجتاحها الشعر الشعبي واغلب الحوارات تبتعد عن الفصحى .

لا نؤكد الحديث بالفصحى
فقد اكد الدكتور نجم عبد الله ، استاذ اللغة العربية في جامعة واسط، ان المشكلة في التعليم الجامعي وقال : للأسف واقع اللغة العربية يتراجع يوما بعد يوم .. هناك من يشن حربا على اللغة العربية ..فمنهم من طعن بالشعر القديم ومنهم من يشجع اللهجات المحلية ومن قائل بضيق اللغة العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة .. وبلغ الأمر ببعضهم أن لا يرى سببا لهزيمة العرب إلا لغتهم الفصحى .. وقد اتخذ الكثيرون من دعوة كمال أتاتورك في تركية حين نبذ الحروف العربية وكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية قدوة لهم
واضاف : الكثير مما ينشر في وسائل الإعلام هذه الأيام مليء بالأخطاء الإملائية والنحوية ، وأغرب من ذلك أن تصدر مثل هذه الأفعال من شعراء لهم حضورهم في المهرجانات الشعرية.
وتابع : لا أعتقد أن الأمر له علاقة بالشعر الشعبي ، فالشعر الشعبي ترغبه فئة واسعة من الناس .. ولكن المشكلة أن شعرنا الفصيح غزته الكثير من المفردات العامية ..وإذا سألت صاحب النص عن سبب ذلك يقول لك هذه حداثة شعرية أو يتحجج بكلمة (خطية) التي وردت مرة في شعر السياب ، المشكلة أننا في تعليمنا الجامعي لا نؤكد الحديث بالفصحى أو الفصيحة على أقل تقدير .. للأسف الكثير من التدريسيين يعانون من هذه القضية ، فما بال الطالب.

اجواء التخلف والعنف
من جانبه اكد رواء الجصاني ،رئيس مركز الجواهري، ان اللغة لا تزدهر في اجواء التخلف والعنف ، وقال : ربما يتشارك الكثير معي، ليس لاني اتٍ بجديد، ولكن من صميم المنطق ان تنعكس حال الامة- اية امة- السياسية والحضارية والثقافية، على حال وراهن لغتها، ومن الطبيعي ان تماما ان يتواءم الامران: تحضر وازدهار، بنيوي واجتماعي واقتصادي ، يعني ازدهاراً ورقياً في الثقافة، واساسها اللغة، كما يجمع العارفون .
واضاف : دعني استذكر هنا ما قاله الجواهري الخالد مطلع الثمانينات، وكانت حال الامة "أهون" بكثير مما هي عليه حالها الراهن، قال : أفأمة تلك التي هُزمتْ، وتناثرت وكانها رممُ... يا ايها الطاعون حلّ بنا، فبمثل وجهكَ، تُكشفُ الغممُ ... وعسى ان يكون"الطاعون" قد حلّ اليوم- ويحل- مما يدعونا لبعض تفاؤلٍ، واقتبس من الخالد نفسه ايضا، ما قاله مخاطبا "صديقه" المتنبي، عام 1977.."بأنا أمة خلقت لتبقى، وأنت دليلُ بقياها عيانا"... قاصدا ان الغمم، والمآسي لا تسحق اللغة، بل تكفئها، وتسودها، وإن لمديات زمنية طويلة، ولكن، لابد ان تنهضها "جحافل" المثقفين، والادباء والمنورين، في مواجهة ومقاومة "جحافل" الظلاميين واترابهم ... وعدا ذلك، فلا لغة – وان كانت لغة القرآن - تسمو وتترسخ، وتتهذب، وتنتج، في اجواء التخلف والعنف والانحدا نحو الهاويات، كما هي حالنا اليوم، عربياً.

ظاهرة الضعف اللغوي
اما الشاعر طلال الغوار ، فقد اشار الى أساليب التعليم عقيمة وقال : ان المراقب للواقع اللغوي اليوم يجد ظاهره مؤلمة لما يترتب عليها من مخاطر كثيرة الا وهي ظاهرة الضعف اللغوي التي تطل علينا من خلال الفضائيات والعناوين البارزة في الصحف وحتى في المناهج الدراسية والخطب والمحاضرات والإعلانات , ناهيك عن ندرة المتكلمين فيها خلال المخاطبات والأحاديث أليوميه وغلبة اللهجة العامية عليها بشكل كامل . فاللغة العربية يبدو لا تحظى بالاهتمام الرسمي الكافي وخصوصا في العراق في توفير شروط التعليم والاهتمام باللغة العربية, وقد يعود ذلك إلى جهل المسؤول بأهمية اللغة العربية الفصحى وجهله أيضا بقواعدها المطلوبة .
واضاف : ان هناك أكثر من سبب في نشوء ظاهرة الضعف اللغوي ولعل أبرزها هي أساليب التدريس السائدة وضعف عوامل الاعتزاز بها وطرق التأليف في قواعد اللغة وعدم اعتبار إتقان اللغة العربية كشرط رئيسي للعاملين في حقل التعليم وخصوصا في المراحل الابتدائية الأولى التي تشكل مرحلة التأسيس للتلميذ الصغير ويبدو أن مشكلة اللغة العربية تبدأ إذا لم يتم التأسيس المبكر للتلميذ الذي يجب أن يراعي فيه بكل اهتمام في هذه المرحلة المهمة التي هي مرحلة تأسيس و تثبيت المهارات الكتابية والقرائية للتلميذ. لكن العيب فيمن يدرس اللغة العربية في المراحل الابتدائية الأساسية حيث أن أساليب التعليم عقيمة وان المعلمين لا يدرسون ولا يتكلمون باللغة العربية الفصيحة ولا يشعرون بالحرج اذا اخطاوا فيها, فالطفل الصغير من أفضل المقلدين للمعلم سلبا أو إيجابا.. فإذا تحدث المعلم دائما بالفصحى قلده الطالب الصغير.

وتابع : إن التخلي عن اللغة الفصحى تحت أي ظرف هو التخلي عن الهوية ، هو تخلي الأمة عن وجودها الحي ، لأن إنسانا بلا هوية وبلا روح وبلا عقيدة وبلا لغة تسمو به ويسمو بها يفقد هويته وانتماءه ,والتمسك باستخدام اللغة العربية الفصحى يحافظ على حيوية الانتماء العروبي ويعمق التواصل مع تراثنا العربي الثقافي والأدبي والفكري.

على سرير الانعاش
فيما اكد الشاعر والاستاذ الجامعي في جامعة القادسية الدكتور حسين القاصد ، ان اللغة وشروط سلامتها بقيت على سرير الانعاش تنتظر من ينقذها وقال : في ظل شيوع الامية الثقافية وانشغال المثقف بشكل عام والمختص باللغة العربية وادابها بشكل خاص ، بهموم لاتمت للغة بصلة ، فضلا عن تعالي البعض على اللغة ، مثل قول بعض الادباء بأن اتقان اللغة ليس شرطا من شروط الابداع .
واضاف : بقيت اللغة وشروط سلامتها على سرير الانعاش تنتظر من ينقذها .. حتى تركنا التفكير بحاجتنا للغة عربية فصحى ، نريد لغة فصيحة وذلك اضعف الابداع !! ، فلا استاذ اللغة يتكلم اللغة ، ولامناقشات الدراسات العليا تتم بلغة سليمة ، حتى ان بعض الاساتذة يطالب الطلاب باتقان اللغة لكن مطالبته لهم تأتي باللهجة العامية .

اجمل اللغات في العالم ولكن
اما الدكتور علي عويد،مدير البيت الثقافي العراقي في بيروت ، وقال : اللغة العربية بحاجة الى وقفة صادقة من قبل المعنين عنها من اجل المحافظة عليها من المفردات الدخيلة، والاهتمام بها اسوة باللغات الاخرى.
واضاف : من المفترض ان تقوم الوزارات وخاصة التربية بالاهتمام باللغة في المدارس الابتدائية واعتبار درس اللغة العربية من اهم الدروس .. والاستمرار في تنظيم دورات لمدرسي اللغة على مدار السنة ..وكذلك على الوزارات الانتباه في مخاطباتها الادارية باللغة العربية لانها اجمل اللغات في العالم

يذكر أن المجلس التنفيذي لليونسكو قد قرر في دورته 190 في تشرين الأول/أكتوبر 2012 تكريس يوم الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وجاء اختيار 18 ديسمبر لأنه اليوم الذي أقرت به الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها و لكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها
.




بالتوفيق 2014-12-19 09:50

رد: اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "
 
شكرا جزيلا لكم على هذا التذكير الهام و على إيراد هذه المقالات الشيقة

هناك تقصير كبير من أهل اللغة في استعمالها و تدريسها و الإقناع بها و تطوير أدواتها و بعث مصطلحاتها العلمية و التعبيرية و أوزانها الرخيمة المندثرة

و هناك حرب منظمة معروفة الأهداف منسقة التجهيز و السلاح للقضاء عليها داخليا عند أهلها و جعلهم ضدها

و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين

بارك الله فيكم سيدتي على هذا الموضوع


صانعة النهضة 2014-12-19 10:11

رد: اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بالتوفيق (المشاركة 790648)
شكرا جزيلا لكم على هذا التذكير الهام و على إيراد هذه المقالات الشيقة

هناك تقصير كبير من أهل اللغة في استعمالها و تدريسها و الإقناع بها و تطوير أدواتها و بعث مصطلحاتها العلمية و التعبيرية و أوزانها الرخيمة المندثرة

و هناك حرب منظمة معروفة الأهداف منسقة التجهيز و السلاح للقضاء عليها داخليا عند أهلها و جعلهم ضدها

و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين

بارك الله فيكم سيدتي على هذا الموضوع



يؤسفني حقا أخي توفيق أن يكون هذا مصير اللغة العربية التي هي لغة القرآن .
إننا نشيع جنازتها ونحن ساهون غافلون لا ندري جنازة من؟ ومن قتلها أو بالأحرى اغتالها...
طبعا هناك من يخطط لاندثار هذه القيمة والرمزية للدين الإسلامي الحنيف نولكن كافة المسلمين يسهمون في القضاء عليها جهلا أو تجاهلا ...المهم هناك اتفاق (ولو غير مباشر) على اغتيالها

بارك الله فيك أخي توفيق على التفاعل مع الموضوع




الشريف السلاوي 2014-12-19 14:13

رد: اليوم العالمى لـ " لغة الضاد "
 
يأتي الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للغة العربية (18 دجنبر) بعد مرور سنة كاملة عن السجال الذي أثاره الفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، الذي دعا إلى اعتماد الدارجة في التدريس. ولعل من حسنات هذا السجال التنبيه إلى ضرورة تحديث العربية لتواكب تطورات العصر. في هذه الورقة، نقدم تصورات ورؤى مجموعة من الفاعلين حول طبيعة هذا التحديث.
بعد مرور سنة من السجال حول التعليم بالدارجة، يحتفي المغاربة باليوم العالمي للغة العربية، بعيدا عن الحمى الإيديولوجية التي أصابت هذا النقاش العام الماضي. إذ يأتي الاحتفال- يومه الخميس- في ظرف زمني تناسى فيه الجميع اللغط الذي أثارته مبادرة الفاعل الجمعوي نور الدين عيوش، وكذا التوتر بين طرفين أحدهما متعصب لإلغاء العربية واعتماد الدارجة بدلا منها، والثاني يدافع، بكل ما أوتي من قوة، عن لغة الضاد. لكن طرفا ثالثا كان حاضرا في هذا النقاش، ينظر، بكل هدوء، إلى القضية بموضوعية وحيادية، محاولا طرح منظوره إلى المسألة، دون مبالغة، أو سجالية.
العربية لغة عصرية
في هذا السياق، يعتبر الناقد سعيد يقطين واحدا من هؤلاء الذين ينظرون إلى الموضوع بتحفظ. فهو يرى أن تحديث اللغة كان مطروحا على الدوام، لكنه ينبه إلى أنه بات يطرح بحدة اليوم، دون أن يربط هذه الحدة بسجال العام الماضي، بل بما تفرضه لغة المعلوميات الجديدة من إكراهات على اللغة في حدا ذاته. هنا، يدعو يقطين إلى ضرورة إعمال مجهودات اللسانيين واللغويين والمشتغلين بالحقول القريبة من اللغة، وفق خطة محددة الأهداف. كما يرى ضرورة إعادة النظر في قواعد اللغة بهدف جعلها قابلة للتعلم بصورة وجيزة. فضلا عن هذا، يعتبر وضع مستويات متعددة لتعلم العربية للناطقين أو غير الناطقين، حسب رأي يقطين، من المهام الأساسية والضرورية التي ينبغي أن تناط بعلماء التربية واللسانيين.
بصفة عامة، فاللغة العربية هي لغة عصرية وحديثة صالحة للتبادل والاستعمال في جميع مناحي الحياة، كما يقول يقطين. غير أن ما ينقصها، حسب قوله، هو وضع استراتيجية سياسية تجعلها قابلة للاستعمال في العلم والثقافة والحياة. فهي لا تطرح أية مشكلة، إذا أُتيح تعلمها، بالإضافة إلى لغات أخرى، على أن يكون المتعلم اليوم، بالضرورة، مزدوج اللغة. لكن الناقد يستهجن التبعية للفرنسية.
تجدد عبر الإبداع
بخلاف الكثير من التصورات القائلة بضرورة تحديث اللغة العربية (مثل دعوة نور الدين عيوش الواردة أسفله)، يرى الناقد والروائي محمد أنقار أن التحديث تكاد تكون عملية يومية، خاصة في الإنتاجات الإبداعية. إذ يرى أن كل عملية تحديث للغة يجب أن تنطلق من أرضية العملية الإبداعية، على اعتبار أن الأدباء يحاولون دائما تطوير اللغة وتحسينها وتجويد أساليبها وتراكيبها وصورها. في هذا الصدد، يستشهد أنقار بما قام به الروائي المصري المعروف نجيب محفوظ، الذي ظل طوال حياته يجدد اللغة ويدخل عليها حداثة مطعمة.
ثمة نموذج ثانٍ يتوقف عنده صاحب «المصري»، وهو اجتهادات مجاميع اللغة العربية في العالم العربي. إذ يلفت الانتباه إلى ما يقوم به أعضاء هذه المجاميع على مستوى المعجمية وضبط معاني المصطلحات، وفي مجال الترجمة خاصة، وكذا الاستفادة من المناهج المتنوعة. غير أن أنقار ينبه هنا إلى أن عملية تحديث اللغة العربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الاجتهادات الجمالية والفنية. أما فيما يتعلق بلغة التعليم، فهو لا ينظر إلى الموضوع من كون المسألة ترتبط بالدارجة أو باللغة الفصحى، بل تتعلق في نظره أساسا بغايات مناهج التعليم في حد ذاته. ورغم أنه يرى أن اللغة العربية ضرورية، لكنه لا يلغي الدوارج المختلفة نهائيا، بل يدعو إلى الاستفادة من إمكانياتها التعبيرية والجمالية.
وضعُ إقصاء!؟
من جانبه، يتحدث فيصل الشرايبي، رئيس شعبة اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية عن الشق بالدار البيضاء، عن وضعية إقصاء وتهميش باتت تعيشها اللغة العربية خلال السنوات القليلة الماضية. فرغم أنه يعتبر أن الدستور المغربي الجديد قد نص على اعتبار العربية والأمازيغية لغتين رسميتين في المغرب، إلا أنه يعتقد أن ما حصل بعد ذلك هو عدم تفعيل هذا البند الدستوري، مشيرا إلى أن العودة إلى ما يسمى بـ»الباكالوريا الفرنسية» يؤكد هذا المعطى.
ولمعالجة وضع الإقصاء هذا، يدعو الشرايبي المجتمع المدني إلى التكتل من أجل حماية اللغة العربية، عن طريق وضع استراتيجية تحارب التطرف بجميع أشكاله، بما في ذلك التطرف اللغوي، وتأخذ بعين الاعتبار المكتسبات اللغوية في المغرب. إذ يذكر الباحث والناقد هنا أن المغرب يتمتع بخصوصية لغوية فريدة، لا هو عربي، ولا أمازيغي، ولا مشرقي، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على هذه الخصوصية، التي تتكون من عناصر تراثية ومقومات هوياتية متعددة (اليهودية، والصحراوية، والأمازيغية، والأندلسية، والعربية، والإفريقية، إلخ). فالمجتمع المدني قادر، بحسب تعبير الناقد، على إضافة لبنة إلى صرح البناء اللغوي في المغرب. فضلا عن هذا، يشدد الشرايبي على أن تخرج الدولة مشروع المجلس الوطني للغات والثقافة في أقرب الآجال، وتسنده إلى أساتذة جامعيين متخصصين في اللغات واللهجات المغربية المختلفة، فضلا عن خبراء مهتمين بالسياسات واللسانيات والثقافة والعلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة. إذ يرى أن هذا المجلس قادر على صياغة حلول عملية تخرج المغرب من مآزق ومنزلقات اللغة العديدة.
ويقف الباحث في المعجميات عبد الغني أبو العزم الموقف ذاته، حيث يعتبر أن النقاش الذي دار العام الماضي لم يحقق أي تقدم لصالح اللغة العربية، بل مازالت هذه اللغة تعيش تراجعا وتهميشا وتدهورا مستمرا. إذ يرجع الباحث أسباب هذا التراجع إلى سنة 2000، عندما أقرت الدولة ميثاق التربية والتكوين، مشيرا في هذا السياق إلى عدم تنفيذ مشروع أكاديمية اللغة العربية، رغم مصادقة البرلمان عليه، وإقراره في المجلس الحكومي، وصدوره في الجريدة الرسمية. وتعتبر العودة إلى الباكالوريا الفرنسية، في نظر أبو العزم، مظهرا من مظاهر الإجهاز على العربية وإبعادها عن الممارسة الفكرية والثقافية والعلمية، مذكرا أن الأسبقية تُعطى للغات الأخرى. ومن جهته، يدعو هو الآخر جمعيات المجتمع المدني إلى تكثيف مطالبها وتعزيز نشاطاتها الحركية دعما للغة العربية، خاصة بهذه المناسبة التي يُحتفى بها عالميا.
الدارجة: الرأي على حاله
فيما يتعلق بفكرة التعليم بالدارجة التي ثار بشأنها سجال ملتهب السنة الفارطة بين فعاليات متعددة، يبدو أن رأي الفاعل الجمعوي نور الدين عيوش مازال على حاله. وفي هذا الصدد يقول: «لم يتغير منظوري». إذ يدعو إلى إعادة الاعتبار للغة العربية لتكون في متناول الجميع، بالعمل على تحسينها وتحديثها، مشيرا إلى أن هذا الأمر دعا إليه عبد الله العروي ومفكرين ولسانيين ومتخصصين آخرين. هذا العمل يجب أن يتم، كما يقول عيوش، عبر بوابة استغلال الدارجة المغربية وباقي اللغات الأم (الحسانية، والأمازيغية)، خاصة في مجال التعليم.
في هذا السياق، يكشف عيوش أنه بدأ يقدم معالم مشروع داخل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، مشروع قوامه تعليم الناشئة بالدارجة خلال السنتين الأوليين من الطور الابتدائي، كتابة وقراءة. إذ يقول إنه اعتمد في هذا المشروع على تجارب دولية، مستشهدا بالنموذج الهايتي. وفي هذا الإطار، يقترح أن يتعلم الأطفال اللغات الأجنبية على يد أساتذة أجانب، بدل الطاقم المغربي، مع الاستفادة من تجارب المراكز الثقافية الأجنبية في المغرب، مثل المعهد الثقافي الفرنسي ومعهد «غوته» ومعهد «سربانتيس» والمجلس البريطاني، إلخ. كما يوضح أن هذا الاقتراح يروم تطوير مكتسبات التلميذ من اللغة، مختتما حديثه لجريدة «أخبار اليوم» بإعلان مفاده أن مؤسسته «زاكورة» ستطرح خلال مارس المقبل معاجم ومقررات دراسية للسنوات الأولى تسير على منوال هذا الاقتراح.
جدير بالذكر أن العديد من الأنشطة الثقافية ستقام، ابتداءً من اليوم، وعلى امتداد الأيام القليلة المقبلة، في العديد من المدن المغربية، خاصة في الكليات وجمعيات المجتمع المدني. إذ تروم، بحسب ما ورد في بلاغات بعضها، رد الاعتبار للغة العربية، والاحتفاء بغناها وإسهاماتها في إثراء الحضارة العربية الإسلامية.


الساعة الآن 16:00

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd