كثيرا ما يعاني الشباب من مشكلة رفض الفتيات لهم فقط لأن دخلهم لا يكفي، بغض النظر عن حسن أخلاقهم و طيب أصلهم. قد تبرر بعضهن الأمر بأن ظروف المعيشة صعبة و ليس عليهن أن يدفعن الثمن لتلك الظروف، و قد تفضل الأخريات الإنتظار حتى تتوفر لهن فرص أفضل، و بالتالي يكبرن و يعنسن و تمضي عليهن أحلى سنين العمر و الشباب.

لذلك أطرح عليكم هذه المشكلة لنتناقش بشكل موضوعي

فعلا بعض الفتيات ماديات و سطحيات التفكير، لكن يجب أن لا نسقط في فخ التعميم.
و للعلم لازال هناك طيبات و سيلاقيهن الله مع طيبين أمثالهن.
شكرا لك على طرح هذا الموضوع الحساس و المهم.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )
فهذا الحديث جواب صريح على السؤال ، ما يجب السؤال عنه هو الدين و الخلق كشرط للاستقرار العائلي و السعادة الزوجية و طمأنينة في الدنيا و الآخرة .
و إذا انتفى هذا الشرط فالنتيجة " تكن فتنة في الأرض و فساد كبير"
و الواقع يعضد هذا . . . لأن المال وحده لا يحقق السعادة ، و من يظن ذلك فقط لقلة تجربته في الحياة لا يلبث بعدها أن يندم على قراره سواء من جهة الولي أو الفتاة .
و المؤسف أن الخاطب الذي يواجه بالرفض بسبب دخله تجده كذلك لم يتقدم لهذه الفتاة إلا لطمع مادي و إن لم يكن كذلك قد يشعر بصدمة تشعره باحتقار نفسه و أسرته و وسطه و يسخط على الطبقات الأعلى مما قد ينتج عنه سلوكات عدوانية أو احباط نفسي .

كلامك صحيح أختي بلابل السلام فعندما نقول الدين و الأخلاق أولا فهذا لا يعني أن ترمي الفتاة بنفسها لشخص لا يعمل و لا يجد و يكد من أجل توفير عيش رغيد لأسرته ليس أن تقبل بشخص "معكاز" لا يتخذ الأسباب المشروعة لطلب الرزق ، لكن العيب هو أن يكون السؤال الأول و الأخير حول المال و لا يهم من أين اكتسب . و عندما نقول التركيز على الدين فهو الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى طلب الرزق و الاجتهاد فيه بشرط الانضباط إلى طرق الحلال ، و عندما نقول الأخلاق فهي التي تجعله يحسن معاملتها و يكرمها إذا تحابا و توافقا و لا يظلمها حقها و يعدل في حال الخلاف .