منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   علوم وتكنولوجيا (https://www.profvb.com/vb/f422.html)
-   -   إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية (https://www.profvb.com/vb/t154632.html)

صانعة النهضة 2014-12-06 13:07

إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية
 

إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية


http://www.ibda3world.com/wp-content...84-750x449.jpg

للتجارة في الإسلام تُراث ذو تاريخ طويل، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكثيرٌ من صحابته كانوا تجاراً. ولِما للتجارة من أهمية في الحياة الإسلامية فقد ضُبِطَت بتشريعات مُحكمة تُغطي العقود والمبادلات والقروض وآداب السوق. ويقال أن حرف التاء في كلمة تاجر من التقوى والألف من الأمانة والجيم من الجرأة والراء من الرحمة، فالتاجر لابد أن يكون تقياً أميناً جريئاً ذا رحمة. مارس العرب التجارة على نطاق واسع مُنذ أقدم العصور، حتى قيل إن كل عربي تاجر. وقد اعتاد أهل مكة قبل الإسلام على القيام برحلتين تجاريتين سنوياً، الأولى في الصيف وتتجه شمالاً إلى بلاد الشام، والأخرى في الشتاء وتتجه جنوباً إلى بلاد اليمن. وقد حدثنا القرآن الكريم عن هاتين الرحلتين في سورة قريش.


ما كنا لنتحدث عن التجارة في الحضارة الإسلامية ما لم يكن للصناعة شأناً عظيماً فيها .
فالتجارة ما هي إلا وجه من وجوه استغلال الازدهار الصناعي آنذاك من أجل الربح والحصول على منتجات مختلفة لم تكن موجودة.

لقد ترك التجار المسلمين أثراً كبيراً في شتّى بقاع الأرض وتأثرت معظم شعوب العالم بثقافتهم واستحسنوا أخلاقهم وبشاشتهم في المعاملات التجارية وكان هذا حجر الأساس الذي ساهم في نشر الإسلام في أقاصي الأرض،

ونجد هذه الحقيقة في كتب الكثير من المؤرخين المنصفين مثل المؤرخ الأمريكي ويل دورانت عندما وصف أثر التجار المسلمين على اللغة

وسنحاول في هذا البحث التطرق للمحاور التالية :

عالمية التجارة في الحضارة الإسلامية


القوافل التجارية وتصدير المنتجات

الخانات والرقابة على الأسواق

سكّ العملات والصكوك

نسخ ملوك أوروبا للعملات الإسلامية

عبد الملك بن مروان والإمبراطور البيزنطي في مسألة سك العملات



فأتمنى لمن له إضافات ومعلومات في الموضوع أن يتقاسمها معنا لتعميم الفائدة

كل التحايا


صانعة النهضة/






صانعة النهضة 2014-12-06 13:10

رد: إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية
 
التجارة في الحضارة الإسلامية كانت عالمية

http://www.ibda3world.com/wp-content...A9-750x388.jpg



كان للعرب قبل الإسلام علاقات تجارية مع البلدان المجاورة وبخاصة مع بلاد الشام،. وقد اهتم العرب بعد الإسلام بهذا المرفق الاقتصادي لا سيما بعد اتصافهم بالأمم الأخرى، وتقدمهم في ميدان الحضارة. فكثر عدد التجار الرحالين منهم، حتى صارت التجارة من المظاهر المهمة في الحياة العربية ومن الأسس الاقتصادية فيها. وصارت سفن العرب تجوب الأنهار والبحار، وقوافلهم تخترق المهاد والسهوب، تنقل مختلف البضائع في ذهابها وإيابها.


امتدت شبكة التجارة في الحضارة الإسلامية إلى أرجاء البلاد الإسلامية كلها والتي كانت تعج بالتجار والسلع المختارة. وانتقل فيها الذهب والملح المعروف وقتها بالذهب الأبيض شمالاً وشرقاً من صحاري إفريقيا إلى المغرب وإسبانيا وفرنسا وكانت التجارة البريّة التي تمر عبر طريق الحرير القلب النابض للاقتصاد الإسلامي. أمّا التجارة البحرية فكانت بمحاذاة شواطئ إفريقيا وأوروبا.




كانت الإسكندرية ميناءً كبيراً آخر عند مصب دلتا نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط. حيث كانت تنبض بالحياة لأنها كانت ممراً لطريق التوابل بوصفها بوابة تعبر منها البضائع القادمة من المحيط الهندي إلى أوروبا عبر البحر الأحمر ونهر النيل .


وكان في الإسكندرية ميناءان، إسلامي في الغرب ومسيحي في الشرق تفصل بينهما جزيرة فاروس ومنارتها الضخمة التي عُدّت حينذاك من عجائب الدنيا.


كما حَمَل التُجّار المسلمون بضائعهم إلى العالم فقد حملوا الإسلام معهم أيضاً.



ففي القرن الثامن مثلاً أقيمت مستعمرة للتجار المسلمين على الشاطئ الصيني كوانج تشو الموجود في مدينة كانتون حالياً.



وبفضل أمانة هؤلاء التجار ونزعتهم الودية انتشر الإسلام في الصين وبالطريقة نفسها انتشر في إفريقيا الوسطى فالبربر وخصوصاً البدو في شمال افريقيا هم الذين حملوه إليها عبر الصحاري حيث تربط الطرق التجارية نهر النيل بالبحر الأحمر.

صانعة النهضة 2014-12-06 15:22

رد: إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية
 
القوافل التجارية وتصدير المنتجات



http://www.ibda3world.com/wp-content...84-750x449.jpg





كانت أوروبا وآسيا وأفريقيا تستورد كميات كبيرة من بضائع البلاد الإسلامية، بما في ذلك الأواني الزجاجية المزخرفة والجلود الملونة من مختلف الأنواع والقرميد والبلاط والخزف والفخار والورق والسجاد والمنتجات العاجية المحفورة والمخطوطات المزودة بالصور والرسوم والشروح والمنتجات المعدنية بما فيها السيوف الدمشقية والمزهريات والأقمشة القطنية الناعمة والمنسوجات الحريرية الثمينة والصوفية والكتانية. والحنطة والأرز والسكر والزجاج والزيوت والعطور والزعفران وشراب العنب والمرايا والجواهر والخرز وسنانير صيد الحوت.

وقد كانت المنسوجات والقطع المعدنية والزجاجية الإسلامية والصابون ذات قيمة عالية، وكان اقتناء الزجاج المملوكي المُذّهب المزخرف يدل على مكانة اجتماعية خاصة وقد وجد علماء الأثار زجاجاً مملوكياً على شواطئ البحر الأسود ومن هناك وصل إلى كييف في أوكرانيا حالياً وإلى روسيا البيضاء وليتوانيا وحتى قلب موسكو ووجدوا بقايا هذا الزجاج أيضا في البلاد الإسكندنافية وموانئ هانز وفي هولندا.

كانت القوافل الإسلامية عبارة عن مواكب ضخمة من الناس يقطعون بسلعهم وحيواناتهم مسافات هائلة وصلت أقصى الآفاق.



وكان هدفها إما الحج وإمّا التجارة.



وصل هؤلاء التجار حتّى الصين في أقصى الأرض وبلغتها قوافلهم التي انطلقت من الهند وبلاد فارس ومصر.


ابن بطوطة قطع سهوب روسيا عندما رافق السلطان محمد أورزبك خان ووصف رحلته قائلاً “أقمت خيمتي على تلة منخفضة وثبتُّ علمي أمامها، وسحبت خيلي وعرباتي ورائي ثم وصلت إلى قافلة السلطان فرأينا مدينة واسعة تسير بما فيها من سكان ومساجد وأسواق ودخان مطابخها يعلو في الهواء والعربات التي تجرها الخيول تنقل الناس”



لم يكن ابن بطوطة مبالغاً في وصفه فقد كان الناس يسافرون بأعداد كبيرة من أجل تيسير التموين وتوفير الحماية.





صانعة النهضة 2014-12-06 15:26

رد: إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية
 
الخانات والرقابة على الأسواق


http://www.ibda3world.com/wp-content...AA-750x397.jpg






ابتكر المسلمون محطات استراحة على طريق التجارة لمساعدة التجار وكانت تعرف بالخانات وهي كالفنادق اليوم،





وقد كانت الخانات كالمؤسسات الخيرية اليوم تقدم الطعام والمأوى للمسافرين والتسلية أحياناً لمدة ثلاثة أيام بالمجان.





وأقيمت الخانات على مسافات منتظمة تقدر بثلاثين كيلومتراً على الطرق التجارية المهمة وكان لكل خان ساحة محاطة بإيوانات وغرف على طول المبنى مرتبة وفق وظيفتها منها ما هو للإقامة وأخرى للحراسة وبعضها للمستودعات أو الاسطبلات ويماثلها اليوم محطات الخدمات المنتشرة على الطرق في أُوروبا.




من جانب آخر عرفت شبه جزيرة العرب نشاطاً اقتصادياً من نوع آخر هو الأسواق الموسمية التي كانت تنتقل على مدار العام في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية، ولم يقتصر دور هذه الأسواق على التبادل السلعي والنشاط الاقتصادي فقط، بل كان لها أدوار ثقافية واجتماعية ومن أشهر هذه الأسواق سوق عدن وسوق عكاظ وذي المجاز وغيرها.


تتحدث كتب السيرة أن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – والخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم – كانوا يباشرون بأنفسهم مراقبة الأسواق في صدر الإسلام، فقد راقب الرسول الأسواق بنفسه،
كما استعمل سعد بن العاص على سوق مكة،
واستعمل عمر بن الخطاب على سوق المدينة،

وذكر أن عمر إبان خلافته كان يطوف في الأسواق لمراقبة الأمور الجارية فيها، وكذلك فعل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه.


ومع تطور الحياة الحضرية في المدن الإسلامية أصبحت الأسواق على درجة عالية من التنظيم والفعالية، وأصبح السوق خاضعاً لرقابة الدولة من خلال موظف يدعى العامل على السوق يُعيّن من قبل الوالي ويتمتع ببعض السلطات القضائية والتنفيذية ويساعده في تنفيذ مهمته عدد من الأعوان.



وكان عليه أن ينظر في مقاعد الأسواق فيُقرّ منها مالا ضرر فيه على المارة وعلى نظام السوق فضلاً عن مهام تنظيمية أخرى، وقد تطورت وظيفة العامل على السوق بعدئذ إلى وظيفة “المحتسب” المعروفة في النظام القضائي للدولة العربية الإسلامية.





صانعة النهضة 2014-12-06 15:29

رد: إبداع التجارة في الحضارة الإسلامية
 
سكّ العملات والصكوك



http://www.ibda3world.com/wp-content...8%B1%D8%A9.jpg



لم تكن العملة في الماضي كما نعهدها اليوم وكانت التجارة مقايضة بالسلع وخصوصاً بالحيوانات، وقد بسطت دار الإسلام أجنحتها فاستخدمت الذهب والفضة كعملة عالمية وكان المسافرون والرحّالة والتجار في العالم الإسلامي يستخدمون الدنانير والدراهم عندما يطوفون الأسواق في العواصم والمدن الرئيسية والقرى الصغيرة.

وقد سكّ المسلمون العملة بطريقة دقيقة حسب توجيهات القرآن في قوله تعالى “وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا” ولهذا كان من مسؤوليات الخليفة أن يضمن نقاء القطع النقدية ودقة أوزانها وقد حددت الدولة المعيار بسبعة مثاقيل من الذهب لكل عشرة دراهم فضة وأي عملة لا تحقق هذا المعيار تعد غير شرعية.

وكان يؤتى بالعملات الأجنبية والقديمة إلى دار ضرب النقوم مع سبائك الذهب والفضة فيعاد تنقيتها وتُسَكّ من جديد.




لم تكن العملات وحدها طريقة الدفع في التجارة بل كان إلى جانبها ما يعرف بالصكوك وكلمة شيك – cheque مأخوذة من كلمة صك العربية وهو عبارة عن كتاب شرف يلتزم فيه الموقع بالدفع لقاء حصوله على السلع عندما تصل إلى غايتها.



وفي زمن هارون الرشيد كان رجل الأعمال المسلم يستطيع أن يدفع شيكاً أو صكاً في كانتون بالصين مسحوباً من حسابه المصرفي في بغداد.


ونشأت الحاجة لهذه الصكوك لتلافي نقل العملة بسبب المخاطر والمتاعب التي تمثلها واستخدم المصرفيون في ذلك الوقت فواتير تبادل وأوراق اعتماد ورسائل وعود لتكون بمثابة شيكات مستحقة وهذا ساهم بشكل ملحوظ في ازدهار التجارة العالمية للمسلمين.


الساعة الآن 10:13

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd