منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   هاربة لأحضان السعادة | فطيمة المراكشية (https://www.profvb.com/vb/t154510.html)

فطيمة المراكشية 2014-12-02 16:33

هاربة لأحضان السعادة | فطيمة المراكشية
 
http://www.alwahbi.net/images/articl...b8bb1e04cd.jpg

هاربة لأحضان السعادة

الجمعة 2014-11-28




بينها وبين السعادة خطوات قليلة، رأت في قرارها الخروج من دوامة الظروف الغير مواتية لسنها الصغير، هنا .. تتقاذفها الأيام بين عمل وعمل، بين الحاجة والاحتياج، بل بين لقمة العيش والبحث عن أسبابها، تعبت منها الأيام وكلّت منها الأعوام، فعانقت أفكارها أسراب الخيال، تتقاذفها أمواج المستقبل، وأين سيرسو بها زورق الصراع مع الحياة؟ خطّطت .. ورسمت طريقا علّه يوصلها لإحدى الأمنيات.

أتى يوم تنفيذ القرار، رحلة شيقة في اتجاه بلد مختلف ومجهول بالنسبة إليها، في محطة الحافلات الدولية وجدت نفسها بين الجموع المهاجرة، شريحة أخرى من المجتمع رأت في مغادرة تراب الوطن هو الحل الفريد لعقدة لم يستطع حضن الوطن حلها.



البعض يرى الهجرة كالطلاق، هو آخر حل للاشكال القائم على قدم وساق، الهجرة طلاق من نوع آخر، طلاق من أحببناه، من كل ذرة من تربه تسري في العروق لتمدّ الجسد بالحياة، طلاق مسقط الرأس.. طلاق الجذور دون نزعها من تربها، طلاق مع نية العودة .. إن سمح الزمن بالعودة…



انزوت في ركن ليس ببعيد عن بوابة المحطة تلاحظ الوجوه الشاحبة والملامح وكأنها في لحظة احتضار، أجساد من مختلف الأعمار تتحرك بلا هدى كأنها في انتظار لحظة النفخ في الناقور، والمودّعون بين باكـٍ ومبتسم في جمود ملحوظ، جلست تقرأ في كتابها تارة وفي حركات الشفاه تارة أخرى، لا تكاد تسمع ضجيج المسافرين لأن أفكارها صمّت أذنيها، بعد برهة.. توسطت الحافلة متخذة مكانها بين الركاب، ما تزال تجهل وُجهتها وسبب مغادرتها للأرض والأهل، ليس هناك سبب للإبتعاد عنهم مهما كانت الدوافع، ولكن ليس من التجربة بدّ.



تحركت الحافلة تشق طريقها نحو المعلوم لمن خاض التجربة قبلا، ونحو المجهول للقابعة هنا بمحاذات النافذة تتابع في شرود هرولة الأشجار إلى الخلف، تحاول أن ترسم لوُجهتها ملامحا كي تبعد عنها طوفان الأفكار، ما تزال الحافلة تمخر في بحر اليابسة، وكل بقعة تمر بها كأنها أمواج شاهقة.



بعد ثلاثة أيام استقرت العجلات على أرضية لونها رمادي، لا يشبه احمرار تربة وطنها، ورأت وجوها كأنها تفتقر لسريان الدماء، وسمعت لغة تختلف كثيرا عن لغتها العربية، نزلت وكأنها وقد استفاقت من إغماءة طويلة، تجرّ وراءها حقيبتها وأذيال الضياع، تدور عيناها في جحرهما كأنها تبحث عن حضن أمها، برودة المكان تنبئ ببرودة الأحاسيس، من يستقبلها هنا يا ترى، إنها الغربة .. تفتح لها ذراعيها بكل شساعة المساحة بين الساعد والساعد..



تفضلي أيتها الهاربة من قساوة الأيام، فهنا سعير الفراق وحجيم الغربة ونار الوحدة ..
أليست هذه بداية خطوات السعادة ؟ فاسعدي إذن ….
واكتبيها رواية في مجلد العمر، حروفها من دموع وكلماتها ألم بنكهة الغربة.





فطيمة المراكشية
أم القاسم الشريف
المملكة المغربية

.

elqorachi zouaouia 2014-12-02 19:54

رد: هاربة لأحضان السعادة | فطيمة المراكشية
 
اختي فطيمة المراكشية قصتك " هاربة لاحضان السعادة " قصة جميلة احداثها مشوقة ارجو منك ان تواصلي في سرد ها .
اسلوبك لا يخلو من الخيال الخصب الجميل والتصوير البلاغي والاحساس الرائع سننتظر لا تبخلي اختاه .

أحمد البوكيلي 2015-02-09 07:35

رد: هاربة لأحضان السعادة | فطيمة المراكشية
 
أختي الفاضلة فطيمة المراكشية ..تحية تليق بعلومكانتك في الميدان العلمي والأدبي بوجه خاص

نعم أختي الفاضلة السعادة كما جاء في موضوعك يختلف تمام الاختلاف منجهات متعددة كل على على حسب فهمه

ووضعه ودينه وهلم جرا ..والبطلة في صياغة نصك الواعض والمرشد لطريق السعادة وحضور بطلتك وهي تحكي لنا

عن قصة هروبها لأحضان السعادة المزيفة في ديار يشوبها غلو الاعتداء والقهر والبطش والظلب بكل أصنافه

وبعودتها لديار الاسلام كيف ما كان وضعها لتعلم وتتعلم أن السعادة ليست في ديار الحاقدين على ديننا الحنيف

وباختصار وفي رأيي المتواضع أن السعادةهي حصول التقى وتوفر الايمان والعمل الصالح وقد قال بعضهم

ولست أرى السعادة جمع مال // ولكن التقي هوالسعيد

كل التقدير والاحترام لك أختي فطيمة المراكشية


الساعة الآن 14:35

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd