أحفظ لسانك بكلمة يرفع الله بها درجات و بكلمة يهوي بها في نار جهنم فالحذر الحذر .! - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-01-30, 15:50

رقم المشاركة : 1

أشرف كانسي

بروفســــــــور

إحصائية العضو

أشرف كانسي غير متواجد حالياً

أحفظ لسانك بكلمة يرفع الله بها درجات و بكلمة يهوي بها في نار جهنم فالحذر الحذر .!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ
"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعة الله بها درجات،وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم"
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6478
اللسان هو أخطر جارحة في الإنسان ، فهو ترجمان قلبه ،
وكاشف صلاحه أو عيبه ولذا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أحاديث كثيرة من شرور اللسان ونصح أمته من إعطابه ومهالكه
وجعل إمساكه هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة

فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
قلت : يا رسول الله ما النجاة ؟
" قال : أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وأبك على خطيئتك"
صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2406

مهالك اللســـان .. !!

1- الغيبــــــــة
وهي أن تذكر المسلم بما يكره في غيبته .
وتحريمها مما يستوي في العلم بين العامة والخاصة ، والجاهل والمتعلم
كما أنها من الكبائر التي قل من يسلم من مغباتها نسأل الله العفو والعافية
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أتدرون ما الغيبة ؟ "
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : " ذكرك أخاك بما يكره ، وأن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه "
رواه مسلم الصفحة أو الرقم: 2589
وهي من أمراض القلوب وأسقامه ومن العادات السيئة التي تعد من الأمراض النفسية أو التربوية فكثير ممن يقعون في أعراض الناس بالغيبة والبهتان يكون دافعهم لذلك البغض والحسد أو الانتقام للنفس ، وقل أن يكون ذلك عارضا لسوء التربية ومساوئ الأخلاق ومهما يكن دافع الغيبة فهي كبائر ما نهي الله عنه .
قال الله تعالى
( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات : 12

2- النميمــــــــة

فعن حذيقة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يدخل الجنة نمام "
رواه مسلم الصفحة أو الرقم: 105
والنميمة هي القالة بين الناس ونقل الأخبار بينهم على جهة الإفساد
ولا يبتلى بها أحد إلا كان عاقبته ذل وهوان بين الخلق

3- القــــــذف
وهو من أخطر الكبائر التي يعجل الله عليها العقوبة
قال الله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور : 19
فقوله سبحانه : " لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة "
دليل على أن قذف المسلم واتهامه بما هو بريء منه والعاقل الذي يطلب السلامة في الدنيا والنجاة في الآخرة هم من كف لسانه عن خلق الله فلا يتتبع عوراتهم ، ولا يجرؤ على اتهامهم بل يذود عن كل ما يسمع عنه من السوء بغير موجب ولا دليل ليرد عنه موطن بحب أن ينصر هو فيه ولطالما أوقع إبليس الكثير من الناس في الوقوع في أعراض المسلمين والنيل منهم في دينهم وعرضهم بل وحتى شكلهم وأحوال بيوتهم وهذا لا يعجب منه من نوره الله بالفقه في دينه فإن عامة أهل النار إنما دخلوها بغفلتهم عن خطورة اللسان وآفات الكلام والبهتان
4- الهمز
وقد نهى الله جل وعلا عنه بقوله " ويل لكل همزة لمزة "
والهمز أيضا يطلق على الغيبة ، والجامع بين الهمز والغيبة هو ذكر المعايب بينما يفترقان في طريقة عرض تلك المعايب ، ولذلك فإن الهمز واللمز نوع من أنواع الغيبة ، وكلاهما في الويل يوم القيامة ، والويل واد في جهنم .
والرجل الهمزه , رجل مغرور بفطنة جوفاء يظل يتمرس على أسلوب الغيبة بالإشارة وإدخال المعاني في قوالب المباني ويجهد نفسه في اختيار الأمثال ليظفر بإيذاء الناس في المجالس مع طلب براءة الحال .
وهو في كل ذلك يطلب لنفسه الشقاوة ويجلب لنفسه التعاسة والندامة ، فهو الموعود بالويل ولا فطنة لمن يطرق أسباب الويل
ولذا أحبائي في الله .. احذركم من الغرور ..
وتذكرو أن الفطنة كل الفطنة في أن تكف عليك لسانك .
5- الكذب وشهادة الزور
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهم ، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر "
المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 34

وعن أبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ، قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : " ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت "
المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 87

6- الفحش والكلام الباطل
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء "
الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/351
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
والفاحش البذيء هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام .
فهذه أخطر آفات اللسان وأشدها فتكا بدين المسلم ، وخلقه ، وعاقبته .
فاحذر أخي المسلم من الوقوع في براثنها وتذكر أن الله وهبك نعمة اللسان لكي تسخرها في عبادته وطاعته وتستثمرها في أعمال الخير والبركة لتكون لك نجاة يوم القيامة ، فكيف يتقي المسلم شر لسانه وكيف يوظفه لصالحه .
قال الشافعي

أحفظ لسانك أيها المسلم …. ليلدغنك انه ثعبان
كم في المقابر قتيل لسانه …. كانت تهاب لقاءه الإقران
وقال الشاعر
وإن لسان المرء ما لم يكن له … حصاة على عوراته لدليل
يموت الفتى من عثرة بلسانه … وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه ترمي برأسه … وعثرته بالرجل تبرى على مهل
وقال الحسن بن هانئ
إنما العاقل من … ألجم فاه بلجام
مت بداء الصمت خير … لك من داء الكلام
وذكر ابن عبد البر ما أنشده بعضهم
سأرفض ما يخاف علي منه … وأترك ما هويت لما خشيت
لسان المرء ينبئ عن حجاه … وعي المرء يستره السكوت
عن الإمام علي رضي الله عنه

أحفظ لسانك فان الكلمة أسيرة وثاق الرجل .
فان أطلقها صار أسيرا في وثاقها .

نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا وأن يرحم ذلنا وخطأنا