الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-11-26, 21:15 رقم المشاركة : 6
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الأشقاء وتنافسهم


الأشقاء وتنافسهم

يمثل الأخ أو الأخت اللذان يولدان للأسرة الواحدة ، مأساة نفسيَّة في معظم الأحيان تؤثر في أفراد العائلة كافة ، وتدفع الأبوين إلى تعديل موقفهما ، بيد أن هذا الموقف لا يكون سهلاً أبدا بالنسبة إلى الطفل الأول ، ويميل كثير من الآباء إلى إخفاء المولود الجديد ، ولكن من المستحسن أن يتعوَّد الطفل الأول بصورة تدريجية على المولود الجديد .
ولربما تستطيع الأم مساعدة الطفل الأول على فكرة المولود الجديد ، بأن تسمح له بالاستماع إلى حركات الجنين في بطنها ، أو جعله على دراية بحجمه المتزايد .
ومهما يكن من أمر فإن كل تغيُّر يطرأ على المنزل بسبب المولود الجديد ، كتغيير الغرف ، والثياب المعدَّة لكسوة المولود الجديد ، وكذلك الزيارات التي لابد أن يقوم بها الأقارب ، كل ذلك يجب أن يتم قبل الولادة بوقت طويل ، حتى لا يعج المنزل بالأعمال قبل موعد الولادة بأيَّام قليلة .
ومن المستحسن إبعاد الطفل الأكبر عن المنزل عند عودة الأمِّ إليه من المستشفى ، وذلك لمنع الطفل من المشاركة في مجموعة من الأعمال التي تخصص للمولود الجديد وحده .
ثم تتم إعادته إلى البيت بهدوء ، فيرى أخاه في مهده وقد تمكنت الأمُّ من مواجهة الواقع الجديد بأكبر قدر من الدقة والحذر ، فإذا كان الفارق في السن بين الطفلين أقل من سنتين قلَّت المشكلات وخفَّ الحصر النفسي للطفل الأكبر .


ومهما يكن من شيء فالطفل الأكبر يحس بالتغيرات كافة التي تطرأ على حنان الأم نحوه ، ويشعر كذلك بالتبدلات النفسية التي تبدو في نظرنا نحن عديمة الأهمية .
وربَّما نشأ التوتر أحياناً من إقلال الأمِّ للابتسام في وجه الطفل الأكبر ، أو من عدم قدرتها على تحمّله ، فينبغي لها في هذه الحالة أن تتجنب التوتر قدر ما تستطيع .
كما ينبغي لها أيضاً مراعاة أنشطتها وبرامجها اليوميَّة السابقة ، كالقيام بنزهة على الأقدام ، أو زيارة الأصدقاء أو الأقارب ، مع محاولتها إشراك طفلها الأكبر بصورة تدريجيَّة في حياة مولودها .
فإذا كبر المولود الجديد بعض الشيء وجب عليها اتِّباع سياسة نفسية تجاه الطفلين معاً ، فلا ينبغي لها مثلاً أن تُثير في الطفل الأكبر غيرة من أخيه ، بأن تقضي قدراً كبيراً من الوقت في رعايته .
ومن جهة ثانية ينبغي للأم أن تحرص على ألاَّ يطغي شعور الطفل الأكبر الغريزي بالسموِّ على العالم العاطفي الرقيق للمولود الجديد ، إذ غالباً ما تنشأ في الحقيقة توترات بين الطفلين ، وإن بدا عليهما التوافق والانسجام الظاهري .
ولربما أبدى الطفل الأكبر غيرته من أخيه الأصغر بسلسلة من نوبات غضب سخيفة ، أو حتى عن طريق إشارات استياء وغيظ في أثناء اللعب ، أو التسلِّي بممتلكات أخيه الأصغر .
والحق أن من المستحسن أن تحاول الأم في مثل هذه الأحوال منع ذلك الغضب والامتعاض من جانب الطفل الأكبر ، بمعاملة طفليها معاملة متساوية ، وإن كان ذلك أمراً مستحيل التحقيق في معظم الأحيان ، ولعلَّ أفضل حلٍّ هو الذي يتمثل في تعاطف الأم معهما ، وتقديم التفسيرات للطفل الأكبر ولا سيَّما إذا كان يستوعب مثل هذه التفسيرات .
وينبغي ألاَّ تلجأ الأم إلى معاقبة الطفل الأكبر ، أو إلى فرض أنواع أخرى من القيود عليه لِكَبحِ غِيرته من أخيه الأصغر ، فذلك يورثه مشاعر سلبية غير سارَّة ، ربما تستمر طوال فترة الطفولة ، وتؤدي إلى نشوء عديد من المشكلات بالنسبة إلى الأمِّ ونمو طفلها الأصغر ، وعلى الأم أن تتوقع شيئاً من التنافس والكذب لدى طفلها الأكبر ، ولكن من المُستحسن أن تسيطر على الموقف في مثل هذه الحالة .
-***********************************-





    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:18 رقم المشاركة : 7
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي تطور اللغة


تطور اللغة

الحديث عن تطور اللغة لدى الطفل يعني الحديث عن موضوع بالغ التعقيد ، فاللغة لا تنشأ تلقائية ، بل هي نتيجة تفاعل منبهات تصدر عن البيئة نفسها ، فمنذ الأيام الأولى من حياة الطفل يمكن أن تؤثِّر البيئة إيجاباً أو سلباً في تطوُّر اللغة لديه ، والأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد ، ولذلك فإنَّ طريقة كلامهم - وكذلك الفترة الزمنية التي يتطلبها تطوُّر لغتهم - تعتمد على فرص التقليد التي نتيحها لهم .

وبالمقابل فكلما أسمعت الطفل مزيداً من الأصوات أتاحت أمامه الفرصة للتقليد ، ولهذا السبب فالمساعدة المستمرَّة التي يقدمها الأبوان إلى الطفل ، وتلك التي يقدمها إليه أيضاً أولئك المحيطون به ، تُعدُّ جوهريَّة ، هذا ومن الأهميَّة بمكان قبل كل شيء أن يكون الصوت الذي يسمعه الطفل رقيقاً ينضج بالحنان ، بطيئاً مفصول المقاطع .

ولا بأس كذلك في توكيد حركات الفم في أثناء الكلام إن أمكن ذلك ، ولربما كان أكثر الأوقات إفادة للطفل في تعريفه بالكلام على هذا النحو ، هي الأوقات التي تحضن فيها الأمُّ طفلها بين ذراعيها ، أو في أثناء إرضاعه أو إلباسه ، والحقُّ أن الشهور الستة الأولى من حياة الطفل تؤثِّر فيه تأثيراً بالغاً ، إذ يكون الطفل خلال هذه الفترة في أوج تجاربه الكلاميَّة ، وإن كان نطقه يقتصر على إخراج أصوات لا معنى لها .

وبعد ذلك - أي : عندما يبلغ الطفل السنة من العمر تقريباً - تبرز مكتسباته اللغويَّة الأولى ، التي ترتبط بنموِّه الجسمي والعقلي ، فالتطور الجسمي يكسب الطفل قدرة جديدة على نطق الأصوات ، وفي الشهر الرابع تقريباً يبدأ الطفل بتأتأة مقاطع من الكلمة ، ويستمر في التأتأة حتى الشهر السابع أو الثامن .



هذا وإن انتقال الطفل من التغذي بالحليب إلى التغذِّي بالأطعمة الصلبة أو شبه الصلبة يؤثِّر من دون شك في نموه هذا ، ويتمكن بفضل الحركات المختلفة التي يحدثها بفمه وشفتيه ولسانه وحنكه ، من السيطرة على فمه سيطرةً أكبر ، وإن كان قبل ذلك لا يستخدم فمه إلا من أجل الرضاعة .

ومن الطبيعي أنّ التأتأة تختلف اختلافاً شاسعاً عن الكلام ، بسبب المضمون الفكري للكلام ، بيد أنها خطوة كبيرة نحو الكلام ، وفي التأتأة يجمع الطفل أكثر من مقطع واحد مكرَّر ، وفي العادة يجمع الطفل في التأتأة بين حروف ساكنة وحروف لينة ، ويستخدم الحرف ( آ ) بصورة أولية .

وفي الشهور التي تعقب ذلك يزداد نمو الطفل العصبي والعضلي ، فيساعده ذلك في السيطرة على تطور اللغة ، وما إن يبلغ السنة من عمره حتى يسيطر بشكل أدقٍّ على أعضاء الصوت ، فيتمكن إذ ذاك من إخراج الأصوات كافة تقريباً ، تلك الأصوات التي يقدر الراشد على إخراجها بصورة منتظمة ، وبذلك يكتسب الطفل احتياطيّاً من المقاطع يكفي لتمكينه من النطق بكلماته الأولى .

وهذا التطوُّر الجسمي للطفل ينبغي أن يقترن بتطوِّره العقلي ، فالعبارة التي ينطقها الطفل ، وإن لم تكن تشكل جزءاً من اللغة ، إلا أنها تؤدي وظيفة شكل من أشكال الاتصال ، فتلفت انتباه الأبوين إلى الطفل ، وكذلك انتباه من يحيطون به ، وفي هذه المرحلة المبكرة من الكلام يشير الطفل بوجهه إشارات متشابهة للإشارات التي يحدثها في أثناء بكائه .

وفي معظم الحالات ينطق الطفل بأصوات عندما يكون وحيداً ، أو عندما يكون على وشك الاستسلام إلى النوم ، وتتميَّز هذه الأصوات بطابع غنائي ، وهي تمثل طلباً من جانب الطفل أو دعوة لمجالسته ومؤانسته ، ولكي ينتقل الطفل إلى مرحلة الكلام الحقيقي ينبغي له أن يشعر بأن صوته قادر على التفاعل مع الواقع المحيط به .

ومن الطبيعي أن هذه أصعب خطوة بالنسبة إلى الطفل ، فلكي يتمكن الطفل من الاتصال اللفظي ، لابد أن يحسَّ بقوة ألفاظه ، وبالإمكانات الفائقة التي تمكن في صوته .

ومن الطرق القليلة التي يمكن بواسطتها مساعدة الطفل على هذا النموِّ الطبيعي هو المشاركة المستمرة من جانب أولئك المحيطين به ، إذ يجب حمل الطفل دائماً على الربط بين الأصوات والأشياء .

ولا بأس كذلك في إبداء علائم الاستحسان والتحبيذ لكل محاولة لفظ من جانب الطفل ، ومن المستحسن أن تكون أمُّه قدوة له في مجال تقليد اللفظ ، فبهذه القواعد الرئيسية تضمن الأم تكلم الطفل خلال مدَّة قصيرة ، وإنَّ الكلمات الأولى التي تحمل معنى حقيقياً يجب أن يتوصل الطفل إلى النطق بها في حوالي الشهر الثاني عشر .

ومن البديهي أن التأخر في نموِّ الطفل وما ينجم عنه من مظاهر مبكِّرة ، يجب ألا يحمل الأم على الخوف أو القلق ما دام الطفل ماضياً في التعلُّم ، وذلك أن لكل طفل رد فعل معينٍ نحو منبهات البيئة التي يعيش فيها .

والطفل يبدأ بالكلام عندما يبلغ السنة الواحدة من العمر تقريباً ، ومن الطبيعي أن تكون مفرداته محدودة العدد ، ولكنها غنيَّة بمجموعة كبيرة من المعاني التي يربطها بكلِّ كلمة .

فمن المعلوم أنَّ الكلمات التي يستعملها الطفل قد تدل على عبارة كاملة ، أو على طلب ، أو على رغبة أو حالة عاطفيَّة ، فكلمة ( بابا ) على سبيل المثال تربط - بالنسبة للطفل - بين جميع الأشياء التي يتذكَّرها حول أبيه ، أو تربط في بادئ الأمر بين جميع أشكال الرجال المألوفة لديه .

ومن جهة ثانية ربَّما بدأ الطفل في السنة الأولى من العمر بالكلام وحده ، فذلك أمر لا يحمل على الخوف والقلق لأنه طبيعي ، وهو العمل المهم الأول في مجال تفكيره الذي يرافق الكلمات التي ينطقها ، والإشارات التي يستعملها .

والحقيقة أن تعلُّم الكلام من جانب الطفل يميِّز نهاية عملية طويلة من نموِّه ، إذ يبدأ بعد ذلك في إظهار نضجه وتقدُّمه عن طريق الصوت والكلمات ، ويميل عدد كبير من الأمهات إلى الظنِّ بأن التحدث إلى الطفل أمر لا جدوى منه ، لأنَّهن لا يقدرن على فهم معنى الكلمات التي ينطقها .

وهذا رأي ينطوي على خطأ بالغ ، فالطابع الموسيقي الذي يتسم به الصوت البشري هو الذي يمكن الطفل من بناء مفرداته ، وينبغي تشجيع الطفل وإرشاده في إخراج أصوات معيَّنة ، ولنلقِ الآن نظرة على مراحل التعليم كافة ، والتي يستطيع الآباء تنفيذها ، فقبل كل شيء ينبغي للأبوين أن يتذرَّعا بالصبر ، ويحاولا الابتسام في وجه طفلهما قدر المستطاع ، ولا بأس في إخراجها وتكرارها على مسامعه .

وربما كان مُستحسناً دمج بعض المقاطع بعضها ببعض ، وليس من الضروري أن تؤدِّي الكلمات الأولى معنى لدى الطفل ، بل المهم مساعدة الطفل في تنسيق الأصوات ، وغرس مفهوم تقليد الكبار في ذهنه ، وهو أمر جوهري فيما يتعلق بتعلم اللغة ، وبالأشكال الأخرى من النمو الجسمي والفكري .

تلك هي الخطوات الأولى التي تمكن الطفل من النطق ، أمَّا الخطوات الثانية فهي أكثر صعوبة ، ففي هذه المرحلة ينبغي تعليم الطفل أن هناك أصواتاً معينة لها دلالتها ، ويستطيع باستعمالها أن يحصل على شيء معيِّن ، والحقُّ أنَّ التحدث مع الطفل بصورة متكرِّرة يجعله مدركاً لرموز اللغة والكلام ، كما أنَّ الربط المتكرِّر للكلمات بالأشياء والوجوه المألوفة والمشاعر ، كالشعور بالجوع والعطش ، سرعان ما يمنح الطفل بعض الثقة والسهولة في النطق .

ويجب ألاَّ تملُّ الأم من تعليم طفلها ، إذ أنَّ أحسن طريقة لتمكين الطفل من اللغة تكمن في تكرار الكلمات والمفاهيم ، فإعادة ربط الكلمات بالحقائق كفيلة بأن تجعل الطفل قادراً على تنظيم ركام عديم المعنى من الأصوات وتحويله إلى مفردات تنبض بالحياة والمعاني .

ومن جهة ثانية على الآباء ألاَّ يصرُّوا على أن ينطق أطفالهم الكلام ويستعملوه استعمالاً صحيحاً ، بل يكفي أن يكون الطفل قادراً على التعبير عن حاجاته ومزاجه بصوته ، إذ لا يزال الوقت متسعاً لبلوغ الكمال بعد ذلك .

فإذا كان الطفل جائعاً ينبغي عدم انتظاره حتى يتمكن من نطق الكلمة الدالة على الجوع بصورة صحيحة من أجل إعطائه شيئاً من الطعام ، بل تجب الاستجابة إلى جهوده التي يبذلها في التعبير مهما كان نصيب هذه الجهود من النجاح ، فهذه الاستجابات تسهم في جعله يفهم القيمة العملية للكلام ، وسوف يهتم هو نفسه باستكمال مفرداته والاستمرار في ذلك .

ومع الزمن ينبغي مكافأة الطفل على محاولاته هذه التي يبذلها في الكلام ، وذلك بإجابته إلى بعض من طلباته ، فلا ينبغي مثلاً إعطاء الطفل قطعة من الحلوى ، أو حضنة ، لقاء كلمة ينطق بها ، بل يجب تقديم جواب عملي عن كل سؤال يلقيه .

والحقيقة أن طرق الاستحسان هذه تسهم حتماً في تطوير لغة الطفل أكثر من المكافآت الاصطناعية التي لا تمتُّ بصلة إلى السؤال الحقيقي الذي طرحه الطفل ، ومن أول المفاهيم الخاطئة السائدة بين الأسر هو مفهوم معادلة ذكاء الطفل بقدرته المبكرة على الكلام ، فهذا المفهوم لا أساس له من الصحَّة إطلاقاً .

وانطلاقاً من هذا المفهوم الخاطئ يلجأ الآباء إلى كل وسيلة ممكنة لحمل أطفالهم على الكلام بسرعة وبشكل مبكر ، والحق أنَّ قلق الآباء - فضلاً عن الكبت وخيبة الأمل التي تنجم عنه - يؤثِّر في الطفل تأثيراً سلبياً ، فيشعر الطفل إذ ذاك بأنه ملزم بالتكلم والتعبير عما في نفسه بطريقة بالغة الصعوبة بالنسبة إليه .

وفضلاً عن ذلك ، ينبغي ألا نحاول إجبار الطفل على النطق بمقاطع أو كلمات لم يصبح قادراً بعد على النطق بها ، فالضغط المستمر على الطفل الذي لم يصبح قادراً بعد على النطق بالكلام قد يسبب له عائقاً لفظياً يدوم فترات متفاوتة من الزمن ، ولكن عندما يشرع الطفل في التلفظ بكلمات ومقاطع بصورة تلقائية ، فإنه يستحسن عندئذ تشجيعه على ذلك باقتراح مقاطع وكلمات أخرى عليه ، أو بإعادة المقاطع نفسها كما ذكرنا .

ومما ينبغي تفاديه كذلك عدم إجبار الطفل الذي بلغ من العمر عشرة شهور أو اثني عشر شهراً على إنشاء علاقات منطقيَّة بمفرداته الهزيلة .

وأخيراً : فإن عملية تعلم الطفل للغة تسير وفق مسار طبيعي لا ينبغي إعاقته ، ولا التعجيل به ، ولا اصطناع إثارته ، سواء كانت هذه الإثارة بصورة مفرطة أو من دون إفراط ، وتلك هي بعض الخطوط الأساسية المرشدة التي تساعد الطفل على التعبير اللفظي البسيط والقويم في السنة الأولى من عمره .
-********************************************-





    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:26 رقم المشاركة : 8
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


ثمان وثمانون وصية في التربية

إلى كل مربّي فاضل ، إلى كل أب وأم ، نهدي هذه الحصيلة الرائعة من تجارب بعض أهل الفضل في التربية ، وقد تم تلخيصها على شكل نقاط ، ليسهل قراءتها والاستفادة منها :
1 - اِصطحاب الأبناء في سِنِّ السابعة إلى المساجد .
2 - القيام مع الأولاد بصِلة الأرحام ، والإحسان إلى الجيران .
3 - تعليم البنات حُبَّ الحجاب منذ الصِّغَر .
4 - التخطيط لإملاء أوقات فراغ الأبناء .
5 - تعليم البنات الخياطة أو ما يناسبها .
6 - تنسيق الرحلات المناسبة للأسرة ، والاهتمام بالمكان والبرنامج .
7 - الذكر بصوت مسموع أمام الأولاد .
8 - ربط الأولاد بالمسلمين وقضايا المسلمين .
9 - اصطحابهم عند فعل الخير ، كتوزيع الصدقات ، وجمع التبرعات و .. .
10 - إلحاقهم بحلقات تحفيظ القرآن مع المراقبة والمتابعة .
11 - تعليمهم الأمثال العربية والشعر العربي .
12 - التحدث أمامهم بالفصحى - قدر الإمكان - .
13 - استثمار الأحداث التي تقع في الأسرة .
14 - توطيد العلاقات بالعائلات الطيبة لإيجاد البيئة المناسبة .
15 - الأخذ بنظر الإعتبار أن أفعال وأقوال الكبار تنعكس على الصغار .
16 - التركيز على موضوع الحب ، فهو خيط التربية الأصيل .
17 - معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة .
18 - توحيد الطريقة - نمط التربية - بين الوالدين .
19 - حَثّ الأبناء على العادات الطيبة وتعزيزها .
20 - تدريبهم على العمل النافع .
21 - تعويد الأبناء على الأكل مما هو موجود على المائدة .
22 - تعوديهم على عدم السهر ، وعدم النوم في مكان مظلم .
23 - غرس الأخلاق الحميدة في نفوسهم ، من كرمٍ وشجاعة وما شابههما .
24 - تأسيس مكتبة خاصة للأولاد في البيت ، وحبَّذا لو أضيف إليها جهاز الكومبيوتر ، مع بعض البرامج النافعة .
25 - غرس شِيَم إكرام الضيف في سِنٍّ مبكرة ، بتعويدهم على استقبال الضيوف.
26 - التركيز على قراءة قصص الأنبياء .
27 - تعليمهم السُّنن الربانية ، كَسُنَّة أنَّ الأسباب مربوطه بِمُسبباتها ، وأنه لكي يأتيك الرزق لابُدَّ من العمل .
28 - تعليمهم معنى العبادة الشامل ، وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والآخرة .
29 - تعليمهم أداء الصلاة بخشوع وأناة ، وعدم العَجَلة فيها .
30 - تعليمهم الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر تدريجياً .
31 - عدم إهمال الأخطاء التي يقعون بها دون معالجة .
32 - زرع القناعة في نفوس الأولاد .
33 - الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد ، والإستعانة بالله ، والدعاء لهم بالصلاح .
34 - ضرورة العدالة في المعاملة والعطيات بين الأولاد .
35 - إيجاد المحفِّزَات لأعمال الخير .
36 - إيجاد بعض الدروس في المنزل .
37 - تعليميهم على الإستفادة من الوقت في السيارة .
38 - الإكثار من ذكر المصطلحات الشرعية لكي يألفوها .
39 - التدرّج ، والصبر ، وطول النفس ، في مراحل التربية ، لِغَرض تحقيق الأهداف .
40 - إيجاد القدوة ، وتنويع الأساليب .
41 - رَبط القلب بالله عزَّ وجلَّ في التربية .
42 - التركيز على الولد الأكبر في تربيته .
43 - إيضاح دور الأم للبنات ، وهو دور المرأة في الإسلام .
44 - اهتمام الأب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها .
45 - ملاحظة الفروق الفردية بين الأولاد .
46 - التركيز على فعل الخير والطاعات بنفس التركيز على المَنع من الشر والمعاصي .
47 - مراعاة التوازن في التربية .
48 - الشمول في التربية .
49 - إذا أمَرْتَ الإبن بشيء فتابع تنفيذه .
50 - القدرة على التحكم في الشخصية .
51 - توجيه انفعالات الغضب والحب لله عزَّ وجلَّ .
52 - تنمية الطموحات وتوجيهها .
53 - عدم تلبية رغبات الولد كُلَّما طلب شيئاً.
54 - تربية البنات بما يناسِبُهُنَّ .
55 - خطورة الإطراء بوصف الجمال أو غيره ، من الصفات الخَلقيَّة أو الخُلُقيَّة لدى الأولاد .
56 - تعليمهم الفرق بين الذكر والأنثى ، التي وردت في الشرع .
57 - ربط التوجيهات والأوامر والنواهي بالله عزَّ وجلَّ ، وليس بالعادات والتقاليد .
58 - تَحبِيبهم لله عزَّ وجلَّ بذكر صفاته ، ونِسبة النعم إلى خَالِقِها .
59 - توجيه الطفل بالترغيب أكثر من الترهيب .
60 - اختيار المدرسة والحيِّ المناسبَين .
61 - لاعب إبنك سبعاً ، من السنة الأولى إلى السابعة .
62 – أدِّبه سبعاً ، من السنة السابعة إلى الرابعة عشر .
63 – صاحبه سبعاً ، من السنة الرابعة عشر إلى الحادية والعشرين .
64 – توجيه الأبناء من منطلق شرعي وليس عاطفي .
65 – الإستشارة من أهل العلم والتخصص .
66 - الإتزان في العقوبة .
67 - الاعتدال بين الإسترضاء والقسوة .
68 - استثمار جلسة العائلة في التوجيه والإرشاد .
69 - استئصال عادة الحلف دائماً بالله .
70 - أن يطالع الأب ويقرأ ، ولا داعي على أن يأمرهم مباشرة ، أي عدم التوجيه مباشرة ، وإنما يقوم الأب بعمل شيء كالقراءة ونحوها ، ويتابعه الأبناء بعد ذلك .
71 - تعمد الحديث الإيجابي عن الجيران والأقارب والأصدقاء ، وتجنب الحديث السلبي .
72 – معرفة التركيبة النفسيه لِكُلِّ إبن .
73 - كثرة التحذير يولد الخوف .
74 - كثرة الإحتياط تولد الوَسْوَسة .
75 - كثرة التدخل تفسد العلاقة .
76 - استثمار فرص الأم في العمل .
77 - اِصصحاب الأولاد في حلقات العلم والمحاضرات .
78 - التعليق على كلام الأولاد بما يقتضيه الوجه الشرعي .
79 - تعليمهم عادة الشكر للناس عموماً ، وللأب وللأم خصوصاً .
80 - تعليمهم كلمات في مَحَبَّة بعضهم لبعض .
81 - التربية على الاعتماد على النفس ، وإنجاز الأمور بنفسه .
82 - التربية على عدم انقلاب الوسائل إلى غايات ، مثل الرياضة ، ونيل الشهادة .
83 - قراءة وشرح جوامع الحِكَم والأمثال .
84 - عدم المقارنة بين الأولاد .
85 - عدم إظهار شجار الأبوين بين الأولاد .
86 - الأخذ في الحسبان دائماً أن الوقاية خير من العلاج .
87 - التربية على التواضع ، وقبول الحق ، وعدم الكِبَر .
88 - التربية على التوافق بين حالتي الأولاد الفكرية والتربوية .
-***************************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:27 رقم المشاركة : 9
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة


الخوف عند الأطفال

الخوف حالة انفعاليَّة يحسُّها كل إنسان بل كل حيّ ، وكل خبرة وجدانية مخيفة يصادفها الإنسان في طفولته قد يستعيدها - لا شعورياً - في كِبَره ، وقد يسقط مشاعره على المواقف والخبرات المشابهة فيخاف منها .

هناك شبه إجماع بين علماء النفس على أن الأصوات العالية الفجائية أهمُّ المثيرات الأولى للخوف في الطفولة المبكرة ، ففي عمر الثانية حتى الخامسة يفزع الطفل من الأماكن الغريبة ، ومن الوقوع من مكان مرتفع ، ومن الغرباء ، ويخاف من الحيوانات والطيور التي لم يألفها .

ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة التي مَرَّ بها كالعلاج الطبي ، أو عملية جراحيَّة ، كما يخاف منه الكبار حوله لأنه يقلِّدهم ، ويظهر انفعال الخوف عند الطفل في صورة فزع تبدو على وجهه ، وقد يكون مصحوباً بالصرع ، ثم يتطور إلى الهرب المصحوب برعشة ، وتغيُّرات في خلجات الوجه ، وكلام متقطِّع .

أنواع الخوف :

المخاوف الأكثر شيوعاً بين الأطفال هي مخاوف محسوسة وحقيقية يلمسها الآباء في أطفالهم بسهولة لأنهم يعبِّرون عنها بوضوح ، ومن هذه المخاوف الخوف من الشرطي ، والطبيب ، والمدرسة ، والحيوانات ، والظلام ، وطلقات المدفع ، والبرق ، والأماكن العالية ، وحوض السباحة ، والبحر ، والنار ، والثعابين والحشرات .

وهناك من الأطفال من يخاف من السفر في قطار ، أو باخرة لأول مرة ، ومنهم من يخاف من الزحام والمرض ، والصعود إلى أماكن مرتفعة ، وإلى غير ذلك من المخاوف .

الخوف بين السلب والإيجاب :

انعدام الخوف في طفل ما قد يكون نادراً للغاية ، وهو يرجع عادة إلى قِلَّة إدراكه كما هو الحال في ضعاف العقول ، الذين لا يدركون مواقف الخطر أو الضرر ، فقد يمسك البالغ ضعيف العقل ثعباناً ، أو يضع يده في مكان يصيبه بضرر لعدم تقديره لخطورة مثل هذه المواقف .

كما أنَّ الطفل الصغير رغم ذكائه قد يُقدم على الثعبان ، ظنّاً منه أنه لعبة يمكنه أن يتسلَّى بها ، غير مدرك الضرر الذي قد يلحقه منه ، لكن هذا الطفل يستجيب باتِّصال الخوف للمواقف نفسها في سنِّ الخامسة أو السادسة .

وكثيراً من الآباء والأمهات من يستنكف أن يشعر أبناؤهم بالخوف ، خشية أن يشبَّ على هذه العادة ، فهؤلاء الآباء غير الواقعيين ينظرون إلى مخاوف الأطفال كأنها قصور في إدراك الطفل ، وبذلك يقمعون انفعالات الخوف التي تظهر على أبنائهم اعتقاداً منهم أن ذلك كفيل باستئصالها .

وإن هذا الأسلوب يزيد مخاوف الأطفال ويعقِّد شخصياتهم ، وهؤلاء الآباء والأمَّهات عاجزون عن فهم نفسية الطفل ومشاعره ومخاوفه الطبيعية ، وقد نسوا أنهم مرُّوا بالانفعالات نفسها في طفولتهم ، وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات لعلاج خوف الطفل بالسخريَّة منه ، أو إثارة ضحك أفراد الأسرة عليه بسبب مخاوفه ، وقد يتخذ الأخوة هذه المخاوف وسيله للتسلية والضحك على حساب مشاعر الطفل المسكين .

بل قد يلجئون إلى تخويفه بما يخاف منه ، فيعقِّدون بذلك شخصيته ، كما تسوء علاقته بوالديه وبأفراد أسرته ، وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات والمربُّون إلى تخويف الطفل لدفعه لعمل معين ، أو لمنعه من عمل معين ، أو إلزامه بالسكوت ، أو مذاكرة دروسه .

وكثيراً ما يقال للطفل في الحضانة أنه سيوضع في حجرة الفئران ، أو أن الغول سيخطفه ، أو القطط ستأكله ، وإلى غير ذلك من الأقوال الشائعة لضمان هدوئه ، وبعض الآباء والأمَّهات ينزع إلى فرض سلطته المطلقة على أطفاله ، فيخيفهم بالطبيب ، أو بالمدرِّس في المدرسة ، أو بالشغل .

وبعض الأمهات يلجأن إلى تخويف الطفل لينام في ساعة محددة ، فيهدِّدونه بالغولة ، أو بالعفريت ، وينسى هذا البعض أن ذلك يجعل الطفل يميل إلى الانطواء حول الذات ويجبر مخاوفه في مرارة وضيق ، فتربية الآباء والأمهات لتعليمهم أساليب التربية وفنونها ينبغي أن تسبق تربية الأبناء ، إذ يجب أن يعرفوا الخصائص النفسيَّة لكلِّ مرحلة من مراحل أبنائهم ، وسبل التعامل معهم في كل مرحلة .

واجهي مخاوف صغيرك :

أشْبِعِي حاجة طفلك من الدفء والمحبة ليشعر بالأمن والطمأنينة ، وامزجي ذلك بدرجة معقولة ومرنة من الحزم ، فإن صادف طفلك ما يُخيفه أو يزعجه فلا تساعديه نسيانه ، فالنسيان يدفن المخاوف في النفس ، ثم يصبح مصدراً للقلق والاضطراب ، ولكن أوضحي الأمور لطفلك ، واشبعي فضوله ، وطَمْئنِيه دون أن تخدعيه .

ونمِّي روح الاستقلال والاعتماد على النفس في طفلك كلما أمكن ، دون أن تخدعيه ، ووفِّري له المحيط العائلي الهادئ الذي يشبع حاجاته النفسية ، لأنّ الاضطراب العائلي يُزعزع ثقة الطفل بنفسه .

واحرصي على أن يكون سلوك المحيطين بطفلك متَّزناً ، خالياً من الهلع والفزع في أي موقف من المواقف ، وخصوصاً إذا مرض الطفل أو أصابه مكروه ، وساعديه على مواجهة المواقف التي ارتبطت في ذهنه بانفعال الخوف ، كالخوف من القطط أو الكلاب أو الماء بتشجيعه ، دون زجره أو نقده .

وقدِّمي له الحقائق وأكِّدي له أنَّه لا خطورة في الموقف ، إلى أن يقتنع ويسلك السلوك السويَّ بدافع نفسه ، واعتماداً على ثقته بالأب والأم ومَن حوله من الأهل ، واستعملي الخوف البنَّاء في تغذية إيمان طفلك بالله ، وتنمية شخصيته ، وتعويده احترام النظام ، فأبعدي طفلك عن مُثيرات الخوف ، كالمآتم ، والقصص المُخيفة عن الغولة والجن والعفاريت .

ويمكننا الحكم على درجة خوف الطفل بمقارنة مخاوفه بمخاوف أغلب الأطفال في سنِّه ، فالطفل في الثالثة من عمره إذا خاف من الظلام وطلب أن تضيء له المكان ، فربَّما كان ذلك في حدود الخوف المعقول ، أما إذا أبدى فزعاً شديداً من الظلام وفقد اتِّزانه ، فلا شَكَّ أن خوفه مبالغ فيه ، فالخوف الطبيعي المعقول مفيد لسلامة الفرد أيّاً كان سِنَّه ، أما الخوف المبالغ فيه فهو يضر بشخصية الفرد وسلوكه .

-****************************-






    رد مع اقتباس
قديم 2014-11-26, 21:28 رقم المشاركة : 10
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع تربوية جد مهمة



ذكاء الأطفال

إن ذكاء الأطفال فطري يصعب تفسيره أمام بعض المواقف ، فرغم بساطة تفكير الطفل إلا أنه يُبدي ذكاءً غريباً حيال لعبة يصرُّ على شرائها .

يقول أحد الاختصاصين في مجال سلوك الأطفال : إنَّ الأطفال يترجمون ردود فعل الوالدين إلى سلوكيَّات تُمكِّنهم من تحقيق ما يريدون ، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوَّد الطفل على تلبية طلباته ، فمن المفروض أن يسمع الطفل كلمة ( لا ) كثيراً ، لكي يكفَّ عندها من استخدام الأساليب الملتوية لتحقيق مطالبه .

إنَّ كثيراً من الإزعاج أفضل من قليل من الانحراف السلوكي ، ومع ذلك فإن هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الإزعاج ، فعندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقَّق بالإزعاج مثلاً فإنه يتحوَّل إلى طفل مزعج .

ومن أهم الوسائل التي تعوِّد الطفل أن يكون مثالياً ، ويطلب ما يحتاج إليه فقط ، هي تجنُّب تعريضه إلى التلفاز والألعاب الإلكترونية ، وعلى الوالدين أن يتداركا هذا الأمر ، ويقلِّلا جلوس أبنائهم أمام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر .

فلا تستغربي أن يصرَّ ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه ( نينجا السلاحف ) ، أو ( الكابتن ماجد ) ، أو غيره من أبطال أفلام الكرتون ، حتى لو كان ذلك الحذاء تعيساً ، لأن الأطفال صيد ثمين للإعلانات التجارية ، وإنهم أكثر تأثراً بها وأكثر تأثيراً على آبائهم لشراء منتوجاتها .

علينا أن ندرك بأنَّ أطفالنا قادرون على أن يكونوا سعداء بدون تلفزيون وألعاب الكمبيوتر وألعاب أخرى ، فعلى أطفالنا أن لا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج إلى السوق ، لأن كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيداً عن البيت ، سواء في العمل أو غيره ، يعمدون إلى تعويض أبنائهم عن هذا الغياب بهدايا دائمة ومتكررة .

فسلوكا مثل ذلك لا يجلب الحب للأبناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن أحد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا ، ويطرح كثير من آباء اليوم أبناء الأمس عدداً من الأسئلة ، من قبيل لماذا قلَّ مستوى هيبة الأبناء لآبائهم ؟! ولماذا انحسر تقدير الأبناء لهم واحترامهم ؟! .

والجواب : أنه في الماضي تكاد تتجمد الدماء في عروق الأبناء بمجرد تقطيبة حاجبين ، أو نظرة حادة ، أو عضُّ شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة ، أو يمدُّ يده للضرب .

ورغم التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين ، ورغم آلاف الأطنان من الدراسات التربوية ، فإنَّ المستوى التربوي يتراجع نوعاً ما أمام تربية ابن البادية أو الريف ، الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي ، فيكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم أوقاتهم في رعاية الإبل والبقر وحلبهما ، ورعي الغنم ، والاستمتاع بمواليدها الصغيرة ، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها .

بل إن الطفل هناك يسعى إلى تعلُّمها منذ سِنيِّه الأولى ، ويكاد الصغير في الصحراء أو الريف لا يجد وقتاً يرتاح فيه ، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته ، ويعود إلى بيته وقد أنهك جسمه النحيل ، وصفا عقله وفكره .

أما أبناء المدن فطالما يستيقظون متأخرين من النوم ، خصوصاً في الإجازات ، فيبدأ برنامجهم الترفيهي أمام شاشات القنوات الفضائية ، فمن فيلم كرتون ، إلى برنامج الأطفال ، إلى فيلم كرتون آخر .

وإذا أحسَّ الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الألعاب الإلكترونية ، لتستهلك فكره وبصره ، دون أن يستنفذ طاقات جسمه الكامنة ، فعلى الوالدين أن يُحدُّوا مشاهدة أبناءهم لهذه الأجهزة ، وإذا ما تمَّ إغلاق التلفاز فسيبحث الابن والابنة عما يشغلها .

فتجب مساعدة الأبناء في البحث عن وسائل مفيدة تشغل أوقاتهم ، كما أنه من المناسب جداً أن يتعلَّم الأبناء أداء بعض الواجبات المنزليَّة ، فمثلاً بعد تناول وجبة الإفطار مثلاً بإمكان طفل الأربع سنوات أن ينظف طاولة الطعام ، وينقل صحون الإفطار إلى حوض الغسيل ، وبإمكانه أيضاً أن يُسهم في غسيل الصحون مع بعض كلمات الإطراء .

وبإمكان طفل الخمس والست سنوات أن يرتِّب سريره ، ويجمع ألعابه وكتبه ، ويشرع في ترتيبها ، إذ لابُدَّ أن يتحمَّل الأبناء الصغار بعضاً من الأعباء حتى يتعوَّدوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً .

ويجب ملاحظة أن توفير الألعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي تجلبها ، ومتى ما تولَّد لدى الأبناء شعور بأنهم مميَّزون وأن تفكيرهم يسبق سنهم ، فإنَّهم تلقائياً سيتحولون إلى مستهلكين أذكياء ، ولتعزيز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الأموال يجب الحذر من تعطي ابنك أو ابنتك شعوراً بأن الأسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلحُّ عليه الأبناء ، لأنهم سيراقبون تصرُّف والديهم ، وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان فيها شيئاً لهما .

وربما يُسرف كثير من الآباء في شرح أسباب امتناعهم عن تلبية رغبات أبنائهم ، ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يُرفض فيها طلبه على تفسير منطقي ، بِغَضِّ النظر إن كانوا يستوعبون ما يقال لهم أم لا .

فإذا رفضت طلب ابنك شراء دقائق البطاطا [ الجبس ] فإنه غير المناسب أن تشرحي له أضرارها الصحية ، وأنها تزيد من نسبة الكوليسترول ، وترفع ضغط الدم ، وتسهم في تكسير كريات الدم ، وغيرها من الإيضاحات ، قولي له فقط أنه غير جيد لك ، وفي بعض الأحيان يبدو طلب الأبناء منطقياً ، ومع هذا لا تستجيبين له مباشرة ، فحاولي أن تربطي طلب ابنك بعمل ما حتى يكون مكافأة له على إنجازه ، فمن شأنِ ذلك أن يرفع قيمة السلعة لدى الطفل .

فإذا احتاج الطفل إلى درَّاجة هوائية ، فبإمكانك ربط طلبه بأداء واجب ، كمساعدتك في المطبخ لمدَّة شهر واحد مثلاً ، عندها سيحس بقيمة الدراجة وربما يحافظ عليها ، وكذلك يتعود على طاعة والديه ومساعدتهما في البيت .

كما أنه يجب أن تكون الواجبات التي سينفذها ليس هي واجباته اليومية المعتاد أن يقوم بها ، ولا تنسي أن وظيفتك هي تنشئة أطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة ، فيجب تعليمهم أن الحصول على شيء يتطلب جُهداً حقيقياً ، وأن التحايل والإلحاح لا يأتيان بنتيجة .

-********************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:40 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd