2014-11-25, 10:42
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | أفضل الطرق لتعليم صغارك العربية الفصحى | أفضل الطرق لتعليم صغارك العربية الفصحى مداعب الحرف
قمت قبل أيام معدودة بالتسجيل في دورة بعنوان : " تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها " ، وهي دورة جد مفيدة ، وإن لم تنته إلى الآن ، حيث أنه لم يمض عليها سوى خمسة أيام فقط ..
في أثناء إحدى المحاضرات ، أشاد أحد " الدكاترة " الفضلاء بالتجربة الرائدة لـ : ( د . عبدالله الدنان ) ، وذلك في مجال تدريس العربية الفصحى للأطفال . وقد كنت سمعت بها فيما مضى ، فأحببت أن أزيد من القراءة حولها ، ثم أتحفكم بشئ عنها ..
فهاكم خلاصة ما قرأته في بعض المنتديات التي تناولت موضوع الدكتور عبدالله ..
وأرجو أن تجدوا فيها ما يستحق أن تفرغوا له جزءاً من أوقاتكم ! ..
قدم الدكتور عبدالله بحثاً بعنوان : ( إعداد المعلّم وتدريبه على تعليم اللغة العربية الفصحى في المرحلة الابتدائية ) إلى ( ندوة تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية - الواقع والتطلّعات ) المنعقدة في وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 21-24 ذي القعدة 1420هـ الموافق 27/2 - 1/3 / 2000م .
وفي هذا البحث أبانَ عن مشكلة تعليم العربية للأطفال ونظريّته في حلّها مع بيان أساسها ، مع ذكر تجربته في تعليم ولديه ( باسل ، ولونه ) وأطفال الروضة ، وتقديم تطبيقٍ عمليٍّ لحلّ المشكلة. وسوف أعرض هنا ما يعنينا من هذا البحث إذ الدكتور عبدالله أقدر على بيان نظريّته : " حل مشكلة تعليم اللغة العربية ابتداء من رياض الأطفال " ينطلق هذا الحل من الفكرة التالية ، وهي :
استغلال القدرة الفطرية الهائلة لاكتساب اللغات عند الأطفال قبل سن السادسة وإكسابهم اللغة العربية الفصحى قبل أن تبدأ بالضمور بعد سن السادسة . 1- الأساس النظري للحلّ :
كشف علماء اللغة النفسيون (تشومسكي 1959‘ 1965 ) ، و ( إرفن 1964) و (لينبرغ 1967 ) منذ حوالي أربعين عاماً أن الطفل وفي دماغه قدرةٌ هائلةٌ على اكتساب اللغات ، وأن هذه القدرة تمكنه من كشف القواعد اللغوية كشفاً إبداعيّاً ذاتيّاً ، وتطبيق هذه القواعد ومن ثمَّ إتقان لغتين أو ثلاث لغات في آنٍ واحدٍ . والعجيب أن الطفل في هذه المرحلة يعمّم القواعد بعد كشفها حتى على الكلمات التي لا تنطبق عليها ثم هو يصحّح تصحيحاً ذاتياًّ هذا التعميم الخاطئ .
وقد كشف لينبرغ ( 1967) أن هذه القدرة لاكتساب اللغات تبدأ بالضمور بعد سن السادسة ، وتتغير برمجة الدماغ تغييراً بيولوجيّاً من تعلم اللغات إلى تعلم المعرفة ، ولذلك يمكن القول إن مرحلة ما قبل السادسة مخصصة لاكتساب اللغات ، وإن مرحلة ما بعد السادسة مخصصة لاكتساب المعرفة . وبناءً على ذلك فإن المفروض بحسب طبيعة خلق الإنسان أن يتفرغ الطفل لتعلم المعرفة بعد سن السادسة من العمر ، بعد أن تفرغ لتعلم لغةٍ ( أو أكثر ) وأتقنها قبل سن السادسة .
أما تعلم اللغة بعد سن السادسة فيتطلب جهداً من المتعلم لأنه يحتاج إلى معلّم يكشف له قواعد اللغة الجديدة . كما يحتاج إلى وقت طويل يبذله في التدرّب على تطبيق هذه القواعد مع تعرّضه للخطأ والتصحيح من قبل المعلم . بينما هو يقوم بهذه العملية بصورةٍ تلقائيةٍ قبل سن السادسة . وهكذا يمكن القول إن هناك طريقتين لتحصيل اللغة : الأولى : قبل السادسة من العمر وهي الطريقة الفطرية التي يكشف الطفل فيها القواعد اللغوية ويطبقها دون معرفةٍ واعيةٍ بها . والثانية : تبدأ بعد السادسة من العمر وهي الطريقة المعرفية الواعية والتي لا بدّ فيها من كشف القاعدة للمتعلّم وتدريبه على ممارستها تدريباً مقصوداً ضمن خطة منهجية . وإذا قارنّا بين الطريقتين نلاحظ ما يلي : (1) الأولى تسمى اللغة المكتسبة بها لغة الأم ، بينما اللغة بعد سنّ السادسة لا يمكن أن تكتسب هذه الصفة . (2) الأولى تتمّ دون تعب ،بينما الثانية تحتاج إلى جهد كبير. (3) الأولى تمتزج فيها اللغة بالعواطف فلا يحسّ المتكلم أنه يعبر عن عواطفه تعبيراً صادقاً إلاّ بها . فهي التي ينفّس بها عن غضبه ، ويبث فيها لواعج شوقه وحبه وحنينه .أما اللغة الثانية فتبقى في المكان الثاني من حيث التعبير العاطفي ، وقلَّ بل ندرَ من وصل باستخدامها إلى مستوى اللغة الأولى في هذا المجال . (4) الأولى يكون فهم العبارات فيها أدقّ وقريباً جداً بل ومتطابقاً مع ما أراده المتكلم أو الكاتب ، بينما لا يكون كذلك باللغة الثانية . (5) الأولى يكون إتقانها كاملاً بكلّ تفاصيلها ( النحوية والصرفية ) ، بينما يظلّ هناك نقص ، باللغة الثانية ، ولو كان ضئيلاً . (6) الإحساس بجمال اللغة وبلاغتها وحلاوتها يكون باللغة الأولى تلقائياً ودون الحاجة إلى شرح ، بينما يحتاج باللغة الثانية إلى شرح وتعليل يفقدانه الكثير من قيمته . (7) الزمن المخصص لإتقان اللغة بالطريقة الأولى لا يمكن أن يفعل فيه الطفل شيئاً آخر ، بينما تعلّم اللغة بالطريقة الثانية [ بعد سن السادسة ] يحتاج إلى زمن أطول يمكن الاستفادة منه لتخصيص زمن أطول للموادّ الأخرى . (8) تتدخّل اللغة الأولى بشكل سلبيّ في عملية تعلّم اللغة الثانية [ بعد السادسة ] في مجالات التراكيب اللغوية .. والمفاهيم المعرفية . (9) الطريقة الأولى تمكن الطفل من اكتساب أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ دون إرهاقٍ بينما لا يتمكّن الطالب بعد السادسة من تعلّم أكثر من لغةٍ في آنٍ واحدٍ . 2ـ واقع التلميذ العربي في ضوء الأساس النظري :
يدخل التلميذ العربي إلى المدرسة وقد أتقن العامية في سن القدرة اللغوية الهائلة للدماغ على اكتساب اللغات ، أي أنه تزوّد باللغة التي يفترض أن يكتسب بها المعارف المختلفة وذلك بحسب طبيعته وتكوينه ، إلا أنه يفاجأ بأن لغة المعرفة ليست اللغة التي تزوّد بها وإنما هي لغة أخرى لا بدّ له أن يتعلمها ويتقنها لكي يتمكن من فهم المواد المعرفية الأخرى .
يقع التلميذ العربي في أسوأ وضع يمكن أن يكون فيه تلميذ ، وهو وضعٌ يمكن أن يوصف بأنه معاكس لطبيعة الخلق ، لأن التلميذ يكون قد بدأ يفقد القدرة الدماغية الهائلة على تعلّم اللغات ولذا لا بدّ أن يتعلم المعرفة بهذه اللغة التي لم يتقنها بعد . وإذا قارنا وضعه بوضع التلميذ الإنجليزي مثلاً نجد أن التلميذ العربي عليه أن يتعلم المعرفة ولغة المعرفة في آنٍ واحدٍ ، وزاد الأمر سوءاً أن لغة التواصل العادي ولغة شرح المواد العلمية جميعها هي اللهجة العامية ( الدارجة ) وأن الطالب لا يمارس الفصحى إلا عندما يقرأ أو يكتب ، أما المعلم فليس في وضع أفضل إطلاقاً ، لأنه يشرح المادة العلمية بالعامية لعدم إتقانه الشرح بالفصحى من جهة ولكي يضمن فهم الطلبة لهذه المادة من جهة أخرى . وأما الطالب المظلوم فيطلب منه الرجوع إلى الكتاب المكتوب بالفصحى ، وأن يقدم الامتحان بالفصحى أيضاً . وتكون النتيجة أن يظلّ المعلم يشكو من عدم فهم تلاميذه ومن ضعف أدائهم المعرفي اللغوي وأن يظلّ التلاميذ يشكون من صعوبة اللغة العربية وفهم المواد الأخرى المكتوبة بهذه اللغة . وقد نشأت نتيجة لذلك أوضاع تربوية بدأت تظهر لها انعكاساتٌ سلبيةٌ خطيرةٌُ يمكن إيجازها بما يلي : (1) يستمع الطالب إلى شرح المادة العلمية بالعامية وعندما يحاول الرجوع إلى الكتاب يجد أن فهمه للمادة محدود فيلجأ إلى المدرس الخصوصي ليشرح له المادة مرةً أخرى . (2) بعد أن يفهم الطالب المادة العلمية يجد صعوبة في التعبير عنها كتابةً في الامتحان , لذلك يلجأ إلى حفظ المادة غيباً وأحياناً دون فهم ، وبما أن حفظ الكتاب كله مستحيل لذلك يلجأ إلى الملخّصات يحفظها ويتقدم إلى الامتحان . (3) نتيجة لذلك تتكون لدى الطالب اتجاهاتٌ سلبيةٌ نحو الكتاب فيتخلّص منه بعد أداء الامتحان ولا يحتفظ به للانتفاع والمراجعة فيما بعد . (4) تتكون لدى الطالب العربي اتجاهاتٌ سلبيةٌ نحو القراءة والمطالعة باللغة العربية ، وقد برز هذا واضحاً في شكاوى الناشرين الذين لا يطبع أحدهم من الكتاب إلاّ عدداً محدوداً من النسخ لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة ، وما شذّ عن ذلك إلاّ قليل ، وهذا القليل هو كتبٌ مقررةٌ في المدارس أو الجامعات . (5) تتكون لدى الطالب اتجاهاتٌ سلبيةٌ ضدّ القراءة حتى باللغة الأجنبية كاللغة الإنجليزية أو غيرها . (6) يشيع عن العرب أنهم أمةٌ لا تقرأ . (7) يشيع بين الطلبة والمدرسين والمتعلّمين العرب بعامة أن اللغة العربية صعبة .
(8) نتيجة لحفظ المادة العلمية عن ظهر قلب ودون فهمٍ عميقٍ يكون النموّ المنطقي والمعرفي محدوداً ، وهذا ينعكس على تدني مستوى الحكم على الأمور ، والفشل في حل المشكلات حلاً نافعاً يكون في مصلحة الفرد والأمّة . (9) كان من نتيجة ذلك أيضاً كره اللغة العربية ، وهذه كارثة تصيب الأمّة في الصميم . (10) التردّد الواضح بل الرفض لتعليم الطب والهندسة في الجامعات العربية باللغة العربية ، وهو نتيجة لوضع اللغة العربية الحالي والضعف العام في أداء الطلبة بهذه اللغة . (11) يمكن أن يُعزى الضعف العام في الرياضيات إلى ضعف الأداء باللغة العربية الفصحى عند الطلبة (تميم 1996) . 3- التطبيق العملي للحلّ :
بناءً على ما تقدّم من وصف المشكلة والأساليب المتّبعة حاليّاً لحلّها , والواقع الحالي الذي يدلّ على بقاء المشكلة وتفاقمها , والعرض العلمي للنظريات الخاصّة بتعلّم اللغات بدأتُ بتطبيق الحلّ الذي اقترحته وهو : ( استغلال القدرة الفطريّة لدى الأطفال لإكسابهم اللغة العربية الفصحى قبل سن السادسة ) وقد اتخذ هذا التطبيق ثلاثة أشكال : (1) تجربة باسل :
بدأتُ تجربة باسل بعد ولادته في 29/10/1977م بأربعة أشهر . بدأتُ أخاطبه باللغة العربية الفصحى مع تحريك أواخر الكلمات ، وطلبتُ من والدته أن تخاطبه بالعامية . بدأ باسل يستجيب للفصحى فهماً عندما كان عمره عشرة أشهر ، وعندما بدأ بالنطق صار يوجّه لأمه الكلام بالعامية ويوجّه إليّ الكلام بالفصحى ، وقد سجلت كثيراً من كلامه على أشرطةِ تسجيلٍ بلغت اثني عشر شريطاً .
عندما بلغ باسل الثالثة من العمر أصبح قادراً على التواصل بالفصحى المعربة دون خطأ , وله شريط فيديو مسجلٌ ظهر على تلفزيون الكويت منذ أن كان عمره ثلاث سنوات وخمسة أشهر .
نجحت تجربة باسل وكتبتُ عنها بحثاً علمياً ألقيتُه في ندوة الإبداع الفكري الذاتي في العالم العربي المنعقدة في الكويت من 8 إلى 12 مارس 1981م ، وقد نشرتُ بحثاً في مجلة جامعة دمشق ، حزيران (يونيه) 1986م بعنوان " الإبداع واللغة العربية في المناهج الدراسية " تحدثتُ فيه أيضاً عن نجاح تجربة باسل .
ولقد كررت التجربة على ابنتي ( لونه ) التي تصغر باسلاً بأربعة أعوام ، ونجحت كذلك نجاحاً تاماً , وقد سجلت كلامها على أشرطة تسجيل منذ أن كان عمرها سنةً ونصفاً . وحتى الآن نحن الثلاثة في البيت نتكلّم بالفصحى فيما بيننا ونكلّم أفراد الأسرة الآخرين بالعامية تلقائياً .
دخل باسل ولونه إلى المدرسة وكان لإتقانهما الفصحى قبل السادسة أثر عجيب على مدى حبّهما للكتاب وإتقانهما للعلم ، لقد اكتشفا أن الكتاب يتكلم لغتهما فصارا صديقين للكتاب ، وبهذا أصبحا قارئين ممتازين ، أتقنا التعلّم الذاتي واتقنا الرجوع إلى الكتاب ، وتفوقا في المواد العلمية كلها، وتكون لديهما إحساسٌ راقٍ بجماليّة اللغة . (2) دار الحضانة العربية الكويت :
تأسّست دار الحضانة العربية في الكويت في 17/ 9/ 1988م ، وكانت الغاية من تأسيسها إكساب الأطفال الفصحى بالفطرة ، وقد قمت بتدريب المعلّمات بحيث أصبحن قادراتٍ على استخدام اللغة العربية الفصحى طوال اليوم المدرسي , وقد نجحت الفكرة نجاحاً مذهلاً , وأصبح الأطفال بعد ستة شهور يتكلمون الفصحى , وقد كتب عن دار الحضانة العربية أكثر من أربعين استطلاعاً وخبراً صحفياً . (3) روضة الأزهار العربية - دمشق - سوريا : * تأسست روضة الأزهار العربية في 17/10 /1992م . * هدفت إلى تعليم الفصحى للأطفال بالفطرة قبل سنّ السادسة وذلك باعتمادها لغة التواصل طوال اليوم المدرسي . * نجحت الفكرة أيضاً نجاحاً عظيماً فاق توقعاتنا تماماً كما نجحت في الكويت . * زار روضتَنا حتى الآن أكثر من خمسين مربياً وباحثاً من (سوريا والأردن والسعودية ومصر وليبيا والمغرب والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ) وقد سجل جميعهم انطباعاتهم مؤكّدين نجاح الفكرة ومؤيّدين لتعميمها . * لدينا أشرطة فيديو تصوّر أطفالنا وهم يتكلمون بالفصحى ويتحاورون مع معلماتهم . * ثبت لدينا أن الأطفال استطاعوا إتقان الفصحى جنباً إلى جنب مع اللهجة العامية : الأولى في المدرسة والأخرى خارج المدرسة . * اشترك الدكتور عبد الله الدنان في معرض الباسل للإبداع والاختراعات السوري في الأعوام .. 1997, 1998 ,1999 , و قد أحضر الأطفال من روضة الأزهار العربية إلى المعرض في جناح مخصص وشاهد الزائرون الأطفال واستمعوا إليهم وهم يتحدثون بالفصحى معهم ومع معلماتهم ، وقد كانوا مثار إعجاب ودهشة الجميع ، وقد منحت اللجنة العلمية السورية لتقويم المبدعين للدكتور الدنان ثلاث جوائز ذهبية في السنوات الثلاث. كما أن أربعَ روضاتٍ أخرى في دمشق قد بدأت بتطبيق الفكرة وهي :
- روضة الفارس الذهبي التابعة للاتحاد العام النسائي السوري ، باب مصلي - دمشق .
- روضة نادي الطفولة ، المزة – دمشق .
- روضة البشائر ، الميدان – دمشق .
- روضة دمشق ، الشيخ محي الدين – دمشق .
وجدير بالذكر أن الاتحاد العام النسائي السوري قرّر تطبيق تعليم الفصحى للأطفال في الروضات التابعة له والبالغة حوالي (300 ) روضة يشرف عليها حوالي (1200 ) معلمة .
وقد اهتمّت وسائل الإعلام السورية والعربية بالفكرة فبثّتها محطّات التلفزيون المحلية والفضائية ، وكتبت عنها الصحف والمجلات كما أجرت محطات الإذاعة أحاديث عديدة مع صاحبها . يتبع | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=787608 التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |