2014-11-24, 08:52
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | لماذا بقيت أسوار اللغة الفرنسية صامدة في وجوه المغاربة؟ | لماذا بقيت أسوار اللغة الفرنسية صامدة في وجوه المغاربة؟ هسبريس - إسماعيل عزام الاثنين 24 نونبر 2014 - 06:00 قبل حوالي 59 سنة، نال المغرب استقلاله عن فرنسا رسميا، وضمن دستور 1962 تم إعلان اللغة العربية رسمية بالمملكة، قبل أن يتم إلحاق الأمازيغية بها كلغة رسمية أيضا وفقا لما ضمه دستور فاتح يوليوز 2011.. بيدَ أن الخروج الفرنسي الرسمي من المغرب، لم يجعل لغته كذلك تخرج معه، بل استمرت حاضرة فيه إلى حد الآن، حيث تحظى بمكانة كبيرة، تتجاوز في الكثير من الميادين حتى اللغة العربية. نظرة متأملة للتعليم الجامعي المغربي: الكثيرون من أفراد الشعب لا تدر.س سوى باللغة الفرنسية. رؤية متفحصة للإعلام المغربي: الكثير من العناوين الصحفية والإذاعات والبرامج التلفزية تخاطب متلقيها بلغة موليير. .تتبع واقع سوق المال والأعمال: غالبية المقاولات تشتغل باللغة الفرنسية.. مجرّد أمثلة عن توغل هذه اللغة في المغرب، فرغم تراجعها عالمياً، وانتشار اللغة الإنجليزية حتى داخل فرنسا نفسها، لا زالت الفرنسية تعض بالنواجذ على مكانتها في الديار المغربية. حضور قوي منذ الاستقلال ويعيد موسى الشامي، رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية، سرّ الحضور القوي للفرنسية في المغرب إلى الحركة الوطنية:" الذي وقع هو أن هذه الحركة التي وقعت اتفاقية "الاستقلال" مع فرنسا تساهلت في أمور كثيرة، منها أنها قبلت أن تظل المدارس الفرنسية بالمغرب مفتوحة في وجه أبناء المغاربة، وبالخصوص أبناء الأعيان الذين سيتابعون دراستهم في مدارس البعثة الفرنسية بالمغرب، وبالمؤسسات الجامعية الفرنسية بعد حصولهم على الباكالوريا. وهم من سيتقلدون المناصب المهمة بالمغرب فيما بعد". ويضيف الشامي في تصريحات لهسبريس أن هؤلاء الذين لم يدرسوا اللغة العربية في مؤسسات التعليم العالي، سيشتغلون بطبيعة الحال باللغة التي يجيدونها، وهي الفرنسية. الشيء الذي جعلها تعرف ازدهاراً كبيراً بعد استقلال المغرب:" المغاربة هم من فرنسوا المغرب بمساعدة فرنسا التي لم ترحل من المغرب ورسخت اللغة الفرنسية فيه بمدارسها التي ظلت قائمة ومفتوحة في وجه من "ناضلوا " من أجل "تحرير" المغرب" يتحدث الشامي. ويتحدث اللغوي محمد بودهان، في مقال سابق خصّ به هسبريس، على أن السبب في هيمنة اللغة الفرنسية بالمغرب، هو علاقة "الأمومة" التي تربط في نظره فرنسا بمولودتها التي هي المغرب:" المعروف أن كل مولود يكتسب لغته الأولى من أمه التي أنجبته واحتضنته. ولهذا تسمى هذه اللغة الأولى بـ"لغة الأم". وبما أن فرنسا هي الأم الشرعية التي "أنجبت" واحتضنت وأرضعت، ابتداء من 1912، مولودتها التي هي الدولة العربية بالمغرب، التي رأت النور في 1912، فإن هذه المولودة الجديدة لفرنسا ستكتسب تلقائيا اللغة الفرنسية". ويضيف بودهان أن كل النداءات الداعية إلى وضع حد لهيمنة اللغة الفرنسية بالمغرب ومنع استعمالها في مؤسسات الدولة وإداراتها، تبقى "مجرّد صيحات في وادٍ"، مبرراً ذلك بأن الدولة لا تستطيع التنازل عن هذه اللغة حتى ولو أرادت، لأن "العلاقة التي تربط الدولة العربية بالمغرب باللغة الفرنسية هي علاقة تكوينية Génétique تتجاوز الإرادة وقرار الاختيار". الفرنسية في التعليم المغربي باستثناء شعب محدودة في الجامعة، كـ"اللغة العربية" و"الدراسات الإسلامية" و"التاريخ"، تستعمر اللغة الفرنسية مجموعة من التخصّصات ما بعد الحصول على شهادة البكالوريا، وهو ما يشكّل نوعا من الصدمة للكثير من الطلبة الجدد، فالعربية كانت هي المهيمنة في التعليم الأساسي مقابل ساعات محدودة للفرنسية. هكذا يبرز الكاتب حشادي حميد، في بحث له تحت عنوان" مكانة اللغة الفرنسية في المغرب"، أنه أمام هذه الوضعية، ترّسخ لدى الطالب بكون الفرنسية هي لغة العلوم والتطوّر، وهو ما يدفعه إلى الاهتمام بها. ويضيف حشادي في بحثه، أن ممارسة الطلبة لهذه اللغة على مستوى واسع من القراءة والكتابة والحديث والمناقشة والحوار مع أساتذتهم والمشرفين الأكاديميين، إلى جانب المؤثرات الخارجية الأخرى التي تغريهم وتدعوهم إلى الاحتفاء بها، تؤدي إلى اتساع رقعة استخدام الفرنسية، إلى زيادة خطورتها لأنها " لا تعمل على التقليل من فرص استخدام الطلبة للغتهم فحسب، وإنما تبعثهم على النظر إلى اللغة العربية على أنها الأقل شأنا والأقل جدارة بالاهتمام، ممّا يقلل من احترامهم لها ومن العناية بها". في الجانب الآخر، يتحدث بودهان عن أن الفرنسية، وإن كانت لغة أم بالنسبة للدولة بالمغرب، أي السلطة ومؤسساتها، فإنه لا علاقة لها باللغة الأم للشعب المغربي التي تبقى هي الأمازيغية والدارجة، غير أنه ومع ذلك، عرفت الفرنسية "انتشارا واسعا لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي بعد الاستقلال، وذلك بفضل تعميم التعليم باللغة الفرنسية. وهو ما جعل هذه الأخيرة لم تبق لغة الدولة وحدها، بل أصبحت كذلك لغة جزء غير يسير من الشعب"، على حد قوله. ويعترف الشامي بأن الانفتاح على الفرنسية واللغات المتقدمة الأخرى في التعليم المغربي يبقى ضرورياً، مبرّراً ذلك بـ"تخلفنا في الميدان العلمي والتقني والتكنولوجي". إلا أن الشامي يستدرك القول بأن هذا الانفتاح يجب أن يكون مرحليا، وذلك ريثما يتمكن المغرب عن طريق الترجمة والبحث العلمي والإنتاج المعرفي، من تطوير ما نصّ عليه الدستور في الحقل اللغوي:" لا يمكن أن يتقدم المغرب إلا بأدواته اللغوية النابعة من الأرض المغربية، لكنه لا يريد أن يقدم على أي شيء في هذا المجال، لذلك ويلجأ إلى الحل السهل: استعمال اللغة الفرنسية في التعليم العالي بالأخص، وهو الأمر الذي سيحكم عليه بالتبعية الدائمة". معطيات في صالح الفرنسية تتحدث معطيات المنظمة الدولية للفرنكفونية عن أن حضور اللغة الفرنسية سيتعزز في المغرب على حساب اللغة العربية، وبأن منطقة المغرب الكبير تجمع أكثر من 44 في المئة من عدد المنخرطين في المعهد الفرنسي التابع للدولة الفرنسية، مقابل توزع النسبة المتبقية على بقية دول العالم. ويبلغ عدد الناطقين بالفرنسية في المغرب، حسب دراسة أنجزتها هذه المنظمة سنة 2010، حوالي 10 مليون و366 ألفاً، أي بنسبة تصل إلى 32 في المئة من عدد السكان، مشيرة إلى أن المغرب يعرف مجموعة من الأنشطة على مدار السنة التي تعزز من حضور الفرنسية. ويبرّر الكثير من المدافعين عن "الفرنسية وجودها القوي بالمغرب إلى ما قدمته لهذا البلد خلال فترة الحماية، خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية، حيث ما زالت الكثير من الطرق ببعض القرى شاهدة على الحضور الفرنسي، زيادة على العلاقات الاقتصادية والثقافية القوية بين البلدين، ففرنسا تعتبر شريكا اقتصاديا أساسيا مع المغرب، والجالية المغربية هناك تعتبر ثاني أهم جالية بعد الجزائرية. في وقت تتحدث فيه آراء أخرى عن أن تطوّرات الزمن صارت تحتم التخلي عن هذه الفرنسية، وتعويضها بالإنجليزية كلغة أجنبية أولى، وهي التي تعتبر اللغة الأولى في العالم المستخدمة في غالبية المجالات. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=787479 التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |