همسة في أذن .. - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-11-19, 15:10

رقم المشاركة : 1

الرميساء

أستـــــاذ(ة) ذهبــــي

إحصائية العضو

الرميساء غير متواجد حالياً

همسة في أذن ..

بسم الله الرحمن الرحيم

همسة في أذن .. معدد

الحياة نعمة.. الحياة حلوة..
حياتنا سنون وشهور وأيام ..
حياتنا ساعات ودقائق وثوان ..
حياتنا أوقات أنفاسنا فيها محسوبة ومكتوبة ..
خطواتنا تسلك طريقا مرسومة ..
نرسمها بألوان طيف براقة ..
وكل له ألوان طيف ..
فمن كانت خطواته مشروعة.. كانت ألوانه مباركة مرفوعة.. ومن كانت خطواته منكوسة.. كانت ألوانه متخبطة محبطة.. وفي هذا الزمان اختلطت بعض الخطوات بألوانها وأطيافها فأصبح الأبيض مسمرا, مع أن الأبيض المشروع أبيض مشع ناصع يتراءى للعيان, وتغبطه كل الألوان, حريص عليه كل محظوظ خطواته مشروعة.
أيها القارئ الكريم موضوع أشغلني .. صداه بلغ الآفاق.. وبريقه معقول مقبول.. يحبه أهل الإيمان قد خاض في مشروعيته القاصي والدان .. شرعه حكيم خبير.. يعلم بمصلحة الإنسان .. التعدد الذي يسيل له لعاب كل إنسان.. وكلامي سيكون يخاطب من أراد التعدد ونسي فضل أم الأولاد!
قصتي يا أحبائي تتكرر وتتكرر .. بألوان وألوان!! مع أن لونها وفضلها يتعدى عقل الإنسان.
لأول مرة أخاطبك يا آدم .. وكم وكم ترددت وقدمت وأخرت .. وأخيرا استجمعت شجاعتي وأقدمت .. فليتسع صدرك ولأهمس بأذنك بأني أؤمن وأدعو لهذا الأمر.. مع أن قلبي قلب غيورة.. لكن عقلي عقل يحطم الألوان ويتحكم بالقلب ويسوقه لشريعة العزيز الحكيم العادل.
لقد وضع الديان الأمر بين يديك ولم يربطه بموافقة أم الأولاد .. فحين تحدث هذه الزوبعة وفي حال تم الأمر وبان:
لماذا لم تمهد للأمر؟ وتتلطف وتكون أول من يخبر أم الأولاد وتزيل عنها الحيرة والقلق!! الكل يهمز ويغمز.. والمسكينة بين مصدق ومكذب.
لقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق. فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه. ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم عصفورة قد أخذت فراخها فقال من أفزع هذه بأولادها؟!!
هذه عصفورة فما بالك بملكة يدب الخوف والقلق في مملكتها.
النساء فواكه وقد شرع لك الشارع بأربع منها, قال تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) والشرط ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وهذه ضع تحتها عدة خطوط ..
ما دام الأمر لك وأنت تعلم علم اليقين بحب المرأة الأناني, وغيرتها العمياء, و تعلم أيضا ترصد الشياطين لهذه المملكة.. وهنا تأتي أنت وتغتصب الأمن والاستقرار, وتحمله مع القلب والقالب وتضعه بين يدي أميرة الزمان وتعطره بأحلام نرجسية!!
وتنسى أحلاما وردية عشتها في زمان خلى وغابت شمسه.. و انطفأ نوره ودفئه.
قد تعترض وتقول أم الأولاد لم تغب شمسها ولم أساوم على حبها لن أخسر ودها..
أنا متأكدة أنك صادق وليس كل آدم صادقا! هنا لي عندك رجاء:
هلا أخفيت فرحتك وانشغالك عن الحبيبة الخالية.. هلا استمرت مشاعرك وحبك لها كما كنت "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
لا تسر بخطواتك لأصحاب زوجاتهم يردن أن يقهرن أم الأولاد.
تدرج معها بالخبر وأحطها بزيادة الحب والحنان ..
خابت وخسرت يداك إن بنيت بيتك الجديد على أنقاض بيت أم الأولاد.
لا تغامر وتقامر برأس مالك بل زد عليه خيرا وتلطف بالجمع بين الأول والثاني.
لا تجمع خليلاتك في بيت واحد سيما في أول الغليان.. فالبركان أوله غليان منساب .. وآخره برد وسلام .. وسيصبح جبلا يتحدى الغليان.
بحكمتك وتسديدك ومقاربتك ستصبح أم الأولاد مع زوج حبيب لم ولن يرضى أن يخسر قلبا طالما نبض بالحب والعطاء.. وعقلا فكر وقدر أحوال زوج لا يملك من الدنيا إلا القليل .. فصبرت وتحملت و بنت معه حياته لبنة لبنة .. وعندما استقام العود وملك الدرهم والدينار أتاها بشريكة.
أيها الربان .. أيها الراعي .. ضع قيودا وأحكاما لسفينتك .. واحمل فيها ركابك .. كل فرد في قمرته .. ولا تجعله يطغى على الآخر.. فالسفينة قلبها كبير .. وبالحكمة والموعظة الحسنة تقترب القلوب ويمنع الطغيان .. ولا تكن في وسط الدائرة هذه تشد وتلك تشد.
أعط كل واحدة حقها ولا تسمح بانتقاص إحداهما للأخرى مهما كانت الأسباب.
افرح بالجديدة وعش حبا عارما .. كن رجلا عادلا وابتعد في بداية الأمر عن عيون الحبيبة .. احترم مشاعرها وأنانيتها.
أرضها بهدية .. وخير هدية لمسة حب وحنان وزوج لم يغيره الزمان.
تذكر أنه من الصعب عدل القلب!! فإن لم يكن فاعدل باليوم والليلة ولو نمت في حوش الحبيبة.
لا تمل ففي الدنيا ستعتاد الميلان! وفي الآخرة لن تعتدل! سيرديك هذا بوعيد الرحمن ولن تروح رائحة الجنة.
كلما عدلت و تحكمت بقلبك كلما سعدت .. ولا تدري قد تطيب لك التجربة وتتقن إدارة السفينة.
بالعدل والإنصاف تحلو الحياة وبهذا الاستقرار والأمان ستشعر أن بالقلب مكانا ومكانا .. وبما أني أرضي الرحمن وأصون نساء الإسلام, سأعيد الكرة .. وهنا لي عندك رجاء اختر ذات الدين والخلق.. فبالأول غامرت وقامرت ببيت واحد .. أما الآن فرأس مالك بيتان وأولاد وبنات يترعرعون في زمن يجب أن يحكمه رجل .. فالفتن والمزالق كثيرة والمرأة الخيرة ستساعدك على العدل وتخاف الرحمن في أمهات الأولاد.
الحياة نعمة حلوة .. فلا نعقد الأمور .. ولنقم الحقوق .. ولتكن نساؤنا عونا لنا على الطاعة .. ولنثبت للعالم كله بأن ما شرعه الحكيم الخبير خير لكل الإنسانية.
كن يا آدم قدوة .. نعم قدوة .. فالإعلام والفضائيات شوهت الصورة وتحكمت بأم الأولاد وعلمتها كيف تكون ندا لك.
آدم .. حواء.. لنعد وننهل من نبع شريعتنا العظيمة ففيها السعادة والنقاء.

منقول