2014-11-01, 17:24
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  إضراب 29 أكتوبر وماذا بعد؟
|  |
إضراب 29 أكتوبر وماذا بعد؟
عزيز أمعي نشر في هسبريس يوم 01 - 11 - 2014
الإضراب الذي أعلنت عنه النقابات يوم 29أكتوبر من الشهر المنصرم ، والذي شاركت فيه كل النقابات تقريبا بما فيها النقابة المحسوبة على العدل والإحسان .اعتبرته النقابات إضرابا ناجحا بكل المقاييس حيث أكدت المركزيات النقابية أن نسبة نجاح الإضراب بلغت 84في المائة .في حين أعلنت الحكومة بأن يوم الإضراب كان يوما عاديا ، وأن نسبة المشاركة في الإضراب لم تصل إلى النسب التي أعلنت عنها النقابات .بمعنى أن المركزيات النقابية وعلى الرغم من التعبئة المكثفة التي بدلتها الإنجاح الإضراب لم تكن الاستجابة في مستوى ما كان منتظرا .
وبغض النظر عن السجال القائم بين المركزيات والحكومة حول نجاح وفشل الإضراب، فإن الحقيقة التي لا يمكن الاختلاف حولها ، هو أن الوضع الاجتماعي في المغرب ليس على ما يرام من الناحية الاجتماعية ، وأن الإصلاحات التي يؤكد السيد عبد اله بن كيران أنه يقوم بها ، والتي هي في تقديره واجبة من أجل مصلحة البلاد والعباد ، لا يراها الشارع أو على الأقل أغلبه كذلك .لأن المواطن البسيط مشغول باليومي .المواطن لا يفهم حتى وإن افترضنا جدلا أن الحكومة منخرطة في إصلاح شامل ومهم قد ينقد المغرب من أزمة خطيرة يسير نحوها .هذا البعد الاستراتيجي الذي يروم إصلاح ما أفلس . المواطن لا شأن له ولا دخل له في إفلاس صندوق التقاعد وغيرها من المؤسسات المالية الأخرى .
ما يهم المواطن بالدرجة الأولى هو الحاضر بكل تحدياته ، هو القفة والأفواه الجائعة التي تنتظره صباح كل يوم لينقدها من سغب يتهددها.اليومي ومشاكله والخوف من استمرار تصاعد سهم الأسعار عند الخضار والبقال وكل الخدمات الأخرى هو ما يرعب المواطن المغربي ويجعله حين يفتح عينيه كل صباح ،يضع يده على قلبه وهو يقول ربنا احفضنا من شر هذا اليوم .المواطن يحلم ويتمنى من الحكومة أن تمكنه من مواجهة الحياة التي سئم تكاليفها على حد قول حكيم الشعراء زهير بن أبي سلمى . وحين لا يلمس أي مؤشر من مؤشرات التراجع في لفح الغلاء يزداد يأسه ويخرج لقول اللهم إن هذا منكر ، وهذا ما رأيناه وقرأنها على صفحات الجرائد بالنسبة للفاتورة الخاصة بالماء والكهرباء.
الحكومة على ما يبدو ماضية في اعتزمت عليه من إصلاحات تراها مكلفة لكنها ضرورية . وعلى رأس الإصلاحات يأتي إصلاح صندوق التقاعد ، الذي يمكن أن نقول عنه أنه الضربة التي قسمت ظهر البعير.النقابات عازمة في المقابل على الوقوف في وجه إصلاحات الحكومة ، وكل الاختيارات التي تؤدي إلى الزيادة في الأسعار ، دون أي محاولة في الزيادة في الأجور ، حتى يتمكن المواطن من مواجهة الغلاء الذي تعرفه كل المواد الأساسية وغير الأساسية . الحكومة وكرد فعل منطقي وقانوني منها حسب تقديرها ، تواجه حق النقابات في الإضراب بالاقتطاع انطلاقا من مبدأ الأجر مقابل العمل ، أو الخدمة التي يقدمها للدولة .
على كل وبغض النظر عن اختلاف وجهات النظر بين الحكومة والنقابات حول العديد من القضايا التي تهم المواطن العادي ،يحق لنا الآن أن نتساءل هل التقطت الحكومة الإشارة التي وجهها هذا الاحتجاج السلمي ، وهل استوعبت أن الإضراب والذي لا يمكن إنكار نجاحه في العديد من القطاعات ،يتطلب منها العمل بتركيز على الجانب الاجتماعي ، لأن الغلاء إذا استشرى سيهدد السلم الاجتماعي . صحيح أن الإضراب العام لم يعد سيناريو إضراب سنة 1981 ، وذلك لعدة أسباب منها أن العهد الجديد يختلف من عدة جوانب عن تلك الفترة الصعبة التي عاشها الوطن .لكن ما نأمله هو أن لا تعود تلك الأسباب خاصة الاجتماعية للظهور كي تسبب العنف ، وضياع ممتلكات الدولة والأفراد.
وفي المقابل من حق الحكومة أن تطالب النقابات بأن تتحمل المسؤولية، وأن تمد يدها للحكومة كقوة اقتراحيه ، وأنه إذا كان من حق النقابات أن تخوض الإضراب ، فمن الواجب عليها أيضا أن تقدم الاقتراحات الناجعة لإيجاد الحلول .لأن أهم ما تعيبه الحكومة على المركزيات النقابية هو أنها تحتج دون تقدم بديلا موضوعيا للقضايا التي تحتج بسببها ، ويأتي على رأس هذه المواضيع ، موضوع إصلاح التقاعد ، الذي تتهم فيه النقابات بأنها لا تملك تصورا ناجعا لإصلاحه. إذن كل القضايا تقتضي مقاربة تشاركية بين الحكومة والنقابات إذا ما أردنا أن نحقق إصلاحا شاملا يؤمن للمواطن العيش الكريم ، ويؤمن لهذا الوطن سلما اجتماعيا مستقرا ودائما .
ما هي الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة بعد هذا الإضراب الانداري هل ستأتي بأخبار سارة ، أم أن أخبارها السارة لن تتجاوز ما أعلن عليه بن كيران حين أخبر المغاربة بأن المغرب قد تقدم ستة عشر في ترتيب العالمي الخاص بمناخ الأعمال ليتركهم مشدوهين .ثم النقابات ما ذا سيكون رد فعلها ،هل ستعطي للحكومة فرصة لتقوم بالإصلاح الذي ترومه ، أم أنها ستصعد الصراع إلى أبعد مدى ، لكنها إذا ما فعلت ذلك فبأي صيغة وبأي ثمن ؟
– كاتب وروائي |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=784193 | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ
 | |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
