2014-11-01, 05:12
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | ثالثا : تعريف العلامة لغة واصطلاحا | ثالثا : تعريف العلامة لغة واصطلاحا تعريف العلامة لغة :
أصلها في اللغة مشتق من مادة (ع ل م ) ، كما سيتضح من التعريفات . 1) الخليل الفراهيدي:
قال :
(( ومنه قوله [تعالى] : فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ، شبه السّفن البحرية بالجبال. والعَلَمُ: الرّاية، إليها مجمعُ الجُند. والعَلَمُ: عَلَمُ الثّوبِ ورَقْمُه. والعَلَمُ: ما يُنْصَبُ في الطّريق ، ليكون علامةً يُهْتَدَى بها، شِبْه الميل والعَلامَة والمَعْلَم .
والعَلَم:
ما جعلته عَلَماً للشيء. ويُقرأ: وَإِنَّهُ : "لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ " 1"، يعني: خروج عيسَى عليه السلام ، ومن قرأ لعلم يقول: يعلم بخروجه اقتراب السّاعة ، والمَعْلَمُ: موضعُ العلامة )) " 2" . 2) ابن المنظور :
والعَلامةُ: السِّمَةُ، وَالْجَمْعُ عَلامٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إلَّا بِإِلْقَاءِ الْهَاءِ ،
والمَعْلَمُ مكانُها. وَفِي التَّنْزِيلِ فِي صِفَةِ عِيسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ: وَإِنَّهُ : "لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ" " 3"
، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَكْثَرِ الْقُرَّاءِ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: وَإِنَّهُ :" لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ "، الْمَعْنَى أَنَّ ظُهُورَ عِيسَى وَنُزُولَهُ إِلَى الأَرض عَلامةٌ تَدُلُّ عَلَى اقْتِرَابِ السَّاعَةِ. وَيُقَالُ لِما يُبْنَى فِي جَوادِّ الطَّرِيقِ مِنَ الْمَنَازِلِ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى الطَّرِيقِ: أَعْلامٌ، وَاحِدُهَا عَلَمٌ. والمَعْلَمُ: مَا جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق وَالْحُدُودِ مِثْلَ أَعلام الحَرَم ومعالِمِه الْمَضْرُوبَةِ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: المَعْلَمُ الأَثر. والعَلَمُ: المَنارُ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يَكُونُ بَيْنَ الأَرْضَيْنِ. والعَلامة والعَلَمُ: شَيْءٌ يُنْصَب فِي الفَلَوات تَهْتَدِي بِهِ الضالَّةُ. وَبَيْنَ الْقَوْمِ أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عَنْ أَبِي العَمَيْثَل الأَعرابي.
وقوله تعالى:
"(( وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ" 4" ؛ قَالُوا: الأَعْلامُ الجِبال. والعَلَمُ: العَلامةُ .
والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه فِي أَطْرَافِهِ. وَقَدْ أَعْلَمَه: جَعَلَ فِيهِ عَلامةً وجعَلَ لَهُ عَلَماً. وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فَهُوَ مُعْلِمٌ، والثوبُ مُعْلَمٌ.
والعَلَمُ: الرَّايَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ إِلَيْهَا الجُنْدُ.
ومَعْلَمُ الطَّرِيقِ: دَلالتُه، وَكَذَلِكَ مَعْلَم الدِّين عَلَى الْمَثَلِ. ومَعْلَم كلِّ شَيْءٍ: مظِنَّتُه، وَفُلَانٌ مَعلَمٌ لِلْخَيْرِ كَذَلِكَ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلَى الوَسْم والعِلْم، وأَعلَمْتُ عَلَى مَوْضِعِ كَذَا مِنَ الْكِتَابِ عَلامةً. والمَعْلَمُ: الأَثرُ يُستَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ ))" 5" .
(( وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ، فَهِيَ أَمارةٌ. وَتَقُولُ: هِيَ أَمارةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَي عَلَامَةٌ ))" 6". 3) الرازي :
قال :
ع ل م: (الْعَلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْعَلَامَةُ) وَهُوَ أَيْضًا الْجَبَلُ. وَ (عَلَمُ) الثَّوْبِ وَالرَّايَةِ. وَعَلِمَ الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ يَعْلَمُهُ (عِلْمًا) عَرَفَهُ. وَرَجُلٌ (عَلَّامَةٌ) أَيْ (عَالِمٌ) جَدًّا وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اسْتَعْلَمَهُ) الْخَبَرَ (فَأَعْلَمَهُ) إِيَّاهُ. وَ (أَعْلَمَ) الْقَصَّارُ الثَّوْبَ فَهُوَ (مُعْلِمٌ) وَالثَّوْبُ (مُعْلَمٌ) . وَ (أَعْلَمَ) الْفَارِسُ جَعَلَ لِنَفْسِهِ (عَلَامَةَ) الشُّجْعَانِ. وَ (عَلَّمَهُ) الشَّيْءَ (تَعْلِيمًا فَتَعَلَّمَ) وَلَيْسَ التَّشْدِيدُ هُنَا لِلتَّكْثِيرِ بَلْ لِلتَّعْدِيَةِ. وَ (الْمَعْلَمُ) الْأَثَرُ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ )) " 7" . 4) وجاء في المعجم الوسيط : ( 2/624) :
(الْعَلامَة) مَا يسْتَدلّ بِهِ على الطَّرِيق من أثر ."8 " تعريف العلامة اصطلاحا :
ويعرف ذلك من خلال ما تقدم وما سيأتي : 1) الجرجاني
الأمارة: لغةً: العلامة ، واصطلاحًا، هي التي يلزم من العلم بها الظن بوجود المدلول، كالغيم بالنسبة إلى المطر، فإنه يلزم من العلم به الظن بوجود المطر. والفرق بين الأمارة والعلامة، أن العلامة: ما لا ينفك عن الشيء، كوجود الألف واللام على الاسم، والأمارة: تنفك عن الشيء، كالغيم بالنسبة للمطر ))" 9" . 2) ابن الأثير:
(( العلاَمة. وَقِيلَ الأَمَار جَمْعُ الأَمَارَة )) " 10". 3) قال الإمام القرطبي :
قَالَ الْعُلَمَاءُ: التَّوَسُّمُ تَفَعُّلٌ مِنَ الْوَسْمِ، وَهِيَ الْعَلَامَةُ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى مَطْلُوبٍ غَيْرِهَا. يُقَالُ: تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ إِذَا رَأَيْتُ مِيسَمَ ذَلِكَ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنِّي تَوَسَّمْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... والله يَعْلَمُ أَنِّي ثَابِتُ الْبَصَرِ . " 11 " 4) الزمخشري :
(( قَوْله تَعَالَى: {فإنْ أُحْصِرْتُمْ} . الأمار والأمارة: الْعَلامَة. يُقَال: أَمار مَا بيني وَبَيْنك كَذَا. وَالْمعْنَى: اجعلوا بَيْنكُم وَبَينه يَوْمًا تعرفونه )) ." 12" 5) قال شيخ الإسلام ابن تيمية
(( والعلامة، والدليل، والآية، حدّها: أنّها تدلّ على المطلوب )) " 13" . الخلاصة :
ما خلال ما تقدم نستطيع القول أن العلامة كالدليل أو الأمارة أو الآية ، وحَدّها أنها تدل على المطلوب أو تعرف بها الأشياء . ولا فرق في الأمور الشرعية المعنوية بين العلامة والثمرة ، فكلاهما أثر أو نتيجة للعمل ، كقولك : الكذب علامة من علامات النفاق ، أو الكذب ثمرة من ثمار النفاق ، ولكن هناك فرق في الأمور المادية مثل قولك : علامة منزل فلان كذا وكذا ،ولا تستطيع أن تقول : ثمرة منزل فلان كذا وكذا . أي في الأمور المعنوية تطلق الثمرة مجازا . === الهوامش = = =
1) (( سورة الزخرف : 61 )) .
2) (( كتاب العين )) ( 2/153) ، ( الخليل الفراهيدي ) .
3) (( سورة الزخرف : 61 )) .
4 ) (( سورة ارحمن : 24 )) .
5) (( لسان العرب : 12/ 420)) .
6) (( لسان العرب : 4/32)) .
7) (( مختار الصحاح : 1/217)) .
8 ) المؤلف: مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)
9) (( التعريفات : 1/36)) . الجرجاني .
10 ) (( غريب الحديث والأثر /1/67)) ابن الأثير .
11 ) تفسير القرطبي (10/43) .
12 ) (( الفائق في غريب الحديث : 1/289)) . الزمخشري.
13) (النبوات )) (( 2 /775)) . | |
| |