منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

أمن سلا يعتقل تلميذا اعتدى على أستاذه

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._427259520.jpg

هسبريس - طارق بنهدا

الاثنين 20 أكتوبر 2014 - 00:00
يبدو أن بشائر الخير التي حملها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، للدخول المدرسي الحالي، تبخرت مع تسجيل حالات جديدة من تعنيف التلاميذ لأساتذتهم داخل المؤسسات التعليمية؛ إذ طالب أستاذ لمادة الرياضيات، بالثانوية التأهيلية صلاح الدين الأيوبي بسلا، من وزارة بلمختار اتخاذ الإجراءات اللازمة، على إثر تعرضه للضرب بلكمَتَيْن من طرف أحد تلامذته، الذي لا يزال معتقلاً لدى المصالح الأمنية بالمدينة، في انتظاره إحالته على الوكيل العام للملك بالمحكمة.
قصة الاعتداء، كما يحكيها الأستاذ عبد الاله ه.، تعود ليوم الثلاثاء الماضي، حين استقبل قسم الجذع المشترك الأدبي 1، بالقاعة رقم 9، خلال حصة مسائية انطلقت مع الساعة الرابعة، "لاحظتُ أن هناك وجوها غريبة لم يسبق لي التعرف عليها وحيث أني لا أتوفر على اللائحة الاسمية للقسم.. طلبت من التلاميذ إثبات انتمائهم للقسم بالإدلاء ببطائقهم المدرسية ثم طلبت من الذين لا يتوفرون على هذه البطاقة التوجه إلى الحراسة العامة قصد تأكيد انتسابهم إلى القسم".
ويتابع الأستاذ الضحية أن 8 من تلامذته الجدد امتثلوا لأمره، "إلا التلميذ أسامة ب. الذي رفض رفضا قطعيا في تحدٍّ صارخ بدعوى أنه جاء للدراسة وأن من حقه البقاء بالقسم"، مضيفا أن التلميذ، الذي لم يكن يحمل "لا بطاقة ولا دفاتر ولا أقلام"، واجهه بجملة "من حقي نقرا وأنا ماخرجش"، قبل أن يطلب منه الخروج "فصرخ في وجهي منتفضا من مقعده 'ما خرجش ودير اللي بغيتي'".
تعنت التلميذ، وفق رواية عبد الاله في شكايته لوزارة التربية الوطنية، دفعه لتوجيه سيل من السب والشتم للأستاذ، الذي طلب من إحدى التلميذات التوجه إلى الحراسة العامة قصد إخبار الإدارة؛ "ترددت التلميذة خوفا من التلميذ.. مما اضطرني لإرغامه على الجلوس إلى حين حضور الحارس العام أو أي ممثل عن الإدارة فلم يمتثل".
اللحظة الحاسمة للتلميذ الهائج كانت حين وجه ضربة قاضية صوب وجه أستاذه، "فقدتُ أثناءها نظاراتي وأصبت بجرح على أنفي.. الأمر الذي استدعى وضع نقطتين عند الطبيب المعالج.. ثم زاد بلكمة أخرى وفرّ من نافذة القاعة التي كانت مغلقة"، وهو ما دفع الضحية إلى التوجه فورا، وهو مدمى الأنف والوجه، إلى الحراسة العامة قصد اطلاعهم بالأمر "ومساعدتي على التعرف على اسم و نسب التلميذ من خلال ملفات التلاميذ".
وتابع عبد الاله قصته بالقول إن "عناصر" من المؤسسة قاموا بإحضار الجاني إلى الإدارة واحتجازه في انتظار حضور رجال الأمن، حيث تم اقتياده بعد ذلك إلى مصلحة الأمن المداومة، المتواجدة أمام محطة القطار سلا المدينة، في وقت قام الأستاذ بالتبليغ عن حالة العنف التي تعرض لها من طرف التلميذ، في انتظار إحالته على الوكيل العام للملك.
وأدت اللكمات "القاضية"، التي وجهها التلميذ الهائج صوب أستاذ الرياضيات، إلى التعجيل بتوجه هذا الأخير إلى مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله بالمدينة، "قمت بالفحوصات اللازمة بمعاينة من الطبيب المشرف الذي خولني، بعد الاطلاع على حالتي الصحية والنفسية، شهادة طبية مدتها 21 يوما".
قبل عام من الآن، دقت وزارة التربية الوطنية ناقوس الخطر، في تقرير "مؤشرات العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية"، حول ارتفاع نسبة العنف داخل المؤسسات التعليمية التي بلغت 52%، مقابل 48% بمحيط الإعداديات والثانويات؛ في وقت تشكل 23% نسبة السلوكيات المنحرفة الموجهة من طرف التلاميذ في حق الأطر التربوية، على أن 67% من تلك الممارسات تقع بين التلاميذ انفسهم داخل أو خارج مؤسساتهم التعليمية.