منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - شكرا على التحية يا جلالة الملك ... ولكن ؟

زكرياء اليحياوي / الناظور

لقد أسال الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب العـديـد من المـداد خاصة لـدى العاملين داخل الفصول الـدراسية ، فأن يتضمن الخطاب الملكي تحية وكلمة شكر في حق نساء ورجال التعليم ،يعتبر أقل ما يمكنه فعله لرـد الاعتبار لفئة أصبحت ماـدة دسمة للتنكيث وموضوعا حيا للإعلام الفاشل الذي بات يستغل هفوات قلة قليلة لتقزيم دور رجل التعليم وفاعلتيه داخل المجتمع.

لكن تحية صاحب الجلالة هاته تجعلنا نطرح السؤال حول مدى مساهمتها في تغيير واقع هؤلاء الأطر المجندة داخل فضاءات قد نسميها كل شيء إلا مؤسسات تربوية خاصة على مستوى البنيات التحتية ،فكلنا على علم بأن المغرب لا زال يعتمد على الطبشورة كوسيلة في التدريس داخل الفصل ، من منا يجهل أيضا أن جل حجراتنا الدراسية تحوي أكثر من خمسين تلميذا ،ناهيك عن مشاكل السكن والمواصلات اللامتناهية التي يعانيها المدرسون الذين يشتغلون في المناطق النائية.كما أننا لسنا في حاجة أن نقف عند مستوى التعليم في بلادنا لأن الأمر تكشفه سنويا العديد من التقارير الدولية ولعل التقرير الأخير لليونيسكو الذي صنف المغرب ضمن خانة 21 أسوأ دولة في مجال التعليم خير دليل على ما نقوله.

في نفس السياق تتساءل الأسرة التعليمية عن تداعيات تحية جلالة الملك وقدرتها على حل أزمة الترقية بالشواهد واعتزال نهج سياسة الزرواطة التي أضحت بمثابة شهادة يتسلمها في شوارع الرباط بالقرب من قصر جلالته كل من سولت له نفسه التظاهر من أجل حقوقه المشروعة .

إن الأسئلة التي نطرحها هنا نتوخى من ورائها فقط معرفة مغزى هذه التحية ، هل هي من باب إلقاء التحية والسلام في ديننا الإسلامي ؟ إذا كان الأمر كذلك فلا شك أن كل نساء ورجال التعليم يردون بأصدق التحايا والإمتنان .وإذا كان في الأمر شكر وتقدير على المجهودات التي يبذلها نساء ورجال التعليم ،فإن التحية ينبغي أن تكون مصحوبة بتغييرات ملموسة على أٍرض الواقع ،لأن الأمر أًصبح يستدعي تدخلا مستعجلا لإنقاذ مستوى التعليم ببلادنا ( الدفاع عن المدرسة العمومية والحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين كل أبناء الشعب المغربي – تحسين الوضعية المادية لرجل التعليم – توفير بنيات تحتية في المستوى داخل المؤسسات التعليمية ...)

وفي نفس الصدد نستشهد برد فعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على قضاة بلدها الذين طالبوا بمساواتهم مع من كادوا أن يصيروا رسلا ، حيث قالت " هل نساويكم مع من علموكم" .صحيح أنه ليس في الأمر تحية ولا لكن كانت هناك إشارة قوية على المكانة التي يحتلها المدرس لدى بلد الأفكار.

وختاما تجدر الإشارة إلا أن هذه التحية تبقى يتيمة لأن المتتبع للخطاب الملكي سيلاحظ أنها جاءت أخيرة بعد الإشادة بالحكومات السابقة ومنظمات المجتمع المدني والتنويه بالمقاولات المواطنة في النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقدير الأحزاب والنقابات الجادة وهو ما يجعلنا نتساءل عن موقع هذه التحية الموجهة لقطاع لطالما اعتبرته مؤسسات الدولة قطاعا غير منتج.