منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المواضيع التربوية (https://www.profvb.com/vb/f300.html)
-   -   إصلاح التعليم بين المحاولة و الفشل (https://www.profvb.com/vb/t149899.html)

خادم المنتدى 2014-08-22 12:46

إصلاح التعليم بين المحاولة و الفشل
 
إصلاح التعليم بين المحاولة و الفشل

يعرف قطاع التربية و التكوين، ثاني الأولويات بعد الوحدة الوطنية ببلادنا، أوراشا كبرى للإصلاح انطلاقا من المناظرة الأولى و الثانية بإيفران إلى الميثاق الوطني للتربية و التكوين وصولا إلى البرنامج الاستعجالي........
لكن و بما أن قطاع التربية والتكوين مقياس تقدم البلد و قاطرة للتنمية كما أكدت ذلك الأبحاث المهتمة بالشأن التعليمي إيمانا من الجميع أن أهم رافعة للتنمية هو الاستثمار في الرأس المال البشري.
وبما أن المدرسة تحتضن التلاميذ، أجيال الغد، تلميذ اليوم هو مهندس و طبيب و أستاذ... وكل فاعل في الحياة العامة لغد ،و إن أردنا أن يكون هذا الغد مشرقا بمكوناته الاقتصادية و الاجتماعية بات من الضروري الاهتمام بالمدرسة العمومية لأن النسبة الكبرى من أبناء الشعب و من جميع الأطياف تلج هذه المؤسسة طلبا للعلم و المعرفة و ضمان مستقبل أكثر أمان..
إدا الكل يهمه أمر الناشئة و شأن المؤسسة التعليمية، الكل ينخرط لتأهيلها و جلب النفع للمتعلمين من خلال الرفع من جودة التعلمات و تنمية القدرات المعرفية و القيمية ... مند ذلك الحين و الأوراش مفتوحة و العمل على قدم و ساق ، و الاتفاقيات الدولية تنصب في نفس المعين : البحث عن آليات الاشتغال الناجعة و التمويل اللازم لسد نفقات مشاريع التكوين والتكوين المستمر و تأهيل المؤسسات و توفير الوسائل الديداكتيكية ..... و كلنا نذكر الاتفاقيات التي مولت من طرف صندوق النقد الدولي في إطار اليونسكو... تمخض عنها المشروع النموذجي ) projet pilote) و الباج( برنامج الأولويات الاجتماعية) التي تستهدف تنمية التعليم بالوسط القروي و تشجيع تمدرس الفتاة و قد اهتم بالخصوص بالمشاريع الاجتماعية و الاقتصادية بكل وحدة مدرسية و توزيع المواد الجافة على الفتيات بالوسط القروي و ذلك مند 1996 كانت 11 نيابة مستهدفة من هذه العملية ، فبالرغم من النتائج الايجابية التي تم تحقيقها كالرفع من نسبة التمدرس خاصة في صفوف الفتيات و الاهتمام بالمجموعات المدرسية النائية إلا أن المآخدات كانت كثيرة كارتباط تمدرس الفتاة بتوزيع المواد الجافة ( 5لتر من الزيت و 50 كلغم من القمح) مرتان كل موسم دراسي ، كذلك الحلول المقترحة لم تكن مستندة على تشخيص دقيق لخصوصيات كل منطقة... .
ومع برنامج ميداmeda وبروكاديم procadem كندا و ألف alef أمريكا وغيرها من الاتفاقيات سواء مع فرنسا أو اسبانيا .. نلاحظ ارتباط قطاع التعليم بما تعرفه الساحة الدولية من تحولات خاصة المرتبطة بالسياسة الاقتصادية الدولية، إذ لا نجد بدا من التفكير في طرق و آليات نجاعة و فعالية العملية التعليمية التعلمية كالتواصل الاستراتيجي ،التدبير المتمحور حول النتائج ، التدبير التشاركي... بيداغوجية الإدماج ، المقاربة بالمشروع.....
لامراء من استيراد كل ما يعرفه الحقل التربوي من مستجدات عالميا، لكن يجب مراعاة خصوصية المدرسة المغربية علما أنها لا ترقى إلى نسبة التأهيل الذي تعرفه المؤسسة التعليمية الغربية "المؤسسة المقاولة" . ما نحن مطالب به هو البحث عن طرق و آليات مناسبة انطلاقا من الواقع و من الغايات التي تتوخاها الدولة من التعليم استقبالا لبناء و ترسيخ دولة الحق والقانون مرتكزاتها العنصر البشري ....
و مؤخرا ينساب الكثير من المداد و تتدفق أكثر مذكرة وزارية في شأن مشروع المؤسسة انطلاقا من المذكرة 73 بتاريخ1994 إلى المذكرة 73 بتاريخ 20/05/2009 التي تنص على تبني مشروع المؤسسة من خلال جمعية دعم مدرسة النجاح، لكن ، إذا علمنا أن المشروع هو خطة عمل مقننة، مخطط استراتيجي منطلقه المنظور المحلي والتشخيص للوقوف على مكامن الضعف و القوة بالمؤسسة لتحديد حاجات المؤسسة و تصنيف المجالات حسب الأولويات ... بمعنى أن المتطلبات المالية لكل مشروع تختلف حسب المجال و حسب خصوصية المؤسسة

التعليمية و هذا ما فهمناه عند القراءة الكمية و الكيفية للمذكرة الأخيرة رقم 73 ... إلا أننا نفاجأ مؤخرا بتحديد المبلغ وكذلك المجالات ... و تخصيص قسط من هذا المبلغ لأقسام جيل مدرسة النجاح ( المستوى الأول من التعليم الابتدائي).
هذا التردد في القرارات لن يسبب إلا العراقيل لمحاولة الإصلاحات التي جاء بها المخطط الاستعجالي ...
وبالمقابل كل محاولة إصلاح في إطار الاتفاقيات العديدة والمتكررة تبدو عادية بالنظر أن التعليم قاطرة التنمية و في وقت يتغير العالم و يتطور باستمرار ومواكبة المدرسة لكل تغيير ضروري لمسايرة الركب، و إذا ألفنا القول إن المدرس أكثر الناس مطالبة بتجديد المعلومات ،فالمدرسة هي أيضا عليها أن تكون دائمة التجديد والتطور لمسايرة العصر و التطلع إلى غد أكثر تعقيدا... على المدرسة أن تعيد النظر في واجباتها الداخلية من حيث المحتويات و البرامج و المقررات والمناهج و الوسائل الديداكتيكية واللوجيستكية .. و خارجيا من خلال الانفتاح على الذات و على المحيط و السعي وراء كل ما من شأنه خلق جيل قادر على تحمل المسؤولية بكل تجلياتها.

إدريس مروان
مدير مدرسة القدس الابتدائية
نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان
جهة الدار البيضاء الكبرى المغرب


الساعة الآن 00:16

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd