الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > السيرة النبوية



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-08-21, 22:11 رقم المشاركة : 11
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.سلسلة غزوات النبي كاملة.مخططات الغزوات النبوية


مِنْ أحرجِ السَّاعَاتِ في حَيَاةِ الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-‏ :
وبعد سقوط ابن السكن بقي الرسول في القرشيين فقط، ففي الصحيحين عن أبي عثمان قال‏:‏ لم يبق مع النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في بعض تلك الأيام التي يقاتل فيهن غير طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص(10). وكانت أحرج ساعة بالنسبة إلى حياة رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وفرصة ذهبية بالنسبة إلى المشركين، ولم يتوان المشركون في انتهاز تلك الفرصة، فقد ركزوا حملتهم على النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وطمعوا في القضاء عليه، رماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه، وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى، وكُلِمَتْ شفته السفلي، وتقدم إليه عبد الله بن شهاب الزهري فَشَجَّه في جبهته، وجاء فارس عنيد هو عبد الله بن قَمِئَة، فضرب على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة شكا لأجلها أكثر من شهر إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين، ثم ضرب على وجنته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ضربة أخرى عنيفة كالأولى حَتَّى دخلت حلقتان من حلق المِغْفَر في وجْنَتِه، وقال‏:‏ خذها وأنا ابن قمئة‏.‏ فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو يمسح الدم عن وجهة‏:‏ ‏" ‏أقمأك الله " (11‏)‏ ‏.‏ وفي الصحيح أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كسرت رَبَاعِيَته، وشُجَّ في رأسه، فجعل يَسْلُتُ الدم عنه ويقول‏:" كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟!" . فأنزل الله -عز وجل- : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِشَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْظَالِمُونَ‏ } (12). ‏آل عمرانك:‏( 128‏) ‏ ‏.‏
وفي رواية الطبراني أنه قال يومئذ‏:‏ " اشتد غضب الله على قوم دمواوجه رسوله"، ثم مكث ساعة ثم قال‏:‏ " اللّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "(‏13)‏،وفي صحيح مسلم أنه قال‏:" رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "(14‏)‏ ، وفي الشفاء للقاضي عياض أنه قال‏:‏ " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"(15‏)‏‏.‏
ولا شك أن المشركين كانوا يهدفون القضاء على حياة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إلا أن القرشيين سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله قاما ببطولة نادرة، وقاتلا ببسالة منقطعة النظير، حَتَّى لم يتركا-وهما اثنان فحسب-سبيلا ً إلى نجاح المشركين في هدفهم، وكانا من أمهر رماة العرب فتناضلا حَتَّى أجهضا مفرزة المشركين عن رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-‏.‏
فأما سعد بن أبي وقاص، فقد نثل له رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كنانته,وقال‏:" ارمِ,فَدَاكَ أبي وأُمِّي"(‏16)‏ ‏.‏ ويدلُّ على مَدَى كفاءتِهِ أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-لم يجمعْ أبويه لأحدٍ غيرِ سعدٍ.‏
وأما طلحة بن عبيد الله فقد روي النسائي عن جابر قصة تَجَمَّع المشركين حول رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ومعه نفر من الأنصار، قال جابر‏:‏ فأدرك المشركون رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال‏:‏ " من للقوم ‏؟ " فقال طلحة‏: أنا، ثم ذكر جابر تقدم الأنصار، وقتلهم واحداً بعد واحد، بنحو ما ذكرنا من رواية مسلم، فلما قتل الأنصار كلهم تقدم طلحة‏.‏ قال جابر‏:‏ ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حَتَّى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال‏:‏ حَسِّ، فقال النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ‏:‏" لوقلت‏: بسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون " ، قال‏:‏ ثم رد الله المشركين(17) ‏.‏ ووقع عند الحاكم في الإكليل أنه جرح يوم أحد تسعاً وثلاثين أو خمساً وثلاثين، وشلت إصبعه، أي السبابة والتي تليها(18)‏.‏
وروي البخاري عن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ رأيت يد طلحة شلاء،وقى بها النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يومَ أحد(19)‏.‏
وروي الترمذيُّ وابنُ ماجه أن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-,قال فيه يومئذٍ‏:‏" مَنْ أحبَّ أنْ ينظرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجه الأرضِ؛فلينظرْ إلى طلحةَ بنِ عُبَيدالله"(20).
وروي أبو داود الطيالسي عن عائشة,قالت‏:‏ كان أبو بكر إذا ذُكِرَ يومُ أحد,قال‏:‏ ذلك اليوم كله لطلحة(21)‏.‏
وقال فيه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أيضاً‏:‏


يا طلحة بن عبيد الله قد وَجَبَتْ
لك الجنان وبُوِّئتَ المَهَاالعِينَا(22)

وفي ذلك الظرف الدقيق والساعة الحرجة أنزل الله نصره بالغيب، ففي الصحيحين عن سعد، قال‏:‏ رأيت رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يومَ أحد،ومعه رجلان يقاتلان عنه،عليهما ثياب بيضٌ كأشد القتال، ما رأيتهما قبلُ ولا بعدُ‏ (23)‏.‏

1 البخاري، الفتح، رقم (3039) ، كتاب ال**** والسير ، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب

2 - وفي صحيح مسلم رقم (1789) كتاب ال**** والسير، باب غزوة أحد .أنه صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد فدى سبعة من الأنصار ورجلين من قريش.

3 - يدل عليه قوله تعالى ( والرسول يدعوكم في أخراكم ). آل عمران (153).

4 - فتح الباري (7/ 351،362،363). وذكر غير البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يديه. فقال حذيفة تصدقت بديته على المسلمين ، فزاد ذلك حذيفة خيراً عند النَّبيّ-صلى الله عليه وسلم-. انظر: "مختصر سيرة الرسول" للشيخ عبد الله النجدي.( 246).

5 - زاد المعاد (2/93،96). البخاري، الفتح رقم (4048) كتاب المغازي ، باب غزوة أحد.

6 - السيرة الحلبية (2/ 22).

7 - زاد المعاد (2/ 96).

8 - صحيح مسلم، كتاب ال**** والسير ، باب عزوة أحد رقم (1789)

9 - وبعد لحظة فاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فئة من المسلمين فأجهضوا الكفار عن عمارة ، وأدنوه من رسول الله فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن هشام (2/81).

10 - البخاري، الفتح، رقم (3723) كتاب المناقب، باب ذكر طلحة بن عبيد الله.

11 - وقد سمع الله دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم فعن ابن عائذ أن ابن قمئة " انصرف إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل ، فدخل فيها ، فشد عليه تيوسها فنطحه نطحة أرداه من شاهق الجبل فتقطع. فتح الباري (7/ 373). وعند الطبراني فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حَتَّى قطعه قطعة قطعة. فتح الباري (7/ 366) .

12 - صحيح مسلم رقم (1791) كتاب ال**** والسير، باب غزوة أحد.

13 - فتح الباري (7/373).

14 - صحيح مسلم،رقم (1792) كتاب ال**** والسير، باب غزوة أحد .

15 - كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى (1/81).

16 - البخاري، الفتح، كتاب ال**** والسير، باب المجن ومن يترس بترس صاحبه.رقم (2905)

17 - فتح الباري 7/361. وسنن النسائي 2/ 52،53.

18 - فتح الباري 7/361.

19 - البخاري، الفتح، رقم (4063) كتاب المغازي ، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما0

20 - الترمذي كتاب المناقب عن رسول الله ، باب مناقب طلحة رقم (3839). ‏

21 - فتح الباري 7/ 361.

22 - مختصر تاريخ دمشق 7/ 82 ( من هامش شرح شذور الذهب ص 114).

23 - البخاري، الفتح، كتاب المغازي ، باب إذ همت طائفتان أن تفشلا . رقم (4054)







إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 22 كيلو بايت .




إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 21 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 21 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 9 كيلو بايت .






    رد مع اقتباس
قديم 2014-08-21, 22:12 رقم المشاركة : 12
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.سلسلة غزوات النبي كاملة.مخططات الغزوات النبوية


غزوة حمراء الاسد




وكانت يوم الأحد لثمانٍ خلون من شوال، على رأس اثنين وثلاثين شهراً، ودخل المدينةَ يوم الجمعة وغاب خمساً. قالوا: لمَّا صلَّى رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-الصُّبحَ يومَ الأحد، ومعه وجوه الأوس والخزرج، وكانوا باتوا في المسجد على بابه-سعد بن عُبادة، وحُباب بن المنذر، وسعد بن مُعاذ، وأوس بن خولي، وقتادة بن النعمان، وعبيد بن أوس في عدةٍ منهم. فلمَّا انصرف رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-من الصبح، أمر بلالاً أنْ يُنادي: إنَّ رسولَ الله يأمرُكم بطلب عدوكم، ولا يخرجُ معنا إلا مَن شَهِد القتالَ بالأمسِ.
قال : فخرج سعد بن مُعاذ راجعاً إلى داره يأمر قومَهُ بالمسير. قال: والجراحُ في الناس فاشيةٌ، عامةُ بني عبد الأشهل جريحٌ بل كلُّها، فجاء سعدُ بن مُعاذ، فقال: إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرُكم أنْ تطلبوا عدوَّكم. قال: يقولُ أسيد بن حضير- وبه سبعُ جراحاتٍ وهو يُريد أنْ يُداويها-: سمعاً وطاعةً لله ولرسوله، فأخذ سلاحَهُ، ولم يُعرِّجْ على دواء جراحه، ولحق برسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. وجاء سعدُ بن عُبادة قومَهُ بني ساعدة، فأمرهم بالمسيرِ فتلبسوا ولحقوا. وجاء أبو قتادة أهلَ خربى، وهم يداوون الجراحَ، فقال: هذا مُنادي رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرُكم بطلبِ عدوِّكم . فوثبوا إلى سلاحِهم، وما عرَّجُوا على جراحاتهم. فخرج من بني سلمة أربعون جريحاً، بالطُّفيل بن النعمان ثلاثةَ عشرَ جُرْحاً، وبخراش بن الصِّمة عشرُ جراحاتٍ، وبكعب بن مالك بضعة عشر جُرْحاً، وبقطبة بن عامر بن حديدة تسع جراحاتٍ حتى وافوا النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم-ببئر أبي عنبة إلى رأس الثنية -الطريق الأُولى يومئذٍ-عليهم السلاحُ قد صفُّوا لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم- . فلمَّا نظرَ رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم– إليهم، والجراحُ فيهم فاشيةٌ، قال: (اللهُمَّ ارحمْ بني سلمة).
قال الواقديُّ : وحدَّثني عُتبة بن جبيرة عن رجالٍ من قومه قالوا: إنَّ عبدَ الله بن سهل، ورافع بن سهل بن عبد الأشهل رجعا من أحد ، وبهما جراحٌ كثيرة، وعبدُ الله أثقلُهما من الجراح ، فلمَّا أصبحُوا، وجاءهم سعدُ بن معاذ يُخبرهم أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرُهم بطلب عدوِّهم، قال أحدهما لصاحبه: والله إنَّ تركنا غزوةً مع رسول الله لغبنٌ، والله ما عندنا دابةٌ نركبها، وما ندري كيف نصنعُ؟! قال عبد الله: انطلق بنا، قال رافع: لا والله ما بي مشيٌ. قال أخوه: انطلق بنا، نتجارَّ ونقصد، فخرجا يزحفان، فضعف رافعٌ، فكان عبدُ الله يحمله على ظهره عقبة، ويمشي الآخر عقبة، حتى أتوا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند العشاء وهم يوقدون النيران فأتي بهما إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -، وعلى حرسه تلك الليلة عباد بن بشر -، فقال: ما حبسكما ؟ فأخبراه بعلتهما، فدعا لهما بخيرٍ ، وقال: (إنْ طالتْ لكم مدة كانت لكم مراكبُ من خيلٍ وبغالٍ وإبلٍ، وليس ذلك بخير لكم) قال الواقدي: حدثني عبدُ العزيز بن محمد عن يعقوب بن عُمر بن قتادة، قال: هذان أنس ومؤنس وهذه قصتهما.
وقال جابرُ بن عبد الله: يا رسولَ الله، إنَّ مُنادياً نادى: ألا يخرج معنا إلا من حضر القتالَ بالأمس، وقد كنتُ حريصاً على الحضور، ولكنَّ أبي خلَّفني على أخواتٍ لي، وقال: يا بني لا ينبغي لي ولك أنْ ندعهن، ولا رجل عندهن، وأخاف عليهن وهن نُسَيّات ضعاف، وأنا خارجٌ مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعلَّ الله يرزقني الشهادةَ، فتخلَّفتُ عليهن، فاستأثره الله عليَّ بالشهادة، وكنت رجوتُها، فأذنْ لي- يا رسولَ الله- أنْ أسيرَ معك . فأذِن له رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - . قال جابر: فلم يخرجْ معه أحدٌ لم يشهد القتالَ بالأمسِ غيري، واستأذنه رجالٌ لم يحضروا القتالَ، فأبى ذلك عليهم ودعا رسولَ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم – بلوائه، وهو معقودٌ لم يحل من الأمس، فدفعه إلى عليٍّ- عليه السلام- ويُقال دفعه إلى أبي بكر.
وخرج رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو مجروحٌ، في وجهه أثرُ الحلقتين ومشجوجٌ في جبهته في أصول الشعر، ورباعيته قد شظيت، وشفته قد كلمت من باطنها، وهو متوهنٌ منكبه الأيمن بضربة ابن قميئة، وركبتاه مجحوشتان. فدخل رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم - المسجدَ فركع ركعتين، والناسُ قد حشدوا، ونزل أهلُ العوالي حيث جاءهم الصريخُ ثم ركع رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – ركعتين، فدعا بفرسه على بابِ المسجدِ وتلقَّاه طلحةُ- رضي الله عنه-، وقد سمع المناديَ، فخرج ينظرُ متى يسيرُ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عليه الدِّرعُ والمِغْفَرُ، وما يُرى منه إلا عيناه، فقال: يا طلحةُ، سلاحك، فقلت: قريباً. قال طلحة: فأخرج أعدو فألبس دِرعي، وآخذُ سيفي، وأطرحُ درقتي في صدري; وإنَّ بي لتسع جراحات ولأنا أهمُّ بجراح رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- منِّي بجراحي. ثم أقبل رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على طلحةَ، فقال: ترى القومَ الآن ؟ قال: هم بالسَّيّالَة. قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ذلك الذي ظننتُ، أَمَا إنَّهم- يا طلحةُ- لن ينالُوا منَّا مثلَ أمس، حتى يفتح الله مكةَ علينا). وبعث رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-ثلاثةَ نفرٍ من" أسلم" طليعةً في آثار القوم،: "سَليطاً" و"نعمان" ابني سفيان بن خالد بن عوف بن دارم من بني سهم ومعهما ثالث من أسلم من بني عوير لم يُسمَّ لنا. فأبطأ الثالثُ عنهما وهما يَجْمِزان(1)، وقد انقطع قبالُ نعلِ أحدِهما، فقال: أعطني نعلك. قال: لا -والله- لا أفعل، فضرب أحدُهما برجله في صدره فوقع لظهره، وأخذ نعليه. ولحق القومُ بحمراء الأسد، ولهم زَجَلٌ، وهم يأتمرون بالرجوع، وصفوان ينهاهم عن الرجوع فبصروا بالرجلين فعطفوا عليهما فأصابوهما. فانتهى المسلمون إلى مصرعهما بحمراء الأسد فعسكروا، وقبروهما في قبرٍ واحدٍ.
فقال ابنُ عبَّاسٍ : هذا قبرُهما، وهما القرينان. ومضى رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم - في أصحابهِ حتى عسكروا بحمراء الأسد. قال جابر: وكان عامَّةُ زادِنا التمرُ، وحمل سعدُ بن عُبادة ثلاثين جملاً حتى وافت الحمراء، وساق جُزُراً فنحروا في يومٍ اثنين، وفي يومٍ ثلاثاً. وكان رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرهم في النَّهار بجمع الحطب، فإذا أمسوا أمرنا أنْ نُوقدَ النيران. فيوقد كلُّ رجلٍ ناراً، فلقد كنَّا تلك الليالي نُوقدُ خمسمائة نارٍ، حتى تُرى من المكان البعيد، وذهب ذكرُ معسكرِنا ونيرانِنا في كلِّ وجهٍ، حتى كانَ مما كبت الله–تعالى- عدوَّنا.
وانتهى معبدُ بن أبي معبد الخزاعي، وهو يومئذٍ مشركٌ، وكانت خُزاعةُ سلماً للنبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال: يا محمدُ، لقد عزَّ علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أنَّ الله أعلى كعبك، وأنَّ المصيبة كانت بغيرك. ثم مضى معبدٌ حتى يجد أبا سفيان وقريشاً بالرَّوحاء، وهم يقولون: لا محمداً أصبتُم، ولا الكواعبَ أردفتُم، فبئس ما صنعتم، فهم مجمعون على الرجوع، ويقول قائلهم -فيما بينهم-: ما صنعنا شيئاً، أصبنا أشرافَهم، ثم رجعنا قبل أنْ نستأصلَهم قبل أن يكونَ لهم وفرٌ - والمتكلمُ بهذا عكرمةُ بن أبي جهل. فلمَّا جاء معبدٌ إلى أبي سفيان، قال: هذا معبدٌ، وعنده الخبرُ، ما وراءك يا معبدُ ؟
قال: تركت محمداً وأصحابَهُ خلفي يتحرَّقون عليكم بمثل النيران، وقد جمع معه من تخلَّف عنه بالأمس من الأوس والخزرج، وتعاهدوا ألا يرجعوا حتى يَلحقوكم فيثأروا منكم، وغضبوا لقومهم غضباً شديداً ولمن أصبتم من أشرافهم. قالوا: ويلك ما تقولُ؟ قال: والله ما نرى أن نرتحل حتى نرى نواصي الخيل، ثم قال معبدٌ: لقد حملني ما رأيتُ منهم أنْ قلتُ أبياتاً:

كادت تهُدُّ من الأصـواتِ راحلتـي
إذْ سـالتِ الأرضُ بالجُرْدِ الأبــابيلِ
تعـدو بأُسـدٍ كـرامٍ لا تنــــابلة
عــند اللقـاءِ ولا ميــلٍ معـازيـل
فقلـتُ ويـلُ ابنِ حـربٍ من لقائهمُ
إذا تَغَطْمَطَت(2) البطحــاءُ بالخيــلِ

وكان مما ردَّ الله –تعالى- أبا سفيان وأصحابه كلامُ صفوان بن أمية، قبل أن يطلعَ معبدٌ وهو يقول: يا قومُ، لا تفعلوا، فإنَّ القومَ قد حزنُوا وأخشى أنْ يجمعوا عليكم مَن تخلَّف من الخزرج، فارجعوا والدولةُ لكم، فإنِّي لا آمنُ إنْ رجعتم أنْ تكونَ الدولةُ عليكم. قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : "أرشدهم صفوانُ، وما كان برشيدٍ، والذي نفسي بيده لقد سُوِّمت لهم الحجارةُ، ولو رجعوا لكانوا كأمسِ الذاهبِ". فانصرف القومُ سراعاً خائفين من الطلب لهم، ومَرَّ بأبي سفيان نفرٌ من عبد القيس يُريدون المدينةَ، فقال: هل أنتم مبلغون محمداً وأصحابَهُ ما أُرسلكم به على أنْ أوقر لكم أباعرَكم زبيباً غداً بعكاظ، إنْ أنتم جئتُموني؟
قالوا: نعم. قال حيثما لقيتم محمداً وأصحابَهُ، فأخبروهم أنَّا قد أجمعنا الرجعةَ إليهم وأنَّا آثاركم. فانطلق أبو سفيان، وقدم الرَّكبُ على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابِهِ بالحمراءِ، فأخبروهم بالذي أمرهم أبو سفيان، فقالوا:حسبُنَا الله ونعم الوكيلُ، وفي ذلك أنزل الله -عَزَّ وجَلَّ -: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} (172) سورة آل عمران. وقوله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } (173) سورة آل عمران. وكان معبدٌ قد أرسلَ رجلاً من خُزاعة إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعلمه أنْ قد انصرفَ أبو سفيان وأصحابُه خائفين وَجِلين. ثم انصرف رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى المدينة.(3)

للمزيد راجع:
"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير" العباد للصالحي (4/308-316)، و"الرحيق المختوم" للمباركفوري (318-321)، و"ابن هشام" (3/65-69)، و"عيون الأثر في سيرة خير البشر" لابن سيد الناس (2/57-58)، و"السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" لمهدي رزق الله أحمد (407).

الفوائد من غزوة حمراء الأسد
1.إن خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى حمراء الأسد يعد مظهراً من مظاهر الكمال المحمدي من: شجاعة وتحمل وصبر وعدم الاستسلام لأي مظهر من مظاهر الهزيمة، وحسن سياسة، وبياناً لفضل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وما كانوا عليه من طاعة وصبر وتحمل، واستجابة لله والرسول، وفيهم نزل قول الله - تعالى-: ((الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)) آل عمران: 172-174. راجع "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (ص 408).
2.تأثير الدعاية في نفوس غير الصابرين، ولذا كان خطر الدعاية عظيماً ووجب اتقاؤه.
3.تقرير مبدأ: المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.
4.مشروعية الشفاعة في غير الحدود الشرعية. راجع "هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب" (ص277).


1 - جمز : أسرع. ( النهاية ، ج1، ص175).

2 - تغطمطت: اهتزت وارتجت. ( شرح أبي ذر، ص 233).

3 - المغازي, الجزء الأول. ص334-340







إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 13 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 8 كيلو بايت .








    رد مع اقتباس
قديم 2014-08-21, 22:13 رقم المشاركة : 13
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.سلسلة غزوات النبي كاملة.مخططات الغزوات النبوية


غزوة بني النضير



من هم بني النضير ؟

بنو النضير قبيلة من قبائل اليهود في المدينة ، عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الاعتداء وعدم نصر عدو له عليه الصلاة والسلام ، يسكنون في ضاحية بأطراف المدينة بها خضرة ونخيل وماء تسمى منطقة (( العوالي )) وظل عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم أربع سنوات كاملة قبل أن تحدث هذه الغزوة . لما ضعفت شوكة اليهود بعد جلاء بني قينقاع عن المدينة النبوية ، أخذ بنو النضير ، يتعاونون مع مشركي قريش بعد انتصار المسلمين في بدر ، فعندما أراد أبو سفيان الثار خرج في

مئتي رجل ، وأتى سلام بن مشكم وهو سيد بني النضير فاستقبله وسقاه خمرا وتعاون معه لإيذاء المسلمين .ثم هجم أبو سفيان على بعض البيوت وقتل رجلين من الأنصار ثم عاد إلى مكة المكرمة . ثم نقض بنو النضير العهد ثانية عندما رفضوا الاشتراك مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد بحجة أن القتال يدور يوم السبت وان العهد بينهم ينص على المشاركة في الدفاع داخل المدينة وأحد خارجها ، في حين أعتبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد غزوة موجهة إلى المدينة . ثم توالت الأحداث ضد مصلحة المسلمين بعد هزيمة أحد يوم السبت 15 شوال 3 هـ / 625 م ، فاستهانت القبائل بأمرهم وأخذت تكيد لهم ، فكانت حادثة الرجيع وهو ماء لقبيلة هذيل تعرض فيه ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للقتل والأسر ثم كانت مجزرة بئر المعونة وهو بين أرض بني عامر وبني سليم في نجد ، في صفر سنة 4 هـ ، حيث استشهد محمد بن المنذر بن عمر ومعه أربعين من المسلمين على يد عامر بن الطفيل ومن ناصره من بني سليم ، ولم ينجوا منهم سوى اثنان كعب بن زيد وعمرو بن أمية الضميري ، الذي قتل رجلين من بني عامر أثناء عودته ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ضمن لهما أمنهما . وكان بنو النضير حلفاء بني عامر ، لذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة من كبار الصحابة منهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم إلى مقربة من قباء لدفع دية الرجلين ، فحاول بنو النضير قتل النبي صلى الله عليه وسلم بان يلقي عمرو بن جحاش صخرة عليه من على ظهر الجدار وهو جالس . لكن الله تعالى فضح مؤامرتهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى المدينة . فخرج وكأنه يريد قضاء حاجة له ، فلم يفطن له أحد ، ثم تبعه أصحابه ثم أنذر النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير بالجلاء عن حصونهم ومزارعهم خلال عشرة أيام فاستعد اليهود للرحيل ، لكن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول العوفي وعدهم بالمساعدة بألفين من العرب وحثهم على الصمود لان اخوتهم من بني قريظة لن يخذلوهم وكذلك حلفاؤهم من غطفان . رفض بنو النضير الإنذار وأخذوا يستعدون للقتال فرمموا حصونهم و أمدوها بالسلاح وزودوها بمؤونة طعام تكفي اشهر طويلة . حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير في حصونهم لمدة عشرين يوما وأخذ يقطع نخيلهم ويحرق بساتينهم ، ومنع مساعدة المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وحلفائهم من غطفان بعد أن رفض بنو قريظة نقض العهد معه . فأيقن بنو النضير من سوء العاقبة وتملكهم الخوف والرعب وطلبوا منهم حقن دمائهم مقابل الاستسلام والجلاء ، فأجابهم إلى طلبهم شرط أن يخرج كل ثلاثة منهم في بعير يحملون عليه ما شاءوا من دون السلاح ، فخرجوا في 600 بعير فنزل بعضهم في خيبر بزعامة حي بن أخطب وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع ، ورحل البعض الآخر إلى أذرعات عند حدود بلاد الشام . في أمر بني النضير يقول الله تعالى : ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار )) . سورة الحشر الآية 2

لقد خربوا بيوتهم بأيديهم ، وذلك يتعلق بعقيدتهم فكل يهودي يعلق على نجاف داره صحيفة فيها وصية موسى لبني إسرائيل ، لذلك حملوها معهم عند جلائهم ، وقيل أن ما حملوه معهم هو أخشاب بيوتهم وهي غالية الثمن في شبه الجزيرة العربية . وظن بنو النضير أن هذا الجلاء هو انتصار لهم فخرجوا يرقصون في ابتهاج وسرور وقد تزينت نسائهم ويحملون الدفوف والمزامير . وقد غنم المسلمون من يهود بني النضير 50 درعا و50 خوذة و 34 سيفا ، عدا الأراضي والبساتين التي قسمت على المهاجرين حتى يصبحوا في غنى عن معونة الأنصار إخوانهم في الإسلام . وقيل أن رجلين فقط من بني النضير أسلما فلم تمس أموالهما وهما يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب . كان إجلاء بني النضير ضربة قاصمة لليهود الذين شعروا بمرارة النزوح والهجرة ، ومع ذلك لم يفطنوا للخطأ الكبير الذي ارتكبوه ،وهم أهل دين سماوي ، بتحالفهم مع قريش أهل الوثنية ضد المسلمين وهم أهل دين سماوي مثلهم . والتوراة عندهم توصي بالنفور من عبدة الأوثان والأصنام .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 23 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 11 كيلو بايت .



غزوة ذات الرقاع

غزوة ذات الرقاع هي غزوة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة ضد بني ثعلبة وبني محارب من غطفان بعد ان بلغه انهم يعدون العدة لغزو المدينة فخرج إليهم في أربعمائة من المسلمين، وقيل في سبعمائة، واستخلف على المدينة أبو ذر الغفاري



الصعوبات

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه من المدينة ، واتضحت منذ البداية الصعوبات التي تنتظرهم ، فهناك نقصٌ شديد في عدد الرواحل ، حتى إن الستّة والسبعة من الرجال كانوا يتوالون على ركوب البعير.
ومما زاد الأمر سوءاً وعورة الأرض وكثرة أحجارها الحادّة ، التي أثّرت على أقدامهم حتى تمزّقت خفافهم ، وسقطت أظفارهم ، فقاموا بلفّ الخِرَق والجلود على الأرجل ؛ ومن هنا جاءت تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم ، ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : "وكنا نلفّ على أرجلنا الخِرَق ، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع ".
قال ابن هشام : وإنما قيل لها : غزوة ذات الرقاع ، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع : شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع



لم سميت بذات الرقاع

قال ابن إسحاق : حتى نزل نخلا ، وهي غزوة ذات الرقاع .
قال ابن هشام : وإنما قيل لها : غزوة ذات الرقاع ، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع : شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع .
قال ابن إسحاق : فلقي بها جمعا عظيما من غطفان ، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ، ثم انصرف بالناس








    رد مع اقتباس
قديم 2014-08-21, 22:13 رقم المشاركة : 14
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.سلسلة غزوات النبي كاملة.مخططات الغزوات النبوية


غزوة بدر الآخرة

كانت غزوة بدر الآخرة في شعبان سنة 4هـ - يناير 626م ,تسمى هذه الغزوة ببدر الآخرة, وبدر الصغرى, وبدر الثانية, وبدر الموعد


سبب الغزوة

لما انصرف أبو سفيان ومن معه يوم أحد نادى: "إن موعدكم بدر".

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل من أصحابه قل: "نعم هو بيننا وبينك موعد".
لما جاء الموعد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري ـرضي الله عنه- وخرج -صلى الله عليه وسلم- ومعه ألف وخمسمائة مقاتل, وكانت الخيل عشرة أفراس, وحمل اللواء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدراً وأقام فيها ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان, وخرج أبو سفيان من مكة على رأس قوة قوامها ثلاثة آلاف مقاتل, وقيل ألفان وخمسمائة, وقيل ألفا مقاتل, وفي نفسه رغبة ألا يحدث هذا اللقاء الذي ينتظر نتيجته كثير من رجال القبائل والأعراب وأهل المدن؛ إذ قضت المدينة ومكة عاماً في الاستعداد له, وكان في خروج أبي سفيان محاولة لإخافة المسلمين وإرهابهم كي لا يخرجوا فيكونوا هم الذين نكلوا عن الخروج.



نعيم بن مسعود يبث الشائعات


بعث أبو سفيان نعيم بن مسعود؛ ليخيف المسلمين في المدينة من كثرة أعداد قريش وقوتها وجعل له عشرين بعيراً إن أدى هذه المهمة ولم يخرج محمد, وقال له: "إنه بدا لي أن لا أخرج, وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا؛ فيزداد المسلمون جرأة, فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إلي من أن يكون من قبلي, فالحق بالمدينة وأعلمهم أنا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا, ولك عندي من الإبل عشرون أدفعها لك على يد سهيل بن عمرو".
وصل نعيم إلى المدينة وبدا يبث إشاعاته وساعده في ذلك المنافقون واليهود ، وقالوا لا يفلت محمد من هذا الجمع ولعبت هذه الإشاعات دورها, وسار أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا له :"يا رسول الله إن الله مظهر نبيه ومعز دينه ، وقد وعدنا القوم موعدا ً لا نحب أن نتخلف عنه, فيرون أن هذا جبن ، فسر لموعدهم فوالله إن في ذلك لخيراً, فسُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قاله صاحباه وأعلن أنه في طريقه إلى بدر وقال: "والذي نفسي بيده ؛ لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد".



خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- لملاقاة العدو


نادى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الناس للخروج, فاجتمع حوله ألف وخمسمائة مقاتل وسار بهم إلى بدر, وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر في جيشه وعسكر هناك, وبقي ثمان ليال ينتظر قريشاً, ولكنها لم تأت, إذ عادت جموعها من عسفان خوفاً من اللقاء حقيقةً, وحجتها في ذلك أن الظروف غير ملائمة للحرب إذ كانت سنوات جدب, قال أبو سفيان:"يا معشر قريش, إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر ، وتشربون اللبن, وإن عامكم هذا عام جدب, وإني راجع فارجعوا", فرجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق, يقولون إنما خرجتم تشربون السويق..!, وأثناء وجود رسول الله ـصلى الله عليه وسلمـ في انتظاره لأبي سفيان لميعاده أتاه مخشي بن عمرو الضمري, -وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان- فقال: "يا محمد: أجئت لملاقاة قريش على هذا الماء؟ قال: (نعم يا أخا بني ضمرة, وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك). قال: لا, والله, يا محمد, ما لنا بذلك منك من حاجة.



نتائج الغزوة

كانت نتيجة هذه الغزوة أن فر المشركون يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ، وعاد المسلمون يحملون راية الظفر, وهكذا دان عدو المسلمين الأول, وهي أقوى قوة في الجزيرة, وجيشها أكبر الجيوش تنظيماً وعتاداً, وكانت هي المتحدية, وهي الفارَّة من اللقاء, وأدى ذلك إلى خوف القبائل, وإجلاء جزء من اليهود.
وبدا أن غزوة أحد لم تكن ضربة أليمة يخنع المسلمون بعدها, ومن نتائجها أن رجالاً من الأعراب حول المدينة, والمنطقة كلها دانت لرسول الله, صلى الله عليه وسلم


الدروس المستفادة من الغزوة


1- بيان الوفاء المحمدي الدال على الشجاعة النادرة, إذ لم يرهب من أبي سفيان كما أُرهب هو وولى من الطريق خائفاً.
2- بيان مصداق حديث "نصرت بالرعب مسيرة شهر"1 حيث انهزم جيش أبي سفيان قبل الالتقاء بأرض الموعد.
3- الشورى أصل ومنهج شرعي لابد من انتهاجه قبل اتخاذ القرار.
4- الإشاعات لها دور مؤثر في بث الضعف بين المجتمعات.



إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 10 كيلو بايت .


إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 7 كيلو بايت .







    رد مع اقتباس
قديم 2014-08-21, 22:14 رقم المشاركة : 15
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.سلسلة غزوات النبي كاملة.مخططات الغزوات النبوية


غزوة دومة الجندل

في شهر ربيع الأول سنة خمس


عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بدر، وقد ساد المنطقة الأمن والسلام، واطمأنت دولته، فتفرغ للتوجه إلى أقصي حدود العرب حتى تصير السيطرة للمسلمين على الموقف، ويعترف بذلك الموالون والمعادون‏.‏
مكث بعد بدر الصغري في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل -قريباً من الشام- تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها وأنها قد حشدت جمعاً كبيراً تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة سِبَاع ابن عُرْفُطَة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة 5هـ، وأخذ رجلاً من بني عُذْرَة دليلاً للطريق يقال له‏: مذكور‏.
خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ما شيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب‏.
وأما أهل دومة الجندل ففروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً، وأقام رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أياماً، وبث السرايا وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحداً، ثم رجع إلى المدينة، ووادع في تلك الغزوة عيينة بن حصن‏.‏
ودُومة بالضم‏:‏ موضع معروف بمشارف الشام بينها وبين دمشق خمس ليال، وبُعْدُها من المدينة خمس عشرة ليلة.
للمزيد راجع:

"زاد المعاد" لابن قيم الجوزية (3/255-256)، و"الرحيق المختوم" للمباركفوري (336-337)، و"ابن هشام" (3/165)، و"عيون الأثر في سيرة خير البشر" لابن سيد الناس (2/83)، و"السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" لمهدي رزق الله أحمد (429-430), و"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" للصالحي (4/342-343).

الفوائد من غزوة دومة الجندل

1.بيان ما كان من الفوضى في تلك الديار قبل الإسلام بدليل وجود عصابات تتلصص فتؤذي المارة وتسلب أموالهم.
2.بيان ما أوتي النبي -صلى الله عليه وسلم- من كمال السياسة وحسنها، إذ خروجه إلى دومة الجندل حقق عدة أهداف شريفة منها: إرعاب الروم، ورفع الظلم، والدعوة إلى الإسلام.
3.بيان مصداق قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ونصرت بالرعب مسيرة شهر)، إذ بمجرد أن علم الظلمة بخروج النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم حتى تفرقوا منهزمين والمسافة مسافة شهر.
4.مشروعية أخذ الغنائم في الإسلام وحلِّيتها لهذه الأمة المجاهدة، المقيمة للعدل، الناشرة للهدى والخير بين من تظلهم تحت راية الإسلام. راجع "هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب" (ص298-299).
5.إن وصول جيوش المسلمين إلى دُومة الجندل، وهي على مسافة بعيد من المدينة فهي تقع بين الحدود التي بين الحجاز والشام، وموادعة عيينة بن حصن للمسلمين، واستئذانه في أن يرعى بإبله وغنمه في أرض بينها وبين المدينة ستة وثلاثون ميلاً - أي ما يقرب من خمسة وستين كيلوا متراً- لدليل قاطع على مدى ما وصلت إليه قوة المسلمين، وعلى شعورهم بالمسؤولية الكاملة تجاه تأمين الحياة للناس في هذه المنطقة، وأن هذه المناطق النائية كانت ضمن حدود الدولة الإسلامية، وأن الدولة أصبحت منيعة، ليس في مقدور أحد أن يعتدي عليها، ولو كان ذلك في استطاعة أحد، لكان عيينة بن حصن الذي كان يغضب لغضبه عشرة آلاف فتى. انظر "تأملات في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-" (ص170).

- الرحيق المختوم ص 273.

- البخاري كتاب المغازي والسير باب قول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر رقم (2977).






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 16:15 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd