2014-08-17, 21:37
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  يالها من فرجة قاتلة !
|  |
يالها من فرجة قاتلة !
إقبال إلهامي
كاتبة و صحفية
حتى طلب العلم في هذه البلاد السعيدة أصبح يقتل، فقد فارق الطالب المغربي مصطفى المزياني الحياة بعد معركة طويلة خاضتها أمعاؤه الفارغة ضد قرار عدم تسجيله في الكلية، وهي المعركة التي بدأها حرا حيث قضى اثنين وثلاثين يوما مضربا عن الطعام أمام مكتب عميد كلية العلوم التابعة لجامعة محمد بنعبد الله في ظهر المهراز بفاس وأكملها سجينا بعدما انضاف لحرمانه من الجامعة حرمانه من الحرية إثر اتهامه بالمشاركة في قتل طالب آخر هو عبد الرحيم الحسناوي الذي ينتمي للذراع الطلابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وإذا كان الطالب الحسناوي لقي ربه بطعنة غادرة لا يزال القضاء لم يحسم في مصير مقترفيها، فإن لا أحد سيفتح تحقيقا ولو لدر الرماد في العيون للحسم في مصير المتسببين في وفاة الطالب المزياني بعد إضرابه عن الطعام الذي وصل لاثنين وسبعين يوما.
هذا الطالب الذي فارق الحياة ولم يتجاوز عمره واحدا وثلاثين عاما كان ينشد فقط استكمال تعليمه، لكن عوض أن يمنح كرسيا في الجامعة منحوه رقم اعتقال، حتى أصبح يحمل شبهة قاتل عوض أن يحمل شهادة جامعية أضرب لأجلها حتى مات.
وبرغم أن الكل، حكومة وبرلمانا ومؤسسات ومجالس عمومية لحقوق الإنسان كانوا يعلمون بخطورة إضرابه عن الطعام على حياته، إلا أن لا أحد تحرك لإنقاذه. وظل الجميع يتابع موته البطيئ وكأنهم في فرجة. فأمكن لمن يفترض أنهم مطوقون بحمايتنا ودرء الخطر عنا أن يتابعوا تسلسل الأحداث وكأنهم في فيلم، لولا أن تفاصيله مرعبة حد التقزز. فقد أخذ الإضراب عن الطعام من الطالب بصره ثم قدرته على الكلام ثم سمعه، قبل أن يفقده القدرة على التنفس والحركة ومن تم دخل المزياني في غيوبة فقد معها خلاياه الدماغية ليدخل في موت سريري فارق بعده الحياة.
والمؤلم في قصة هذا الطالب أنه تم نقله من السجن إلى المستشفى بينما كان بين الحياة والموت وهو مصفد اليدين، وهي الأصفاد التي لم تفارقه، وظلت تربط جسده النحيل إلى سريره في المستشفى، رغم أن قواه التي خارت لم تكن تسعفه حتى للنظر أبعد مما اختزنته ذاكرته المرهقة، فبالأحرى التفكير في الهرب.
وحتى بعدما أسدل الستار على هذه الفرجة القاتلة، واصل بعض المسؤولين الحكوميين الدفاع عن فرجتهم تملصا من تحمل المسؤولية. وهكذا تابعنا كيف علق مصطفى الرميد وزير العدل والحريات والرئيس السابق لمنتدى كرامة على موت الطالب القاعدي بالقول " إننا أمام ظاهرة داعشية"، مع أنه أعلم الناس بما يقوله الدستور في فصله العشرين من أنه يتعين على الدولة حماية الحق في الحياة بكل الوسائل والسبل الممكنة.
والحال أن وزير العدل ومعه الحكومة كانوا يعلمون بالخطر الذي يتهدد حياة ذلك الطالب ولم ينقذوه من الموت. مع أنه كان بالإمكان إسعافه ولو بالتغذية الإجبارية كما كان يفعل الأطباء مع معتقلي غوانتنامو. ولا يعرف إن كان الرميد أثناء وصفه الطالب المزياني بالداعشي، وهو وصف لم ينفه، يتحدث بصفته كوزير في الحكومة يرعى قطاع الحريات العامة أم كرئيس للنيابة العامة أم كقيادي في حزب رئيس الحكومة. لأن كلامه يحتمل أكثر من تفسير خصوصا مع خروج تصريحات من داخل حزب العدالة والتنمية تقول إن عدالة السماء تحققت في معادلة غير مستقيمة توازي بين موت المزياني ومقتل الحسناوي.
لكن الثابت أن الرميد المحامي وليس الوزير كان يدافع بصوت مرتفع داخل البرلمان عن معتقلي السلفية ال****ية وهم مضربون عن الطعام محملا الدولة عواقب تلك الإضرابات. ونحن نتفق معه اليوم في تحميل الحكومة المسؤولية.وعلى غرار سؤال أين الثروة، نسأل، أين حكومة عبد الإله بن كيران التي قتل على عهدها أربعة طلبة في ظرف عام واحد. فقبل المزياني والحسناوي،قتل الطالب محمد الفزازي في يناير الماضي إثر تدخل أمني بالحي الجامعي فاس سايس، وبعدها بأربعة أشهر سيسقط طالب آخر هو نور الدين عبد الوهاب داخل السجن في ورزازات بعد اعتقاله في أحداث شهدتها جامعة مراكش. كل هؤلاء ليسوا سوى عنوان لتهور الحكومة وقبله لمرض الجامعة المغربية، التي عوض أن تخرج الكفاءات أصبحت تلف طلبتها في أكفان. |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=769116 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
