تحيتنا السلام؛
للأخلاق خطوط حمراء: هناك في المجتمع الإنساني نعوت وصفات نشير بها إلى الناس باختلاف أجناسهم وألوانهم تحددها سلوكاتهم وتصرفاتهم سواء أكانت داخل محيطهم الأسري أو خارجه في الشارع أو في العمل أو حتى على مستوى تطوعهم داخل فضائهم النضالي بمختلف توجهاته( نقابية، حقوقية أو جمعوية... )؛ فنجد الإنسان في هذه الحياة الإجتماعية يتقمص شخصيات علمية أو فقهية، قضائية أو تربوية، فنية أو سياسية،،، وهي أدوار وواجبات متعددة ومختلفة قد يتحكم فيها بعد الغايات الذي بدوره قد يفرض شكل الوسائل. وأمام هذا الواقع نجد الشخص قد يختار غايته في الحياة أو تفرض عليه كواقع في الحياة ليواصل استمراريته ووجوده الإجتماعي ولهذا كان من البديهي أن يرتبط بالأخلاق والقيم كمنهاج يعتمده في تدبير حياته سواء الخاصة أو العامة... وانطلاقا من هذا التقديم نود أن نشير إلى حقيقة أخلاقية لا يمكن أن نغض الطرف عنها في خضم ما يحدث من ضغوطات اجتماعية وسياسية وثقافية تجعلنا لا ننتبه إلى نتائجها التي قد تمس بالشخص نفسه أو بالمجتمع ككل... إننا سنحاول تحديد مهام ووظائف نعتبرها هي المعيار الإجتماعي من حيث قيمتها الإجتماعية ونعتبرها كذلك التيرمومتر الأخلاقي من حيث قيمتها كسلوكات وتصرفات داخل المجتمع؛ ومن هذه الوظائف التي نرتبها حسب قيمتها العلمية والتربوية: العالم، الفقيه، المعلم، القاضي، الممثل والمناضل،،، وسنحاول في كل حلقة التطرق إلى مدى احترام مثل هاته الوظائف من أشخاصها ومدى اعتبارها من طرف الناس... :1- المناضل( نعتبره كل من يحمل هم الناس والذي يمكنه الدفاع عن مطالبهم ويحافظ على حقوقهم تحت إطار قانوني، إلخ... )؛ سنحاول عرض نازلة لاأخلاقية بطلها مناضل حسب ما يدعي كمسؤول نقابي وحزبي( ... ) وكعضو جمعوي( ... ) ونترك التعليق والحكم للقراء: تصوروا معنا! مثل هذا الشخص الذي يتحمل مسؤوليات متعددة في المجتمع، كيف يجرؤ على التفوه بكلام قبيح وساقط( كردة فعل مسألة خاصة بمهمته )، وفي قلب مقر النيابة الإقليمية، وأمام مرآى ومسمع موظفيها وزوارها، وفي شهر رمضان شهر الغفران؟ هل مثل هذا السلوك هو مقبول من شخص يحمل صفة مناضل ودون محاسبته داخل الإطار الذي ينتمي إليه، وداخل النيابة التي يتبع إليها، وداخل المجتمع الذي يعيش فيه؟؟؟ وإذا لم يتم معاقبته من طرف رفاقه في النقابة أو الحزب، فهذا دليل على انحطاط القيم والأخلاق!! ونفس الشيء من طرف زملائه في المؤسسة أو الجمعية!! وكذلك نفس الشيء من قبل عامة الناس في المجتمع!!! ولكن، ما نستغربه هو كون كل الناس وخاصة الذين سمعوه ورأوه في تلك الحالة المذمومة قد عبروا عن اشمئزازهم منه واستنكروه كسلوك غير مقبول منه، وتجدهم بعد ذلك؛ من جهته، يظن نفسه أنه " ما عندوش علاش إحشم " !؟ ومن جهتهم، قد يستقبلونه بالسي فلان وكأن شيئا لم يقع!؟... فهذه هي قيمة الأخلاق عندنا في المجتمع، ومتى " يزيد الطين بلة " ؟ عندما تصدر من شخص يدعي النضال والدفاع عن حقوق الطبقة الإجتماعية وكونه مربيا ومسؤولا وعضوا في المؤسسة التعليمية التي تعتبر هي النواة التربوية لتخليق النشء جيل المستقبل الذي نراهن عليه لقيادة القطار على السكة الصحيحة نحو التقدم العلمي وبأسس أخلاقية... أسئلة تفرض نفسها علينا في ظل هذا المجتمع الذي بدأنا نفقد قيمنا فيه وأصبحنا نكرس ضربها بضعفنا أمام مواجهة الواقع الوضعي للماديات دون التفكير والتشبث بالقيم المثالية.