مسرحية : أشعب الطماع الشخصيات 1 – الوالي. 2 – رئيس الشرطة . 3 – رئيس الديوان . 4 – الحاجب . 5 أشعب . 6 – بنان . 7 – الطبيب . 8 – التاجر محمود . المنظر : مجلس الوالي ، حيث يجلس الوالي في الصدر ، وبجانبه يجلس رئيس الشرطة ورئيس الديوان ( يتحاورون ) ويقف الحاجب في الجانب الأيسر للوالي الوالي : يا رئيس الشرطة ، هل أرسلت جنداً مع القافلة ؟ رئيس الشرطة : نعم ، لقد أرسلنا معهم خمسة وعشرون جندياً . الوالي : فقط ! ؟ رئيس الشرطة : نعم . الوالي : إنهم لا يكفون . رئيس الشرطة : سوف تلحق بهم سرية كاملة بعد مسيرة نصف يوم . الوالي : حسن ، وأنت يا رئيس الديوان . رئيس الديوان : نعم يا سيدي . الوالي : ماذا فعلتم في موضوع الزكاة .؟ رئيس الديوان : إننا ننتظر وصول الخراج يا سيدي وسنوزع الزكاة على مستحقيها . الوالي : جميل جداً . ( يسمع صوت صياح من الخارج ) صوت أشعب : آه يا بطني ، يا أمعائي ، أحشائي ، إنها تتمزق ، آه آه . الوالي : ما هذا ، من الذي يصيح في الخارج ؟ الحاجب : هذا صوت أشعب ، إنه يتألم من بطنه . الوالي : دعه يدخل . الحاجب : إن معه بنان يا سيدي . الوالي : ليدخل هو وبنان . ( يتجه الحاجب إلى المدخل وينادي ) الحاجب : ليدخل أشعب وبنان . ( يدخل أشعب ويتبعه بنان ويستمر أشعب في صياحه وتألمه ) أشعب : آه يا بطني ، أمعائي ، أحشائي ، لقد غشني ، أكلني السم … آه يامصراني . الوالي : من الذي غشك ؟ أشعب : إنه التاجر محمود . الوالي : التاجر محمود ! ؟ رئيس الشرطة : التاجر محمود ! ؟ رئيس الديوان : التاجر محمود ! ؟ الحاجب : التاجر محمود ! ؟ ( يرمق الوالي الحاجب بنظرة تأنيب على تدخله في ما لا يعنيه . ) الوالي : كيف غشك التاجر محمود ؟ الحاجب : كيف غشك التاجر محمود ؟ ( يلتفت الوالي للحاجب مرة أخرى ويرمقه بنظرة غاضبة فيتراجع الحاجب لموقعه ) أشعب : لقد أكلت عنده أثناء الوليمة ، وبعدها آلمني بطني . الوالي : وأنت يا بنان ألم تأكل ؟ بنان : لا يا سيدي ، لم يترك لي أشعب فرصة للأكل ، فقد بلع الطعام كله . الوالي : بلع الطعام كله !! رئيس الشرطة : بلع الطعام كله !! رئيس الديوان : بلع الطعام كله !! الحاجب : بلع الطعام كله !! أشعب : لا تلمني يا سيدي لقد كان هناك المحمر والمشوي والمقلي ، وكانت هناك الأرانب المشوية والدجاج المسلوقة ، فلا تلمني يا سيدي ، لا تلمني يا سيدي . الوالي : وهل أكلت كل هذا الطعام ؟ أشعب : أما الحلويات ، فحدث ولا حرج ، فقد كان هناك الكنافة بالجبنة ، والكنافة بالقشطة ، والبقلوة ، والبسبوسة ، وغيرها من أصناف لا تعد ولا تحصى . بنان : لقد كان يأكل بيديه الاثنتين . رئيس الديوان : ( للوالي ) يأكل بيديه الاثنتين مثل الحيوانات . أشعب : لا تلمني يا سيدي ، عندما أشاهد الطعام لا أستطيع المقاومة …… أه يا بطني ، لقد سمني ، أمعائي ، أحشائي . الوالي : ( لرئيس الشرطة ) أحضروا التاجر محمود . رئيس الشرطة : أمرك يا سيدي . ( يخرج ) الوالي : ( للحاجب ) استدعوا طبيب القصر . الحاجب : ( منادياً ) ليدخل طبيب القصر . ( يدخل الطبيب ) الطبيب : السلام عليكم . الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله . أشعب : آه يا بطني ، آه يا أمعائي . الوالي : أيها الطبيب إن أشعب يشكو من معدته . الطبيب : ليست هذه المرة الأولى … لقد حدث له ذلك عدة مرات ، ونصحته أن ينضم أكله فلم يتبع نصيحتي . الوالي : ( لبنان ) كيف ذهبت إلى الوليمة يا بنان ؟ بنان : لقد كنا نسير أنا وأشعب في الطريق ، فدعاني للدخول معه إلى بيت التاجر محمود . ( يدخل رئيس الشرطة ) رئيس الشرطة : التاجر محمود بالباب يا سيدي . الوالي : ليدخل التاجر محمود . الحاجب : ( منادياً ) ليدخل التاجر محمود . ( يدخل التاجر محمود إلى مجلس الوالي ) التاجر محمود : السلام عليكم . الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . الوالي : يا محمود إن أشعب يتهمك بالغش ، لقد أطعمته طعاماً مسموماً . التاجر محمود : أنا !! أشعب : نعم أنت . التاجر محمود : غير صحيح يا سيدي … إن أشعب دخل منزلي دون إذن مني ، وأتى الوليمة دون دعوة مني ، وأكل الطعام كما تأكل الحيوانات فرائسها .. حتى أني خجلت من ضيوفي . الوالي : عجيب ! هكذا إذن . أشعب : يا سيدي لقد كنت أنا وبنان نسير في الطريق ، وعندما مررنا بجانب منزل التاجر محمود شممت رائحة الشواء ، بعدها لم أشعر بنفسي إلا وأنا داخل في بيت التاجر محمود ، أسبح بين القدور والصحون ، آكل من هنا ومن هنا . الوالي : وأنت يا بنان ألم تأكل معه ؟ بنان : لقد قلت لك يا سيدي ، لم يدع لي فرصة لأكل الطعام ، لقد كان يهيم كالمجنون ، وكنت ألاحقه حتى لا يؤذي أحداً . ( ينهض الوالي يفكر ويتأمل الموقف ثم يتجه إلى أشعب ) الوالي : ألا تزال معدتك تؤلمك ؟ أشعب : نعم ، آه ، آه ، معدتي . الوالي : وأنت يا بنان ألا يؤلمك بطنك . بنان : لا يا سيدي ، الحمد لله أني لم آكل من ذلك الطعام المسموم . التاجر محمود : طعامي ليس مسموماً ، فكل الضيوف لم يصابوا بأي أذى ، إلا أشعب لأنه جشع . الطبيب : صدقت يا محمود ، لقد وقع أشعب ضحية شراهته . أشعب : أنا . الطبيب : نعم أنت … إنك مصاب بالتخمة ، وبتلبك في المعدة . أشعب : يا ويلي ، ويا سواد ليلي … تلبك معده ، مسكينة معدتي ، كيف سآكل غداً هل سأحرم من الولائم . الوالي : لقد دخلت النزل دون إذن من صاحبه وهذا لا يجوز ، وأكلت الطعام حتى ملأت بطنك دون أن تراعي آداب الطعام ، وتأتي أخيراً لتدعي على هذا الرجل الطيب ( مشيراً للتاجر محمود ) ، فبماذا نعاقبك ؟ أشعب : أرجوك العفو ، أرجوك السماح ، فتكفيني مصيبتي في معدتي ، فإني لا أتصور أني سأحرم من الأكل غداً . إظلام |
الساعة الآن 03:38 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd