منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - من كواليس الصحف حول تاخير صرف مستحقات الاساتذة الجدد

السبت 01 مارس 2014 - 15:35

"راتبي محتجز منذ ثمانية أشهر من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني؛ لا أعرف ما هو الإجراء المالي والإداري الذي يتطلب اتخاذه ثمانية أشهر؛ ولا أعرف كيف تريد الدولة أن أدرّس ما يقارب 200 تلميذة وتلميذ دون راتبٍ وأنا أعيل أسرة من خمسة أفراد، ومُعيّن في أقصى جنوب شرق المغرب؛ ولا أعرف كيف يستقيم هذا الوضع الكافكاوي مع الحديث عن إصلاح التعليم"؛ الكلام لأستاذ من بين 8000 أستاذ، الذين تخرّجوا من معاهد التكوين، خلال شهر يونيو الماضي، وتمّ تعيينهم في مناصبهم، لكنّهم لم يتوصّلوا، إلى حدود اليوم، بأي راتب شهريّ عن المدّة التي قضّوها في التدريس.

ويضيف الأستاذ، في شرح للوضعية التي يعيشها، ويتقاسمها معه أساتذة آخرون، "لا أعرف كيف يستقيم هذا وذاك مع الحديث عن "المُواطنة" و"حقوق الإنسان"، صمدتُ حتى الآن ثمانية أشهر، اقترضتُ خلالها من كل مَنْ يمكنني الاقتراض منه، وتراكمت علي نتيجة ذلك ديون تقارب 30.000 درهم، ولم يحدث أن تغيبتُ عن عملي ساعة واحدة ولا أنْ تأخرتُ عنه ثانية واحدة"؛ ويضيف "أكثر من ذلك فأنا أشتغل مع التلاميذ سبع ساعات إضافية أسبوعيا لتقديم الدعم والتثبيت ومعالجة التعثرات، الشيء الذي انعكس إيجابيا وبشكل ملموس على أداء المتعلمين ونتائجهم برسم الدورة الأولى؛ لكن السيل قد بلغ الزبى".

جملة "بلغ السيل الزبى"، أتبعها الأستاذ باعتذار إلى تلاميذه، عبر صفحته على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا "أعتذر لتلاميذي، فأنا مضطر للتوقف عن تقديم الدروس إلى حين التوصل بمستحقاتي وسأخوض إضرابا عن العمل داخل قاعة الدرس إلى حين تسوية وضعيتي، ولتتحمل الوزارة كامل مسؤوليتها"، وزاد "للإشارة فلستُ الوحيد الذي يعيش هذا الوضع، وإنما هناك 8000 أستاذة وأستاذ في المغرب يعيشون نفس المأساة، بينما السيد رئيس الحكومة يقهقه ملء شدقيه ويتحدث عن "الإصلاحات" التي قام بها؛ قد يكون ذلك في مجرة أخرى؛ ربّما!".

التنسيقية الوطنيّة للأساتذة الجدد 2013-2014 كانت قد أصدرت بيانا، ندّدت فيه بما أسمتْه "التهميش والإهمال" الذي يعاني منه الأساتذة الجدد بمختلف أسلاكهم، منذ تخرجهم من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في يوليوز المنصرم، وإحجام الوزارة الوصية عن الوفاء بوعودها السابقة خاصة"، وتتمثّل وعود وزارة التربية الوطنية، التي أوردها البيان، في صرف منحتي يوليوز وغشت، ومنح أرقام التأجير، والترسيم بعد التخرّج من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، واحتساب سنة التكوين سنة أقدمية، وصرف رواتب الأساتذة الجدد في الموعد.

عبد الرحمان الوالي، أستاذ الفلسلفة بالتعليم الثانوي التأهيلي، نيابة زاكورة، قال في اتصال مع هسبريس، إنّ الأساتذة وقعوا على محضر التخرّج من المراكز الجهوية للتكوين يوم 19 يوليوز 2013، غير أنّ الحكومة، من خلال وزارة التربية الوطنية لم تقم بالملاءمة التشريعية، ولم تقدّم المرسوم الخاصّ بالأساتذة المعنيين إلا يوم 30 يناير الماضي، وصدر المرسوم يوم 5 فبراير الجاري، مضيفا أنّ الوزارة أصدرت بعد ذلك بلاغا أعاد الأساتذة إلى وضعية متدرّبين، بينما قرار التعيين نصّ على أنهم أساتذة، وليسوا متدرّبين، واصفا ما قامت به الوزارة بـ"العبث".