حصيلة الحكومة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-07-08, 22:21

رقم المشاركة : 1

ابو ندى

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابو ندى غير متواجد حالياً

حصيلة الحكومة

حصيلة الحكومة
يقف اليوم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أمام النواب والمستشارين في جلسة مشتركة، وهي الجلسة السنوية المنصوص عليها دستوريا، وسيتم تخصيصها لتقديم حصيلة الحكومة. وأصبحت هذه اللازمة يعني حصيلة الحكومة هي ما يتردد على ألسنة بنكيران ووزراء حزبه وانتقلت العدوى إلى بعض الوزراء الآخرين خصوصا وزراء التجمع الوطني للأحرار، حيث تحولت اللقاءات الحزبية إلى أماكن لتقديم حصيلة الحكومة ومنجزاتها. ونتمنى على البرلمانيين، نوابا ومستشارين، أن يطرحوا في إطار تعقيباتهم على رئيس الحكومة إشكالية تبدو بسيطة لكنها جوهرية، وهو إحراج رئيس الحكومة حول معايير تقييم الحصيلة، فرئيس الحكومة تبين منذ مدة أنه لا يريد وضع النقط على الحروف ولا يحدد معايير دقيقة حتى يمكن محاسبته وفقها. فمن السهل أن يقول رئيس الحكومة كلاما إنشائيا لكن ليس من حقنا محاسبته مادام هو كلام والسلام، ولكن لابد من التوفر على قاعدة للمحاسبة، سواء كانت محاسبة جماهيرية أو محاسبة النخبة، وفي غيابها قواعد المحاسبة فبنكيران نفسه سيتمتع بقانون "عفا الله عما سلف". في غياب معايير المحاسبة يستحيل أن يوجه أي نقد لبنكيران، فهو قادر على قلب الحقائق، وقلب المنطق نفسه حيث يمكن أن يصبح الخير شرا والشر خيرا، وتصبح المصلحة مفسدة والمفسدة مصلحة. فبنكيران له منطقه الخاص، فالزيادة في أسعار المحروقات هي من مصلحة الفقراء، رغم أن الفقراء هم أول المتضررين من هذه الزيادات التي أثرت في أسعار المواد الاستهلاكية وأسعار النقل وكل شيء، ورغم ذلك فهي في مصلحة الفقراء كما يزعم بنكيران. والقضاء على صندوق المقاصة وتكسير أخشابه هو من مصلحة الفقراء. أي أن رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية الأساسية هو من مصلحة الفقراء، وكأن الأغنياء سيتأثرون برفع الدعم. يظن بنكيران انه برفعه الدعم سيعيد إلى خزينة الدولة بضعة أموال عائدة من المواد التي تستعملها بعض الشركات، التي ما غن يتم رفع الدعم حتى تنزل الستائر وتطرد العمال وتتخلص منهم ويصبحون عالة وتلجأ الشركة إلى استيراد المواد بكلفة مماثلة ودون الحاجة إلى عدد كبير من العمال. ومع ذلك فإن الأرض لا تدور حسب بنكيران، وان رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية سيكون من مصلحة الفقراء. فالحصيلة التي سيتحدث عنها بنكيران غائبة عن الواقع، فالمنجزات تظهر في الواقع وليست محجوبة بالتماسيح والعفاريت، حيث عرف المغرب تأسيس العديد من المشاريع الضخمة والتي كان لها الفضل الكبير في إنتاج الثروة، لكن هذه المشاريع ليس للحكومة دخل فيها أبدا. وسيتحدث بنكيران عن أشياء لم يعرف لها طريقا وإنما أنجزتها مؤسسات أخرى في إطار ما يخوله الدستور لكل مؤسسة من المؤسسات، وتقتصر منجزات الحكومة في الزيادة في الأسعار والتحرش والجرأة على كل ما هو اجتماعي، والتدرع بوجود العفاريت والتماسيح الذين لا يتركون الحكومة تعمل.