منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

http://www.rhamna.org/v2/wp-content/...at-418x278.jpg

أصابتني حمى شديدة جعلتني أشعر بالحرارة المفرطة و الارتعاش والبرد.. تناولت حبة من" الأسبرين" وكيسا من "الأسبيجيك" و خلدت للنوم..النوم العميق.
دهبت الى المستشفى الحكومي وأنا أقود سيارتي واندهشت كل الدهشة, أمام المستشفى لم أجد مكان لركن سيارتي, فالمكان يعج بسيارات الاسعاف متراصة في صف واحد..ولم يسبق لي أن رأيتها هناك من قبل..ظننت أن هناك زيارة لوزير الصحة أو لمسؤول حكومي بارز, أو ربما أن هناك زلزال في مكان ما أو كارثة طبيعية,زاد فضولي أكثر واقتربت من أحد الحراس فسألته" لما كل هذه السيارات هل هناك كارثة ما في مكان ما "أجاب ضاحكا" لا ياأنستي..إنها فقط لخدمة المواطنين وإسعافهم" تعجبت واستغربت متى تذكر المسؤولون المواطنين, واعتقدت أن الإنتخابات على الأبواب..لا لا لا ليس بعد ,الأمر ليس كذلك.
ولجت الى داخل المستشفى فاستقبلي الممرضون والممرضات بحفاوة وترحاب وفحصوني في رمشة عين, حتى أن مدير المستشفى اطمأن على و زارني في قسم المستعجلات.
رأيت كيف يتعامل الأطباء والممرضون مع المرضى ودهشت حتى اعتقدت أني في أوروبا..لكن لا لا أنا في المغرب البلد الذي تغير كثيرا وأصبح كأوروبا و أمريكا. خرجت من قاعة المستعجلات بعد أن فحصني الطبيب وأعطاني حقنة ودواءا وقررت أن أتجول في كل أروقة المستشفى لعلي أجد ما يتبث عكس ما رأيت. رأيت الأطباء والممرضين وهم مشغولون بمرضاهم و هم يجرون في كل اتجاه..رأيت التجهيزات الطبية المتطورة جدا والدواء المجاني..فقط قدم ورقة فحصك وبطاقتك وخد ما وصف لك الطبيب.. رأيت الجراحين والمخدرين كل في مكتبه والكل يقوم بعمله على أكمل وجه..لم أرى زحاما ولا شكاوى ولا تظلمات ولا زبونية ولا محسوبية..حتى تلك القطط الضخمة التي تسكن المستشفيات لم أجد لها أثرا..رأيت كل هذا والاعجاب يتملكني وكاد يغمى علي من الدهشة..
استفقت من نومي بعد أن فعلت"الاسبيرين والاسبيجيك " مفعولهما وتماثلت للشفاء, واكتشفت أن مارأيت كان من هوس الحمى فأغنتني حبة "الاسبيرين" وكيس "الأسبيجيك"عن مستشفياتنا التي يرثى لحالها.
ـ منقول ـ

http://img1.imagilive.com/0614/taxi_icone.gif