حوار
سليمان الريسوني almassae
قال إن العزوزي لا يتوفر على الحنكة اللازمــــــــــة لقيادة النقابة وكان ضد التحالف مع الاتحاد المغربي للشغل
العدد :2413 - 29/06/2014
يتحدث عبد الحميد فتحي، نائب الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، المجمدة عضويته من طرف المكتب المركزي الذي التأم يوم السبت الماضي، في هذا الحوار المثير للجدل مع «المساء» بصفته كاتبا عاما منتخبا من طرف المجلس الوطني، الذي انعقد يوم الثلاثاء الماضي.
في «مثير للجدل» يعتبر فتحي أن اتهامه لإخوته الأعداء الموالين لعبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام المنتخب من طرف المؤتمر، بأنهم يتخذون قراراتهم في الحانات، اتهام لا يساوي شيئا أمام محاولة العزوزي ومن معه ضرب النقابات القطاعية، التي شكلت ولا تزال قاعدة العمل النقابي.
كما هاجم فتحي القيادات التاريخية للاتحاد الاشتراكي، التي قال إنها استفادت من المناصب الحكومية وأهملت الحزب، ثم «جاؤوا اليوم ليعطوا دروسا للاتحاد الاشتراكي». وأضاف أن الاتحاد في عهد الواحد الراضي لم يكن يفتح مقره المركزي أثناء اجتماع المكتب السياسي الذي لم يكن يجتمع أحيانا.
ولم يسلم من هجوم عبد الحميد فتحي كل من الأموي وشباط، حيث قال عن الأول إنه بعد أن قضى 37 سنة على رأس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التصق اسمه بالهيكل. ووصف ما يقوم به الثاني من جمع بين الحزب والنقابة بأنه مرفوض وفيه قتل حتمي للنقابة.
- قطعتم شعرة معاوية مع رفاقكم داخل المكتب المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل، المحسوبين على عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام المنتخب من طرف المؤتمر، حين شنعتم وشهرتم بهم قبل أيام، في بيان موجه للرأي العام، قلتم فيه بأنهم اتخذوا قرار تجميد عضويتكم داخل حانة «بار» بمدينة الدار البيضاء. ما هذا؟
التشهير قام به من اتخذ قرار تجميد عضويتنا بطريقة غير شرعية ضربا للقوانين التنظيمية. أولا الدعوة لاجتماع استثنائي للمكتب المركزي يجب أن توجه 48 ساعة قبل الاجتماع. المسألة الثانية، إذا كان المكتب المركزي يضم 15 عضوا، سبعة منهم بجانبنا، وعضو ثامن كان مسافرا خارج المغرب..
- من هو؟
هو محمد رفقي، وإذا كان عضو آخر، هو عبد الرحيم الرماح، لم يحضر الاجتماع، وركب القطار على الساعة الثالثة والنصف، وهناك شهود عيان عاينوا وصوله إلى فاس أثناء اجتماع المكتب المركزي، فهذا يعني أن ستة أعضاء فقط هم الذين اجتمعوا في مقهى متروبول واتخذوا قرار تجميد عضويتي أنا وعبد العزيز إيوي ومحمد الدحماني..
- أن يكون عضوان من المكتب المركزي مسافرين فهذا لا قيمة له أمام عدم اعترضهما على قرار تجميد عضويتكم. ألم توافق الأغلبية، المكونة من ثمانية من أعضاء هم: رفقي وبنشريفة ومريزق وحبشي والرماح وخيرات والخريم والعزوزي. على هذا القرار؟
نحن نتحدث عن القرار حين اتخاذه. الرماح كان في فاس، ورفقي كان في فرنسا، فكيف يمكن لأحد أن يناقش قرارا ويصادق عليه وهو غائب.
- رغم أنهما لم يحضرا الاجتماع، فإنهما لم يعترضا على قرار تجميد عضويتكما؟
نحن نتحدث عن صحة وقانونية الاجتماع. أولا، لكي يكون الاجتماع قانونيا يجب أن يحضره ثمانية أعضاء وليس ستة. ثانيا، الاجتماع الاستثنائي، حسب القانون الأساسي للفدرالية، يشترط أن توجه الدعوة إليه قبل 48 ساعة، وبالتالي فهو اجتماع باطل. ثم إننا كنا مجتمعين معهم في التاسعة والنصف من صباح نفس اليوم الذي اتخذوا في مسائه قرار تجميد عضويتنا..
- وما الذي يمنع أغلبية أعضاء المكتب من تجميد عضويتكم طالما تبين لهم ما يستدعي ذلك، مع رفع توصية في الموضوع للمجلس الوطني للحسم في قرار تجميد عضويتكم من عدمه؟
الأساس التبريري الذي اتخذوا عليه القرار، كان موجودا قبل اجتماع التاسعة والنصف صباحا، فلماذا لم يتطرقوا إلى ذلك في الاجتماع الصباحي وأجلوه إلى المساء؟ هم فكروا في تجميد عضويتنا بعدما استعصى عليهم عقد المجلس الوطني الذي كان مفترضا انعقاده في العاشرة والنصف من صباح نفس اليوم.
- لماذا لم ينعقد؟
رفضنا انعقاد المجلس الوطني قبل أن يعيد الكاتب العام أموال المنظمة إلى حسابها البنكي.
استهداف القطاعات الأساسية - هذا موضوع سنأتي على ذكره بالتفصيل. لكن، دعني أسألك: ألم يكن ما قام به إخوتكم «الأعداء» من مجموعة العزوزي، أرقى من رد فعلكم الانفعالي، فهم قاموا بتجميد عضويتكم، وهذا، مهما كان خاطئا، يبقى إجراءا تنظيميا، بينما أنتم بدأتم ردكم عليهم باتهامهم باتخاذ القرار في حانة «بار»..
نحن لم نستهدف الأشخاص، بل واجهانا قرارا يستهدف قطاع التعليم والصحة والبريد والاتصالات.. وهذه هي القطاعات التي ساهمت بشكل أساسي في تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وساهمت بشكل أساسي في تأسيس الفدرالية الديمقراطية للشغل. هناك نية مبيتة لضرب هذه القطاعات الكبرى التي هي أساس نقابتنا.
- كيف تقول في بيان موجه للرأي العام إن رفاقكم (مجموعة العزوزي) يتخذون قرارات في حانة «بار»، ثم تأتي الآن وتقول لي بأنكم لا تستهدفون الأشخاص. أي تناقض هذا؟
نحن لم نقل بأنهم كانوا يكرعون الخمر..
- وهل كانوا يصلون في الحانة؟
لا.. «البار» فيه المقهى وفيه الأشياء الأخرى.
- أنت لا تعترف بأن هذا كان خطأ كبيرا؟.
لا. نحن نقول الحقيقة للمناضلين.
- مجموعة العزوزي تتهمكم بأنكم ضد التنسيق مع المركزيتين النقابيتين: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل. لماذا أنتم ضد هذا التنسيق؟
أبدا. أبدا. نحن مع التنسيق النقابي. لكن احتراما للمناضلين والمناضلات ولمصداقية الفدرالية للشغل، رفضنا أن يصدر بيان باسم المجلس وطني وهو لم ينعقد. كيف يصدر بيان ثلاثي يقول إن المجالس الوطنية للمركزيات الثلاث انعقدت وأصدرت بيانا، ومجلسنا الوطني لم ينعقد. ألم يكن من الأخلاقي أن نبلغ إخواننا في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل بهذا الأمر؟
- وهل تظن أن المجلس الوطني الفدرالي كان سيرفض مضمون البيان الثلاثي؟
هل يرضي أحدا، أن نقول بأن المجلس الوطني وهو أعلى مؤسسة تقريرية بعد المؤتمر، انعقد وهو لم ينعقد؟ كيف سيكون موقفنا مع أعضاء المجلس الوطني الذين سيعلمون من البيان الثلاثي أن مجلسهم الوطني انعقد واتخذ قرارا وهم لم يحضروه؟ هذا غير مقبول أبدا. لذلك كنا صرحاء مع إخواننا في المركزيتين الأخريين وقلنا لهم: نعتذر لكم لأننا لم نستطع كفدرالية، بسبب الأزمة التنظيمية، أن نعقد المجلس الوطني، لكننا مع التنسيق إلى آخر المطاف.
- أنتم إذن آثرتم الشكل التنظيمي، على المبدأ النضالي الذي يعبر عنه البيان المشترك؟
هذا ليس شكلا، بل هو جوهر العملية التنظيمية. ما أوصنا إلى ما نحن عليه اليوم هو عدم احترام المسألة التنظيمية.
- يوم الثلاثاء 24 يونيو الجاري دعوت أنت والمجموعة المحسوبة عليك إلى مجلس وطني، اتخذتم فيه قرارات كبرى، من قبيل إقالة الكاتب العام عبد الرحمان الشرعي، العزوزي، رغم أنكم أقلية، سواء داخل المكتب المركزي، أو داخل النقابات القطاعية، أو الاتحادات المحلية. أية ديمقراطية هاته؟
من قال لك إننا أقلية يا أخي. كيف