هـؤلاء هـم قـراصـنـة امـتـحـانـات الـبـاكـلـوريـا وهـكـذا يـشـتـغـلـون - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-06-14, 16:20

رقم المشاركة : 1

ابو ندى

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابو ندى غير متواجد حالياً

هـؤلاء هـم قـراصـنـة امـتـحـانـات الـبـاكـلـوريـا وهـكـذا يـشـتـغـلـون

عاش المترشحون لنيل شهادة «الباكلوريا» على أعصابهم منذ انطلاق موعد الامتحانات. فهناك من يجتهدون لتجاوز هذه المرحلة المهمة من مسارهم الدراسي، فيما يفضل مرشحون آخرون البحث عن حيل وطرق جديدة لتمويه المراقبين أثناء الامتحان، وذلك عن طريق اعتمادهم على آليات تكنولوجية جد متطورة يصعب كشفها، من قبيل نظارات عبارة عن «كاميرا»، وأجهزة لاسلكية و«حجابات» مطبوعة على ورق شفاف، وغيرها من التقنيات.

ومن أجل إنحاج عملية الغش، عمد العديد من القراصنة إلى نشر صور وأجوبة الامتحان عبر صفحات «الفايسبوك»، أطلقوا عليها «تسريبات باك 2014»، في تحدّ واضح لوزارة التربية الوطنية.

تسريبات «الفايسبوك»

بعد مرور عشر دقائق فقط على الإعلان عن موعد الامتحان، قام بعض «القراصنة» بنشر صور أوراق تضم أسئلة الامتحان مصحوبة بالأجوبة، لتنتشر في ظرف زمني وجيز على «الفايسبوك» عدة صفحات أطلق عليها اسم «تسريبات الباك».

وأوضح «آدمن» صفحة تسريبات، خلال تعليق له على الصفحة سبب قيام من أسماهم جنود الخفاء بنشر أجوبة الامتحان، إلى عدة أسباب معلقا: «الحكومة لم تغير المقررات التي ندرس فيها كي نعيش في غيبوبة، فمن سيصبح واعيا بحقوقه سيطيح بالفساد»، مبرزا أوجه الاختلاف ما بين التعليمين الخصوصي والعمومي، بـ«أن تلاميذ التعليم الخصوصي يدرسون في المقررات التابعة للبعثة الفرنسة، والتي تسبق المقررات المغربية بألف سنة ضوئية» على حد تعبيره.

ويضيف مسير الصفحة دائما، أن تلاميذ التعليم الخاص يعبرون عن سخطهم عند ما يتهاون الأستاذ في أداء واجبه المهني، بينما أساتذة التعليم العمومي يتهاونون في استكمال المقرر الدراسي، وبالتالي يصعب على التلميذ التفوق عند اجتياز الامتحان.

ولم يكتف هؤلاء «القراصنة» بتسريب امتحانات الباكلوريا، بل وضعوا بعض الخطط والنصائح لتفادي تشويش آليات وزارة التربية الوطنية المنتصبة بمراكز الامتحانات.

ويعلق الأدمن «هناك ثلاث طرق من أجل استخدام «شبكة الاتصال والأنترنيت، وهي استخدام جهاز التسجيل mp3، وتشغيله بقرب الهاتف النقال، وثانيا تشغيل الإذاعة في الهاتف الأول واستخدام الهاتف الثاني من أجل الغش، أما الطريقة الثالثة حسب تعليق «الأدمن»، فهي استخدام مغناطيس وإلصاقه على ظهر الهاتف النقال».

هذا وعلمت «الأخبار» من مصادرها، أن المترشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا بإحدى ثانويات مدينة سلا، التجؤوا من أجل الغش إلى خدمات مصلحي وتقنيي «البارابولات»، قصد التزود بآليات لتفادي التشويش بمراكز الامتحان.

في مقابل ذلك، انتقلنا إلى بعض مراكز الامتحان بمدينة الدار البيضاء، حيث صادفنا العديد من التلاميذ الذين أكدوا، خلال حديثهم مع «الأخبار»، عدم وجود أي تشويش على الهواتف، إذ أن بعض التلاميذ يعملون على التقاط الصور داخل القسم، وإرسالها مباشرة عبر تطبيق «الوات ساب»، لتصل في ظرف وجيز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويحكي بعض التلاميذ أن المراقبين لا يسمحون للمترشحين بالخروج من مركز الامتحان، إلا بعد مضي نصف مدة الامتحان.

ويشير التلاميذ أنفسهم إلى أن بعض المشاغبين يحاولون إحداث الشغب فقط من أجل الخروج وتسريب الأسئلة، وبيع ورقة الامتحان مقابل ألف درهم.

يقول تلميذ يدرس بشعبة الاقتصاد، إن زميله في الثانوية قام ببيع ورقة الامتحان لأحد الأستاذة بسبع مائة درهم، ليقوم الأستاذ بالإجابة على الأسئلة، وبعد ذلك منحها إلى شخص آخر، وفق تصريحه.

ويرى بعض المترشحين الذين صادفتهم «الأخبار»، أن بعض الصفحات المسربة للامتحان تدعي أنها على معرفة مسبقة بمحتوى الامتحانات، وتقول إحدى التلميذات: «لقد أوهمونا أن موضوع إنشاء مادة اللغة الإنجليزية سيتمحور حول ظاهرة التشرميل، غير أن الأمر غير صحيح، مضيفة، أن المراقبة داخل القسم غدت جد مشددة بعد انتشار هذه الصفحات».

دهاء الغشاشين

بالرغم من فرض المراقبة المشددة داخل مراكز الامتحان وتهديد الغشاشين بعقوبات سجنية، غير أنهم يبذلون مجهودا كبيرا في البحث عن طرق وحيل في غاية الدهاء، بدل سهر الليالي والجد في الدراسة.

ولمساعدة التلاميذ على الغش، ظهرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عليها اسم «أحدث وسائل الغش لاجتياز الامتحانات».

إذ أضحى التلاميذ المغاربة يعملون على تطبيقها، حسب تصريحات بعضهم خلال حديثهم مع «الأخبار».

ويعمل بعض التلاميذ على استخدام سماعات لا سلكية، متناهية الصغر بلون الجسم في الأذن، وعند دخول الامتحان يتلقى التلميذ من خلالها الإجابات من شخص يكون خارج الامتحان، حصل على ورقة الأسئلة من أحد الطلبة الذين خرجوا قبله.

لكن بعد صدور قرار لا يسمح للتلاميذ بالخروج من مركز الامتحان، إلا بعد مضي نصف مدة انطلاقه، لجأ بعض الغشاشين إلى حيلة أخرى غير مسبوقة، وهي ساعات يدوية عبارة عن «كمبيوتر» مصغر، بالإضافة إلى نظارات طبية عادية، لكنها تتكون من عدسة توجد بها كاميرا وفيديو يصعب رؤيتهما.

ونشرت إحدى الصفحات على «الفايسبوك» والمحرضة على الغش، صورا لنظارة ذكية تلتقط الصور بـ«غمزة عين»، وعلق مسيرو هذه الصفحات قائلين «إن هذا التطور الجديد أسرع من زر التقاط الصور بالكاميرا ومن استخدام الصوت لتوجيه أمر التقاط الصورة، فضلا عن كونه يعمل حتى وإن كان العرض مغلقا. كما أضاف التحديث الجديد خاصية قفل شاشة عرض النظارة، إلى جانب تزويدها بإمكانية رفع مقاطع الفيديو وتبادلها على موقع يوتيوب».

وعبر العديد من التلاميذ المترشحين لاجتياز امتحان الباكلوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن رغبتهم في اقتناء نظارات «غمز ة عين» لاستخدامها خلال الامتحان.

وخلال جولتنا ببعض الثانويات التأهيلية بمدينة الدار البيضاء، صادفنا بعض التلميذات يجلسن على الرصيف ويقمن بجمع أوراق شفافة مطبوعا عليها دروس مادة الفلسفة.

تقول إحداهن: «التلاميذ الذكور هم من يقومون بتزويدنا بـ«النقلة»، فهم أذكياء وأكثر جرأة من البنات، هذه المرة الثانية التي أجتاز فيها «الباك ليبر»، لذا فآمالي كلها عقدتها على هذه الورقة الشفافة، والتي أضعها على الطاولة وأنقل بشكل مريح، فمعظم المراقبين لا يتمكنون من رؤيتها».

وإلى جانب الورق الشفاف المطبوع، ظهرت أوراق بيضاء لا يمكن ملاحظة الكتابة عليها إلا بوضع قليل من الماء عليها لتظهر الكتابة، أي أن التلميذ يحمل معه ورقة بيضاء مكتوبا عليها «النقلة»، ويحمل معه قنينة ماء صغيرة ويضع الورقة أمامه، ويوهم المراقب بشربه للماء، مفتعلا بعض قطرات الماء على الورقة ثم يقوم بمسحها لتنكشف المعلومات التي قام بكتابتها.

إلى ذلك، تداول التلاميذ على مواقع التواصل الاجتماعي طريقة أخرى للغش، وهي كتابة المعلومات على ملصق العلامة التجارية لقنينة الماء بطريقة احترافية، بينما ظهرت أظافر اصطناعية خاصة بالتلميذات، حيث يقمن بإضافة ورقات صغيرة مكتوبا عليها المنهج الدراسي، يمكن تخبيئها تحت هذه الأظافر.

طرق مفضوحة

وإن كان بعض الغشاشين يبتكرون طرقا جديدة من أجل الغش، حتى لو كلفهم ذلك مبالغ مالية باهظة، فإن هناك من يبحث عن طرق بسيطة وبليدة، حسب رأي البعض، إذ غالبا ما يفضح أمر الغشاش عند استخدامها، وهي «الحجابات»، أي الوسيلة التقليدية الأكثر شعبية، إذ يعمل التلاميذ على طباعة أوراق مصغرة للدروس أو ملفوفة وتخبيئها عن طريق وضع خيط مطاطي تحت كم اليدين. ومثل هذه الوسيلة عادة ما يتم كشفها من قبل الأساتذة المراقبين.

وتحكي تلميذة صادفتها «الأخبار»، أن أحد المترشحين كان يحاول الغش عن طريق وضعه خيطا مطاطيا في يديه، غير أنه عندما كان يحاول الغش ترك الخيط بقوة ليصرخ فور شعوره بالألم، مما أثار موجة من الضحك في صفوف المترشحين، وبالتالي حرمان هذا الأخير من اجتياز الامتحان.

وتضيف التلميذة ذاتها، أن بعض المترشحين يخفون «النقلة» داخل الآلة الحاسبة والمقلمة، لكن سرعان ما يتم اكتشاف أمرهم.

وتداولت صفحات التحريض على الغش عبر «الفايسبوك»، تقنية أخرى وهي طباعة المعلومات على ورق شفاف وملفوف يوضع في أقلام مخصصة، بحيث يمكن فتح ملفوف الورق بسحبه من بطن القلم بطريقة مبتكرة. الأمر الذي اعتبر البعض أنه يشكل خطرا على التلميذ الغشاش الذي قد يفضح أمره.

وانتشرت خلال هذه الأيام تزامنا مع الامتحانات صور لتلاميذ يضعون «النقلة» خلف الأحذية، وعلى أفخاذ الفتيات اللواتي يحرصن على ارتداء التنورات القصيرة لتسهيل عملية الغش.

ضبط 440 حالة غش في اليوم الأول من امتحانات الباكلوريا

كشفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، عن ضبطها 440 حالة غش في اليوم الأول لامتحانات الباكلوريا، مقابل 797 حالة في اليوم ذاته من السنة الماضية، بنسبة تراجع وصلت إلى 45 في المائة.
وبخصوص تسريب أوراق بعض المواد بعد انطلاق الامتحان، أكدت الوزارة في بلاغ لها، أنها مستمرة في رصد التسريبات من أجل وضعها رهن إشارة لجان التصحيح، للاعتماد عليها في رصد حالات الغش المحتملة أثناء عملية التصحيح.

وتوضح الوزارة أن مواضيع الامتحان غير مسربة، بل هذه الصفحات تنشر أجوبة خاطئة.

ومن أجل محاربة الغش، اعتمدت الوزارة على أنظمة للتشويش على الهواتف، كما هددت الغشاشين بعقوبات سجنية. وتضيف وزارة التربية الوطنية، أن أجواء الامتحانات مرت في أجواء إيجابية، واتسمت بالانخراط الجدي لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني، مسجلة تراجعا في نسبة ضبط حالات الغش.

وفي السياق ذاته، سجلت امتحانات الباكلوريا هذه السنة نسبة كبيرة من عدد المرشحين، والتي وصلت إلى ما يزيد عن نصف مليون مرشح، حسب الوزارة الوصية. أي ما يمثل 57.3 في المائة من العدد الإجمالي للمترشحين، وأكثر من 214 ألفا من الإناث، بما يمثل 42.7 في المائة، فيما سجلت ارتفاعا بنسبة 4.7 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية. وهو ما يمثل 33 في المائة من مجموع المترشحين، أي بزيادة 7.3 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.

هذا وذكرت المندوبية العامة للسجون وإعادة إدماج السجناء، أن عدد المشاركين في امتحانات الباكلوريا برسم هذه السنة الدراسية، بلغ 661 مرشحا. 8 منهم اجتازوا هذه الامتحانت بالمؤسسات السجنية، وهم في حالة سراح بعد الإفراج عنهم.

وذكر بلاغ المندوبية، أن إجراء امتحانات الباكلوريا مر في أجواء يسودها الانضباط والهدوء، في إطار الجهود المبذولة لتمكين السجناء من الاستفادة من البرامج التربوية والتأهيلية، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وفق البلاغ ذاته.

عـن يـومـيـة "الأخـبـار"، إعـداد كوثر كـمـار