2014-06-13, 21:17
|
رقم المشاركة : 8 |
إحصائية
العضو | | | رد: انتقل إلى عفو الله،المهدي المنجرة، | ظل المهدي المنجرة يصيح وحيدا، منذ عقود، مثل زرقاء اليمامة في قومها.
طيلة عقود من الزمن وعالم المستقبليات يحذر من تراجع العرب مزيدا إلى
الوراء، وكلما رفع المنجرة صوته كلما تراجعوا، وكلما تراجعوا كلما رفع
المنجرة صوته، وفي إحدى محاضراته، وهي دائما مناسبة يظهر فيها غضب المنجرة
وتنتفخ فيها أوداجه وهو يرى الوطن العربي ينزل إلى أسفل سافلين، حذر من
عودة الاستعمار من جديد تحت يافطة الخوصصة، وقال إن كل شيء بيع للأجانب،
الماء والكهرباء والنفط وحتى «البوخرارو».
قال سميح
القاسم. وفعلا كانت حياة المنجرة حروبا مستمرة، حارب التخلف العلمي من
داخل الجامعة المغربية، وحارب التخلف الإعلامي من داخل الإذاعة والتلفزيون
أيام كان مديرا له، وحارب الاستعمار من داخل منظمة اليونسكو، وحارب التأخر
العربي في كل كتاباته، التي منع بعضها من التداول في عدد من البلدان
العربية، مثل «الحرب الحضارية الأولى» الذي ما يزال ممنوعا في الجزائر،
وترجمها الذين عرفوا قيمتها مثل اليابانيين والصينيين. أما في بلاده، فإن
هذه القيمة الثقافية الكبرى، التي تسمى المنجرة، لا يتصل بها أحد ولا يسأل
أحد عن وضعها الصحي واحواله عندم كان على قيد الحياة. الذين يعرفون المنجرة جيدا يعرفون فيه حماسته التي لا تكل ولا تمل.
حتى وهو يتقدم في السن ويدب داء الباركنسون إلى أعضائه دبيبا ظل وفيا
لمكتبه في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، الذي أعطي له مكتب خاص فيه
منذ عام 1981 تشريفا لموقعه ولعمله الدؤوب في هذا المجال. وخلال أيام مرضه
الأولى، حتى وهو لا يقوى على الحراك، كان يتردد بين الحين والآخر على
مكتبه قبل أن يتوقف بشكل شبه نهائي، في انتظار شفائه من المرض. أما «يطو»،
الاسم الذي يطلقه على حاسوبه الشخصي منذ عقود والذي ظل ملازما له، فقد
حافظ على عادته اليومية في مصاحبته، حيث يحاول قراءة جميع الرسائل
الإلكترونية التي ترد عليه من خارج ومن داخل المغرب، ويحاول الرد عليها
واحدة واحدة، بصبر عال. وتحفل كثير من هذه الرسائل بكلمات المدح والإطراء
في حق المنجرة، لكن كثيرا منها أيضا يتضمن استشارات من البروفيسور المنجرة
حول الأبحاث الدراسية لطلبة مغاربة في الخارج، أو استشارات تهم العودة إلى
المغرب من عدمها. | |
| |