https://scontent-b-cdg.xx.fbcdn.net/...19398373_n.png


القضية التي تناولتها بعض وسائل الإعلام وتم تأكيدها من مصادر محايدة وتتعلق بتدخل لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، لفائدة قيادي في الحزب كي ينتقل من التدريس بجامعة تطوان إلى جامعة الرباط، وخارج الأطر القانونية المعروفة، يثير من جديد شعار محاربة الفساد، الذي رفعه بنكيران شعارا انتخابيا لحزبه، حيث أنه بفضل هذا الشعار وبفضل الوعود التي أطلقها، حاز الرتبة الأولى التي بفضلها تمكن من رئاسة الحكومة. لكن شعار محاربة الفساد تبين أنه هو العنوان الضخم لممارسة الفساد وفي أبشع صوره، أو بعبارة بعض المتذمرين من العدالة والتنمية: هؤلاء ينهبون ما شاءت لهم الظروف وعندما ينتهون يعودون عند المواطن ليقولوا له اتق الله. فتنقيل قيادي في الحزب ضدا على القانون، فيه إجحاف كبير في حق كثير ممن يستحقون، ويأتي ذلك في وقت أغلقت فيه الكلية باب التنقيلات، حيث تقدم عشرة أساتذة بطلبات الانتقال اختارت منهم الشعبة اثنين ليس من بينهم القيادي الإسلامي، الذي تدخل لفائدته الوزير الإسلامي لينتقل خارج القانون. وأنتم أيها المواطنون اتقوا الله. فالفساد ينخر الحزب الإسلامي، وهو يتستر عليه كثيرا، ولا يقوم بطرد أي عضو حتى لو ثبت في حقه الفساد إلا بعد أن تصبح فضيحته بـ"جلاجل" كما يقول إخواننا المصريون، كما حدث مع رئيس بلدية ميدلت وكاتبها الجهوي، ومن غرائب الصدف أن يتم تعيين بنكيران رئيسا للحكومة في هذه المدينة، التي تم فيها بالوثائق والفيديو القيادي في الحزب يحصل على رشوة من مقاول. وما زالت القضايا تطارد قيادي الحزب بمكناس، الذي تورط في زيارة إسرائيل في عز حملة الحزب الإسلامي على التطبيع، ويتابع في قضايا كثيرة لها علاقة بالتدبير الجماعي، وقد ترأس بنكيران نفسه ندوة الدفاع عنه، رغم علمه بتورطه في العديد من القضايا. ولا يرف لبنكيران جفن وهو يدافع عن إخوانه المتابعين أمام القضاء. فعندما كانت المحكمة تنظر في قضية قيادي في الحزب، المتهم بجرائم اختلاس أموال عمومية، كان بنكيران يعقد الاجتماعات الجماهيرية مخاطبا زوجة المتهم قائلا "ارفعي رأسك فإن زوجك ولي من أولياء الله". وفعلا خرج ولي الله في صفقة معينة ليصبح مسؤولا في مجلس كبير ويتولى منصبا مهما رفقة بنكيران، لكن نسي بنكيران ومن معه والمتهم نفسه، أن الخروج في الصفقة لم يلغ المتابعة وكما يقول المغاربة "تبات فالحبس ما تبات فالدوسي". هذه قضايا كبيرة ومعروفة للرأي العام، لكن هناك قضايا كثيرة، وهناك توظيفات مشبوهة في العديد من الوزارات والبلديات التي يتولى رئاستها أعضاء من الحزب الإسلامي، ليس أقلها نقل معلم من المدرسة إلى ديوان الوزير والعمل حثيثا على تعيينه كاتبا عاما دون توفر أدنى الشروط. هكذا هو الحزب الإسلامي يرفع شعار الفساد لكن الفساد ينخر في جسمه.